3 نصائح عند أخذ إجازة طويلة

الشعور بالاحتراق الوظيفي هو حالة شائعة جداً في مكان العمل اليوم؛ إذ يقضي الموظفون ما يصل إلى 2.6 ساعة يومياً في فحص بريدهم الإلكتروني، وأكثر من ثماني ساعات يومياً في العمل، و23 ساعة في الأسبوع في الاجتماعات، وعلى الرغم من أنَّ الاحتراق الوظيفي ليس حالة طبية من الناحية التقنية، إلَّا أنَّه قد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق وارتفاع ضغط الدم والأرق.



لقد صنَّفت "منظمة الصحة العالمية" (World Health Organization) مؤخراً الاحتراق الوظيفي كظاهرة مهنية، ومن ثم فهي من أخطار العمل؛ إذاً، أين يمكن للعمال أن يتوجهوا طلباً للعون؟ الحل هو الإجازة بالطبع، ولكنَّ كيفية أخذ العمال إجازة يمكن أن تؤدي دوراً هاماً في الحفاظ على صحتهم في أثناء وبعد فترة الراحة.

أجرت شركة "كورنر ستون" (Cornerstone) استطلاعاً على 1000 موظف في القوى العاملة الأمريكية عن التوازن بين العمل والحياة الشخصية والتأثير الذي يمكن أن تحدثه إجازة طويلة في تحقيق هذا التوازن، ووجد الاستطلاع أنَّ 87% من العمال يعتقدون أنَّ عطلة نهاية الأسبوع لمدة ثلاثة أيام هي أفضل لتخفيف التوتر من الإجازات الطويلة؛ فمن خلال عطلة نهاية الأسبوع لمدة ثلاثة أيام، يمكن للعمال الاسترخاء دون القلق بشأن ما ينتظرهم عند عودتهم.

إنَّ العمال الذين يأخذون إجازات طويلة لم يبلغوا فقط عن العمل لساعات أطول عند العودة إلى العمل؛ وإنَّما أصبحوا أيضاً متوترين توتراً أكبر مما كانوا عليه قبل إجازتهم، ولاحظَ نحو ثلثي المشاركين أيضاً أنَّه قد أُضيف المزيد من العمل إلى زملائهم في العمل الذين أُجبِروا على تحمُّل واجباتهم في أثناء إجازتهم، ومع ذلك، ما يزال العديد من الموظفين يأخذون إجازات طويلة وعطلات طويلة للرعاية الذاتية التي يحتاجون إليها.

بناءً على نتائج الاستطلاع، جمعت شركة "كورنر ستون" (Cornerstone) بعض النصائح للعمال الذين يختارون إجازات أطول، فمن إعادة تحديد المواعيد النهائية مسبقاً إلى تنظيم الجداول الزمنية وصناديق البريد الوارد.

إليك 3 نصائح لكيفية العودة بنجاح إلى العمل بعد قضاء وقت طويل في عطلتك:

1. رتِّب مهام العمل قبل إجازتك:

عندما يكون الموظفون في إجازة طويلة، يحاولون الانفصال تماماً عن العمل؛ إذ قال نحو 60% من المشاركين في الاستطلاع إنَّهم نادراً ما يتواصلون مع زملائهم في أثناء وجودهم خارج العمل، وقال 41% إنَّهم لا يفعلون ذلك أبداً، ومع ذلك، إذا كان الموظف يخطط للابتعاد تماماً عن العمل طوال مدة الإجازة، فتوجد خطوات يجب أن يتخذها هو ومديره قبل المغادرة؛ إذ يحتاج المديرون إلى التخطيط مسبقاً لفترات الإجازات الطويلة؛ مثل أشهر الصيف أو موسم العطلات الشتوية.

