3 عادات تساعدك على البقاء بصحة جيدة في عالم مشغول بالعمل

يبدو أنَّ ثمة ضغطاً اجتماعياً ومالياً أكثر ممَّا كان عليه في السنوات الأخيرة، وقد نشعر بمزيد من الضغط لكسب المال والارتقاء إلى مستوى الأعراف الاجتماعية، وما إلى ذلك، ومع هذا النوع من الضغط، من الصعب أن تحافظ على صحة جيدة، فعندما تكون الحياة مزدحمة ومليئة بالمشاغل والنشاطات، تتأثر صحتنا غالباً في ذلك، لكن هذا خطأ؛ ففي اللحظة التي تتجاهل فيها صحتك، تتدهور سلامتك وعافيتك بشكل عام سريعاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس ( Darius Foroux)، ويخبرنا فيه عن تجربته في الحفاظ على صحة جيدة في عالم مزدحم بالأعمال.

لقد عانيت في العام الماضي مشكلات خطيرة في المعدة؛ ممَّا جعلني أعمل أقل من المعتاد، وكان لدي أيضاً طاقة وتركيز أقل، لقد كان شعوراً مرعباً، كنت أعرف أنَّه عليَّ الخروج من هذا الركود وتحسين أدائي المتراجع، وإن لم أتعافَ تماماً، وبعد التعامل مع المشكلات لفترة، قررت تغيير طريقة تفكيري، فبدلاً من أن أتحمل الألم كما حدث، قررت أن أتغلب عليه.

لقد كان العدَّاء الأمريكي ديفيد جوجينز (David Goggins) هو من ألهمني لتغيير طريقة تفكيري، فقد ألَّف كتاباً "لا يمكن إيذائي" (Can’t Hurt Me) الذي يتحدث فيه عن بدايته بصفته شاباً مكتئباً يعاني زيادة الوزن، وكيف حوَّل نفسه إلى جندي في البحرية الأمريكية، وعدَّاء المسافات الطويلة.

أكثر ما يعجبني في كتابه هو أنَّه كان "مستسلماً"، ولم تكن لديه مواهب خاصة، لكن مع ذلك، فقد صنع من نفسه شخصاً مميزاً في الحياة؛ أحب هذا الاقتباس من كتابه: "الألم يفتح أبواباً سريةً في العقل، ويؤدي إلى ذروة الأداء والصمت الجميل".

في بعض الأحيان نحتاج فقط إلى القليل من التحفيز للبقاء على المسار، وللاستمرار في فعل الشيء الصحيح، وفي هذا المقال، سوف أشارككم أهم ثلاث عادات صحية، والتي ساعدتني على البقاء بصحة جيدة وإيجابية عالية:

أولاً: تبسيط نظامك الغذائي

نحن نميل دون نظام غذائي واضح إلى تناول الوجبات السريعة؛ إذ إنَّنا نأكل كلَّ ما يمكننا الحصول عليه، وعندما تكون حياتك مليئة بالأشغال والنشاطات، فمن السهل الاعتماد على الوجبات الجاهزة، لكن بالمقابل عندما تتناول طعاماً غير صحي، تشعر أيضاً بالسوء.

يفترض معظم الناس أنَّ اتباع نظام غذائي يتطلب كثيراً من الوقت والطاقة، لكنَّ هذا ليس صحيحاً؛ إذ يمكنك توفير وقت طويل عن طريق تبسيط نظامك الغذائي، على سبيل المثال، يمكنك أن تتناول الطعام نفسه كلَّ يوم مثل المعلق الرياضي الشهير سكيب بايلس (Skip Bayless) الذي واظب على تناول الدجاج والبروكلي يومياً لأكثر من 10 سنوات.

كانت حياته حافلة بالعمل، وبالكاد كان لديه الوقت لاختيار الطعام المناسب لتناوله؛ لكنَّه كان يعلم أنَّه يجب أن يحافظ على صحته؛ لذلك طلب كمية كبيرة من البروكلي والدجاج من مطعم صيني قريب، وبعد ذلك قام بما يأتي:

  1. قسَّم الطعام إلى كمياتٍ صغيرة يومية.
  2. حفظه في الثلاجة.
  3. وكان كلَّما يحتاج إلى وجبة، يأخذ ببساطة علبة من الطعام المقسَّم.
  4. ويقوم بتسخينه في الميكروويف.
  5. ويحصل على وجبة صحية في غضون دقائق قليلة.

لقد جعلت هذه الطريقة الحياة أبسط بكثير، إضافة إلى ذلك، من الصحي أيضاً أن تأكل طعاماً مفيداً لك؛ فأنا لا أتناول الطعام نفسه كلَّ يوم؛ لكنَّني أتناول الفطور والغداء نفسيهما لشهور متتالية: عجة وبعض الخبز والفاكهة في الصباح، ودقيق الشوفان على الغداء، وبعض المكسرات والتمر بوصفها وجبة خفيفة.

