ما هي أنواع الذكاء الاصطناعي؟
توجد أربعة أنواع رئيسة من الذكاء الاصطناعي؛ الآلات التفاعلية، والذاكرة المحدودة، ونظرية العقل، والوعي الذاتي، ومع ذلك، نظراً لإمكانية تصنيف الذكاء الاصطناعي حسب الوظيفة (الأنواع المذكورة آنفاً) والقدرات، فيمكننا إضافة ثلاثة أنواع أخرى؛ الذكاء المحدود (ANI)، والذكاء العام (AGI)، والذكاء الفائق (SGI)، وسنشرح أدناه كل نوع من هذه الأنواع.
4 أنواع للذكاء الاصطناعي:
1. الآلات التفاعلية:
كما يوحي الاسم، تستجيب الآلات التفاعلية للمدخلات المختلفة دون استخدام الذاكرة أو فهم أوسع للسياق، على سبيل المثال، يشيع استخدام هذا النوع من الذكاء الاصطناعي في تصميم الألعاب لإنشاء خصوم؛ إذ سيستجيب الخصم لأفعالك أو تحرُّكاتك أو هجماتك في الوقت الحقيقي، ولكنَّه غير مدرك للهدف العام للعبة، إضافة إلى ذلك، لا يخزِّن أيَّة معلومات في الذاكرة؛ لذا فهو لا يتعلم من التجارب السابقة ولا يعدِّل طريقة اللعب.
يدعم الذكاء الاصطناعي التفاعلي الكثير من أدوات التسويق، مثل روبوتات الدردشة (chatbots)؛ إذ تستخدم هذه البرامج الذكاء الاصطناعي التفاعلي للرد على الرسائل (أو المدخلات) بالمعلومات الصحيحة.
يشيع استخدام روبوتات الدردشة في خدمة العملاء، لكن يمكن استخدامها أيضاً لتعزيز إنتاجية المسوقين، على سبيل المثال، "تشات سبوت" (ChatSpot) من شركة "هاب سبوت" (HubSpot)؛ وهو برنامج مساعد مفيد مدعوم بالذكاء الاصطناعي يمكنه إنشاء التقارير وجهات الاتصال وإرسال رسائل بريد إلكتروني للمتابعة بناءً على أوامر معينة.
إضافة إلى روبوتات الدردشة، بمقدور الذكاء الاصطناعي التفاعلي تحليل سلوك العملاء وأداء الحملات التسويقية وتوجهات السوق، وباستخدام هذه الأفكار، يستطيع المسوقون تحسين حملاتهم على الفور، وهذا يعزز كفاءتها وعائد الاستثمار.
2. الذاكرة المحدودة:
يتعلم هذا النوع من الذكاء الاصطناعي من كمية محدودة من البيانات أو التغذية الراجعة، ومع ذلك، لا يحفظ أيَّة معلومات في الذاكرة مدة طويلة من الزمن، ويُعَدُّ "تشات جي بي تي" (ChatGPT) مثالاً رائعاً عن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي؛ إذ لديه حد أقصى من الرموز يبلغ 4000 رمزاً (أشكال نصية مثل الكلمات)، ولا يمكنه تذكُّر أي شيء من محادثة حالية بعد هذا الحد؛ لذلك إذا كانت المحادثة تحتوي على 4097 رمزاً، فإنَّه يستجيب بناءً على آخر 97 رمزاً.
تُستخدَم هذه التكنولوجيا في السيارات ذاتية القيادة لاكتشاف المسارات، ورسم خريطة الطريق أمامك، وضبط سرعة السيارة، وفرملتها في الوقت الحقيقي بناءً على أنماط حركة المرور وحالة الطريق.
في التسويق، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي ذو الذاكرة المحدودة لتحليل كميات كبيرة من البيانات، وهذا يساعد المسوقين على اتخاذ قرارات أذكى بشأن استراتيجياتهم وتكتيكاتهم، ويمكنه أيضاً التنبؤ بالنتائج وتقديم توصيات بناءً على هذه البيانات.
على الرغم من أنَّ خوارزميات الذاكرة المحدودة فعالة، فإنَّها غير مضمونة، فقد ترتكب أخطاء أو تقدِّم تنبؤات غير دقيقة، وخاصةً عند العمل مع بيانات قديمة؛ وبعبارة أخرى، تعتمد صحة النتائج على صحة البيانات المُدخلة، لذلك من الهام تدريب هذه الخوارزميات بمعلومات دقيقة وذات صلة وحديثة.
تُعَدُّ الآلات التفاعلية والذاكرة المحدودة من أشيع الأنواع المستخدَمة اليوم، فكلاهما شكل من أشكال الذكاء المحدود (الذي سنناقشه بمزيد من التفصيل أدناه)؛ لأنَّه لا يمكن أن يعمل خارج القدرات المبرمجة.
3. نظرية العقل:
نظرية العقل موجودة بوصفها مفهوماً فقط، فهي تمثل فئة متقدمة من التكنولوجيا تستطيع فهم الحالات العقلية للإنسان، على سبيل المثال، إذا صرختَ على "خرائط جوجل" (Google Maps) بسبب تفويت منعطف، فلن يشعر هذا النوع من الذكاء الاصطناعي بالإهانة ولن يقدِّم دعماً عاطفياً؛ بل سيستجيب بإيجاد طريق آخر.
الفكرة وراء نظرية العقل هي إنشاء آلات تتفاعل مع البشر بكفاءة؛ لأنَّها تفهم احتياجاتهم وأهدافهم ودوافعهم، فإذا تمكَّن نظام الذكاء الاصطناعي من فهم استياء العميل وغضبه على سبيل المثال، فيمكنه الاستجابة بلباقة أكبر.
