عندما تخرَّج "لوغان شينهولسر" (Logan Shinholser)، وهو المالك والمدير التنفيذي لشركة "كونتراكتر غروث نيتوورك" (Contractor Growth Network)، بدأ في عام 2014 في تسويق مشروع والده في مجال بناء بِرك الماء وإِصلاحها وتنظيفها.
يقول "لوغان": "انتقلت إلى مدينة "سان فرانسيسكو" (San Francisco) للعمل في شركة "إنديد" (Indeed) وكنت أقوم بالتسويق الرقمي لمشروع والدي إلى جانب ذلك، فعندما رأى أصدقاء والدي مدى تأثير الحملة التسويقية في تحسين أعماله، طلبوا مني أن أسوِّقَ لمشاريعهم أيضاً"، ومثل معظم رواد الأعمال لم يتوقع "لوغان" أن يصبح رب عمل، ولا سيما بعد تخرجه بسنوات قليلة، وفي النهاية ترك وظيفته في شركة "إنديد" ليعمل في التسويق الرقمي بدوام كامل.
يقول "لوغان": "لقد ادخرت مصروف ستة أشهر وأنشأت شبكة من العملاء قبل أن أستقيلَ من وظيفتي، ولدي الآن 15 موظفاً، وعملتُ مع أكثر من 400 عميل على استراتيجيات التسويق وتصميم المواقع الإلكترونية ومقاطع الفيديو وتسويق المحتوى".
4 نصائح لتوسيع نطاق مشروعك التجاري:
1. أنشئ خطة عمل:
على الرغم من أنَّ "لوغان" لم يكن بحاجة إلى مستثمرين أو إلى اقتراض الأموال لتمويل مشروعه، إلا أنَّ مدخراته كانت عنصراً هاماً في نجاحه.
يقول "بوب مارشال" (Bob Marshall)، وهو المدير التنفيذي لتنمية المشاريع، وواضِع الاستراتيجيات في "مجموعة سمول بزنس ديفيلوبمنت" (Small Business Development Group): "يتطلب إطلاق كل شركة تكاليف مختلفة، ولكن يوجد عامل واحد مشترك بينها جميعاً: وهو وجود احتياطي مالي، وأولاً عليك أن تفهمَ الخدمة أو المنتج الذي ترغب في بيعه، ومن ثم تحديد عملائك، كما عليك معرفة التكاليف التي سوف تتحملها، وما إذا كان عملك قابلاً للتوسيع".
إنَّ خطة العمل المكتوبة هامة جداً لتوضيح الخطوات ووضعك المالي؛ إذ يقول "بوب": "عليك معرفة تكلفة مشروعك، وكيف سيدرُّ لك الأموال، وكيف سيصبح مُربحاً، وغالباً ما تقدم الكليات والجامعات موارد مجانية لتخطيط المشاريع، أو يمكنك أن تسأل غرفة التجارة في مدينتك عن ذلك".
كتب "لوغان" خطة عمل قبل أن يستقيل من وظيفته: "طلب مني والد زوجتي أن أكتب خطة عمل كي لا يسخر البنك مني إذا احتجت إلى قرض، وقد كانت نصيحة مفيدة؛ لأنَّها جعلتني أفكر في جميع جوانب سوق العمل، وسلَّطت الضوء على ما كنت أجهله في عملي".
شاهد بالفيديو: بالخطوات.. كيف تكتب خطة عمل فعالة لشركتك؟
2. أنشئ شبكة دعم:
يقول "لوغان": إنَّ الفضل في نجاح شركته يعود إلى دعم "المنتورز" ومجموعات الدعم، وهي مجموعات صغيرة من أرباب الأعمال الذين يقدمون لبعضهم الدعم والخبرة التي اكتسبوها.
لقد كان "لوغان" محظوظاً؛ لأنَّ والده ووالد زوجته قدما له النصائح عن بدء مشروع تجاري، وذلك إضافة إلى مجموعات الدعم التي وقفت إلى جانبه، ولكن لا يحصل الجميع على مثل هذا الدعم أو لا يحققون النجاح حتى؛ فوفقاً لتحليل أجرته شركة "ليندينغ تري" (LendingTree) على البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل (Bureau of Labor Statistics)؛ تفشل حوالي 20% من الشركات عادةً في عامها الأول، وتفشل حوالي 50% منها في عامها الخامس.
يقول "بوب": "كي تستطيع التعامل مع الصعوبات التي تواجهها في إدارة مشروعك يجب عليك التعرف إلى محامٍ ومحاسب وأي محترفين آخرين متخصصين في مجال عملك، كما أنَّه يرى التعرف إلى رواد أعمال آخرين من خلال غرفة التجارة أو مجموعات شبكات الأعمال الأخرى تصرفاً ذكياً".
