3 حيل لترك انطباع أول مذهل لدى الآخرين

لا شكَّ في أنَّك سمعت عبارة: "لا تحكم على كتابٍ من غلافه"، ولكن هل هذا ممكنٌ حقاً؟ هل يمكننا النظر إلى شخصٍ أو شيءٍ ما لأول مرة دون أن نُصدِرَ أحكاماً على الفور؟ في الحقيقة نعم، يمكنك باستخدام بعض الحيل الاجتماعية المُجرَّبة تفادي أحكام الآخرين السريعة والمعهودة حين يكوِّنون انطباعاتهم الأولى.



في كثير من الأحيان حين نوشك على مقابلة أشخاص جدد نقضي ساعات في اختيار الملابس المناسبة، وطريقة الترحيب، والأحاديث، وحتى الإطراءات التي يجب أن نقولها، ولكن يمكن اختزال كل ما يحدث في ثلاثة أسئلة:

  • هل تعلم حقاً كيف تظل صورتك محفورة في أذهان الناس؟
  • هل تعلم كيف تستثمر الظروف ووجهات النظر لمصلحتك؟
  • هل تعلم كيف تتصرف كما تريد في أيِّ موقف اجتماعي؟

يمكن باستخدام هذه التقنيات النفسية الثلاث التخلُّص من المخاوف المعتادة التي تراودنا حين نقابل أشخاصاً جدد لأول مرة؛ وبذلك ستترك انطباعات مذهلة وراسخة لدى كلِّ شخص تقابله:

1. تأثير الهالة:

من المحتمل أنَّك مارست هذا النوع من التحيُّز النفسي سواء أدركت ذلك أم لا؛ فمثلاً هل سبق لك أن قابلتَ شخصاً جديداً، ووجدتَه لطيفاً للغاية، ثمَّ افترضت عنه صفات أخرى مثل الطيبة والذكاء؟ لكنَّك في الواقع لم تكن تعلم ما يكفي عن هذا الشخص لتحديد ما إن كان طيباً أو ذكياً.

يمكنك ملاحظة هذا التأثير بوضوح بالتفكير في بعض المشاهير الذين تتابعهم أو يثيرون إعجابك؛ ففي كثير من الأحيان نفترض بناءً على مهاراتهم في التمثيل ومظهرهم الجميل أنَّهم حتماً يتمتعون بصفات أخرى مثل الذكاء والإيثار والكرم، وهذا لا يعني أنَّهم ليسوا كذلك، ولكن في معظم الحالات لا نعرف ذلك على وجه اليقين؛ في هذه الحالة يستخدم عقلك تأثير هالة الشخص لاستنتاج صفاته الأخرى، وبذلك يضع عقلك افتراضات معينة سواء كانت صحيحة أم خاطئة مثل:

"إنَّه لطيف للغاية، لا بد أنَّه ذكي ومضحك وطيب مع الناس؛ لأنَّ هذه الصفات تجتمع معاً في الأشخاص اللطيفين"؛ أي إنَّ عقلك يقدم تبريراً لتبسيط الموقف.

عندما يرتبط الأمر بترك انطباع أول رائع؛ فإنَّ فهم هذا التأثير أمرٌ هام للغاية، وفي كثير من الأحيان عند مقابلة شخص جديد نشعر أنَّنا يجب أن نكون مثاليين منذ البداية، ونظنُّ أنَّ علينا انتقاء كلامنا بعناية، والإدلاء بتعليقات ذكية حصراً، كما يجب أن نبدو في أفضل مظهر ممكن، لكن من الصعب التركيز على هذه الأشياء كلها في الوقت نفسه، وعلى الرَّغم من أهميتها فإنَّ تأثير الهالة يوضح لنا أنَّنا يكفي أن نكون مميزين بصفةٍ واحدة، وسوف يستنتج الشخص الآخر باقي صفاتنا الجيدة؛ لذا يمكنك التركيز على انتقاء كلامك أو أن تكون حيوياً، أو إيجابياً، ولكن تذكَّر أنَّك لست مضطراً إلى التركيز على كلِّ شيء في آن واحد لإثارة إعجابهم على الفور.

