3 طرق غير تقليدية للتغلب على التسويف
"شكوكنا خائنةٌ، وتجعلُنا نفقد الخير بسبب الخوف من المحاولة" - الشاعر ويليام شكسبير (William Shakespeare).
ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "دين بخاري" (DEAN BOKHARI)، ويُحدِّثنا فيه عن طرائق التغلب على التسويف.
كيف نتغلَّب على عادة التسويف السيئة؟
هذا السؤال هو أحد أكثر الاستفسارات شيوعاً بشأن موضوع الإنتاجية، ومن المحتمل أن يبقى على هذا النحو لألف عام قادمة، أو حتى نصبح جميعاً روبوتات فائقة الإنتاجية.
لدينا جميعاً أسباب للتسويف، وتزيد الأسباب حتى نجد أنفسنا نقرر بوعي التوقف عن التسويف، فيمكن لبعضنا القفز من قطار التسويف، والبدء في العمل على الفور، ومع ذلك ينتهي الأمر معظم الأحيان بالعمل في مهمة لكنَّها غير أساسية، لنجد أنفسنا قد فقدنا تماماً مسار ما كان من المفترض أن ننجزه في ذلك اليوم.
سنقدم لك في هذا المقال 3 طرائق غير تقليدية وفعَّالة للغاية للتغلب على التسويف، ومن ذلك طريقة مثيرة للاهتمام بصورة خاصة؛ وهي التسويف الإيجابي:
1. الكف عن الهوس بالمثالية:
فيما يأتي مثال لسبب لطالما كنتُ أتوصَّل إليه لتبرير مشكلة التسويف لدي: "يجب أن أكون مثالياً".
كانت هذه بالتأكيد طريقة جيدة لتفادي الاعتراف بخوفي من الفشل، وأنا وأنت نعلم أنَّه ليس أبداً الوقت أو المكان المثالي للقيام بشيء ما؛ إذاً هل تريد أن تعرف كيف تغلبتُ على هذه المشكلة؟
- أدركت أنَّ أهم شيء يمنعني من إنجاز الأمور التي كنت أريدها أكثر من الحياة هو التعلق بالمثالية.
- أدركت أنَّ السبب الذي دفعني إلى وصف نفسي بـ "الشخص الذي يبحث عن المثالية" هو أنَّني كنت خائفاً ممَّا قد يحدث إذا فشلت في شيء ما؟
- أدركت أنَّني لا أستطيع تحصين نفسي من كل شيء في الحياة، ولكن يمكنني أن أكون مستعداً لمواجهة أي شيء.
شاهد بالفيديو: كيف تتخلص من المماطلة والتأجيل؟
2. قوة التسويف الإيجابي:
كتب "روبرت بينشلي" (Robert Benchley) الفكاهي والكاتب في مجلة "ذا نيويوركر" (The New Yorker) ذات مرة مقالاً شرح فيه كيف كان قادراً على تطوير الانضباط الذاتي لكل شيء أدناه في جلسة واحدة:
- قراءة مقال علمي عن الأسماك الاستوائية.
- بناء رف للكتب.
- ترتيب الكتب على الرف المذكور.
- الرد على رسالة من صديق ملقاة على مكتبه منذ 20 عاماً.
وفقاً لبينشلي فإنَّ كل ما كان عليه فعله هو كتابة قائمة مهام للأسبوع ووضع المهام المذكورة أعلاه تحت أهم مهامه، وهي كتابة مقال.
كتب بينشلي: "سر طاقتي وكفاءتي المذهلة في إنجاز العمل هو سر بسيط، ويمكن لأي شخص القيام بأي قدر من العمل، شرط ألَّا يكون هذا هو العمل الذي كان من المفترض أن يقوم به في تلك اللحظة".
يميل المماطلون إلى تجنب القيام بمهمة ما من خلال القيام بمهمة أخرى، ونادراً ما يجلسون ساكنين.
3. عدم وجود بديل:
ابتكر الروائي "رايموند تشاندلر" (Raymond Chandler) فكرة "عدم وجود بديل" وسيلةَ دفاعٍ ضد التسويف؛ إذ لم يستطع تشاندلر أن يلزم نفسه بكتابة 250 كلمة كل 15 دقيقة مثل الكاتب "أنتوني ترولوب" (Anthony Trollope)؛ لذلك قرر الانتظار حتى يأتي الإلهام.
أنا شخصياً أجد أنَّ الإلهام لا يحدث خلال الانتظار؛ بدلاً من ذلك اكتشفتُ أنَّ الإلهام يظهر لي عندما أكون قد اكتسبتُ عادة الاستمرار في العمل والكتابة والتسجيل كل يوم.
في البداية كان العمل سيئاً كثيراً، ولكن كلما فعلت ذلك؛ أصبحت أفضل فيه؛ لكنَّ هذا ليس نوع الانتظار الذي اعتاد رايموند تشاندلر القيام به؛ فقد كانت طريقته في انتظار الإلهام هي تخصيص أربع ساعات كل صباح وإعطاء نفسه إنذاراً: "اكتب أو لا تفعل شيئاً على الإطلاق".
بكلماته الخاصة قال تشاندلر هذا عن الكتَّاب الذين يعانون التسويف: "الكاتب ليس مضطراً للكتابة، وإذا لم يكن يشعر برغبته في ذلك؛ فلا يجب أن يحاول، ويمكنه أن ينظر من النافذة أو ينجز أي أمر بسهولة؛ لكنَّه لا يفعل أي شيء إيجابي آخر، ولا يقرأ أو يكتب الرسائل أو يلقي نظرة إلى المجلات أو يكتب الشيكات؛ لذا اكتب أو لا تفعل شيئاً، إنَّه نفس مبدأ الحفاظ على النظام في المدرسة؛ فإذا منحت التلاميذ حرية التصرف، فسيتعلمون شيئاً ما فقط لتجنب الشعور بالملل، ويوجد قاعدتان بسيطتان للغاية: الأولى ليس عليك الكتابة، والثانية لا يمكنك فعل أي شيء آخر، والباقي يأتي من تلقاء نفسه".
هذه هي فكرة عدم وجود بديل، ويمكنك استخدامها في أي مهمة تقريباً لجعل التسويف مشكلة من الماضي.
قد لا يكون عملك بسيطاً ومُحدداً بوضوح مثل أعمال تشاندلر، ولكن يمكنك بالتأكيد الاستفادة من الوضوح الذي يأتي من تخصيص وقت للتركيز على أهم شيء لديك، ولتجربة ذلك بنفسك؛ اكتشف أهمَّ هدف لك لصباح الغد وخصِّص 90 دقيقة من الوقت للتركيز على هذا الهدف؛ فلا البريد الإلكتروني ولا الهاتف الذكي لهم أي معنى، ولا موقع الفيسبوك حتى؛ فقط أوقف تشغيل الإنترنت الخاص بك إذا كنت بحاجة إلى ذلك؛ فهذا هو الوقت المناسب لك لرفع مستوى تركيزك.
في الختام:
لقد تحدَّثنا في هذا المقال عن 3 طرائق غير تقليدية للتغلب على التسويف، وهي:
- الكف عن الهوس بالمثالية.
- استخدام قوة التسويف الإيجابي.
- عدم استخدام أي بديل.