ينصح "بوب" بإنشاء مجلس استشاري يتكون من ثلاثة إلى خمسة أشخاص تثق بهم لدعمك وتقديم المشورة، ويقول: "قد يكون بعضهم من أرباب العمل، ولكن ليس من الضروري أن يكونوا كذلك؛ بل يجب أن يكونوا أشخاصاً يقدمون لك تغذية راجعة بشأن خطة عملك ويساعدونك على تحديدها".
3. تجنَّب توسيع نطاق عملك بسرعة كبيرة:
يمكن أن يساعدك أفراد المجلس الاستشاري على توضيح استراتيجية مشروعك والتكيف مع التغيرات التي تطرأ على عملك ونموه، ويمكنهم أيضاً مساعدتك على التواصل مع جهات أخرى من شبكة معارفهم وتقديم تغذية راجعة لمساعدتك على التعامل مع الأخطاء.
يعترف "لوغان" بأنَّ أكبر خطأ ارتكبه هو التسرع في توسيع نطاق مشروعه؛ فقد انضم إلى مجموعة دعم ركزت على "الكوتشز" والاستشارات، وهذا دفعه إلى التوسع بسرعة كبيرة بينما انضم فيما بعد إلى مجموعة دعم لوكالات التسويق، والتي تساعده على تنمية مشروع تجاري ناجح.
يقول "لوغان": "أدى التسرع في توسيع المشروع إلى التأثير سلباً في نموه وخسرنا المال بسبب ذلك، لذا تعلمنا أنَّ التأني؛ هو الحل المناسب لمعرفة ما يحتاجه عملاؤنا".
4. أمِّن التمويل لتوسيع نطاق المشروع:
يحتاج معظم رواد الأعمال في المراحل الأولى من عملهم إلى دعم مالي لتأمين اللوازم أو التسويق للمشروع أو توظيف موظفين؛ وذلك لتوسيع نطاق أعمالهم.
يقول "مارك مدريد" (Mark Madrid)، وهو المدير المساعد لمكتب تطوير ريادة الأعمال (Office of Entrepreneurial Development) في وكالة إدارة الأعمال الصغيرة (SBA): "تقدم وكالة إدارة الأعمال الصغيرة منحاً وقروضاً، مثل القروض الصغيرة التي تقل قيمتها عن 50 ألف دولاراً أمريكي، وذلك لمساعدة رواد الأعمال على إطلاق مشاريعهم، والأهم من ذلك هو معرفة الفرق بين خدمات القروض، والقرض الذي تستطيع الحصول عليه اعتماداً على مشروعك".
أنواع التمويل المختلفة:
يقول "بوب": "سواء اخترتَ اقتراض المال أم تمويل مشروعك من خلال رأس المال الاستثماري يعتمد ذلك على موقفك من الديون؛ إذ يتسم القرض بميزة وجود شروط يمكنك اختيارها حسب حاجاتك، والتي تنتهي ما إن تسدد ذلك القرض، ولكن عليك سداده بصرف النظر عن أداء المشروع، وفي كثير من الحالات عليك رهن ممتلكاتك الشخصية بوصفها ضماناً؛ وهذا قد يؤدي إلى خسائر شخصية ويؤثر في درجة الائتمان إذا تخلفتَ عن السداد".
إذا قررتَ اللجوء إلى مستثمرين للمساعدة على توسيع نطاق مشروعك، فليس عليك أن تدفع أرباحاً لهم على الفور، ويمكنك تجنب الالتزامات المحددة بفترة زمنية.
يقول "بوب": "يمكنك اكتساب المعرفة من مستثمريك إذا كانت لديهم خبرة من مشاريع أخرى، وفي المقابل قد تضطر إلى التخلي عن بعض حقوق الملكية في مشروعك وربما يقل تحكمك بإدارته؛ إذ تكلف حقوق الملكية أكثر من الديون؛ لأنَّ المستثمرين يُقدِمون على مزيد من المخاطر".
إذاً لا يجب أن يتخلى أرباب العمل عن التحكم بأمور المشروع بسهولة؛ فما تدفعه للمستثمرين قد يكون أكثر مما استثمروا في مشروعك.
يُعدُّ التواصل مع أحد المصرفيين والمحاسبين خطوة هامة على كل رب عمل أن يتخذها لبناء أساس مالي متين، ويقول "بوب": "يمكنك إنشاء مشروعك على مراحل إذا استطعت، وما إن تعيِّنَ موظفين ستكون مسؤولاً عنهم أيضاً، وعليك التفكير في أمور، مثل توفير التأمين الصحي لك وللموظفين إلى جانب خطط التقاعد والمزايا الأخرى".
تقدم المؤسسات المالية والوكالات الحكومية والمنظمات غير الربحية التوجيهات في كل مرحلة من مراحل تخطيط الأعمال.
في الختام:
كما رأينا يتضمن توسيع نطاق الأعمال التجارية الناجحة استخدام نقاط انطلاق صغيرة، مثل وضع خطة عمل والاستفادة من التكنولوجيا الناشئة، لإنشاء أساس مستدام للنمو.
أضف تعليقاً