3 سلوكيات عليك امتلاكها بسبب أهميتها

لطالما قيل لنا أنَّ موقفنا اتجاه أمر ما هو أمر في غاية الأهمية، خاصة عند استيائنا من الخسارة في رياضة أو لعبة ما، وكلما تقدمنا في العمر زادت حكمتنا وأدركنا أنَّ هذه الحقيقة صحيحة تماماً وأنَّ الأمر يتعدى أكثر من مجرد الرياضة أو النشاطات؛ فالسلوك الصحيح أمر أساسي في جميع مجالات الحياة.



تابع القراءة لتعرف أسباب ذلك وبعض السلوكات الأساسية التي عليك اتباعها لتعيش حياة سعيدة وناجحة.

أهمية السلوك:

لربما سمعت بمقولة: (تحكم في كل ما يمكنك التحكم فيه)، وهي جملةٌ يُنظر إليها بازدراءٍ كل مهووسٍ بالسيطرة، بينما جوهر الجملة يتلخص في أنَّنا بحاجة إلى تركيز طاقتنا في السيطرة على الأشياء التي يمكن التحكم بها في الواقع بطريقة أو شكلٍ أو صيغةٍ ما، وليس الانزعاج من تلك الأشياء التي هي خارج نطاق سيطرتنا.

بصراحةٍ شديدة؛ لا يوجد الكثير من الأشياء التي يمكننا السيطرة عليها في الحياة، إلا أنَّ سلوكنا في موقف ما يُعدُّ من ضمن الأشياء القليلة التي نستطيع التحكم فيها دائماً، وتأتي أهميته من أنَّ السلوك يؤثر في الأفعال والتي بدورها تعد مفتاحاً للنجاح، فكما يُقال: "موقفك يحدد مستواك في الحياة"، بمعنى أنَّ نوع السلوك الذي تتَّبعه في التعامل مع الحياة يؤثِّر تأثيراً شديداً في مستوى النجاح الذي ستحققه أو الذي لن تستطيع تحقيقه.

في العادة، عندما يكون موقف أحدهم سيئاً فإنَّه يؤثر في أفعاله سلباً، ويدعى أمثال هؤلاء بالمتشائمين والشكاكين، وكثيرٌ من هؤلاء لا يُبلون بلاءً حسناً.

في الحقيقة، بسبب الإحباط الناجم عن غياب النتائج الجيدة والنجاح في حياتهم، يسخر هؤلاء من الأشخاص الذين يحاولون النجاح في حياتهم ويحاولون إحباطهم، ولكن عندما يكون لديك سلوك وتوقعات إيجابية، تزداد نسبة إنجازك للأمور، وليس ذلك فحسب؛ بل ستزيد احتمالية دعمك للآخرين ومساعدتهم في كل ما يحدث، مما يوطد أواصر علاقاتك معهم.

وإذا انتبهت إلى الأثرياء ستلاحظ أنَّه دائماً ما تكون مواقفهم إيجابية في المجمل، وذلك لأنَّهم عادة ما يكونون ذوي نظرة إيجابية وتوقعات عظيمة في الحياة؛ وهذا ما أوصلهم إلى النجاح الذي هم فيه.

والآن وبعد أن عرفنا أهمية سلوكنا ومواقفنا، لنلقي نظرة إلى بعض السلوكات التي نحتاجها في حياتنا:

ثلاثة سلوكات لابُدَّ منها في الحياة:

1. سلوك الإيجابية:

إذا نظرنا إلى السلوك على أنَّه هرم؛ أي أنَّه شيء يُبنى مع مرور الوقت بانتظام، ستكون الإيجابية هي قاعدته؛ وذلك لأنَّها الشرط المسبق لكل السلوكات الأخرى التي يجب أن تملكها لتعيش أفضل حياة من دون تضحيات.

وللإيجابية علاقة مباشرة مع الإمكانيات، فالأشخاص السلبيون يميلون إلى أن يكونوا ذوي عقلية ثابتة، ويبقون بعيدين عن كل الفُرص الموجودة في الحياة وهم ذاتهم من يمارسون دور الضحية، أما الأشخاص أصحاب السلوك الإيجابي فالأرجح أن تكون لديهم عقلية النمو وأن يكونوا منفتحين على كثرة الفرص الموجودة في العالم، وسواء أكنت منهم أم لا فإنَّ ذلك سيؤثر في تصرفاتك، وعندما تقوم بالفعل الصحيح وتحقق النتيجة المرجوة يتوسع عقلك ليستوعب كل الفُرص وهذا ما يعزز إيجابيتك.

