ملاحظة: هذا النص مأخوذٌ عن المدوِّنة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتروي لنا فيه تجربتها مع اليأس.
كل ما تستطيع فعله حينها هو محاولة التأقلم مع الوضع والخروج منه بمساعدة العائلة والأصدقاء، فمحبتهم لك وعدم قدرتهم على رؤيتك متألماً لفترة طويلة لها دور كبير في التخفيف من وطأة المعاناة ومدتها، وكذلك تشجيعك للعودة إلى الحياة بشتَّى الوسائل.
قد تبدو العودة إلى الحياة الطبيعية صعبة بعد فقدان ما حسبته جوهر الحياة، لكن يبقى الأمل موجوداً وتوجد حلول عديدة دائماً؛ لكنَّك قد لا تستطيع رؤيتها بسبب الضغط العاطفي والنفسي الذي نتج عن تلك الخسارة، وخاصة إذا كانت علاقتك مع الشخص الذي فقدته تشكِّل معنى الحياة بالنسبة إليك، فتشعر بعدها أنَّك تعيش بلا هدف وأنَّك فقدت الرغبة في كل شيء.
لقد اختبرتُ هذا الشعور وأعرف ما تمر به وأقدِّره جداً، لكن مع مرور الوقت واكتساب الخبرة تغيَّرت نظرتي إلى الأمور.
إليك ثلاث أفكار للعثور على الأمل بعد فقدان معنى الحياة:
1. المعنى الحقيقي لحياتك ما زال موجوداً:
قد يكون لحياتك معنى أعظم ممَّا تتخيل حتى لو لم تستطع إدراكه الآن؛ لكنَّك في الوقت المناسب ستكتشفه من خلال التفكير أو القراءة أو البحث العميق في الماضي وداخل أعماق نفسك، أو حتى من خلال شعورك بالرغبة والتوق لفعل شيءٍ ما.
ربما يساهم كل ما سبق في إنشاء فكرة عن المعنى الذي تبحث عنه؛ لكنَّ الفكرة وحدها ليست كافية؛ إذ يشكِّل المعنى الحقيقي للحياة جزءاً أساسياً من الروح والعاطفة والتفكير فهو يشبه الروح في الجسد تشعر به؛ لكنَّك لا تراه.
شاهد بالفديو: 6 حقائق قاسيّة ولكنّها واقعيّة عن الحياة
2. اكتشاف معنى الحياة:
لقد تعلمت كثيراً في حياتي من خلال تجارب العملاء والطلاب والأصدقاء وحتى الغرباء الذين قضوا سنيناً بحثاً عن هدف لحياتهم، وعلى الرَّغم من جهودهم الكبيرة لم ينجحوا بذلك أو وجدوا ما يبحثون عنه لفترة مؤقتة بينما المعاناة مستمرة.
في النهاية وبعد الاستسلام والتوقف عن البحث والدخول بحالة من القبول والتسليم أدركوا أنَّه لا يمكن فعل شيء سوى أن يكونوا على حقيقتهم ويحبوا أنفسهم كما هي بمحاسنها وعيوبها، واللافت للانتباه أنَّه في هذه الحالة يظهر ما بحثوا عنه على الفور بعد أن كان صعب المنال.
إذاً الخلاصة هي أنَّ معرفة الغاية من حياتك تتطلب أن تكون إنساناً حقيقياً ومُحِبَّاً لذاتك كما هي دون تصنُّع، وقد يكون هذا صعباً في البداية، لكن بخطوات صغيرة وتدريجية سيصبح الأمر أسهل.
3. التصرف على طبيعتك وتحديد الغاية من وجودك:
الخطوة الأولى هي التدريب على أن تكون لطيفاً مع نفسك من خلال أشياء بسيطة وليس أن تبدأ فوراً بوضع هدف ما والعمل على تحقيقه.
افعل هذه الأشياء كما لو أنَّك تفعلها لأحد أحبَّائك:
- مارس نشاطات يومية بسيطة مثل إعداد الطعام أو الذهاب بنزهة.
- تعرَّف إلى احتياجاتك واحرص على تلبيتها بأفضل ما يمكن.
- اسأل نفسك كل صباح كيف أستطيع أن أكون لطيفاً مع نفسي اليوم.
- اشكر نفسك في نهاية اليوم على مساعدتك لنفسك.
في الختام:
احرص على هذه الخطوات البسيطة يومياً وستلاحظ مع مرور الأيام أنَّ الفراغ الذي سبَّبته لك تلك الخسارة سيعود ليمتلئ تدريجياً بحبك لذاتك ورعايتك لها، وهذا سيعطيك معنى جديداً للحياة، إضافة إلى الإحساس بالقوة والأمان والسعادة.
أضف تعليقاً