3 نصائح فعَّالة تمنحك الصحة والعافية

في خضم الأيام المليئة بالأولويات الملحَّة، والجداول الزمنية المزدحمة، والمسؤوليات المتزايدة، صارت الصحة العقلية شيئاً نسعى إليه باستمرار، ولكن قد يكون من الصعب للغاية أن نحدده، فما هي الصحة العقلية، وكيف تعرف أنَّك حققتها؟ في الواقع، لا يوجد تعريف مقبول عالمياً للصحة العقلية؛ إذ قد تختلف دلالتها باختلاف الأشخاص في مراحل وظروف مختلفة من الحياة، ولكن هناك بعض الحقائق التي قد تساعدنا جميعاً على تحقيق الحالة المنشودة التي نسعى إليها؛ لذا نقدِّم لك بعض النصائح التي تساعدك على الشعور بالصحة العقلية:



1. اختر الشعور المناسب بدلاً من الشعور بالرضا:

لقد تعلَّمنا منذ الصغر أن نبحث عن المشاعر الإيجابية، وأن نتجنَّب التوتُّر والسلبية، ونسعى وراء السعادة، ولكن نتجاهل هذه الرؤية الحقيقة الأساسية المتمثلة في أنَّ الحياة مليئة بالتحديات، وأنَّنا لكي نصبح قادرين على التكيف أو المرونة، يجب أن نقاوم الصعوبات ولا نتجنَّبها.

ومن ثم، يجب أن نهتم بأن نشعر بما يناسبنا، بدلاً من الشعور بالرضا عموماً؛ إذ تتعلق السعادة بالحصول على تجارب ذات مغزى وقيمة، بما في ذلك العواطف التي تعتقد أنَّها مناسبة، كما أنَّ أساس الحياة المليئة بالرضا والعافية؛ هو امتلاك العواطف والتجارب العاطفية التي يريدها المرء، والتي قد تشمل المشاعر الإيجابية والسلبية.

فضلاً عن ذلك، يُعدُّ إظهار بعض العواطف، مثل الخوف أو الغضب، أمراً ضرورياً للوصول إلى هدف أكبر؛ وذلك لأنَّه إذا نُظِّمت العواطف لأسباب مُجدية، سيرغب الناس في الشعور بمشاعر ممتعة عندما تفوق الفوائد الفورية الفوائد المستقبلية، ولكن عندما يحدث العكس، قد يفضِّل الناس الشعور بمشاعر مُجدية، حتى لو كانت غير سارة، ومن ثم، قد لا تتعلق الحياة الجيدة بالشعور بالرضا بقدر ما تتعلق باختيار الشعور المناسب.

إقرأ أيضاً: ما بين التَقبُّل وتحييد المشاعر: كيف نتحكم بمشاعرنا؟

2. تقبَّل السلبية بدلاً من تجنُّبها:

أول ما يتعيَّن عليك فعله لتحظى بشعور مناسب، هو الانفتاح على التجارب العاطفية السلبية، في الواقع، قد تؤدي ممارسة قبول العواطف السلبية بدلاً من مقاومتها إلى تعزيز العافية والرضا العام عن الحياة؛ إذ يتمتع الشخص الأكثر تقبلاً لتجاربه العاطفية بصحة نفسية أفضل، مقارنةً بأولئك الذين يسعون إلى عيش تجارب عاطفية إيجابية فقط أو الذين يحكمون على العواطف السلبية بقسوة أكبر.

تتمثل إحدى وسائل المواجهة الشائعة التي نتَّبعها جميعاً في قمع أو رفض بعض العواطف المؤلمة، دون أن نفهم تماماً أنَّ هذه الاستراتيجية قد تأتي بنتائج عكسية، ولكن ثمَّة الكثير من الأدلة التي تُظهر أنَّه كلَّما حاول المرء قمع تجربة سلبية، أصبح تفكيره فيها أو عاطفته تجاهها أكثر اضطراباً، وزادت صعوبة التعامل مع الضغوطات بفاعلية.

بالإضافة إلى ذلك، يزيد تجاهلك لأفكار معينة احتمالية تكرارها وبصورة مكثَّفة، ولا سيما الأفكار السلبية؛ لذا نقول دائماً: ما تقاومه يبقى، كما يقول البروفيسور "دانيال ويجنر" (Daniel Wegner) من "جامعة هارفارد" (Harvard University) إنَّ تأجيل الأفكار غير المرغوب فيها وتخصيص وقت معيَّن للتفكير فيها هو الطريقة الفعَّالة للتعامل معها؛ إذ سيؤدي استعراض هذه الأفكار السلبية ببطء وتحكُّم إلى تهدئتها في النهاية.

إقرأ أيضاً: لماذا لا تعد المشاعر السلبية سيئة للغاية؟ وكيف تتعامل معها؟

3. اهتم بصحتك وعافيتك، ولكن لا تنغمس في الملذات:

يعتقد الكثير من الناس أنَّ الحالات الممتعة هي الهدف المطلق، وأنَّها هي ما تحقق الشعور بالراحة الذهنية، ولكنَّ تعظيم المتعة في الواقع ليس أساس العافية؛ وذلك لأنَّه ثمَّة طريقتان للتفكير في الكيفية التي نستمد بها السعادة في العمل والحياة الشخصية؛ وهما: تجارب المتعة، وتجارب الهدف، وعلى الرغم من أنَّنا قد نظن أنَّ الشعور بالبهجة والمتعة هو العافية الحقيقية، أوضحت الفلسفات القديمة والعلوم السلوكية الحديثة أنَّ العافية تعني أكثر من ذلك بكثير، على سبيل المثال: أظهرت إحدى الأبحاث أنَّ كسب المزيد من المال لا يساهم في تعزيز العافية؛ بل هو إنفاق المال على الآخرين في شكل هدايا وتبرعات.

تأتي العافية الحقيقية من "الاكتفاء" الذي نحصل عليه من التجارب المُرضية والعلاقات الشخصية، بغضِّ النظر عن مقدار المتعة الفورية المتاحة، كما تتعلق العافية بتقبُّل الصعوبات والمحن، وليس تجنُّبها، وبفهم المغزى من السقوط والنهوض في رحلة حياتنا، وأخيراً، بنجاح المرء وازدهاره كإنسان.

المصدر




مقالات مرتبطة