3 أخطاء يجب عليك تجنبها إذا أردت بناء علاقات عمل قوية

مهما كان نوع العمل الذي تملكه، فإنَّ الأشخاص - سواء كانوا عملاء أم عمال أم شركاء أم منتورز أم غيرهم - هم جوهر هذا العمل، وتحدد العلاقات التي تربطك بهم مدى إنتاجيتك ومقدار النمو الذي يمكنك تحقيقه؛ حيث بدأ القادة بفهم هذا الأمر، لكنَّهم ما زالوا يواجهون العقبات عندما يتعلق الأمر ببناء علاقات قوية، وإنَّهم يرتكبون الأخطاء الكبيرة الآتية نفسها مراراً وتكراراً:



العلاقات القوية هي عامل حاسم في نجاح كل قائد، فهذه العثرات يمكن أن تمنعك من بناء هذه العلاقات:

1. التعامل مع علاقة العمل بما يخدم مصلحتك:

ربما تكون قد مررتَ بهذا: شخصٌ لم تتحدث معه منذ زمن طويل يتصل بك فجأةً، ثمَّ يجري بعض المحادثات الصغيرة معك مثل سؤالك عن عائلتك أو هواياتك حتى لا يبدو فظَّاً جداً، وبعد ذلك يطلب منك خدمةً، وفي نهاية المحادثة، يبدو الأمر وكأنَّ أمرك لم يكن يهمه في الواقع؛ أي إنَّه تحدَّث إليك وحصل على ما أراد وأغلق الخط.

عندما تفعل هذا مع شخص ما، فأنت لا تركز حقاً على علاقتك مع الشخص الآخر؛ أي إنَّك تركز على الفائدة التي يمكنه أن يقدِّمها لك.

لكي تكون ناجحاً، لا يمكنك معاملة الناس على أنَّهم وسيلة لخدمتك، وبدلاً من ذلك، يجب أن تعاملهم على أنَّ لهم قيمة كأفراد، دون أن يقدِّموا لك أيَّة خدمة؛ أي إنَّ إظهار بعض الاهتمام بهم دون أي شروط أو توقعات هو ما سيبني الثقة ويجعلهم يشعرون بالرضا لمساعدتك عندما تكون بحاجة إليهم حقاً.

شاهد بالفديو: 8 نصائح للاستفادة بشكل أكبر من علاقات العمل

2. السماح للخوف بأن يكون عائقاً:

قد يكون القيام بأشياء جديدة أو التواصل مع أشخاص مختلفين أمراً مخيفاً، وأنت لا تعرف حقاً ما ستكون النتيجة، فهناك دائماً احتمال أن تفشل أو أن تنكشف أخطاؤك، وقد يكون من المريح بالنسبة إليك أن تقوم بأعمالك بطريقة أمنة والبقاء في المكان الذي اعتدتَ البقاء فيه، وإذا سمحتَ للخوف بأن يعوقك، فماذا سيحدث؟ بالتأكيد، قد تتجنب بعض الإحراج، ولكنَّك لن تجد فرصاً جديدة أبداً ولن تتاح لك الفرصة للسماح للأشخاص الآخرين بتوسيع مهاراتك أو وجهات نظرك؛ لذا فإنَّ ما يمكنك القيام به والطريقة التي تفكر بها لن يتغيرا أبداً، ولن تجد أفراداً يمكنهم أن يقدِّموا لك الدعم؛ لذا فإنَّ ما يمكنك القيام به وحدك أو امتلاكك الموارد اللازمة له لن يتطور، فالقيادة التي تتسم بالشجاعة تعني تقبُّل عدم اليقين والمخاطرة مهما كانت النتائج، وينطبق هذا الأمر على العلاقات مثلما ينطبق على مهام مثل ضبط الميزانية أو تحديد التدريب الذي يجب القيام به، وعندما تدرك أنَّ مخاوفك تسيطر عليك، ارفض الخضوع لها.

إقرأ أيضاً: أضرار الخوف الزائد وأقوال عن الخوف وتأثيره السلبي

3. عدم تخصيص وقت لتعزيز هذه العلاقة:

نحن جميعاً نضطر إلى اتخاذ بعض القرارات الصعبة المرتبطة بتحديد الأولويات، خاصةً خلال العام الماضي، على سبيل المثال: لقد كان علينا أن نقرر ما إذا كنا سنستثمر بضع دقائق أخرى للاطمئنان على موظف من المحاسبة؛ أي من الأشخاص الذين كنا نهتم بهم بالفعل خلال هذا الوقت؟ هل كنا نتواصل فقط مع الأشخاص الذين يسهل التواصل معهم؟ وهل كنا نتواصل مع الناس الذين يمكن أن يقدِّموا لنا شيئاً؟

الآن، من الطبيعي أن تنمو بعض العلاقات بينما تتلاشى علاقاتٌ أخرى، ويمكن أن يتغير الأشخاص وأن تتغير أهدافهم أيضاً، وما تحتاج إليه وما يمكنك تقديمه لن يظلَّ كما هو طوال حياتك، لكنَّ العلاقات الحقيقية تتطلب استثماراً مستمراً، فلا يمكنك التخلي عنها عندما يصبح التواصل أكثر صعوبةً، أو حينما لا يعود لهذه العلاقات عائد استثمار واضح، أو حينما تقدِّم في هذه العلاقة أكثر مما تأخذ، فالعلاقات ذات طابعٍ بعيد الأمد.

إقرأ أيضاً: بناء علاقات عمل جيّدة، كيفية جعل العمل أكثر متعة وإنتاجية

لا تنشغل كثيراً لدرجة لا ترى فيها الأشخاص على حقيقتهم، واتخِذ قراراً واعياً لتحديد أهم علاقاتك، واكتشِف ما تحتاج إليه كل علاقة منهم للنجاح وما عليك القيام به لضمان نجاحها، فخصِّص وقتاً خلال أسبوع عملك لتنمية هذه العلاقات حتى تصبح العلاقات دائمةً حقاً، وحتى لو كنتَ موهوباً أو واسع المعرفة، فإنَّ العلاقات هي ما يدفعك حقاً إلى الأمام، وإذا كنتَ تريد أن تزدهر كقائد، فكن على دراية بهذه الأخطاء الشائعة في بناء العلاقات والحفاظ عليها، وافعل كل ما في وسعك لتتجاوز ما يخدم مصلحتك، وعليك أن تخرج من نطاق راحتك، وخصص بعض الوقت في تقوية علاقاتك بالآخرين، ومع هذا الجهد، سيكون سعيك إلى النجاح قوياً بشكل لا يصدَّق.

المصدر




مقالات مرتبطة