3 خطوات لأخذ استراحة من العمل دون الشعور بالذنب

قد تكون ثمَّة مشكلة في تعامُلك مع العمل إذا كنت تشعر بالذنب في كل مرة تأخذ فيها استراحة؛ فنحن نُتقن عملنا عندما نعمل لأنَّنا نحتاج إليه ويمكننا ذلك، وليس لأنَّنا لا نتحمَّل البقاء عاطلين؛ وإلا فذلك نابع من شعورنا بالذنب، ولكن حتى الجلوس دون عمل هو عمل بحدِّ ذاته.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "ماستر كوماس" (MasterKomas)، ويُحدِّثنا فيه عن 3 خطوات للتوقُّف عن العمل دون أي شعور بالذنب.

تجربتي الشخصية مع الأمر:

كان من المفترض أن تكون عطلة نهاية الأسبوع أسعد عطلة على الإطلاق؛ ففي ذلك الأسبوع، حقَّقتُ أكبر إنجازاتي، وكان الحظ يبتسم لي، أولاً: تلقيتُ رسالة بريد إلكتروني أُعلِمتُ فيها أنَّني أصبحتُ مساهماً في مدونة شهيرة مرتبطة بتخصصي، وفي الأسبوع ذاته، أبرمتُ أكبر صفقة على الإطلاق؛ فقد عرض عليَّ أحد العملاء 10 أضعاف ما كنت أكسبه من العمل الحر، مقابل عمل يتطلَّب إنتاجه وقتاً أقل، ولكن لم تأتني جميع الأمور هذه على طبق من ذهب، بل كنت أستحقها، فقد عملتُ ساعات وساعات عملاً مضنياً لأكسبها في النهاية.

إقرأ أيضاً: 10 علامات تحذيرية تؤكد حاجتك إلى الاستراحة

مع حلول عطلة نهاية الأسبوع، كنتُ أستحق قضاء بضع ساعات بعيداً عن العمل، ولكنَّني لم أستطع تحمُّل ذلك؛ وظللتُ أُفكِّر بأنَّه من الأفضل قضاء هذا الوقت في إرسال بريد إلكتروني، أو العمل على مخطط لمقال، أو أي عمل آخر أستفيد منه.

لن يلومك أحد لرغبتك في إنجاز المزيد أو العمل أكثر، ولكن ينبغي أيضاً فهم فكرة العمل فهماً واضحاً؛ فثمَّة خيط رفيع يفصل بين الإفراط في قلة العمل والعمل لحد إرهاق نفسك؛ إذ يعرف الأشخاص الناجحون متى عليهم التوقف عن العمل لممارسة نشاطات عادية، مثل قضاء الوقت مع العائلة، والتواصل مع الأصدقاء، وغيرها؛ فإن كنت تعاني من الذنب عند التوقف عن العمل، نقدِّم لك 3 خطوات ستساعدك على أخذ الاستراحة التي تستحقها دون أي شعور بالذنب:

1. التركيز على الصورة الكبيرة للأمور:

لا بأس بالشعور بالضيق بسبب عدم قدرتك على إنهاء مهمة أو اثنتين في قائمة مهامك، فالهدف هو فهم تأثير إنجازاتك "البسيطة" في جودة إنتاجيتك مع مرور الوقت، لقد قضيت ذلك الأسبوع الذي تحدثتُ عنه في الاهتمام بأشياء منعتني من فعل ما كنت أنوي القيام به، وشعرت بالسوء لذلك؛ لكن ما كسبته في المقابل عوَّضني بأضعاف ما كنت أرغب بفعله؛ فقد حصلت على فرصة المساهمة في منصة تضم جمهوراً أكبر بكثير من جمهوري، كما أُتيحت لي فرصة الكتابة مقابل أجر أكبر بكثير ممَّا كنت أتقاضاه.

شاهد بالفديو: 6 أمور عليك فعلها عندما ينهكك العمل

2. مواجهة الواقع:

نحن ننسى أحياناً أنَّنا بشر وليسنا آلات؛ فترانا نُنشئ قائمة طويلة من المهام التي يجب فعلها، لنظل نعمل بذلك حدَّ الانهيار؛ ولكنَّ العمل هكذا ليس بفضيلة؛ إذ إنَّنا لا نتحكَّم في كل ما يحدث في حياتنا؛ فقد يتعطَّل الكمبيوتر أو السيارة دون أن نتمكَّن من فعل شيء حيال ذلك؛ فهذه الأمور جزء من الحياة.

فقد نعتمد على هذه الأشياء لإنجاز مهامنا، ولكن إذا ما تعطلنا وتوقفنا عن العمل، بأي حقٍّ نجلد أنفسنا لأنَّنا لم نستطع إنهاء ما كنا ننوي فعله؟ يُعدُّ الكاتب "ليو بابوتا" (Leo Babauta) أحد أكثر الأشخاص إنتاجية إلا أنَّه لا يضع أي أهداف لنفسه؛ أنَّ إغراق يومك بالمهام سيعرِّضك لقلق لا داعي له، إلى جانب الشعور بالذنب، بصرف النظر عن مقدار ما تُنجزه؛ لذا عليك بحل وسط، والذي يبدأ بمواجهة حقيقة أنَّك إنسان، والتعب أمر طبيعي.

3. فهم أنَّ إرهاق نفسك بالعمل لن يمنحك الأفضلية:

أعاني من عادة سيئة، وهي أنَّني أبحث عن عمل إضافي إذا ما تمكَّنتُ من إنهاء مهام اليوم في وقت أبكر ممَّا توقعته، وقد تشيد ثقافتنا بفكرة العمل الدؤوب؛ إذ ترضي التضحية بساعات النوم ليلاً في سبيل العمل غرور بعض الناس؛ ولكنَّ إرهاق نفسك ليس علامة على العمل الجاد؛ بل بخلاف ذلك تماماً، فهو يُظهر أنَّك لا تستطيع السيطرة على حياتك.

إقرأ أيضاً: كيف تنال قسطاً من الراحة وتستعيد قدرتك على الإنتاج؟

يوضِّح المؤلف "ريان هوليداي" (Ryan Holiday) ذلك بقوله: "إذا كنت تعمل طوال الوقت؛ أي إذا لم تغادر المكتب حتى منتصف الليل في الوقت الذي وصلت فيه الساعة 5 صباحاً، فأنت تخطئ في شيء ما؛ فإمَّا أنَّك تعمل لدى شخص أحمق يعرِّضك للاحتراق الوظيفي، أو أنَّ المشكلة بك لأنَّك لم تكتشف طرائق مختصرة لإنجاز مهامك".

ليس لديك ما تثبته لأي شخص، بما في ذلك نفسك؛ فقد خُلِق العمل للإنسان، وليس العكس؛ لذا لحُسن معاملة نفسك اليوم نتائج إيجابية خاصة، وهي قدرتك على العودة بقوة لأداء العمل الذي لطالما أثار اهتمامك.




مقالات مرتبطة