3 أنواع من الموظفين المرهقين قد تغفل عنهم في برنامج العافية الخاص بك

مع بدء المزيد من أرباب العمل بالاستثمار في مزايا ومبادرات برامج العافية؛ من الهام فهم أهدافهم. ولا يخفى على أحد أنَّ الموظفين بحاجة إلى المساعدة على إدارة الضغوطات التي يتعرَّضون إليها.



إذ أظهر استطلاع الفوائد السنوي الذي أجرته إدارة الموارد البشرية (SHRM) أنَّ المزيد من أرباب العمل يقدِّمون برامج العافية، بينما وجد استطلاع أجرته شركة "ميديكيبر" (MediKeeper) أنَّ مستويات إجهاد الموظفين - التي تُمكِّنهم من الاستفادة من برنامج العافية الذي يقدمه رب العمل - قد انخفضت على مدى ثلاث سنوات من الدراسة.

لا تقدم جميع برامج العافية بعضاً من برامج الحد من الإجهاد الأكثر شيوعاً مثل ممارسة تمرينات التأمُّل أو اليوغا، مع التركيز بشكل أكبر في اللياقة البدنية وتحسين نمط الحياة؛ وإذا كان هذا هو الهدف من برنامج العافية الذي تقدِّمه لموظفيك، فقد تتجاهل الكثير منهم.

دعنا نلقي نظرة على أنواع الموظفين الذين قد تغفل عنهم مزايا برامج العافية الخاصة بك، وكيف يمكنك إحداث تأثير إيجابي في سلامة الموظف عموماً.

1. الآباء العاملون:

إنَّ إيجاد توازن بين تربية الأطفال والعمل بدوام كامل أمرٌ صعب للغاية. ففي الواقع، وجد استطلاع أُجري في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015 من "مركز بيو للبحوثات" (Pew Reaserch Center) أنَّ 4 من كل 10 أمهات يعملن بدوام كامل؛ يشعرن دائماً بالعجلة لإنهاء أعمالهن.

يحتاج أرباب العمل إلى تلبية احتياجات الآباء العاملين بشكل أكبر، ولكنَّ التوجهات تشير إلى أنَّ الفوائد التي تعود على الآباء ما تزال بعيدة كل البعد عما يحتاجون إليه، ووفقاً لبحث من موقع "ذي آوتلاين" (The Outline)؛ فإنَّ 17 شركة فقط من أصل 100 تقدم شكلاً من أشكال مراكز رعاية الأطفال في مكان العمل، ولكن نظراً إلى الحجم والنجاح الذي حققته 100 شركة في قائمة "فورتشن" (Fortune)، فمن المحتمل أن يكون هذا أعلى بكثير من معيار مجال العمل. وفي الواقع، وجد استطلاع الفوائد الذي أجرته إدارة الموارد البشرية أنَّ أقل من 7% من الشركات تُقدِّم مراكز رعاية الأطفال في مكان العمل أو بالقرب منه.

تُعَدُّ رعاية الأطفال من أكبر الضغوطات التي يواجهها معظم الآباء، ولكن لا يُساعَدون كثيراً. وإذا كنتَ لا تساعدهم، فإنَّ سلامة الموظف عموماً ليست على ما يرام. وضع في حسبانك تقديم مزايا مثل مراكز رعاية الأطفال في مكان العمل؛ على سبيل المثال، توفر شركة "كامبل سوب" (Campbell Soup) مركزاً للأسرة؛ حيث يحضر الأطفال البرامج التعليمية خلال يوم العمل، وحتى الشركات الأصغر تسعى جاهدة إلى مساعدة الأمهات والآباء العاملين.

تشجع شركة "جي دايبرز" (gDiapers) الموظفين على إحضار أطفالهم إلى المكتب إذا لم يتمكنوا من تنظيم خدمات رعاية الأطفال، كما أنَّها توفر خيارات العمل عن بُعد، التي تسمح للآباء بإدارة عبء العمل في أثناء وجودهم في المنزل مع أطفالهم؛ إذ تسمح شركة "دبليو إس بادجر" (W.S.Badger) للموظفين بإحضار أطفالهم إلى العمل.

شاهد بالفديو: 7 طرق لتقليل إجهادك في يوم العمل

2. الموظفون المكتئبون:

ما يزال من الصعب الحصول على تأمين خدمات الصحة العقلية، ولكن مع ظهور التطبيب عن بُعد، توجد الكثير من الإمكانات لتحسين هذا الأمر. في الواقع، وجد استطلاع أُجريَ في شهر نيسان/ أبريل من 2017 من "مجموعة الأعمال الوطنية للصحة" (The National Business Group on Health) أنَّ 56% من أرباب العمل يخططون لتقديم الرعاية الصحية عن بُعد لخدمات الصحة السلوكية كميزة تُؤمَّن تكاليفها.