إقرأ أيضاً: جدّد حياتك بثلاث خطوات بسيطة

2. سلوك الامتنان:

من السهل جداً لشخص ما أن يقع في فخ المقارنة في هذا المجتمع، قد ينتابه الغضب؛ وذلك لأنَّه لا ينعم بوفرة حظ من يتابعهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ويرادوه شعور الضحية التي لا تقوى على السيطرة على مصيرها وتحقيق رغباتها في الحياة، وبمجرد أن يصل الشخص إلى هذه المرحلة تصبح الأفعال مستحيلة في نظره ويتخلى عن السعي لتحقيق أهدافه وأحلامه وتطلعاته.

تنتشر هذه الظاهرة في مجتمعات ذوي الدخل المحدود أو المنخفض أو الذين يعانون الحرمان؛ حيث يكبر الشباب دون أن يروا نماذج ناجحة في بيئتهم وتُغذَّى عقولهم بقصص محدودة -غالباً ما تحدد واقعهم- حول عجزهم عن خلق حياة عظيمة لأنفسهم؛ لذا يكبرون بعقلية تؤمن بمحدودية إمكانياتهم ويزيد شعورهم بالتراخي وبظلم الحياة مما يضعهم في قالب من السلبية، يعزز ما غُرِس في عقولهم.

وإذا لم تأخذ حذرك ستعيث المقارنة فساداً في حياتك وهنا تكمن أهمية الامتنان؛ وذلك لأنَّه يُبعدك عن التركيز على ما ليس بحوزتك ويساعدك على التركيز فيما تملكه بالفعل، ففي اللحظة التي نفكر في الحياة بوجهة نظر مفعمة بالطاقة لا يمكن لشيء أن يرفع طاقتنا أكثر من الامتنان؛ لذا كن واعياً وممتناً لكل ما في حياتك وهذا سيكون كفيلاً بإضفاء الإيجابية على جميع مجالات حياتك.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

3. سلوك العظمة:

من الاختيارات الهامة في الحياة هي اختيار أن يكون سلوكك جيداً؛ وذلك لأنَّ غريزة البقاء التي واجهها أجدادنا برمجَت عقولنا على التعامل مع السلبيات وهذا أمر طبيعي، ورغم أنَّ هذا العصر قد ولى لكنَّ أدمغتنا ما زالت مُبرمَجة بهذه الطريقة، وعلينا اختيار الإيجابية بإرادتنا لأنَّها تؤثِّر في حياتنا إيجابياً.  

اختيارك أن تكون ذو شأن في شيء ما هو أيضاً من ضمن الاختيارت الجيدة؛ فإذا نظرت إلى العلاقة بين الموقف الإيجابي وكونك عظيماً، سترى أنَّها علاقة تكافلية ذات اتجاهين؛ أن تصبح عظيماً في شيء ما سوف يعطيك دفعة من الثقة، مما سيؤثر إيجابياً على موقفك، وبالنظر إلى الأمر بطريقة أخرى، فإنَّ رغبتك أن تصبح عظيماً في شيء ما يرتبط عادةً بوجود موقف إيجابي.

الشيء الرئيس الذي يجب التنويه إليه هو أنَّه عليك السعي وراء العظمة في شيء تستمتع به بالفعل ويعود عليك بالنفع وإلا لن تحصل على الفائدة ذات الاتجاهين التي ذُكِرت للتو.

لو فكرت في أي رياضي عظيم، ستجد أنَّ توجههم دائماً إيجابي مهما كانوا صارمين أو مهما اشتدَّت المنافسة، وتلك الإيجابية توسع إمكانياتهم مما يقودهم إلى العظمة المنشودة ومع استمرارهم في السعي إليها تزداد ثقتهم ويستمرون في الدوران داخل حلقة المشاعر الإيجابية هذه؛ لذا عند مواجهتك لموقف سيء حاول أن تكون ذي شأن في شيء ما وراقب التغييرات.

إقرأ أيضاً: هل فعلاً يؤثر سلوكك في وصولك للنجاح؟ إليك الإجابة

خلاصة القول:

لا تحاول تهميش أهمية توجُّهك الذاتي؛ بل تقبَّل ذلك واسمح له أن يوجِّهك بوعي لاختيار السلوك الذي ستتصرف على أساسه يومياً، وتأكد أن يكون سلوكاً إيجابياً يعبِّر عن الامتنان ويقودك نحو العظمة حتى تتمكن من عيش حياة رائعة.

المصدر




مقالات مرتبطة