3 عوامل تساعدك على تحقيق النجاح

لقد تلقيت منذ فترة دعوة من أستاذ برازيلي لتقديم عرض تقديمي لمجموعته البحثية والموضوع هو: "كيف حصلت على وظيفة باحث خارج البلاد؟"



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة تياغو بيلي (Tiago Belé)، وتُحدِّثنا فيه عن 3 عوامل يمكن تحقيقها تظهر لك أنَّ النجاح هو نتيجة عوامل متعددة.

وكان من المفترض أن يعطي طلابه بعض الأفكار عن هذا الموضوع، وبدأت أفكر في قاعدة بيانات البحث والوظائف التي استخدمتها وكيفية هيكلة السيرة الذاتية وكيف ينبغي أن يتصرف المرء في الوظيفة أو في مقابلة العمل، لكن لم يكن لأيِّ هذا معنى بالنسبة إلي؛ فهذه أشياء هامة؛ ولكنَّه كان مجرد شيء بسيط موازنةً بالعوامل الأخرى.

فدعنا نقدم تعريفاً عاماً للنجاح للإشارة إلى كيفية تحديد جوانب الحياة المختلفة لما لديك أو سيكون لديك؛ وذلك لأنَّ النجاح هو ببساطة الحالة التي تعايشها عندما تحقق هدفك، ويمكن أن يكون هذا الهدف العيش في كوخ في مكان ناءٍ، أو امتلاك شركة تُقدَّر بمليارات الدولارات؛ فأنا عالم كيمياء من البرازيل، وبالنسبة إلي كان العمل في وظائف سابقة مثل بيع البرامج بالهاتف مقابل 0.83 دولار في الساعة، ثمَّ الحصول على وظيفة باحث بأجر ممتاز خارج البلاد ذروة حياتي.

عندما بدأت بتجهيز العرض التقديمي، فكرت في مدى سطحية الحديث عن السير الذاتية والمقابلات وأين وجدت الوظيفة فقط، فقد تحدثت عن ذلك، لكن كان لدي أكثر من ذلك، وبدأت بربط النقاط، وربما يجب عليك فعل ذلك أيضاً.

لقد أخذت ورقة وأشرت إلى ما اعتقدت أنَّه السبب الذي أسهم مساهمة كبيرة فيما أصبحت عليه، وبدأت المزيد من الأسباب في الظهور، والمزيد من الخطوط التي تربط عدة نقاط؛ ليس فقط الأشياء التي فعلتها، لكن الأشياء التي قمت بها وتوقفت عن فعلها ساهمت في ذلك أيضاً، ومن ثم أدركت الفائدة الكبيرة لبعض هذه الأسباب والعوامل، والتي اخترتها لعرضي التقديمي وقررت أن أعرضها لك في المقال هذا.

إليك بعض العوامل التي تساعدك على تحقيق النجاح:

1. التخلص من عاداتك السيئة:

لا داعي لأن تكون رياضياً أو تجري عدة أميال في الأسبوع لتحقيق الأشياء الجيدة التي حققها الأشخاص الأذكياء؛ فإذا جريت ومارست التمرينات الرياضية، فسوف يتحسن إدراكك، لكن الهدف هو أنَّك بحاجة إلى التوقف عن القيام بالعادات السيئة واستبدالها بأخرى مفيدة.

لذا حدِّد العادات السلبية التي تؤثِّر في تركيزك وتمنعك من ممارسة حياتك وعملك بصورة طبيعية، مثل التدخين أو الإفراط في استهلاك المنبهات؛ إذ يلجأ الناس إلى هذه الأشياء عادة بسبب شعورهم بالملل أو للتسويف أو بوصفها وسيلة لقمع بعض الأفكار.

لكن حينما تقلع عن هذه العادات ستبدأ في استثمار وقتك لأمور أكثر إنتاجية، وتبدأ بمعرفة نفسك معرفة أفضل، وتنتج المزيد وتتدرب أكثر، وتبدأ بالتواصل مع الأشخاص المنتجين، وعندما يحدث هذا تكتسب مزيداً من العادات البنَّاءة، فتصبح أكثر ذكاءً من ذي قبل.

