3 عوامل تُعزِّز سعادة الموظف وتعزز أرباح الشركات

نحن نعلم جميعاً أنَّ الموظفين السعداء يكونون أكثر إنتاجية وإبداعاً في وظائفهم من زملائهم غير الراضين. ومع ذلك، وفقاً لمؤسسة "غالوب" (Gallup)، يفوق عدد الموظفين غير السعداء عدد الموظفين السعداء قُرابة 2 مقابل 1 في الولايات المتحدة. مع تعرُّض إنتاجية مكان العمل، ورضى الموظفين للخطر، تُولي العديد من الشركات مزيداً من الاهتمام لأهمية إسعاد موظفيها.



لماذا التركيز على سعادة الموظفين؟

المديرون مسؤولون عن سعادة الموظفين، بالإضافة إلى إنتاج عمل عالي الجودة بكفاءة أكبر. يميل الموظفون السعداء إلى البقاء مع شركاتهم لفترة أطول، ويصبحون مخلصين للعلامة التجارية، وهم في الواقع يُحبُّون الذهاب إلى العمل كل يوم.

فبدلاً من مشاهدة فريق العمل يتناول القهوة، ويشعر بالاستياء بينما يؤدي الأعمال اليومية الرتيبة في صباح كل يوم، يتحمَّل المديرون مسؤولية إيجاد طرائق سهلة، وغير مُكلِفة لإضفاء البهجة على أيامهم.

من المسلَّم به أنَّ الراتب الجيد، والفوائد القوية، هامَّة لإرضاء الموظفين، ولكن خذ خطوة إلى الأمام لضمان البهجة في مكان العمل، وضع في حسبانك العوامل الثلاثة التالية للسعادة في مكان العمل: التحديات، والتوازن بين العمل والحياة، والمكافآت.

1. التحديات:

إذا لم يواجه الموظفون تحدياً للتقدُّم، وتوسيع مهاراتهم، فسرعان ما يُحبطون ويفقدون الحافز، إليك بعض النصائح للحفاظ على تفاعلهم ورضاهم:

  1. وفِّر الفرص لاستخدام وتطوير مهاراتهم. على سبيل المثال؛ بعد عودة فريقك من مؤتمر، اطلب منهم استخدام شيء واحد تعلَّموه في مشاريعهم التالية، إذا كانوا حاصلين على شهادة جامعية، أو تخصُّص لا يستخدمونه في عملهم اليومي، فاسألهم عنه، واكتشف طريقة يمكنهم من خلالها توظيفه في عملهم.
  2. ضع أهدافاً صعبة، لكن قابلة للتحقيق، يفخر عُمَّالك بالوصول إليها، واعرف الفرق بين تحفيزهم للعمل بكدٍّ، وبين تحميلهم ما يفوق طاقتهم.

شاهد: 12 قاعدة يتّبعها الأشخاص الأكثر سعادة

2. توازن الحياة مع العمل:

توجد الحياة خارج جدران مكتبك، والسعادة في مكان العمل لها تأثير كبير في السعادة عموماً، إذا وضعتَ ذلك في الحسبان، وأظهرت أنَّك تُعنى بسلامتهم بصفتك ربَّ عمل، فسوف يتطلَّع الموظفون إلى الحضور في المكتب كل يوم.

تتضمَّن بعض الطرائق التي يمكنك من خلالها المساعدة في تحسين التوازن بين العمل والحياة تقديم:

  1. العمل عن بعد: اعتماداً على عبء العمل، قد يكون من السهل جداً على الموظفين العمل من المنزل، من خلال الاستغناء عن التنقل، يكون لديهم المزيد من الوقت للمهمَّات اليومية، والأعمال الروتينية، ويكون لديهم وقت أقل للقلق بشأن عملهم بقية الأسبوع.
  2. جداول العمل المرنة: تعقد بعض المكاتب ساعات عمل صارمة من الساعة 9 صباحاً حتى 3 مساءً، ثم تسمح للموظفين بالحضور مبكراً أو العمل لاحقاً، طالما أنَّهم يعملون لمدة ثماني ساعات.
  3. أسابيع العمل المضغوطة: ضع في حسبانك تقديم أربعة أيام عمل مدة كل منها 10 ساعات، لمنح فريقك مزيداً من الاسترخاء في عطلات نهاية الأسبوع لمدة ثلاثة أيام.

3. تقديم المكافآت:

العمل الجادُّ يُؤتي ثماره للشركة؛ لذا كافئ الموظفين من حين لآخر أيضاً، للاعتراف بمساهمات الموظفين، يمكن لأرباب العمل "رد الجميل" من خلال:

  1. اللقاءات الترفيهية: سواء كانت ساعة مرح أم غداء مخصص، يمكنك تناول الطعام والشراب مع الجميع حول طاولة وبعيداً عن مكاتبهم.
  2. نزهات جماعية: أحياناً يكون من الجيد للفريق الهروب من المكتب، لقضاء فترة ما بعد الظهر، ضع في حسبانك يوماً تطوعياً ربع سنوي، أو شجِّع فريقك المحلي في حدث رياضي، أو للحصول على المزيد من السعادة، خطِّط لنشاط القفز بالمظلَّات أو التنزُّه.
  3. المكافآت القائمة على الأداء: لا تشك أبداً في قوة التعزيز الإيجابي الجيد القديم، إذا لاحظت عملاً شاقاً، فقد تُفكِّر في مكافأة الموظف ببطاقة هدية، أو أداة ذكية، أو اشتراك عبر الإنترنت، مهما كان اختيارك، اجعل الهدية تتناسب مع شخصيتهم، سيوضح ذلك أنَّك تهتم أكثر قليلاً من بطاقة الهدايا القياسية، أو مبلغ من المال.
إقرأ أيضاً: كيف تحقق الرضا والسعادة في حياتك المهنية؟

كيفية قياس سعادة الموظف:

إذا كنت تستثمر في سعادة الموظف، فمن المحتمل أنَّك تريد أن تعرف ما تحصل عليه في المقابل، وإحدى الطرائق هي "صافي نقاط الترويج للموظف" (ePNS)، ويستخدم ذلك أسئلة الاستطلاع لترتيب المواقف في المروجين والسلبيين والمنتقدين، لقياس المشاركة والرضى في مكان العمل عموماً.

إقرأ أيضاً: 7 طرق تجعل الموظف أكثر سعادة خلال قيامه بعمله

يمكنك أيضاً قياس السعادة بالطريقة القديمة من خلال الانتباه. ما هي الامتيازات التي يستخدمها فريقك؟ احتفظ بالامتيازات التي يحبونها، وتخلَّص من تلك التي لا يحبونها، إنَّ إظهار أنَّك تُولي اهتماماً للخيارات المفضلة لموظفيك، يؤثر إيجاباً في سعادتهم.

إنَّ الاهتمام بالسعادة في مكان العمل، لا يقتصر فقط على قياس المشاعر؛ بل يتعلَّق بتحسين النتيجة النهائية. اجعل الموظفين سعداء، وسيصبحون أكثر ولاءً، وسيبقون في العمل لفترة أطول، ويحقِّقون نتائج أفضل.

المصدر




مقالات مرتبطة