3 نصائح لمعرفة ما تحتاجه حقاً والحصول عليه

كل القرارات التي اتخذتها في حياتي كانت بسبب تجاهلي لاحتياجاتي أو إهمالي أو إنكاري لها، ففي كثير من المرات، وأحياناً لسنوات عدة، اتخذت قرارات وخيارات كما لو أنَّ احتياجاتي بلا أهمية، وجعلتُ حياتي بائسة بدلاً من أن أجعلها أفضل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "جوليا فيلبيرباور" (Julia Felberbauer)، وتُحدِّثنا فيه عن بعض النصائح لمعرفة ما نحتاج إليه حقاً والحصول عليه.

انتقلت إلى العيش في شقة مع بعض الغرباء عندما كنت بحاجة إلى الخصوصية، وإلى مكاني الخاص، وإلى بعض الهدوء والشعور بالأمان في المنزل، وهو ما لا يتحقق عندما تعيش مع أشخاص غرباء، ولكنَّه كان مكاناً ذا سعر معقول، وبالطبع، لقد ندمت على هذا القرار كثيراً، كما أنفقت أموالي في العطل في أماكن لم أحبها؛ وذلك لأنَّني اعتقدت أنَّني لا أستطيع تحمُّل تكاليف الأماكن التي أردت الذهاب إليها حقاً، ونتيجةً لذلك أهدرت المال ولم أستمتع.

درستُ تخصُّصاً أكاديمياً لم يُثِر اهتمامي البتة مدة 8 سنوات، وقد كنت أمقته مقتاً شديداً، ولكنَّني آثرت متابعة دراستي خشية ألا أحصل على وظيفة، ولكنَّ المفارقة هي أنَّني لم أحصل على وظيفة جيدة على أي حال، حتى بعد حصولي على الشهادة، فإن كنت قد مررت بمواقف مشابهة، فلا تقلق، فقد كتبت هذا المقال لأساعدك.

ما هي المشكلة؟

أنت تريد أو مضطر إلى إجراء تغيير ما واتخاذ قرار معين، وأنت على دراية بما تريده وتحتاجه حقاً، سواء اعترفت بذلك أم لا، ولأنَّك تظن أنَّك لا تستطيع الحصول على ما تريده، فأنت تستسلم وترضى بأقل مما تستحق، وتعيش في تعاسة دائمة حتى تغيِّر رأيك على الأقل.

حين تستسلم، أنت توهم نفسك أنَّك لست بحاجة إلى شيء معين حقاً، وأنَّه من الجيد تجربة شيء جديد (حتى ولو كنت تكره التفكير فيه)، وأنَّ الأمر ليس بهذا السوء وستكتشف كيفية التعامل معه بطريقة ما.

أنت تختار الشيء الأرخص والأضمن والأبشع بدلاً من الشيء الذي يحررك من القيود ويغني حياتك، وأنت تنفق المال على شيء يجعل حياتك أكثر بؤساً بدلاً من أن يجعلها أفضل، أو الأسوأ من ذلك، أنت تهدر طاقتك ووقتك المحدودين على هذه الأرض في موقف تشعر وكأنَّه يستهلك روحك.

شاهد بالفيديو: رحلة الحياة بـ (10) خطوات بسيطة

لماذا تفعل ذلك؟

لقد تربيت على الاعتقاد بأنَّ المال والأمن المالي أهم من أي شيء آخر، وأنَّك ستصبح بلا مأوى إذا لم تختر الشيء الأرخص أو الأكثر أماناً، ومن الممكن أنَّك تعلَّمت أنَّ احتياجاتك ليست هامة، ومن ثم أصبحت تعامل نفسك وفقاً لذلك، ومن الممكن أنَّك تحاول التكيف مع ما تقول أسرتك أو مجتمعك أو أيقوناتك الثقافية أو أبطالك إنَّه صحيح، على الرغم من أنَّه لا يناسبك.

بالنسبة إليَّ، لقد وجدت أنَّني سأكره نفسي إذا حصلت على ما أردته وكنت بحاجة إليه؛ لأنَّني حينها سوف أحسد نفسي، وسيكون من الصعب تقبُّل ذلك.

إليك فيما يأتي 3 نصائح لتعرف ما تحتاجه حقاً وتحصل عليه:

1. حلِّل القرار وقسِّمه إلى أجزاء:

فكر في الخيار الذي يتعين عليك اتخاذه وتخيَّل كيف سيكون الوضع إذا كان كل شيء ممكناً، فإذا كنت تملك المال، فابدأ وحقق ما تريده، وإذا لم تتمكن من تحمُّل تكاليف هذا الوضع المثالي وجعله حقيقة واقعة في الوقت الحالي، فحاول معرفة المكونات الأساسية لسعادتك بتحليل القرار وتقسيمه إلى أجزاء.

على سبيل المثال، إذا أزلتَ شيئاً معيناً من الوضع الذي ترى أنَّه مثالي، فهل سيبقى القرار مناسباً لك؟ إذا أجبت بـ "نعم"، فيمكنك الاستمرار ومحاولة إزالة شيء آخر، وإذا أصبح الموقف الذي تخيلته مقيتاً في مرحلة ما، فيجب أن تعلم أنَّك بالغت وأزلتَ شيئاً تحتاج إليه لتكون سعيداً، وعندما تشعر بالتردد حيال شيء ما، يمكنك تجزئته أكثر من ذلك، أو تعديله حتى يعجبك حقاً؛ إذ إنَّ القاعدة الأساسية هي "أبقِ على كل ما يُحقق لك السعادة وأزِل كل ما يقيِّدك".

إقرأ أيضاً: كيف نتدرب على اتخاذ القرارات؟

2. أجرِ بعض الأبحاث:

الفكرة هنا هي معرفة ما الذي يجعلك سعيداً وما الذي قد يكون مضيعة لمالك ووقتك وطاقتك حتى تتمكن من اتخاذ قرارات جيدة، فعندما تحدد ما هو ضروري بالنسبة إليك، يمكنك طلب المشورة من الناس أو البحث عبر الإنترنت عن أيسر طريقة ممكنة للحصول على ما تريده.

بالنسبة إليَّ، لقد كان الشيء الذي يشعرني بالسعادة هو العثور على شقة صغيرة للعيش فيها وحدي، وإجراء كثير من الأبحاث عن أماكن للإقامة قبل عطلتي، واكتشاف المواقع، والعودة إلى الدوام جزئياً في الجامعة لدراسة ما أردته حقاً.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات ينبغي التفكير بها قبل طلب المشورة

3. كن مرناً بعض الشيء:

ليس الهدف أن تحقق الموقف الذي تخيلته بحذافيره، فقد يكون تحقيق جزء منه كافياً، شريطة ألا تتنازل عن أي شيء يتعلق بسعادتك ورضاك، إضافة إلى ذلك، قد تتغير خياراتك المفضلة وظروفك لاحقاً، ويصبح ما قبلت به على مضض حاجة ضرورية لك؛ لذا كن مرناً في اختيارك، وارضَ بما يحقق لك السعادة مبدئياً، أما إذا قبلت من البداية بما لا يناسبك على الإطلاق، فلا أمل في تحسُّن الوضع لاحقاً وستندم على قرارك عاجلاً أم آجلاً.

في الختام:

في النهاية، أنت المسؤول الأول والأخير عن العناية بنفسك؛ لذلك إذا لم تمنح نفسك فرصة للحصول على ما تقدِّره، فمن سيفعل ذلك نيابةً عنك؟




مقالات مرتبطة