3 أساليب رائعة للتحفيز الفوري

كم مرة نظرت إلى قوائم المهام التي لا نهاية لها وإلى رسائل البريد الإلكتروني غير المقروءة وإلى الكم الهائل من الأعمال الورقية التي يترتب عليك إنجازها، وشعرت بالخوف من فكرة العمل عليها؟ ونظرت إلى الساعة وتمنيت لو أنَّ نهاية اليوم قد اقتربت فقط لتتمكن من الرحيل؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون إريكسون ميريس (Ericson Ay Mires)، ويُقدِّم لنا فيه 3 أساليب رائعة للتحفيز الفوري.

بالنسبة لي، لقد مررت بهذا الأمر في مرحلة معينة من حياتي؛ لذا فأنا أعرف بالضبط شعور الرغبة في الاختفاء والتظاهر بأنَّ العمل غير موجود، لكن بالطبع أنَّ مجرد عدم رغبتك في القيام بالعمل لا يعني أنَّه سوف يختفي وحده، ولسوء الحظ، معظم الأساليب التحفيزية المعتادة لم تنجح معي؛ لذلك كان علي أن أتوصَّل إلى بعض الأساليب التي قد تبدو غير منطقية لزيادة الحافز لدي وإنجاز الأعمال.

لذلك إذا كنت مثلي وتواجه صعوبة في الشعور بالتحفيز في بعض الأحيان، فاعلم أنَّه لا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو.

دماغك منسجم مع الشيء الخاطئ:

تكمن المشكلة الكبيرة في تركيزك أكثر من اللازم على الشيء غير الصحيح، وعلى حقيقة أنَّه لديك كثير من العمل المترتب عليك؛ لذلك بطبيعة الحال عندما ينصب انتباهك كلُّه على شيء لا ترغب في القيام به فسترتفع مقاومتك له؛ مما سيؤدي إلى حالة شديدة من التسويف، وبصرف النظر عن نوع العمل الذي يتعين عليك القيام به حتى لو كان مرتبطاً بهدف كبير لطالما حلمت به، يمكن أن تواجهك هذه المشكلة وتبعدك عن مسارك.

عندما يتعلق الأمر بالتحفيز يُنصَح عموماً باتباع أساليب مثل أسلوب الأهداف الذكية (SMART goals) وهي اختصارٌ جمعت حروفه أوائل الكلمات الإنجليزية الآتية: محدد (Specific) وقابل للقياس (Measurable) وقابل للتحقيق (Attainable) وذو صلة بما تريد تحقيقه (Relevant) ومؤطر ضمن إطار زمني (Time-Bound)، أو تخيل نفسك تحقق النجاح.

قد تنجح هذه الأساليب بالنسبة إلى بعض الأشخاص، لكن بفضل خبرتي أعلم أنَّهم يفشلون بشدة عندما يتعلق الأمر بإثارة الحافز الفوري الذي يحتاجونه لا سيَّما عندما يكون مزاجهم وطاقتهم منخفضان؛ وذلك لأنَّهم لا يعيدون توجيه تركيزهم ومشاعرهم نحو أشياء مقنعة توجيهاً مثمراً.

يقول الكوتش جيمي جونسون (Jimmy Johnson): "الاختلاف الوحيد بين الأمر العادي وغير العادي هو القليل من الإضافات".

بدلاً من استخدام أساليب التحفيز الشائعة على الإنترنت أقترح تجربة شيء لم يفعله معظم الناس من قبل؛ لذا سنوجه تركيزك إلى الأساليب التي ستحثك على العمل على أهدافك، على الرَّغم من غرابتها أو أنَّها مخيفة بعض الشيء؛ لذلك دعنا نلقي نظرة عليها:

1. وضع نظام عقاب:

حتى لو لم يحب الناس هذا الكلام إلَّا أنَّه من المرجح أن يعمل الشخص أكثر لتجنب العقوبة بدلاً من العمل من أجل الحصول على مكافأة؛ فهذا ما اكتشفه خبير التحفيز ومؤلف كتاب "التفكير السريع والبطيء" (Thinking, Fast and Slow)  "دانيال كانمان" (Daniel Kahneman) في عديدٍ من تجاربه في علم النفس؛ لذا بدلاً من التركيز على الحصول على مكافأة للسلوك الجيد فقط، سيكون من المنطقي إيجاد طريقة لإنشاء عقوباتٍ لعدم القيام بعملك بدلاً من ذلك.

