26 أمراً بسيطاً عليك البدء بالقيام به من أجل سعادتك

أنا مفتونة بالرابط بين الطريقة التي نختار أن نعيش وفقاً لها، والسعادة التي نتمتع بها يومياً؛ فتوجد اختيارات تتخذها كلَّ يوم، وتؤثِّر تأثيراً كبيراً في الطريقة التي تشعر بها عقلياً وجسدياً، وإن كان يبدو بعضها غير مرتبط بسعادتك ارتباطاً كاملاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة أنجل تشيرنوف ( ANGEL CHERNOFF)، وتُحدِّثنا فيه عن مفهوم السعادة، وكيفية اكتسابها بحسب تجربتها، وخبرتها الشخصية.

بواسطة الكوتشينغ والأحداث المباشرة ودورة السعادة التي أجريناها على مرِّ السنين، تحدثت أنا وزوجي مارك (Marc) - حرفياً - إلى مئات الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في إيجاد السعادة في حياتهم، وما توصلنا إليه هو أنَّه ما يجعلك سعيداً أو غير سعيد لا يرتبط عادةً بما تملك أو بمكان وجودك أو الأمور التي مررت بها؛ بل إنَّ الأمر مرتبط بطريقة تفكيرك في كلِّ شيء وكيفية تصرفك حياله.

من السهل أن نضيع في التفاصيل، ونعجز عن رؤية الموقف كلِّه في حياتنا اليومية، ونتغاضى تماماً عن بعض الأشياء الصغيرة، والبسيطة التي يمكن أن تؤثِّر تأثيراً كبيراً في مستويات السعادة، والرضى العام لدينا.

لكن ولحسن الحظ، لست مضطراً إلى معرفة كلِّ ذلك بنفسك؛ فقد أمضيت أنا ومارك نحو عقد من الزمن في العمل وجهاً لوجه مع عملائنا؛ للعثور على العادات والسلوكات المناسبة التي تدعم السعادة الدائمة.

أستعرض أدناه بعض النصائح التي لها قابلية كبيرة للتنفيذ، والتي يمكنك أن تُضيفها بسهولة إلى روتينك اليومي:

1. حافظ على استقرارك باتباع طقوس سهلة:

عندما تبدو الحياة مُرهِقة عاطفياً، حافظ على استقرارك باتباع طقوس سهلة كأن تُرتب سريرك وتسقي النباتات؛ فالسهولة تجذب الهدوء والحكمة.

2. تعلَّم أن تصبح أكثر إنسانية مرَّة أخرى:

إنَّ الوسائل الإلكترونية رائعة بالفعل، لكنَّها قد تقف في طريقك إذا لم تكن حذراً؛ لذا تحكَّم بها حتى لا تتحكم بك؛ وبمعنىً آخر ضع هاتفك الجوال جانباً، وكُفَّ عن تجنُّب التواصل بالعين، ولا تختبئ خلف شاشتك، واسأل عن قصص الناس، وأصغِ إليها، وتشاركوا الابتسامات معاً.

3. ابدأ بتصفية حياتك من الضوضاء:

كن حذراً بشأن الشخص الذي تُسلِّمه زمام أمور حياتك، ولا تصغِ إلى الصوت العالي فحسب؛ بل أصغِ إلى الأكثر حقيقة، وصدقاً.

4. غيِّر خياراتك لتتمتع بسلامة كبيرة:

إنَّ جزءاً كبيراً من حياتك هو نتيجة الخيارات الصغيرة التي تتخذها كلَّ يوم؛ لذا إن كنت لا تُحبُّ جزءاً من حياتك، فقد حان الوقت للبدء بتعديل الأمور، واتخاذ خيارات أفضل بدءاً من اللحظة الحالية.

5. حوِّل نمط حياتك لتُصبح أكثر إنتاجية بدلاً من أن تكون أكثر انشغالاً:

يوجد فرق كبير بين أن تكون مشغولاً وأن تكون مُنتجاً، فلا تخلط بين الحركة، والتقدم؛ إذ يستمر الحصان الخشبي في التحرك، ولكنَّه لا يحرز أيَّ تقدُّم للأمام.

6. خصِّص وقتاً يومياً للنشاطات المفيدة:

إنَّ ما تفعله يومياً له أهمية، لكن الأهم هو لماذا تفعله؟ لذا توقف عن فعل الأمور التي تستطيع القيام بها فحسب، واكتشف الأمر الذي خُلِقت لتفعله، وخصِّص مزيداً من الوقت للقيام به، وإذا كان لديك خمس عشرة دقيقة فقط في اليوم بوصفه وقتاً إضافياً، فلا بأس بذلك اجعل تلك الدقائق الخمس عشرة ذات مغزى.