شاهد بالفيديو: كيف تحافظ على علاقات شخصية قوية؟

2. تأثير الظروف ووجهات النظر:

في تجربة أجرتها صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) عزف أحد أفضل موسيقيي عصرنا الحالي بعضاً من أكثر القطع الموسيقية براعة على آلة كمان تُقدَّر بقيمة 3.5 مليون دولاراً، في حين كان يرتدي سروالاً وقميصاً عاديَين إلى جانب سلة المهملات في أثناء ذروة ازدحام المرور.

عادةً ما يعزف في قاعة مليئة بآلاف الأشخاص، ويدفع كلٌّ منهم ما يزيد عن 100 دولار لكلِّ مقعد، ولكن في يوم التجربة حصل هذا الموسيقي المحترف على 32.17 دولاراً فقط، وتجاوزه مئات الأشخاص حاسبين أنَّه موسيقي شارع عادي.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتذكّر أسماء الآخرين بسهولة

ما هو تفسير ذلك من الناحية النفسية؟

بناءً على كيف ومتى وأين قدَّم العازف موسيقاه توصَّل الناس إلى أنَّ الموسيقى التي قدَّمها كانت في مستوى متوسط إلى أقلِّ من المتوسط، في حين عندما عزف في قاعة يرتدي فيها زيه الكامل ومحاطاً بفرقة موسيقية حصل على مطلق الاهتمام والاحترام.

يمكننا استخدام هذه التقنية لترك انطباعات أولى رائعة، ففي كثير من الأحيان نفترض أنَّ الناس تميل إلى الحكم علينا بقسوة بناءً على مظهرنا وأفعالنا وأفكارنا، سواء في الماضي أم الحاضر، ولكن في الواقع هذا ليس صحيحاً؛ فما يحدد انطباعات الآخرين عنا هي الطريقة التي نُعرِّف بها عن أنفسنا لحظة اللقاء.

يمكنك تغيير نظرة الناس تجاهك ببساطة من خلال تقديم نفسك بطريقة مختلفة، تماماً مثل الطريقة التي غيَّر بها الموسيقي آراء الناس تبعاً للخصائص التي كان يبرزها؛ فإذا كنت ترتدي ملابس مناسبة، وتتحدث وتتصرف بلباقة فمن الطبيعي أن تُبهر من حولك، ولن يظنُّوا أنَّك غريب، كما نشعر غالباً عند مقابلة الآخرين.

3. تأدية الشخصية:

في واحدة من أكثر التجارب غير الأخلاقية عبر العصور ابتكر الباحثون في جامعة ستانفورد (Stanford University) محاكاة سجن وهمية مع عدد من المتطوعين، وقد طُلِبَ من بعض المتطوعين تأدية دور الحراس، في حين طُلِبَ من الآخرين تأدية دور السجناء، وفي النهاية أصبح الأفراد الذين أدوا دور الحراس متسلطين واستبداديين، حتى إنَّهم في بعض الأحيان كانوا يضربون السجناء، في حين تقبَّل الأفراد الذين يؤدون دور السجناء واقعهم وأصبحوا متمردين للغاية، هذا ليس تأييداً للتجربة؛ لكنَّها تقدِّم مفهوماً مثيراً للاهتمام عن السلوك البشري.

العبرة: يمكننا تغيير سلوكنا، ومع مرور الوقت نصبح الشخص الذي نريد أن نكون فقط من خلال التفكير بطريقة معينة؛ أي تأدية الشخصية إذا جاز التعبير.

في كثير من الأحيان ننظر إلى صفاتنا وظروفنا الحالية على أنَّها ثابتة ولن تتغير أبداً، ومع ذلك تُظهِر لنا هذه التجربة أنَّ أدمغتنا وشخصياتنا أكثر مرونةً ممَّا نظنُّ، ويمكننا التغيُّر تبعاً للموقف الاجتماعي إذا أردنا ذلك.

هذا لا يعني أنَّك بحاجة إلى النهوض وتغيير كلِّ شيء عن نفسك حالاً، ولا يجب أن تفعل ذلك، ولكن إذا كانت لديك صفة ترغب في إبرازها عند ترك الانطباعات الأولى فيمكنك حرفياً إعادة برمجة عقلك لإبراز هذه الخصائص أولاً.

إقرأ أيضاً: أربعة مفاتيح لتحصل على انطباع أولي ممتاز!

في الختام:

أضف هذه التقنيات إلى جعبتك من الحيل الاجتماعية، ومن المؤكد أنَّك ستبدأ علاقتك التالية تماماً كما تريد.




مقالات مرتبطة