3 خطوات لتعلُّم المجازفة وتحقيق النجاح

هل تسعى إلى تحقيق النجاح في حياتك أم ببساطة تتفادى الفشل؟ يوجد كثير من الناس المعتادون على عدم إكمالِ ما يبدؤون به، هل أنتَ أحد هؤلاء الأشخاص الذين يبرِّرون فشلهم بعدم قدرتهم على التنظيم أو التركيز؟ إذا كنت أحد هؤلاء فأنت ببساطة تعيش على مبدأ تفادي الفشل؛ فغالباً ما تنشأ عادات التقاعُس مثل تفادي الفشل في مرحلة الطفولة.



مثلاً حين يوبِّخ الأب ابنته الصغيرة لأنَّها ترسم على الجدار غير مكترثٍ بكونها ببساطة لا تدرك أنَّ الجدار ليس مكاناً مناسباً للتعبير عن الأعمال الفنية، فإنَّ الفتاة الصغيرة بعد عدَّة مرات من الوقوع في المشكلات بهذه الطريقة تتوصل إلى استنتاج أنَّها لا تستطيع النجاح، وبسبب قسوة التجربة تتبنَّى من دون وعي استراتيجية محاولة عدم الفشل في المستقبل؛ وبذلك تكون قد قرَّرَت في هذا السن الصغير أنَّها غير قادرة على النجاح، وخفضت توقعاتها إلى مجرد تفادي الفشل، ولأنَّ معظم الناس يبنون معتقدات كهذه في سن باكرة يصبح عدم إنهاء ما تبدؤون به أحد العادات التي تتبنونها لمحاولة تفادي الفشل.

قد يكون تفادي الفشل أسلوباً ناجحاً إلى حدٍّ ما لأنَّ المشاريع والأهداف والخطط غير المكتملة لا يمكن أن يُقال إنَّها ليست ناجحة، ويمكنك ببساطة التحجج بأنَّها لم تنتهِ والتهرُّب من المسؤولية، ولكن إذا كنت تسعى جاهداً إلى تحقيق النجاح في حياتك فلا يمكنك أن تدع أعذاراً مثل هذه تمنعك من تحقيق كامل قدراتك؛ فالنجاح ليس بهذه الصعوبة.

الحقيقة المحزنة هي أنَّ الناس يحاولون تفادي الفشل بعدة طرائق:

1. انتقاد الآخرين:

من خلال انتقاد الآخرين ستتهرب من مسؤولية العمل؛ فحينما تعيب ما يفعله الآخرون فأنت تتهرَّب من العمل الذي إذا قد فعلته تخفق وتشعر بالخجل.

2. المثالية:

تحاول بهذه الطريقة تفادي الفشل من خلال إنجاز كلِّ شيءٍ على أكمل وجه، أو على الأقل من خلال التصرُّف كأنَّك معصومٌ عن الخطأ، أنت لا ترتاح أو تتخلَّى عن حذرك أبداً، وترهق نفسك بكلِّ ما تفعله؛ ما يجعل الحياة أكثر صعوبة.

3. التظاهر بالمعاناة:

إذا كنت تأخذ دور الضحية سيضطر الآخرون إلى التمهُّل والاعتناء بك، وهذا شكل من أشكال التخريب الذاتي؛ لأنَّ الآخرين يستثمرون جهدهم ووقتهم في مساعدتك بدلاً من العمل على تحقيق أحلامهم، فقط لأنَّك لا تكترث لتحقيق نجاحك الشخصي.

الخطوة الأولى نحو تحقيق النجاح هي إدراك ما إن كنت تعيش على مبدأ تفادي الفشل؛ فإن لم تكن تنتمي إلى أيٍّ من المجموعات الثلاث أعلاه، فمن الأفضل أن تطور نفسك وتغير حياتك، ولكن إن كنت ممَّن يتفادون الفشل فقد حان الوقت لتغيير هذا السلوك بهذه الخطوات الثلاث.

شاهد بالفيديو: 9 أشياء تمنعك من تحقيق النجاح

 إليك فيما يأتي 3 خطوات لتعلُّم المجازفة وتحقيق النجاح:

1. تعلُّم النقد البناء:

غالباً ما يكون قرار التوقُّف عن السعي إلى النجاح والاكتفاء بتفادي الفشل قراراً غير واعٍ، وتكون قد تلقَّيتَ فيما مضى تغذية راجعة بدت لك كأنَّها تشكيك في قدراتك وهويتك؛ لذا طورت هذا السلوك الانهزامي، والخطوة الهامة في تغيير هذا الاعتقاد هي التعرُّف إلى المعنى الحقيقي للتغذية الراجعة: وهي المعلومات التي تخبرك ما إذا كنتَ تسير في مسارك الصحيح أم خرجت عنه.

عندما تتلقى تغذية راجعة سلبية مثل عدم الحصول على النتائج المرغوبة، أو قلَّة المال أو انعدامه، أو الانتقاد، أو الحصول على تقييمٍ سيِّئٍ، أو الصراع الداخلي، أو التعاسة فهذه علامة على أنَّك تبتعد عن هدفك المرجو، ولكن حين تتلقى ردود فعل إيجابية مثل الثناء والسعادة والمال والنتائج المرغوبة، ستعلم أنَّك عدت إلى المسار الصحيح.

2. التركيز بدقة أكبر:

إحدى الطرائق الأخرى للتخلَّص من عادة عدم إكمال ما تبدؤه هو تدريب نفسك على زيادة تركيزك، تخيَّل صورة واضحة لما تريد تحقيقه خلال العام المقبل أو على مدار حياتك، واحتفظ بها، وكن مؤمناً بأنَّك تستطيع أن تحقق ما تريده، وكن مصمماً على تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسك، واتخِذ الإجراءات اللازمة لجعل هذه الصورة عن نفسك أمراً واقعاً.

لا يمكن لأيِّ شيء أن يمنعك من تحقيق النجاح حين يكون تركيزك عالياً ولديك إيمان لا يتزعزع بنفسك.

إقرأ أيضاً: ما هي حالة التركيز؟ وكيف تصل إليها لتعزيز إنتاجيتك؟

3. استثمار معرفتك على نحوٍ متكامل:

عندما تبدأ ببناء عادة إكمال ما تبدؤه قد تشعر بالإرهاق والضياع بشأن ما يجب القيام به بعد ذلك حين تنظر إلى قائمة أهدافك، وأفضل طريقة هي تقسيم أهدافك إلى خطوات صغيرة يمكن التحكُّم بها.

تخيَّل المستقبل حيث تكون قد حققت هدفك بالفعل، واتخذه نقطة انطلاق لتحديد ما يجب عليك القيام به للوصول إلى هدفك.

إقرأ أيضاً: 7 أمور تساعدك على تحقيق الأهداف بسرعة

في الختام:

قد يحميك العيش بناءً على تفادي الفشل من الألم المحتمَل للتغذية الراجعة السلبية، ولكن في كلِّ مرة تفشل فيها في الوفاء بالالتزامات التي تتعهد بها تجاه نفسك والآخرين؛ فإنَّك تقلل ثقتك بنفسك، أمَّا إن اتَّبعتَ الخطوات الموضحة في هذا المقال لتحديد ما إن كنت تحاول تفادي الفشل؛ فسوف تتمكَّن من اتخاذ الإجراء اللازم الذي تحتاج إليه لإكمال كلِّ ما تبدؤه، وحين تفعل ذلك ستضمن نجاحك في الحياة.




مقالات مرتبطة