هذا كلُّ ما أتناوله خلال النهار، أنا لا أغيِّر عشائي، لكن على الأقل لست مضطراً إلى التفكير فيما أتناوله خلال النهار؛ لذا ليس عليك حقاً الوقوع في شرك شلل التحليل والتفكير، ومناقشة ما إذا كنت ستذهب إلى هذا المطعم أو ذاك، أو إذا كان عليك طلب بيتزا أو سلطة على الغداء، تناول الشيء نفسه فقط بقدر ما تستطيع.

شاهد: 7 طرق لتقليل إجهادك في يوم العمل

ثانياً: جدولة تمريناتك الرياضية اليومية

يمكنك تحديد موعدٍ يومياً للتمرين في الوقت نفسه، إذا كنت ترغب في المواظبة على ممارسة التمرينات الرياضية في ظلِّ حياة صاخبة مليئة بالمشاغل، فقد اشتهر جوكو ويلينك (Jocko Willink)، وهو جندي سابق في القوات الأمريكية، بالاستيقاظ في الساعة 4 صباحاً وممارسة التمرينات قبل الإفطار، لكن أنا وأنت لسنا مضطرين إلى القيام بذلك في الصباح، فلا حاجة إلى مواصلة مقارنة نفسك بالآخرين.

فأنا لست شخصاً نشيطاً معتاداً على الاستيقاظ دون منبه؛ بل كنت أمارس التمرينات الرياضية كلَّ يوم في الساعة 4 مساءً خلال الأشهر القليلة الماضية، وكان هذا جيداً بالنسبة إلي؛ لأنَّني بذلك الوقت أكون قد أنهيت أهم المهام الخاصة بي لذلك اليوم، وعندما أنتهي، يمكنني أن أواصل تحضير العشاء.

هذه هي عاداتي الثابتة: الأشياء التي تحدث فرقاً كبيراً عندما يتعلق الأمر بما أشعر به، وبصرف النظر عن مدى انشغالك، يمكنك دائماً تخصيص وقت لجلسة تمرين مدتها 30 دقيقة؛ إذ لا توجد أعذار لعدم قيامك بذلك، يحفز الناس أنفسهم أحياناً بطريقةٍ خاطئة، لهذا السبب يجدون صعوبة في التحفيز.

لذلك لتحفيز نفسك قل: "سأقوم بالتمرينات الرياضية لمدة 30 دقيقة فقط"، وإذا كنت لا تشعر بالرغبة في الجري، ارتدِ ملابس الجري، واذهب في نزهة على الأقدام، ستشعر غالباً بالتحسن وستجد رغبة عارمة في الاستمرار.

ينطبق الشيء نفسه في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو القيام بالتمرينات المنزلية، التزم بشيء صغير فقط، مثل تمرين لكامل الجسم أو الجري، وابدأ في فعل ذلك على الفور، فما يهم هو أن تمارس التمرينات كلَّ يوم.

إقرأ أيضاً: 7 عادات صحية لتحسين أدائك في عملك

ثالثاً: فعل الأشياء عندما لا تشعر برغبة في ذلك

كان هذا أكبر نقاط ضعفي في أول علامة على الانتكاسة، جسدية أو عاطفية، غالباً ما أتوقف عن القيام بأشياء هامة مثل التمرين وكتابة اليوميات والتأمل، وما إلى ذلك، لكن كما نعلم جميعاً، فإنَّ الالتزام هو أحد أهم الأشياء في الحياة، فإذا أردنا بناء مستقبل مهني أو إقامة علاقات سليمة، نحن بحاجة إلى أن نكون ملتزمين؛ إذ لا يمكننا أن نكون سعداء ومتحمسين في يوم من الأيام ونُحبط في اليوم التالي؛ فنحن بحاجة إلى التنفيذ يوماً بعد يوم.

إقرأ أيضاً: مهارات العمل تحت الضغط

أعتقد أنَّ هذه عادة أيضاً، وهي أصعب عادة اكتسبتها، ولكي أكون صادقاً أكثر، لم أكن أبداً شخصاً مثابراً، فمثل كثيرين آخرين، كان لدي تقلباتي؛ إذ يمكن أن أكون متحمساً لبضعة أشهر ثم أواجه نكسةً صغيرة تدفعني إلى التراجع وتعيدني إلى ما كنت عليه؛ لكنَّني تجاوزت ذلك من خلال اكتساب عادة القيام بالأشياء، وإن لم أشعر بالرغبة في ذلك؛ لأنَّ الحياة غالباً ما تكون صعبة ومليئة بالعقبات، علينا قبول ذلك فقط؛ لذا مارس تمريناتك الرياضية، وإن لم ترغب في ذلك اليوم؛ إذ يمكن أن يكون تمرين لمدة 10 دقائق أفضل بكثير من لا شيء، فما يهم هو أنَّك فعلت شيئاً لا تريد القيام به، وعندما تفعل ذلك باستمرار تعتد على نظام يومي معين.




مقالات مرتبطة