إليك بعض الأفكار:

  1. إذا لم تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية بعد العمل، فعليك أن تأكل شيئاً سيئاً، على سبيل المثال، شيء مر المذاق.
  2. إذا لم تبدأ أو تعمل على مشروعك الجديد، فعليك التبرع للجمعيات الخيرية.
  3. إذا لم تنهض من الفراش في الوقت المحدد، فعليك أن تأخذ حماماً بارداً.

على أيَّة حال فإنَّ الهدف من ذلك هو جعل الخيار "الجيد" يبدو كأنَّه شيء ممتع جداً مقارنةً بثمن عدم القيام به، ويمكنك أيضاً دمج هذا الأمر مع المكافآت من أجل التحفيز الإضافي.

شاهد بالفديو: 6 طرق لتعزيز التحفيز الذاتي

 

2. الاستفادة من ضغط الأقران:

لن نتخلص من ضغط الأقران على الإطلاق؛ لذلك إذا كان كل من حولك يضغط عليك لفعل شيء ما سواء أكان جيداً أم سيئاً، فمن المرجح جداً أن تفعل ذلك؛ لذا حاول أن تطلب من أصدقائك وأفراد عائلتك ممارسة "ضغط الأقران" عليك للعمل على أهدافك.

على سبيل المثال، بمجرد عودتك إلى المنزل من العمل، فلا بد أنَّ أول شيء تريد القيام به هو الاسترخاء، لكن إذا بدأت عائلتك في التجمع ضدك، وحثك على ممارسة بعض التمرينات الرياضية، فمن المحتمل أن يكون من الصعب رفض ذلك، فبهذه الطريقة لن تسمح لكسلك أو مزاجك بأن يسيطرا على أفعالك، وستكون قادراً على الاستمرار في تحقيق أهدافك.

كما قالت المغنية الأمريكية "ليا لابيل" (Leah LaBelle): "اعمل بجد من أجل ما تريده لأنَّه لن يأتيك دون قتال؛ عليك أن تكون قوياً وشجاعاً وأن تعلم أنَّه يمكنك فعل أي شيء تحاول جاهداً فعله".

إقرأ أيضاً: شريك المساءلة: من هو؟ وكيف تعثر عليه؟ وماذا تستفيد منه؟

3. تحويل مخاوفك إلى خصوم:

هذا أسلوب مثير للاهتمام؛ فهو مشابه للأسلوب السابق، لكنَّه أكثر حدَّة؛ فإذا كنت عضواً في فريق رياضي في مرحلة ما من حياتك وتعرضت لكلامٍ سيِّئ من أحد ما، فأنت تعلم كم أنَّ هذا الأمر مثيرٌ للغضب، لكنَّ الشيء الهام هو أنَّه كلما يحدث ذلك، يتحول هذا الغضب إلى رغبة في القضاء على خصمك على الفور، وثق بي عندما أقول إنَّ هذه قوة لا يجب أن تتجاهلها.

إحدى الحيل التي توصلت إليها لاستخدام هذا الأمر كلما شعرت بالتوتر لإرسال بريد إلكتروني إلى أحد العملاء أو إذا كنت بحاجة إلى فتح بريده الإلكتروني وقراءة رده السلبي المحتمل، هو أنَّني أتخيل شخصاً يقول لي أشياء مثل: "أراهن أنَّك لن ترسله"، أو "أنت خائف جداً من فتحه، أليس كذلك؟"، ثم أشعر بالانزعاج وفي النهاية أقوم بما هو مترتب علي، وقد نجح هذا الأمر معي دائماً.

أعلمُ أنَّه أمر غريب، لكن عند اتِّباعه جيِّداً فإنَّه سيعمل عملاً مذهلاً، وخصوصاً عندما تتجنب مهمة ما بسبب القلق، ربَّما لأنَّ هذا الأمر لن يخفي قلقك؛ بل سيعيد توجيهه ويجعلك تركز بدلاً من ذلك.

إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على نقص التحفيز وتبقى متحمساً دائماً؟

في الختام:

أعلم أنَّ أساليب التحفيز هذه غريبة بعض الشيء، لكن إذا جرَّبت أشياء أخرى، وما زلت تواجه صعوبة في التغلب على التسويف، فقد حان الوقت للتفكير بطريقة مختلفة إذا كنت ترغب في أن تصبح ناجحاً في الحياة؛ لذا أعطِ هذه الأساليب فرصة واعرف ما إذا كان حافزك سيزداد بسببها.

المصدر




مقالات مرتبطة