3 قواعد أساسية للإبداع

يُعرَّف الإبداع بأنَّه الاستخدام المُثمر للأفكار والخيال، لكن يخطئ بعضهم في الوصول إليه بسبب بعض الأفكار الشائعة والخاطئة، وتوجد 3 قواعد أساسية تساهم في تحسين أسلوبك الإبداعي على الرَّغم من أنَّ اثنين منها غير منطقيتين.

قد يبدو مصطلح (قواعد الإبداع) متناقضاً في تركيبه؛ لكنَّ القاعدة الأولى تدحض هذه الفكرة:

3 قواعد أساسية للإبداع:

إليك 3 قواعد أساسية للإبداع:

1. تقليص الخيارات والتركيز على شيء مُحدَّد:

يوجد تعريف خاطئ للإبداع ينص على الاطلاع على جميع الأفكار والإمكانات المتاحة، ومع أنَّه يبدو جذاباً، فإنَّ التطبيق العملي مستحيل، وحتى لو كان الأمر مُمكناً ستواجه مشكلة في الاختيار من بين الأعداد الهائلة من الاحتمالات.

التركيز على شيء مُحدَّد هو جوهر الإبداع، إضافة إلى وجود ضوابط صارمة للعمل، فمن الأفضل أن تكون دقيقاً في تحديد الأهداف مثل: "كتابة قصة إبداعية" أو "تقديم نموذج عمل مبتكر"، بدلاً من وضع هدف عام بعنوان "أريد أن أكون مبدعاً"، وقد يبدو هذا غير منطقي، لكن بهذه الطريقة ستستطيع استلهام أفكار مُحدَّدة تساعدك على تحقيق الهدف الذي تطمح إليه.

أُجريت دراسة على مجموعة من الخياطين المتماثلين في الكفاءة والمهارات، وقد أظهرت النتائج أنَّ الخياطين الذين لديهم عدد محدود من الخيوط كانت تصاميمهم أكثر جمالاً وإبداعاً وتنوعاً من وجهة نظر مُحايدة، بينما التصاميم المماثلة التي تضمنت عدداً أكبر من الخيوط والألوان بدت أقل جمالاً.

من أبرز الأمثلة على الإبداع هو "مارك هيوز" (Mark Hughes) نائب رئيس التسويق السابق لموقع "هاف.كوم" (Half.com)، والذي نجح بجذب اهتمام الإعلام المحلي، وبتوجيه منه وقَّعت الشركة عقداً لتسمية مدينة "هالفواي" في ولاية "أريغون" (Halfway, Oregon) على اسم موقع الويب "هاف.كوم" مدة عامٍ واحد وقد حقَّق ذلك نجاحاً تسويقياً كبيراً.

لا توجد طريقة مُحدَّدة لاكتشاف فكرة إبداعية مماثلة؛ لكنَّ الخطوات الآتية ستكون مفيدة:

• تقديم فكرة تسويقية إبداعية يحتاج إليها موقعٌ إلكتروني.
• شيء جديد لم يسبق لأحد تنفيذه.
• تسمية شيء ذي قيمة على اسم شركتك.

يؤدي التركيز على شيء مُحدَّد إلى نتائج إبداعية ومبتكرة أكثر، فقبل أن يُختار الاسم النهائي رُشِّحت أسماء مدن عديدة تحوي على كلمة هاف (Half).

اشترت شركة "إيباي" (eBay) للتجارة الإلكترونية موقع "هاف.كوم" بمبلغ 300 مليون دولار، بعد ستة أشهر من انتشار القصة وتصدُّرها عناوين وسائل الإعلام المحلية، ولاحقاً نشر "هيوز" كتاباً يروي فيه تفاصيل قصة نجاحه.

العِبرة من هذا المثال أنَّه كلما قلَّصت خياراتك وركزت على شيء مُحدَّد زادت قدرتك على الإبداع، ولا تَخف من تقليل الخيارات أو الأفكار المُتاحة؛ لأنَّك تستطيع في أي وقت التراجع واختيار توجُّه آخر يناسبك.

إنَّ وضع الحدود والالتزامات ضروري جداً لتنمية الإبداع، فمشكلة أغلب الناس أنَّهم يحاولون أن يكونوا مبدعين من خلال أفكار عامة دون الرغبة في استكشاف فكرة ما والتعمُّق بها، وهذا التشتت والتوسُّع هو ما يقتل الإبداع.

2. الإيمان بالقدرة الإبداعية:

الإبداع يعتمد اعتماداً كبيراً على التقدير الذاتي، ففي دراسة أجراها علماء النفس لتقييم موظفي إحدى الشركات وتحديد الفروقات بينهم كانت النتيجة أنَّ الشيء الوحيد الذي يميز الموظفين المبدعين عن غيرهم هو إيمانهم وثقتهم بقدرتهم على الإبداع.

يظن بعض الأشخاص أنَّ الإبداع هو نوع من السحر الغامض أو أنَّه موهبة تولد مع الإنسان ودونه لن يكون مُبدِعاً؛ لكنَّ مثال الشركة السابق يثبت النقيض؛ لأنَّ معظم الموظفين العاديين تفوقوا على الموظفين المبدعين؛ لأنَّ الإبداع هو مهارة يمكن اكتسابها من خلال برنامج تدريب عملي، وإنَّ الخطوة الأساسية لتحقيق نجاح مُميَّز هي الإيمان بقدرتك على الإبداع والتطور.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لتنمية الإبداع في نفسك:

3. تقبُّل الأفكار السلبية:

من الأفضل عدم تصنيف أي فكرة على أنَّها سيئة فهي مجرد فكرة، ولن يكون لها تأثير سلبي ما لم تتحول إلى فعل؛ وبخلاف المألوف فإنَّ الأفكار السيئة يمكن أن تكون نواة للإبداع؛ لأنَّه ببساطة يمكن تعديلها أو إضافة فكرة أخرى لها لتصبح جيدة وصالحة للتنفيذ.

على سبيل المثال القفز من جبل شاهق يبدو فكرة سيئة؛ لكنَّك إذا نفذتها من خلال رياضة القفز بالحبل ستتحول إلى فكرة ممتعة وآمنة، إضافة إلى أنَّها مجال عالي الربح لعشاق المغامرة.

يمكن أن تتحول الأفكار السيئة إلى أفكار رائعة؛ لكنَّ معظم الناس يحصرون الإبداع بالأفكار الجيدة، وهذا يقلِّل المنافسة الإبداعية على بقية الأفكار غير المألوفة، وهنا لديك فرصة كبيرة للإبداع واختيار شيء فريد، وأبرز مثال على ذلك مطاعم "إد ديفيك" (Ed Debevic) في "شيكاغو" (Chicago) التي يتعامل فيها الخدم بوقاحة مع الزبائن.

على الرَّغم من أنَّ القاعدة العامة تقول إنَّ الزبون دائماً على حق؛ لكنَّ فكرة المطعم الغريبة والمُضحكة كانت السبب في شهرته بصفتها وجهة سياحية وإقبال الناس عليه مع أنَّ جودة الطعام متوسطة في أفضل الأحوال.