ومع ذلك، فإنَّ حالة الخجل التي تحيط بالصحة العقلية قد ما تزال تمنع الموظفين من طلب المساعدة؛ ولهذا السبب، يجب عليك تعزيز خدمات "برنامج مساعدة الموظفين" (EAP) مثل تقديم الاستشارة لهم. وللمساعدة على التخلُّص من هذا الخجل، ابدأ رعاية حملات توعية تهدف إلى تثقيف الموظفين حول قضايا الصحة العقلية الشائعة مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الوسواس القهري؛ إذ سيسمح ذلك للموظفين بالشعور بالراحة الكافية للتحدث وطلب المساعدة التي يحتاجون إليها.

بدأ المزيد من الناس يشعرون بالراحة عند مناقشة الأمور المتعلقة بصحتهم العقلية؛ على سبيل المثال، قبل بضعة أشهر أرسلت موظفة تعمل في شركة "أولارك لايف شات" (Olark Live Chat) تُدعى "مادلين باركر" (Madalyn Parker) بريداً إلكترونياً إلى فريقها لإخبارهم أنَّه عليها التركيز في صحتها العقلية، وستغيب بضعة أيام من العمل؛ إذ انتشر رد الرئيس التنفيذي "بن كونغلتون" (Ben Congleton) على نطاق واسع لأنَّه أعربَ عن تقديره لصدقها.

وتبع ذلك لاحقاً بمقال على منصة "ميديوم" (Medium) للاحتفاء علناً بصراحة موظفته وبدءِ حوار حول الوعي بالصحة العقلية في مكان العمل، حيث يقارن في مقاله الإصابة الجسدية للرياضي بمشكلة الصحة العقلية للموظف؛ فكلاهما بحاجة إلى المعالجة بالطريقة نفسها؛ فعندما يتعلق الأمر بعافية الموظف، عليك أن تساعده على التركيز في صحته الجسدية والعقلية.

إقرأ أيضاً: كيف تتجنب الاكتئاب الناتج عن العمل؟

3. الموظفون المسافرون:

قد تكون التنقلات مرهقة للغاية؛ وخاصة لمَن يحتاجون إلى قيادة سياراتهم، كما وجدت دراسة نُشِرَت في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2015 في مجلة "ترانزبورتيشن ريسيرش" (Transportation Research) أنَّ قيادة السيارات هي أكثر طرائق التنقل إرهاقاً مقارنةً بالمشي ووسائل النقل العام.

لحسن الحظ، يمكنك تسهيل ذلك على الموظفين، على الرغم من أنَّ مزايا النقل ليست شائعة مثل مزايا العافية، إلَّا أنَّها ما تزال موضوعاً يحتاج إلى المعالجة، ووجد الاستطلاع الذي أجرته إدارة الموارد البشرية أنَّ 13% من المنظمات تقدم إعانة للموظفين الذين يستعملون النقل العام، بينما 4% من المنظمات تدعم استعمال السيارات المشتركة و4% منهم يقدمون خدمة نقل مجانية للركاب.

وإلى جانب فوائد النقل، ضع في حسبانك خيارات العمل عن بُعد؛ فيمكن أن يكون لهذا تأثير كبير في الإنتاجية؛ إذ وجد استطلاع أجرته مؤسسة "فليكس جوبز" (FlexJobs) في شهر آب/ أغسطس عام 2015 أنَّ 68% من الأشخاص الذين استُطلِعَت آراؤهم قالوا إنَّ العمل في المنزل قد قلل من الإجهاد الذي شعروا به عند التنقل، مشيرين إلى هذا الحد من الإجهاد على أنَّه السبب الرئيس لزيادة الإنتاجية.

إذا لم يكن العمل عن بُعد خياراً، فتبنَّ سياسات أقل صرامة بشأن التأخُّر عن العمل أو ضع في حسبانك تحديد ساعات عمل أساسية تتطلب من موظفيك أن يكونوا في المكتب لبضع ساعات كل يوم. وبعد ذلك، يمكنهم العمل عن بُعد.

من خلال مساعدة الركاب على تقليل القلق بشأن تكلفة تنقُّلهم أو حركة المرور في ساعة الذروة؛ فإنَّك تُحسِّن من سلامة الموظفين؛ فلن يشعروا بالإرهاق إزاء ارتفاع أسعار مواقف السيارات في المدينة أو نفقات النقل، ولن تكون قيادتهم السريعة إلى المكتب مرهقة بالقدر نفسه.

تستحق سلامة الموظف أكثر من اتباع نهج واحد يناسب الجميع؛ فمن خلال إيجاد الفوائد والسياسات التي تتناسب مع الاحتياجات الفريدة لكل موظف، فإنَّك ترسل رسالة قوية مفادها أنَّ أمر كل موظف هام بغض النظر عن ظروفه.

المصدر




مقالات مرتبطة