على الأمد الطويل، قد تؤثر نظرية العقل للذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً في التسويق، ولكنَّها ما تزال في مراحلها الأولى، وهذا يجعل من الصعب التنبؤ متى ستصبح حقيقةً واقعة.
4. الوعي الذاتي:
هو المرحلة التالية من تطور نظرية العقل؛ إذ تكون الآلات قادرة على فهم المشاعر البشرية ولديها مشاعرها واحتياجاتها ومعتقداتها الخاصة، وحالياً هذا النوع من الذكاء الاصطناعي موجود نظرياً فقط.
"ميغان" (M3gan)؛ الروبوت من الفيلم الذي يحمل نفس الاسم، هو مثال عن الذكاء الاصطناعي الذي يمتلك الوعي الذاتي؛ إذ إنَّها حساسة، وتعرف من هي، وتعيش تجارب عاطفية، وتفهم مشاعر الآخرين، وإنَّها خرقاء كما نتوقع من الروبوت، ولكنَّها تتفاعل اجتماعياً.
شاهد بالفديو: وظائف لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها
مراحل الذكاء الاصطناعي:
للذكاء الاصطناعي ثلاث مراحل تُحدَّد بناءً على قدرته على محاكاة القدرات البشرية:
1. الذكاء المحدود (ANI):
يمثل الذكاء الاصطناعي المحدود معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي الموجودة اليوم، وفي هذه المرحلة، يُصمَّم الذكاء الاصطناعي لأداء مهمة محدَّدة أو مجموعة من المهام، فليس لديه القدرة على التعلم أو التكيف بما يتجاوز برمجته، وتشمل الأمثلة روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين، مثل سيري (Siri) وخوارزميات التوصية.
2. الذكاء العام (AGI):
هذا هو التطور القادم للذكاء الاصطناعي؛ إذ تُصمَّم هذه الأنظمة بحيث يكون لديها ذكاء يشبه ذكاء الإنسان، وهذا يسمح لها بالتعلم والتكيف مع المواقف الجديدة، والتفكير المجرد، والاستدلال، وحل المشكلات، وفي الوقت الحالي، ما يزال الذكاء الاصطناعي العام (AGI) نظرياً إلى حد بعيد.
3. الذكاء الخارق (ASI):
هو شكل متقدِّم من الذكاء الاصطناعي يتفوق على الذكاء البشري، ويستطيع حل المشكلات المعقدة، وابتكار تقنيات جديدة، واتخاذ قرارات تتجاوز نطاق فهم البشر، فالنقاش محتدم حول الذكاء الخارق، وما تزال منافعه ومخاطره المحتمَلة مبهمة.
في حين أنَّ هذه المراحل مقبولة على نطاق واسع، فيوجد جدل مستمر حول ما الذي يحدد كل مرحلة ومتى يمكننا تحقيقها، أو ما إذا كان ينبغي علينا تطوير الذكاء الاصطناعي في المقام الأول.
أفضل أنواع الذكاء الاصطناعي في التسويق:
كما ذكرنا، الذكاء الاصطناعي التفاعلي وذو الذاكرة المحدودة (كلاهما ذكاء اصطناعي محدود) هما المتاحان اليوم، وهذا يعني أنَّ أدوات الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها المسوقون هي أدوات تفاعلية أو تفاعلية مع ذاكرة محدودة.
أُجري استطلاع شمل أكثر من 1350 جهة تسويق في الولايات المتحدة لمعرفة المزيد حول استخدامهم للذكاء الاصطناعي والأتمتة والأدوات التي يستخدمونها في وظائفهم، وفيما يأتي بعض النقاط الرئيسة:
أولاً، عندما سؤالهم عن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية المستخدَمة في وظائفهم التسويقية، قال 66% منهم إنَّهم يستخدمون روبوتات الدردشة، فقد تكون روبوتات الدردشة ذكاء اصطناعياً تفاعلياً ومحدود الذاكرة.
على سبيل المثال، يمكن تسمية روبوت دردشة قائم على القواعد يتبع نموذج صيغة الشرط (إذا كان/ فافعل) ومبرمَج باستخدام ردود مسبقة بالذكاء الاصطناعي التفاعلي؛ لأنَّه يتبع هيكلاً محدَّداً لا يخرج عنه.
تندرج روبوتات الدردشة التي تستخدم تقنيات التعلم الآلي، مثل روبوتات الدردشة القائمة على المحادثة ضمن الذكاء الاصطناعي ذي الذاكرة المحدودة؛ إذ تستفيد من البيانات والمحادثات السابقة للرد على العملاء، وتزداد فاعلية هذه الروبوتات مع مرور الوقت، ولكنَّ ذاكرتها محدودة.
قال المسوِّقون أيضاً إنَّهم يستخدمون عادةً أدوات الذكاء الاصطناعي المرئية (57%) وأدوات توليد النصوص (56%)، وبصرف النظر عن الأداة التي يستخدمونها، فإنَّ جميع أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية تقع في فئة الذاكرة المحدودة؛ لأنَّ هذه الأدوات تستطيع إنشاء محتوى جديد بناءً على البيانات التي دُرِّبَت عليها.
قال جميع مستخدمي الذكاء الاصطناعي والأتمتة المشمولين في الاستطلاع إنَّ أدوات الذكاء الاصطناعي والأتمتة توفِّر في المتوسط ساعتين و24 دقيقة في اليوم.
في الختام:
لكلِّ نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي المذكورة آنفاً نقاط قوَّته وقيوده، ومعرفة هذه الاختلافات هي الأمر الأساسي لاختيار الأدوات المناسبة، وتحقيق أقصى استفادة منها، والبقاء في المقدمة.
أضف تعليقاً