شاهد بالفديو: 18 نصيحة سريعة تساعدك على تحقيق النجاح

2. تعلُّم هوايات جديدة:

لدي شغف في تسلق الجبال وإلى جانبه تعلمتُ العزف على الجيتار؛ فعندما تتخلص من العادات السيئة في حياتك، سوف تضع مكانها هوايات بنَّاءة، ولقد ربطت النقاط المتعلقة بالذكاء الاجتماعي والرياضي في هذا، وتمكنت عندما تحسنت في هذا الأمر من العزف في تجمعات صغيرة في بعض المناسبات.

شعرت إلى جانب ذلك أيضاً بانزعاج أقل؛ لأنَّ حياتي لم تكن تتمركز حول العمل فحسب؛ بل كانت لدي جوانب أخرى أستمتع بها؛ فالموسيقى تخفف من التوتر وتزيد من إبداعك وإدراكك وتعطيك الصبر؛ فأنت بحاجة إليها من أجل التعلم وليس من الضروري أن تكون موسيقياً؛ إذ يمكن أن تكون هوايتك الرسم أو الكاتبة أو غيرها من النشاطات؛ فأنت تختار الطريقة التي يمكنك بها استثمار الوقت الذي كسبته وستحقق على الأمد البعيد أشياء رائعة.

إقرأ أيضاً: اكتساب وترسيخ العادات الجديدة باستخدام "قاعدة الدقيقتين"

3. التواصل مع الآخرين:

شعرت عندما توقفت عن هدر وقتي في السلوك المدمر أنَّ ذكائي العاطفي يزدهر ازدهاراً طبيعياً مع مرور الوقت، ونتيجة لذلك تغيَّر تصوُّري الاجتماعي للأفضل، وبدأت بالتوقف عن الاهتمام بالأشياء غير الهامة، مثل آراء الآخرين وتحديد التفاعلات السامة كي أتمكن من تجنبها، وتغيرت وجهة نظري من رؤية الحياة الاجتماعية من منظور العداء والمنافسة لأرى أنَّها بيئة مثيرة للاهتمام وفضولية.

وهذا له فائدة مضاعفة؛ إذ ستتمتع بعلاقة أفضل مع رؤسائك والأشخاص الذين يعملون تحت إشرافك في التسلسل الهرمي الوظيفي، وستكون شخصاً أكثر قدرة على الوعي والقدرة على التنقل في بيئات اجتماعية مختلفة، وستحصل في النهاية على مناصب وفرص أخرى في حياتك كما فعلت أنا؛ وذلك لأنَّ الشعور بالارتباط مع الآخرين مع تنحية الأعداء جانباً ورؤيتهم بوصفهم أصدقاء لك، يعطي دفعة رائعة في نجاحك بصرف النظر عن نوع النجاح الذي تحققه.

إقرأ أيضاً: 6 مفاتيح أساسية للتواصل بشكل فعّال مع الآخرين

الخلاصة:

نجاحك لك لكن عموماً ليس مجرد شيء واحد أو لحظة واحدة تجعلك تصل إلى هدفك، قد يبدو الأمر كذلك، لكنَّ هذا مجرد وهم، وقد تعتقد أنَّ منصبك الوظيفي الرائع كان بسبب لحظة معينة أو حديث غير رسمي مع الرئيس التنفيذي الذي قابلته في المصعد؛ ولكنَّه أكثر من ذلك بكثير؛ ففي اللحظة المناسبة كان لديك الموقف المناسب، وقلت الأشياء الصحيحة ولقد بنيت الموقف الخاص بك في وقت سابق وأظهرت الثقة بالنفس بالقدرة على ما يمكنك القيام به.

لقد بنيت قدراتك بالدراسة والحصول على وقت مثمر ولقد فعلت ذلك بالتوقف عن إضاعة وقتك في أشياء أخرى لا معنى لها، فهل ترى كم عدد المتغيرات التي تعمل في حياتك؟ فمعظم جوانب حياتك تجعلك ما أنت عليه أو أين أنت الآن.

لقد اخترتُ العوامل الثلاث التي كان لها أكبر قدر من الأثر في جوانب حياتي الأخرى، وقد تكون مختلفة بعض الشيء بالنسبة إليك فتحلَّ بالصبر.

المصدر




مقالات مرتبطة