ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "فيكي تود" (Vicki Todd)، وتُحدِّثنا فيه عن 3 أسباب تجعل رحلة الوصول إلى الهدف أهم من الهدف بذاته.
تجربة شخصية:
لقد كنتُ أركز في الماضي على الوصول إلى هدفي مهما كلفني الأمر؛ لكنَّ هذا الطريق أشعرني بالبؤس؛ فهو يتطلب المعاناة والاعتقاد بأنَّك يجب أن تعمل بجد لتحقيق النجاح؛ فخلال المرحلة الأولى من حياتي جعلتُ حياتي أصعب ممَّا يجب أن تكون عليه من خلال رفض فكرة التغيير الحتمي؛ فقد كنتُ زوجة غير عاملة في زواج فاشل، وفقدت طفلاً، وأصبحت بعدها أستاذة جامعية، وكنتُ أهرب من حياةٍ كلُّ ما فيها محطمٌ حاسبةً أنَّ ما يستحق الإنجاز لا يتحقق من دون جهد وتعب وإرهاق طوال الطريق.
لكن ماذا لو استطعت الشعور بالفرح خلال رحلتك نحو تحقيق أهدافك بدلاً من المشقة؟ وماذا لو آمنتَ بأنَّ الغاية من رحلتك تلك هي تزويدك بالمهارات وتقديم الفرص التي تحتاج إليها لعيش هدف حياتك، بدلاً من عدِّها مجرد وسيلة للوصول إلى غايتك؟
اكتشفتُ الطريق الأسهل للحياة هذا خلال المرحلة الثانية من حياتي؛ إذ بدأتُ بممارسة التأمل، وأدركت أنَّ هدفي في الحياة هو التفرغ للفن الذي لطالما كان شغفي، وسرعان ما أصبح هواية منسية أمارسها من الحين إلى الآخر؛ فقد كانت غايتي إلهام الآخرين للسعي إلى هدف حياتهم الفريد.
لقد أحببت التدريس في الجامعة بالطبع؛ لكنَّني أدركتُ أنَّ هذه المهنة لم تكن سوى وسيلة لتحقيق النجاح بعد طلاقي، وليست الغاية الجوهرية من حياتي؛ لذا وضعتُ ثقتي بحدسي، وقدمتُ استقالتي من منصبي الثابت بعد 12 عاماً لأكرِّس وقتي للفن؛ فبدلاً من الهروب من حياة محطَّمة كنت أنطلق هذه المرة نحو بهجة العيش بغاية ووعي، وأدركتُ عندها أنَّ الرحلة نحو تحقيق هدفي هي بيت القصيد؛ فما تزال النتيجة النهائية غير واضحة المعالم؛ لكنَّ الإثارة التي منحني إياها اكتشاف مَن قُدِّر لي أن أكون خلال الرحلة هذه قد أثار في نفسي رؤىً وأفكاراً لم أكن لأحظى بها لو بقيتُ أكدح في العمل.
فيما يأتي 3 أسباب جعلتني أقتنع بأنَّ بهجة رحلة الوصول إلى الهدف أهم من الهدف بذاته:
1. الاستسلام لقدرك يجعلك أقوى وليس أضعف:
قيل لي دوماً: "اطلبي ما شئتِ، وآمني بأنَّه سيتحقق؛ وسيتحقق بالتأكيد"؛ لكنَّ المشكلة في ذلك هي أنَّ ما أطلبه أحياناً قد لا يصبُّ في مصلحتي؛ فبصرف النظر عن مقدار إيماني بأنَّه يجب أن يتحقق قد لا يحدث ما أتمناه، وقد يكون هذا مخيباً للآمال، ولكن ما إن أتوقف عن ندب حظي؛ أدرك أنَّني لا يسعني رؤية المستقبل؛ لكنَّني أعلم بأنَّ الله جلَّ جلاله يساعدني دائماً.
العيش بهدف يعني أنَّ عليك الاستسلام لمسار قد لا يكون واضح المعالم، فلا يسعك سوى الحصول على لمحة بسيطة فقط عن الخطوة التالية المناسبة التي عليك اتخاذها في كل مرة، كما قد تكون النتيجة النهائية غامضة أحياناً؛ لكنَّ الله يرشدك دائماً نحو مسار أفضل؛ فيساعدك على تجنُّب كارثة لم تكن تدركها، أو تعلُّم درس كنت بحاجة إلى تعلُّمه قبل التقدم إلى الخطوة التالية من رحلتك؛ ما يملأ حياتك بالحكمة والفرح.
شاهد بالفيديو: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك
2. الحضور الذهني أهم من العمل الدائم بحزم:
لا يعني مجرد الحضور الاستسلام وتجنُّب العمل؛ بل الانسجام مع الإلهام الذي يمنحك إياه الكون؛ وذلك من خلال ممارسة التأمل، أو التواصل مع الطبيعة، أو الجلوس في هدوء وسكون لبعض الوقت كل يوم؛ ما يتيح لك الاستفادة من أقصى إمكاناتك؛ حتى تتمكن من إدراك خطوات العمل الملهمة التي يرشدك الله تعالى لاتخاذها؛ لتحقق بذلك النتائج بسهولة أكبر من خلال إجراءات أقل ولكن أكثر فاعلية، بدلاً من العديد من الإجراءات التي قد تخطئ أو تصيب؛ ما يؤدي إلى مزيد من المتعة ومعاناة أقل خلال رحلتك.
3. الاعتقاد بأنَّك لست وحدك مَن يمضي برحلته يعزز ثقتك بنفسك:
قال الكاتب الأمريكي "جوزيف كامبل" (Joseph Campbell) إنَّه أدرك وجود "أيدٍ خفية" بدأت تفتح له أبواباً جديدة عندما قرر إتاحة المجال للبركة في حياته، وقد عشتُ ذلك الشعور بنفسي عندما بدأت أعيش هدفي؛ ففي اللحظة التي أحتاج فيها إلى إرشاد ومساعدة يظهر شخص، أو فكرة، أو فرصة في طريقي؛ لأمضي من خلالها إلى المستوى التالي من رحلتي.
في الختام:
سيتَّحد الكون لمساعدتك عندما تلتزم السعيَ وراءَ هدفك أيضاً؛ ما يزيد من ثقتك بنفسك ويشعل الفرح في قلبك، فما هو خيارك إذاً؟ المضي في رحلة ممتعة، أم البقاء أسير وجهة محددة؟
أضف تعليقاً