إليك فيما يأتي هذه النصائح الأربع:
1. عامِل نفسك بلطف واهتمام:
يقول الكاتب "جوردن بيترسون": "بات الأفراد يحبون حيواناتهم الأليفة من كلاب وقطط وغيرها أكثر ممَّا يحبون أنفسهم ويهتمون بها، فيا له من أمر شائن ومجحف بحق النفس الإنسانية".
يخفق بعض الأفراد في الاهتمام بأنفسهم فتراهم إمَّا يهملونها أو يفسدونها بالانغماس بالملذات كالإفراط في مشاهدة العروض التلفزيونية مثلاً، وتعني العناية الذاتية الحقيقية أن تكون مقرباً وصادقاً مع نفسك، وأن تحبها بشغف وتكون مستعداً في الوقت نفسه لردعها وتقويمها عند اقتراف الأخطاء وتدنِّي السلوكات.
يقول الكاتب "جوردن بيترسون" في كتابه المُصنَّف ضمن قائمة أكثر الكتب مبيعاً "12 قاعدة للحياة: ترياق للفوضى" (12 Rules for Life: An Antidote to Chaos): "يبتهج الأطفال عندما نقدم لهم الحلوى؛ لكنَّ هذا لا يعني أن نكتفي بتقديم الحلوى لنحقق لهم السعادة؛ إذ ترتبط السعادة مباشرة بالصلاح والسلوك القويم، وهذا يعني أن تفرض على طفلك اتباع بعض العادات السليمة كتنظيف الأسنان، وارتداء ملابس سميكة في الطقس البارد حتى لو عارضك.
تكمن مهمتك في مساعدة الطفل الصغير على أن يصبح فرداً صالحاً، ومسؤولاً، ومتيقظاً، وقادراً على تحقيق المنفعة المشتركة، والاهتمام بنفسه وبالآخرين، وتحقيق النجاح والتقدم في حياته في أثناء ذلك".
يجب أن تفكر بالفوائد التي ستحظى بها عندما تعتني بذاتك على نحو سليم، ثم تبدأ بإجراء بعض التغييرات، وتسامح ذاتك، وتتعلم من أخطائك، وتضع أهدافاً تشبع شغفك، وتخصص وقتاً للراحة بين الحين والآخر، وتتعهد بأن تؤمن بنفسك في السراء والضراء.
2. هيِّئ نفسك للنجاح؛ فهو يتطلب مجهوداً كبيراً:
يحتاج النجاح إلى بذل كثير من المجهود لتغيير الأحوال كالانتقال من الفقر إلى الغنى، أو من البدانة إلى الرشاقة، أو من الكسل إلى الإنتاجية؛ ذلك لأنَّ العادات القديمة لا تتبدل بأخرى بنَّاءةٍ بسهولة.
يؤدي التخيل دوراً رئيساً في تيسير عملية التغيير؛ ذلك لأنَّ تصوُّر عملية تخطي المشكلات، وتحقيق أقصى تنمية شخصية ممكنة سيحفز الدماغ على اتخاذ تدابير فعلية وتحقيق النتيجة المرغوبة في نهاية المطاف، ويؤكد على هذه الفكرة لاعب التنس المحترف السابق "براد جيلبرت" الذي لعب ضد أساطير كرة المضرب وتغلَّب عليهم مثل لاعب التنس الأمريكي "جون ماكنرو" (John McEnroe)، والأمريكي "أندريه أغاسي" (Andre Agassi)، والألماني "بوريس بيكر" (Boris Becker)، والأمريكي "بيت سامبراس" (Pete Sampras).
يقول "براد جيلبرت" في كتابه المُصنَّف ضمن قائمة أكثر الكتب مبيعاً "الفوز المضني: المعركة الذهنية في لعبة التنس" (Winning Ugly: Mental Warfare in Tennis): "لا تبدأ الإحماء الحقيقي عند الوصول إلى الملعب؛ إنَّما هي عملية عقلية تقتضي تقييم الخصم ودراسة المباراة قبل أن تذهب إلى المنافسة، إنَّها تبدأ أبكر من ذلك بالنسبة إلي، بحيث أقضي الليلة السابقة للمباراة في التفكير بالمنافسة وتخيُّل مختلف تفاصيل المباراة فتراني أتصور الضربات والنقاط التي سأحرزها، وأستذكر نقاط المباريات السابقة، وتتراءى الضربات التي سأسددها ضد خصمي أمام ناظري، ويكون الأمر كمشاهدة مقتطفات مصورة من المباراة، ثمَّ أقوم بإتمام العملية في الصباح".
أي يجب أن تحدد أهدافك والمآزق التي تود تجنب حدوثها، ثمَّ تتخيل نفسك تقوم بالتنفيذ بصورة استراتيجية بحيث تتجنب جميع المشكلات المحتملة وتتغلب عليها، فلتتصور نفسك تتحدَّث إلى الغرباء، وتتواصل بصرياً مع الآخرين، وتدرس بجدٍّ، وتتمرَّن، وتعمل لوقت طويل، لا بد أن تحقق نتائج طيبة عند التفاني في العمل.
شاهد بالفيديو: 6 اعتقادات خاطئة تمنعك من تحقيق النجاح في الحياة
3. فكِّرْ بطريقة إيجابية:
ما حياة المرء إلا نتاج أفكاره، والعقلية الإيجابية شرط لازم لتحقيق النجاح في الحياة، فيُحدِّثنا المؤلف الأمريكي "مارك ديفاين" في كتابه الأكثر مبيعاً "العقل الذي لا يُقهَر: اكتساب المرونة والقوة العقلية لتحقيق النجاح والتميز" (Unbeatable Mind: Forge Resiliency and Mental Toughness to Succeed at an Elite Level): "يكمن سر التغيير الناجح باعتماد نمط تفكير إيجابي وعقلية متوازنة هادئة توافق هدفك الحالي، ويجب أن تدعم هذه الأفكار الجديدة بمشاعر وتخيلات إيجابية، بحيث تركز عقلك على الحوار الداخلي، والتصورات، والمشاعر الجديدة حتى تتأقلم مع نمط التفكير الإيجابي".