من خلال إعادة تحديد المواعيد النهائية وإعادة تقييم آلية سير العمل خلال هذه الأوقات، يمكن للشركات تلافي التقصير عند نقص الموظفين، وعلاوة على ذلك، يمكن لأرباب العمل أيضاً استخدام أوقات الإجازات الشائعة لتدريب وتطوير مهارات الموظفين الجدد الآخرين؛ فيجب على الموظفين الاستعداد أيضاً، فإذا كان الموظف يقود فريقاً، فيجب عليه تحديد التوقعات لكيفية توزيع العمل في أثناء غيابه.

للحفاظ على التنظيم والكفاءة، يمكن للموظفين تنظيم صناديق البريد الوارد الخاصة بهم في مجلدات؛ إذ تُوضَع علامة على رسائل البريد الإلكتروني الهامة، بينما تُخزَّن المواد الثانوية مثل الرسائل الإخبارية ورسائل البريد الإلكتروني على مستوى الشركة للتعامل معها في وقت لاحق.

شاهد: 6 نصائح لطلب إجازة في العمل والحصول عليها

2. نظِّم أمورك بعد إجازتك:

عند العودة إلى العمل، من السهل أن تنشغل بسرعة بسبب حجم العمل المتراكم، لكن توجد بعض الطرائق البسيطة التي يمكن للموظفين من خلالها تخفيف هذا الضغط؛ فعلى سبيل المثال، يمكن للموظفين استبدال جلسات متابعة البريد الإلكتروني الطويلة والفردية بعقد اجتماعات شخصية.

من خلال مواكبة العمل بشكل شخصي، يمكن للموظفين تبسيط المحادثات والتركيز فيما هو أكثر أهمية، وبموافقة مديرهم يمكن للموظفين أيضاً التفكير في إعادة تنظيم جدولهم الزمني لتجنُّب أيَّة مكالمات أو اجتماعات غير ضرورية؛ وبهذه الطريقة، يقضي الموظفون يومهم الأول أو الثاني في المزامنة مع فرقهم والمشاريع الجارية، وأهم من أي شيء آخر يجب على الموظفين محاولة الاسترخاء وتحديد أولويات جدولهم بعناية؛ إذ يمكن أن يساعد الجدول الزمني الواقعي - الذي يتعامل مع الأمور المُلحة أولاً ويؤجل العناصر الأقل إلحاحاً إلى وقت لاحق - الموظفين على تسهيل العودة إلى عملهم بنجاح.

إقرأ أيضاً: 9 طرق لمواجهة الاحتراق الوظيفي

3. أعِد النظر في الإجازة الطويلة:

معظم الوظائف مُرهِقة، ولكنَّ ترك العمل لمدة أسبوع أو أسبوعين كاملين في أثناء الإجازة يمكن أن يكون مرهقاً إرهاقاً أكبر، وتعكس نتائج الاستطلاع هذا؛ فقد تساعد عطلة نهاية الأسبوع لمدة ثلاثة أيام على تقليل مستويات التوتر في العمل بشكل فعال أكثر بكثير من الإجازة الطويلة؛ إذ أصبح أخذ يوم الجمعة أو الاثنين لتمديد عطلة نهاية الأسبوع من حين إلى آخر طريقة شائعة بشكل متزايد، وربما أفضل لتقليل الاحتراق الوظيفي.

إقرأ أيضاً: للموظفين: 8 أفكار لقضاء إجازة صيفية ممتعة

يقول "كيم كاسادي" (Kim Cassady) كبير مسؤولي المواهب في شركة "كورنر ستون": "للاحتراق الوظيفي تأثير كبير في مكان العمل، ويجب أن تعمل نتائج هذا الاستطلاع على تمكين الشركات والموظفين من مناقشة العادات والموارد التي يمكنها حل هذه المشكلة"، وفي أماكن العمل عن بُعد، يصعُب فصل العمل عن بقية حياتنا أكثر من أي وقت مضى؛ إذ يجب استخدام أيام الإجازة للحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية، ولكنَّ الإجازة لوقت طويل تكون أكثر فاعلية عندما يُخطَّط لها بشكل استراتيجي ومدروس.

المصدر




مقالات مرتبطة