إذا كنت تسعى جاهداً لتكون أكثر إنتاجية في العمل والحياة الشخصية، فعليك أولاً التخلص من عوامل التشتيت الواضحة، لذا تجنَّب الوقوع في دوامة وسائل التواصل الاجتماعي، وعطِّل تطبيق الدردشة في هاتفك مدة من الزمن في اليوم، واكتب قائمة بمهامك اليومية والتزمها ما لم تطرأ حالة طارئة، ومع أنَّ هذه الممارسات مفيدة حتى لو مارستها على نحو متقطع، فإنَّ تحقيق أكبر قدر من الإنتاجية يلزمه أكبر قدر من الالتزام؛ إذ يساعدك تكديس العادات الذكية على ذلك.
تعدُّ ممارسة التأمل، وتحديد الأولويات، والحد من استخدام الأدوات الرقمية، ورفض طلبات الآخرين التي تزيد من عبء عملك، عادات رائعة تسهم في زيادة إنتاجيتك، ولكن لا تنس الرعاية الذاتية حتى لا تضيع جهودك بلا طائل، ومن ثم اجعل نظام الغذاء الصحي جزءاً من استراتيجيتك لزيادة الإنتاجية.
4 خطوات لزيادة الإنتاجية:
إليك 4 خطوات لزيادة الإنتاجية:
1. تحسين صحة الجهاز الهضمي:
بين الإدراك والإنتاجية صلة وثيقة، وإنَّ قدرتك على جمع المعلومات ومعالجتها باستخدام خبرتك وحواسك واتخاذ قرارات مستنيرة هي الإدراك؛ أي إنَّ أداءك المعرفي يؤثر في مستوى إنتاجيتك.
العلاقة بين صحة الجهاز الهضمي والأداء المعرفي مدروسة دراسة مستفيضة أيضاً، وفي الواقع غالباً ما يُشار إلى الجهاز الهضمي على أنَّه "الدماغ الثاني" للجسم، وإضافة إلى ذلك أنت تستطيع التحايل عليه لتحسين الإدراك؛ إذ يؤدي تحسين صحة الجهاز الهضمي من خلال تناول المكملات الغذائية والتغييرات الغذائية إلى تعزيز التناسق بين أعضاء جسمك كافة، ومن ثم تحسين أدائك.
الأمعاء هي المكان الذي توجد فيه البكتيريا الضرورية لعملية الهضم الصحي، وإذا لم تحتوِ منطقة أمعائك الحيوية على الكميات المناسبة من البكتيريا المفيدة، فسوف تطغى البكتيريا الضارة؛ وهذا يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأمراض المحتملة ومنها الالتهابات التي تسبب مشكلات صحية، مثل: التعب، والأرق، وعسر الهضم، وتقلُّب المزاج، وقلة التركيز، وغيرها.
يجب عليك الانتباه إلى العلامات التي تشير إلى وجود مشكلات محتملة في الجهاز الهضمي؛ لأنَّ كل واحدة منها وحدها تؤدي إلى انخفاض مستوى إنتاجيتك في العمل، وفي حال اجتمعت علامتان معاً، فسوف تواجه صعوبةً في إنجاز أي شيء.
إنَّ فهم الأساس العلمي وراء بناء تنوع بيولوجي صحي هو طريقة ذكية للبدء.
شاهد بالفديو: 9 عادات يومية للأشخاص ذوو الإنتاجية الفائقة
2. معرفة آلية عمل القناة الهضمية:
تتكون القناة الهضمية من أجزاء الجسم المشارِكة في عملية الهضم من الفم إلى المستقيم، ويشار إليها علمياً باسم الجهاز المعوي أو الجهاز التغذوي أو الجهاز الهضمي، وبصرف النظر عن اسم المصطلح، فهي في الأساس مسار الطعام من الدخول إلى الخروج، ولكن ما يحدث بينهما هو الأهم، لذا يجب تفتيت الطعام إلى عناصر غذائية يمكن امتصاصها من خلال مجرى الدم ونقلها إلى جميع أنحاء الجسم؛ وهذا يعني أنَّ ما ترسله إلى مجرى الدم هو الذي يحدد حالتك الصحية.
تحتوي الأمعاء السليمة على تلك البكتيريا المفيدة إضافة إلى الخلايا المناعية التي تمنع البكتيريا الضارة والفطريات والفيروسات من التكاثر وإرسال السموم إلى مجرى الدم؛ ولكنَّ القناة الهضمية تشترك أيضاً في اتصال ثنائي الاتجاه مع الدماغ، فهي تربط المراكز المعرفية والعاطفية للدماغ مع الجهاز الهضمي.
