3 أساليب بسيطة لتعزيز الوضوح الذهني

يمكن أن يكون العقل مثل السجن، فيحاصرك بأفكار متواصلة ومزعجة، وكثير منها لا يفيد، وبعضها مُقيِّدٌ تماماً؛ فعندما يُترَكُ عقلُك بلا إدارة؛ فإنَّه سيدفعك إلى التصرُّف بطريقة لا يمكنك السيطرة عليها؛ وهذا يؤدي إلى تقليل الوضوح الذهني والسلام، وزيادة التوتر والارتباك، وعلى خلاف ذلك يمكن لعقلك أيضاً أن يحررك بمجرد أن تتعلم طريقة إدارته.



لتحسين الوضوح الذهني والفاعلية عموماً في أي مجال من مجالات الحياة، يمكنك مواجهة الأفكار المزعجة باستخدام هذه الأساليب الثلاثة البسيطة المذكورة أدناه، وتستند هذه الأساليب إلى امتلاك وعيٍ لسلوك عقلك، وتوفير القيادة له.

نقدم لك فيما يأتي 3 أساليب بسيطة لتعزيز الوضوح الذهني:

1. تقسيم الأفكار إلى فئات:

في أثناء المضي بحياتك اليومية ثمَّة عدة أمور يجب أن تركز انتباهك عليها، سواء أكانت أموراً إيجابيةً (مثل الأهداف والتطلعات والمغامرة) أم سلبيةً (مثل مسببات التوتر والقلق والتحديات).

هذه الأمور كلها يمكن أن تؤدي إلى أفكار غير متبلورة، فينتقل عقلك من فكرة إلى أخرى، وقد تجد نفسك في أثناء العمل وتحاول التركيز؛ لكنَّك قلقٌ بشأن مشكلات تواجهها في المنزل، أو تجد نفسك في المنزل محاولاً الاسترخاء والاستمتاع بالعشاء مع عائلتك، وتلحَظ أنَّ عقلك يحاول حساب بعض الأمور المالية أو القلق بشأن مشكلات العمل، ولكن بدلاً من السماح لعقلك بالتنقل من فكرة إلى أخرى، بحيث ينتهي بك الأمر بملاحقة أي فكرة تظهر تلقائياً، من المفيد تجميع أفكارك في مجموعات محددة.

إقرأ أيضاً: النجاح في التفكير: كيف تتغلّب على أفكارك السلبية؟

إليك تمرين عقلي لمساعدتك على فصل الأفكار؛ حتى تتمكن من التركيز على ما تريده:

اكتب أولاً جميع الأفكار الرئيسة التي تدور في ذهنك، ثمَّ قسمها إلى فئات (مثل العمل والأمور المالية والسفر والأسرة والصحة).

عندما تكون في المنزل وتظهر أفكار العمل؛ ضعها في فئة العمل وركز على الأمور التي تخص المنزل فقط، وإذا كنت في العمل وظهرت مخاوف بشأن العلاقات الشخصية؛ ضعها في فئة العلاقات الشخصية، وركز على أمور العمل بدلاً من ذلك.

هذا كله يرتبط بما تختاره، فتمنح طاقتك واهتمامك للحظة الحالية، وتعرف تماماً أنَّك ستعالج الأفكار الأخرى، ولكن في الوقت والمكان المناسبَين عندما تختار ذلك بوعي، وليس عندما تتسلل بصورة عشوائية إلى عقلك وتجبرك على ذلك.

شاهد بالفيديو: 5 طرق لمحاربة التفكير السلبي في الحياة

2. التخلص من الأفكار السلبية:

تماماً مثل إزالة الأعشاب الضارة من الحديقة لتوفير مساحة للنباتات والزهور للنمو، عليك أيضاً التخلص من الأفكار التي تشوش عقلك؛ لتوفير مساحة للإبداع والحدس والدقة، فتُعَدُّ الأفكار المخيفة، والأفكار المجهدة، والأفكار المقلقة، والتدرب على سيناريوهات المستقبل، واجترار الماضي، أعشاباً في حديقة عقلك وتستنزف وضوحك الذهني.

يرتبط هذا الأسلوب باستخدام وعيك لمراقبة عقلك، ومراقبة أنواع الأفكار التي لديك بموضوعية، واتخاذ قرار بالتخلص من الأفكار التي لا تفيد بشيء أو تكون مدمرة، ويمكنك القيام بذلك من خلال رفضها وإنكار قيمتها، ثمَّ اختيار فكرة أكثر إنتاجيةً للتركيز عليها؛ فمثلاً أنت تستعد للقيام بعرض تقديمي رائع في العمل، ولديك خوف من فكرة حدوث أي خطأ، فبهذه الحالة عليك عَدُّ هذه الفكرة عشبةً ضارةً عليك اقتلاعها ومحوها من رأسك، وتركز بدلاً من ذلك على تحضيرك الجيد للعرض ومدى ثقتك بنفسك، وكلما فعلت ذلك باستمرار وتخلصت من الأفكار السلبية وأعدت تركيزك على الأفكار الإيجابية، يصبح الأمر أكثر طبيعية، ويمكنك تحسين وضوحك الذهني.

3. تخصيص الوقت للتفكير في الحلول:

ستستمر أنماط التفكير القوية التي رفضتها في الظهور مرة أخرى في عقلك في الأوقات غير المناسبة؛ وهذا يؤثر سلباً في وضوحك الذهني؛ حتى تعالجها، وبصرف النظر عن الأفكار التي قسمتها إلى فئات لتتمكن من معالجتها في وقت لاحق أو الأفكار التي نظرت إليها على أنَّها أعشاب ضارة واقتلعتها؛ فأنت في معظم الأحيان تحتاج حقاً إلى الجلوس والتفكير بما يجري داخل رأسك؛ من أجل إيجاد السبب الجذري للمشكلة وتحقيق النمو الشخصي.

إقرأ أيضاً: 4 مشاكل يتسبّب بها التفكير السلبي

بعض الأفكار تتكرر؛ لأنَّها رسائل؛ وهذا يشير إلى بعض المعوقات الداخلية التي تتطلب انتباهك؛ مثلاً قد تشير أفكار الخوف المتكررة بأنَّ الوقت قد حان لتجاوز منطقة الرَّاحة الخاصة بك، أو قد تشير الأفكار المتكررة بشأن الاختلاف مع شخص ما في الماضي بأنَّ الوقت قد حان للتسامح والمضي قدماً، أو حل المشكلات في تلك العلاقة؛ لهذا السبب خصِّص ساعةً أو ساعتين من الصمت والعزلة، بحيث تتمكن من تدوين الأفكار التي تزعجك.

اسمح لنفسك بكتابة كل ما سيخطر في بالك حتى تستنفد حوارك الداخلي عن هذا الموضوع، ثمَّ اسأل نفسك: "لماذا هذه الفكرة تشغل بالي؟ ما هو سبب هذا الخوف لدي؟ أي مجال في حياتي أتجاهله؟ ما الذي يحتاج إلى إعادة التوازن؟ هل يوجد شيء أحتاج إلى تغييره أو التصرف وفقاً له؟ ما هي الأسئلة التي لا أطرحها أو أجيب عنها؟ ما الذي تطلَّبُه الحياة مني لأعيره الانتباه؟" وهكذا.




مقالات مرتبطة