3 طرق لتعزيز الذكاء العاطفي في زواجك

لعلَّك سبق وتساءلت: كيف يعيش الأزواج السعيدون في محبَّةٍ وبهجة؛ ولكنَّ الأزواج السعيدين في الواقع كغيرهم من الأزواج، تنشأ بينهم مشكلات وجدالات كبيرة، ويمرُّون بضغوطات في عملهم، ويواجهون صعوبة في تربية أطفالهم، ويمرُّون بجلِّ المواقف الأسرية الصعبة؛ فما الذي يجعلهم سعيدين إذاً؟



أحد الفروق الهامَّة التي تميِّز الأزواج السعيدين هي امتلاكهم لقدر أكبر من الذكاء العاطفي (EQ) في علاقتهم؛ إذ يدل الذكاء العاطفي على براعة المرء في إدارة عواطفه بحكمة وفهمها، والعواطف هي القوة الفعَّالة التي تحدد طبيعة الزواج، سواء أكانت جيدة أم سيئة.

يطبِّق الأزواج السعيدون ذكاءهم العاطفي في تفاعلاتهم اليومية مع بعضهم بعضاً، ويناقشون المشكلات بطريقة مهذبة، ويصغي كل طرف منهم إلى الآخر، وتطغى تفاعلاتهم الإيجابية على تفاعلاتهم السلبية، ويميلون إلى التعبير عن الإعجاب والتفاهم والاحترام لبعضهم بعضاً.

إذا شعرت بأنَّ شريك حياتك بجانبك، يساندك ويدعمك مهما حدث، ستخلق هذه الخصائص مناخاً عاطفياً إيجابياً يؤدي إلى مشاعر التقارب والارتياح والسعادة عموماً.

في الواقع، تؤثر الطريقة التي تشعر بها تجاه عواطفك المعروفة باسم (meta-emotions) في طريقة تفاعلك مع شريك حياتك؛ فإذا تعلَّمت في طفولتك أنَّ المشاعر السلبية سيئة وليس من الجيد التعبير عنها على الدوام، فقد تجد نفسك تقلِّل من الخلافات أو تتجنبها قدر الإمكان، أو قد تجد أنَّك تنكر مشاعرك لتحاول إرضاء الآخرين، ولكن تُعدُّ المشاعر السلبية غير المريحة مثل الغضب أو الخوف أو الأذى إشارات مفيدة تتيح لك معرفة أنَّ هناك شيئاً خاطئاً يجب الاهتمام به، وقد يؤدي تجنُّبها إلى تعزيز تأثيرها السلبي فيك وفي علاقتك؛ ممَّا يزيد من صعوبة التعامل معها عندما تظهر ظهوراً متكرِّراً.

شاهد بالفيديو: أسس الذكاء العاطفي بين الزوجين

طرق رفع مستوى ذكائك العاطفي في علاقتك:

1. التصالح مع مشاعرك:

يجب أن تحدِّد ما تشعر به وما الذي أثار هذا الشعور، وأن تنأى بذاتك عن شريكك لبعض الوقت إذا تطلَّب الأمر ذلك كي تفهم سبب شعورك هذا، كما يجب أن تفكِّر فيما إذا كان هذا الشعور متكرراً، وأن تسمح لنفسك بالشعور بالغضب أو الألم أو الخوف، وأن تعلم أنَّ مشاعرك لا تحدد من أنت.

2. التحلِّي بالهدوء:

تمتلك المشاعر السلبية القدرة على إرباكنا وتشويش حكمنا؛ وذلك لأنَّه عندما تنظر إلى الأمور من وجهة نظر سلبية، سيصبح من الصعب أن تكون موضوعياً وتفكِّر في الأمور تفكيراً متوازناً، فتجد نفسك أكثر انتقاداً أو دفاعية من المعتاد؛ لذا هدِّئ من توتُّرك من خلال أخذ استراحة من المشكلة، وإرخاء عقلك وجسمك بالأنشطة التي تستمتع بها، مثل الاستماع للموسيقى أو القراءة أو المشي أو التأمل.

إقرأ أيضاً: نصائح للحصول على الهدوء النفسي

3. الاهتمام بعواطف شريكك:

بعد أن تحدِّد مشاعرك وتعود إلى حالتك الطبيعية وتكون مستعداً لبدء محادثة هادفة، عبِّر عن احتياجاتك بطريقة حازمة ولكن غير عدوانية، وحاول الإصغاء إلى شريكك دون مقاطعة، واهتم بمشاعره واعترف بها، وإذا اندلعت المشاعر السلبية مرة أخرى، خُذ استراحة أخرى من المشكلة، ولا تبدأ أي نقاشٍ آخر سوى بعد 20 دقيقة إلى 24 ساعة.

حدِّد عواطفك وافهمها وعبِّر عنها دون استخدام النقد أو اللوم أو الحكم؛ وذلك لأنَّ العواطف السلبية ليست العدو؛ بل طريقة التعبير عنها هي الفارق؛ لذا عندما تظهر العواطف السلبية، خُذ قسطاً من الراحة، واهدأ، ثم حاول الالتفات مرة أخرى نحو شريكك للمناقشة؛ إذ سيؤدي القيام بذلك إلى زيادة التواصل والتفاهم بينكما، وتعزيز مستوى الرضا والسعادة في علاقتكما.

 

المصدر




مقالات مرتبطة