يمكن تعزيز التفكير الإيجابي من خلال استخدام عبارات التحفيز الإيجابية، وعلى الرغم من أنَّ بعضهم يُعِدُّها مبتذلة إلا أنَّها تفي بالغرض؛ فقد أثبتت الدراسات أنَّها تخفض مستويات التوتر، وتعزز مهارة حل المشكلات، وتحسِّن جودة الأداء، وتقلل من مشاعر القلق، وتساعدنا على التصالح مع أخطائنا.
تحدَّثَتْ الكاتبة الأمريكية "جين سينسيرو" عن عبارات التحفيز الإيجابية في كتابها المُصنَّف ضمن قائمة أكثر الكتب مبيعاً "أنت قوة مذهلة: كيف تكف عن الشك في قدراتك المتميزة" (You Are a Badass: How to Stop Doubting Your Greatness): "فلتكثر من استخدام عبارات التحفيز الإيجابية؛ فإذا أردت أن تحسِّن حياتك عندئذٍ يتحتم عليك أن تعيد برمجة عقلك وتُمرِّنه على التفكير بطريقة مختلفة، وهنا تكمن فعالية عبارات التحفيز الإيجابية على وجه التحديد.
يجب أن تحدد عبارات التحفيز الإيجابية المناسبة لوضعك وتفكر فيها وتكررها طوال الوقت، وأنت في السيارة أو الشارع، كما يمكنك أن تكتبها على أوراق ملاحظات وتوزعها في أرجاء المنزل، أو تلصقها على المرآة، أو البراد، أو في السيارة، وقد تشعر في البداية بأنَّه تصرُّف مبتذل وأنَّك تخدع نفسك؛ لكنَّ حياتك الآن هي المزيفة، وأنت تحتاج إلى عبارات التحفيز الإيجابية لتتبين الحقيقة".
يمكنك أن تبرمج عقلك على تكرار عبارات التحفيز الإيجابية في أوقات معينة عند الاستيقاظ، وقبل تناول الإفطار مثلاً.
4. قيِّم التقدُّم الشخصيَّ المُحرَز يومياً:
كثيراً ما نصادف أشخاصاً لامعين لا يعترفون ببراعتهم في مجال عملهم، ليس لأنَّهم متواضعون؛ وإنَّما بسبب مقارنة أنفسهم مع الآخرين، فتسبب مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها تطبيق "إنستغرام" (Instagram) الشعور بالسخط وعدم الرضى الذاتي؛ نتيجة المقارنات التي يجريها المرء بين حياته وحياة المشاهير، ولا عجب أنَّ الدراسات تطلق على تطبيق "إنستغرام" لقب "أسوأ منصة تواصل اجتماعي على صعيد السعادة والصحة النفسية".
تفيد هذه الدراسات أيضاً بأنَّ إجراء المقارنات اعتماداً على صور مثالية مزيفة يتسبب بارتفاع مستويات القلق، والاكتئاب، والتنمر، ومتلازمة الخوف من فوات الشيء (FOMO)، وما يجعل هذه المقارنات مؤذية هو أنَّ الشخص سيجد دوماً من هم أفضل منه.
يقول "بيترسون": "مهما كنتَ بارعاً في مجالك، وبصرف النظر عن تقييمك لإنجازاتك فلا بد من وجود شخص يجعلك تبدو غير كفء، فقد تكون عازف غيتار بارعاً؛ لكنَّك لست بشهرة الموسيقار الإنجليزي "جيمي بيج" (Jimmy Page)، أو العازف الأمريكي "جاك وايت" (Jack White)، وقد تكون طباخاً ماهراً، ولكن ثمة كثير من المبدعين في مجالك، فضلاً عن الممتلكات والأجهزة باهظة الثمن ومظاهر البذخ الأخرى التي يعبأ بها الناس".
يجب أن تقلل من هذه المقارنات ما أمكن، فلن يكون إقلاعك عن هذا السلوك هيناً بعد كل هذه السنوات، وليس مجرد قرار تتخذه وحسب؛ لكنَّك من ناحية أخرى تستطيع فرض نظام تفكير جديد ليحل مكان القديم تدريجياً، حيث يتكون هذا النظام من: الامتنان والموقف.
الامتنان: يقول عالم النفس الأمريكي والأستاذ في جامعة كاليفورنيا (University of California) "روبرت إيمونز" (Robert Emmons): "الأفراد الذين يمارسون الامتنان بانتظام يتمتعون بصحة جيدة مقارنة مع الآخرين"؛ لذا يُنصح بأن تبحث عن 3 أمور تشعر بالامتنان إزاءها بصرف النظر عن أهميتها.
الموقف:
يمكنك أن تبدأ بقياس التقدُّم المُحرَز يومياً؛ فإذا كنت تمضي قدماً في حياتك عندئذٍ ستشعر بالسعادة، وبخلاف ذلك يجب أن تشعر بالحماسة لتحقيق مزيدٍ من النجاحات، لا بد أن تقل التداعيات السلبية للمقارنات المؤذية وتحقق مزيدٍ من النجاحات في حياتك عند اتباع هذا النهج.
أضف تعليقاً