3 استراتيجيات لتشجيع الموظفين على تحقيق التوازن بين العمل والحياة

بعد أن توصلت الدراسات إلى أنَّ ثلثي العاملين بدوام كامل في الولايات المتحدة يواجهون شكلاً من أشكال "الاحتراق الوظيفي" في مكان العمل، باتت الشركات لا تستطيع وضع مفهوم التوازن بين العمل والحياة.



إذ تعني طبيعة حياة الشركات الناشئة المليئة بالضغوطات وسريعة الخطى أنَّ الشركات سريعة النمو تحتاج إلى إعطاء الأولوية بشكل فعال للعافية في مكان العمل، ولا سيما في مجالات العمل شديدة التنافسية مثل تطوير البرمجيات وتقنية الإعلان.

سياسات التوازن بين العمل والحياة:

على الرغم من أنَّ تطبيق السياسات الخاصّة للحصول على مزايا مثل: الإجازات الأمومية وإجازات العمل طويلة الأمد والعضوية في الصالات الرياضية أمرٌ هام، فإنَّ بناء ثقافة تنظيمية تحترم التوازن بين العمل والحياة يتطلب أكثر من مجرد منح الامتيازات؛ إذ أنَّ أماكن العمل التي تدعم العافية فعلياً تفعل ذلك من الداخل إلى الخارج، تبدأ بالمؤسسين وغيرهم من كبار القادة.

ومع ذلك، فإنَّ وجود عوامل مثل مجال العمل ودورة المبيعات والوقت من العام أو حتى سمات شخصية معينة، يمكن أن يجعل من السهل على كبار المسؤولين اقتراح مفهوم موضوعي مثل "العافية" ولكن سيكون من الصعب تنفيذه؛ على سبيل المثال، يأخذ فريق القيادة العليا في شركة "تتاري" (Tatari) فكرة العافية على محمل الجد، ولكنَّ تشجيعهم علناً على

إظهار كيف يجعلون التوازن بين العمل والحياة أولوية لن يكون استثماراً مفيداً للوقت.

اكتشفتُ من تجربتي بعض الاستراتيجيات الدقيقة التي يمكن أن تحقق نجاحاً باهراً نحو تعزيز ثقافة تحترم التوازن بين العمل والحياة:

1. تطوير العلاقات:

لا تتعلَّق وظيفة الموارد البشرية بالسياسة فقط؛ بل بتشجيع وإدارة وتعزيز التفاعلات الحقيقية بين البشر، وبعد ذلك يبدأ تحديد أولويات العافية بتشجيعٍ من كبار القادة والمديرين على التعرُّف موظفيهم فعلياً حتى يتمكنوا من تعرُّف الأوقات التي يشعرون فيها بالتوتر أو عدم التركيز أو يبدو أنَّهم بحاجة إلى استراحة فقط.

إنَّ هذا الأمر ينجح في الجانبين؛ فمن الهام أن تكون لفريق الموارد البشرية أو فريق العمل علاقات حقيقية مع كبار المسؤولين التي تتجاوز فكرة تقديم أوراق الاستئجار الجديدة أو إدارة المزايا؛ لذا فإنَّ النصيحة نفسها تنطبق على الجميع؛ ألا وهي إقامة علاقة حقيقية مع كبار المسؤولين.

الهام هو أن تكون التفاعلات جيدة وحقيقية؛ سواءً كان رئيس قسم الموارد البشرية يخاطب الرئيس التنفيذي، أم مسؤول مبيعات كبير يجلس مع مدير تنفيذي جديد للمحاسبة، فإنَّ الشخص المعني سيكون أكثر تقبلاً للاستفسارات حول العافية أو الاقتراحات المتعلقة بأخذ إجازة إذا كانت العلاقة الصحية بين الأشخاص قد توطدت بالفعل.

شاهد بالفديو: 10 نصائح لتعزيز إنتاجية موظفي شركتك

2. إجراء المحادثات:

في معظم بيئات الشركات أو الشركات الناشئة، نقضي الكثير من الوقت في الاجتماعات والمكالمات الهاتفية؛ إذ يَعُدُّ الناس فن المحادثة أمراً مفروغاً منه، ولكنَّ المحادثة تكشف الكثير عن حياتنا - كيف نشعر وما هي عاداتنا - حتى إنَّ المحادثات غير الرسمية يمكن أن تكون بمنزلة أرضية لتأسيس معايير الشركة حول التوازن بين العمل والحياة.

على سبيل المثال، في أثناء مأدبة غداء للفريق؛ سأل شخص ما رئيسنا التنفيذي عن إجازته الأخيرة وشارك الرئيس التنفيذي قصة مضحكة، وعلى الرغم من أنَّ هذا الأمر قد لا يبدو هاماً، إلَّا أنَّه يعزز من حقيقة أنَّ الرئيس التنفيذي يأخذ إجازات بالفعل؛ لذلك ربما يستطيع مطور البرامج المُجهَد أخذها أيضاً، أو في إحدى المرات شارك حتى قصة حصلت معه في الماضي حول كيفية قضاء أقل قدر من الوقت في إدارة المركبات من خلال الحضور في الساعة 4 مساءً، وعلى الرغم من أنَّ هذه القصص سهلة، ولكنَّها أظهرت أنَّ الاهتمام بضروريات الحياة خلال ساعات العمل لم يكن شيئاً يثير استياء الشركة "في حدود المعقول".

في حين أنَّ حكايات وسياسات كل شركة ستكون مختلفة، فإنَّ تشجيع كبار المسؤولين على أن يكونوا منفتحين بشأن موعد مغادرتهم مبكراً لاصطحاب أطفالهم من المدرسة، أو ما إذا كان في الإمكان العمل من المنزل في فترة الصباح، أو تهنئة شخص ما على تخصيص وقت خلال النهار للوصول إلى صالة الألعاب الرياضية، يساعد على تحديد المسار السليم للفريق الأوسع.

إقرأ أيضاً: 6 طرق فعالة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية

3. تشجيع المشاركة:

لا تتعلق تنمية العافية في مكان العمل فقط بالتوازن بين العمل والحياة وأخذ إجازة، فتوجد أيضاً البيئة في مكان العمل نفسه، وتخطط الشركات معظمها لفعاليات لبناء الفريق والاحتفالات مثل حفلات أعياد الميلاد، ولكنَّ تشجيع كبار المسؤولين على المشاركة في المزيد من النشاطات غير الرسمية مثل وجبات الغداء والساعات السعيدة يمكن أن يساعد على إنشاء ثقافة صحية في مكان العمل.

في الختام:

إنَّ ما تعلمته عن تنمية الثقافة التنظيمية التي تدعم فعلياً التوازن بين العمل والحياة هو أنَّ الأمر لا يتعلق فقط بالبرامج والنشاطات الرسمية، وعلى الرغم من أنَّ هذه البرامج هامة، ولكن من الهام بالقدر نفسه تذكير كبار القادة بأنَّ أفعالهم - جنباً إلى جنب مع مجموعة من العوامل الأصغر والسلوكية والشخصية - هي التي تساعد الموظفين فعلياً على الشعور بأنَّه يمكنهم إعطاء الأولوية لحياة متوازنة أيضاً.




مقالات مرتبطة