7. كُن حاضراً في اللحظة الحالية:

إذا كان عقلك يحمل عبئاً ثقيلاً من الماضي، فستختبر المزيد من هذه الأعباء لاحقاً؛ لذا تخلَّى عنها واحرص أيضاً على عدم الإسهاب كثيراً في التخطيط لحياتك المستقبلية المثالية لدرجة أنَّك تنسى أن تعيشها اليوم، كُن حاضراً الآن، وحقِّق أقصى استفادة من اللحظة الحالية.

8. استبدل مخاوفك بأفعال إيجابية:

لم تحدث معظم الأشياء التي كنتُ قلقة بشأنها في حين تحققت معظم الأمور التي كنت أتمناها وعملت بجدٍّ من أجلها، وينطبق الأمر نفسه على أسعد وأنجح الأشخاص الذين تحدثت وعملت معهم على مرِّ السنين؛ لذا استمر في الحلم والعمل لتحقيقه.

شاهد بالفديو: 20 تصرف توقف عنها حتى تحقق السعادة في حياتك

9. امضِ نحو تحقيق الأمور بدلاً من الابتعاد عنها:

إنَّ أفضل طريقة للابتعاد عن الشيء السلبي هي التحرك نحو ما هو إيجابي.

10. اسمح لحبِّك بالتغلب على خوفك:

يتمحور جوهر التجربة الإنسانية حول طاقتين فقط وهُما: الحبُّ والخوف؛ إذ يدفع الخوف بما تريد بعيداً عنك، في حين يجذب الحبُّ ما ترغب فيه إليك.

11. افعل الصواب حتى وإن لم يكن الخيار الأسهل:

لا يعني كونك تستطيع القيام بأمر ما أنَّه يجب عليك فعله، ولا يعني أنَّ الأمر يستحق وقتك لمجرد أنَّه سهل؛ لذا افعل ما هو صحيح وليس ما هو أسهل في الوقت الحالي، فهذه الطريقة في العيش ستسبب لك توتراً وندماً أقل على الأمد الطويل.

12. قارن نفسك بنفسك ولا أحد سواك:

انسَ ما يمتلكه الآخرون، وأين تقبع مكانتهم، فأنت لا تسلك طريقهم، ولن تمشي طريقك مرتاحاً أبداً إذا واصلت مقارنة نفسك بهم؛ لذلك ركِّز على ما يناسبك بالطريقة الأفضل، وامنح أهمية لظروفك الاستثنائية، والمميزة، وافعل أيَّ شيء ينبغي عليك فعله لتحقيق أهدافك الخاصة، فلن تُشتت الموازنة انتباهك إذا كنت مأخوذاً بالهدف.

إقرأ أيضاً: المقارنة لص يسرق السعادة من حياتك

13. كن أكثر تسامحاً مع أولئك الذين يرون الأشياء من زاوية مختلفة:

تذكَّر أنَّ الحبَّ واللطف يولِّدان الحبَّ واللطف؛ فالطريقة التي نحبُّ بها الأشخاص الذين نختلف معهم هي أفضل دليل على ما نعتقده حول أنفسنا بالفعل.

14. اتركِ الكلمة الأخيرة للطف:

إنَّ الحجج التي سنخسرها هي التي يصر كبريائنا على الفوز بها، وعندما يكون الفوز بالنقاشات أكثر أهمية من حبِّ الناس، سنحتاج إلى إعادة النظر من جديد في إيماننا وأولوياتنا.

15. ابدأ بالعطاء من دون توقعات:

سينتهي بك الأمر بخيبة أمل كبيرة إذا كنت تتوقع أن يتطابق ما يُقدِّمه الناس لك وما تفعل من أجلهم؛ فلا يمتلك شخص نفس القلب الذي تملكه؛ ولهذا السبب يجب عليك أحياناً أن تمنح من دون توقعات لتحصل في النهاية على ما هو أفضل مما كنت تتخيله؛ إذ يتعلق الأمر بالصورة الكبيرة على الأمد الطويل؛ فحقيقة أنَّك تستطيع زرع بذرة فتصبح زهرة، ومشاركة قليل من المعرفة ليكتسبها شخص آخر، وأن تبتسم لشخص ما فتمنحه الأمل دليلٌ على أنَّ الكرم يصنع العجائب.