إذا لم يكن جهازك الهضمي سليماً، فسوف يتعطل التواصل، وانقطاع التواصل من أي نوع يقوِّض الكفاءة، وإذا كنت ترغب في زيادة الإنتاجية، ولكنَّك تهمل العادات الصحية التي تخلق رابطاً معرفياً قوياً قادماً من الأمعاء، فسوف تتأثر صحتك وإنتاجيتك.
3. تناول الأطعمة المفيدة للجهاز الهضمي:
إنَّ صحتك تعتمد على طعامك، وأمعاءك تحتاج إلى البكتيريا المفيدة، فعليك تناولها، وإنَّ الألياف والبروبيوتيك هي أفضل خياراتك لتحقيق أداء عال، وقد تؤدي إضافة العناصر المناسبة إلى نظامك الغذائي إلى إنجاز المهام في قائمة مهامك بسرعة أكبر، لذا فقط ابدأ بأكل تفاحة يومياً ثم زد الكمية، وربما سمعت عن فوائد خل التفاح، واشتريت زجاجة منه وحاولت تناول جرعة أو اثنتين يومياً، وقبل أن تترك هذه العادة عليك أن تجرب حبوب خل التفاح التي تحتوي على خلاصة خل التفاح وجرعة صحية من حمض الأسيتيك، وبذلك تحصل على الفائدة الكاملة التي تحصل عليها من خل التفاح السائل مع سهولة أكبر في تناوله.
تشمل الأطعمة والمشروبات الأخرى التي تحتوي على البروبيوتيك الأطعمة المخمرة، مثل: الكمبوتشا والكيمتشي ومخلل الملفوف واللبن ومخلل الشمندر، ويعدُّ بالنسبة إلى الألياف تناول تفاحة طازجة مع قشرتها أحد أفضل المصادر التي يمكنك الحصول عليها، وتحافظ أيضاً الفاصولياء والعدس والحبوب الكاملة والشوفان ودقيق القمح والفواكه المجففة على نظافة الجهاز الهضمي وصحته، وإضافة إلى ذلك يحتاج الجسم لتعزيز الإنتاجية إلى مادة البوليفينول الموجودة في الفواكه والخضروات، لذا عليك أيضاً تجنب الأطعمة الدهنية والمعالجة والانتقال إلى نظام غذائي متوسطي؛ أي نسبة إلى البحر الأبيض المتوسط.
هذه العادات لتحسين تنوع البكتيريا في الجهاز الهضمي مفيدة، وقد تؤدي إلى زيادة الإنتاجية.
4. الاستفادة من صحة الجهاز الهضمي:
صحة الجهاز الهضمي هي أساس صحتك الجسدية والعقلية عموماً، وإنَّ آلية عمله معقدة، ولكن تُظهر الأبحاث أنَّ تأثيره لا يقتصر على عملية الهضم وحسب؛ بل يؤثر في جهازك المناعي، والمزاج والعواطف، وصحة القلب والدماغ، والنوم المريح، وحتى نوعية بشرتك، كما ويُعتقد أنَّ الجهاز الهضمي السليم يقيك من الإصابة بالسرطان وأمراض المناعة الذاتية.
ترتبط صحة الجهاز الهضمي بالوظيفة الإدراكية التي ترتبط بدورها بالإنتاجية، ولكنَّها ترتبط أيضاً بجميع الأساليب التقليدية المصمَّمة لتعزيز الدافع، وعلى سبيل المثال تعتمد قدرتك على النوم الهانئ في الليل والاستيقاظ منتعشاً على صحة الجهاز الهضمي، ويسهِّل عليك الجهاز الهضمي السليم ممارسة التمرينات الرياضية والعمل أيضاً؛ لأنَّ التواصل السلس بين أمعائك وعقلك يحسن مزاجك وأداءك في العمل.
من السهل أن ترى كيف أنَّ عمل الجهاز الهضمي بسلاسة هو عنصر أساسي للصحة الجيدة، ولكنَّ خلاف ذلك صحيح أيضاً، فالعادات التي تسهم في الصحة العامة تحسن صحة جهازك الهضمي أيضاً، وعلى سبيل المثال الامتناع عن احتساء الكحول، والنشاط، وتناول الطعام بحكمة، والنوم المريح كلها تؤدي إلى تعزيز صحتك.
في الختام:
قبل أن تعتقد أنَّ شدة التركيز والتزام أخلاقيات العمل هي كل ما يتطلبه الأمر لزيادة الإنتاجية، فكِّر ملياً وانظر ما إذا كنت تمارس عادات غذائية صحية، ففي الواقع قد تكون صحة جهازك الهضمي العامل الأهم لنجاحك.
أضف تعليقاً