16. اصنع الاختلاف الذي تريد رؤيته في العالم:

لنتكلَّم صراحة لقد وُلِدتَ بقدرة على تغيير حياة شخص ما؛ فلا تضيع هذه الفرصة أبداً، وكُن لطيفاً وحاضراً وكُن ذلك الشخص الذي يُحدث فرقاً، فما تمنحه لشخص آخر هو ما تمنحه لنفسك حقيقةً؛ لذلك عندما تعامل الآخرين بحُبٍّ تعلَّم أنَّك محبوب أيضاً.

17. عبِّر لأحبائك عمَّا تشعر به تجاههم:

إنَّ الأشخاص الذين يقضون كلَّ وقتهم في محاولة كسب المال ينفقون كلَّ أموالهم محاولين أن يكسبوا الوقت؛ لذلك لا تفعل هذا بنفسك، ورتب أولوياتك؛ إذ إنَّ علاقاتنا المقربة هي أمر حيوي وضروريٌّ لثروتنا وسعادتنا عامة؛ فعندما نقول لمن نحبُّهم إنَّنا نحبُّهم، يجب ألا ننسى أبداً أنَّ الإطراء الأكبر لا يتمثل بنطق الكلمات؛ بل في العيش وفقاً لها.

18. كُن ممتناً للحياة التي تعيشها:

الامتنان هو الإدراك بوجود الأمور الجيدة بسهولة؛ فاحصِ نعمك مهما كانت صغيرة، وابدأ بفعل ذلك بشكر الله على النفَس الذي تأخذه الآن.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

المقارنة لص يسرق السعادة من حياتك
المقارنة لص يسرق السعادة من حياتك

19. استبدل جملة "يجب عليَّ أن" بعبارة "لدي فرصة بأن أقوم بـ.." كلَّما وجدت نفسك تشتكي:

كثير من النشاطات التي نشكو منها هي أشياء يتمنى الآخرون أن تُتاح لهم الفرصة للقيام بها.

20. انفتح على الفرص الجديدة للنمو:

عليك أن تكون مُستعداً أكثر قليلاً لتُدرك أنَّه قد يؤدِّي أمراً لا تعرفه إلى تغيير كلِّ شيء؛ لذا اذهب إلى مكان جديد، وستظهر فجأة فرص لا حصر لها، وافعل شيئاً مختلفاً، وستبرز أمامك جميع أنواع الاحتمالات الجديدة الرائعة؛ ابقَ منفتحاً واستمتع بالحياة.

21. لا تكترث للإحباطات عند حصولها:

لا يمكنك أن تدع لحظة واحدة سيئة تُفسد مجموعة من الأشياء الجيدة؛ لذا لا تدع المآسي السخيفة الصغيرة التي تحدث يومياً تُحبطك؛ فالسعادة تبدأ من الداخل، وأنت من تتحكم بأفكارك في الأمور جميعها؛ بمعنىً آخر إنَّ الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يؤذي سعادتك على الأمد الطويل هو أنت.

22. ركِّز على ما يمكنك التحكم به فقط:

لا تُجبر أيَّ شيء على الحدوث؛ بل أعطِ الأمر أفضل ما لديك، ثمَّ اتركه يحدث بالطريقة التي يجب أن يكون عليها، فإن كان مقدراً له أن يكون فسيكون؛ لذا لا تضغط على نفسك في أمورٍ لا يمكنك السيطرة عليها.

إقرأ أيضاً: 8 خطوات للتوقف عن القلق بشأن الأشياء التي لا يمكنك التحكم فيها

23. اقلبِ الصفحات التي تحتاج إلى طيِّها:

لا يوجد كتاب من فصلٍ واحد فقط؛ ذلك لأنَّه لا يوجد فصل يروي القصة كاملة، ولا يُحدِّد هويَّتنا خطأً ارتكبناه؛ لذلك استمر في تقليب الصفحات التي تحتاج إلى طيٍّ.

24. تقبَّلِ الدروس التي تعلِّمك إياها الحياة:

يساعدك كلُّ ما يحدث معك على النمو؛ إذ تُعلِّمنا التجارب المؤلمة في بعض الأحيان دروساً حياتية لا تُقدَّر بثمن ولم نكن نعتقد أنَّنا بحاجة إلى معرفتها، فإن كُنت تواجه مشكلات، فهذا أمر جيد؛ فهذا يعني أنَّك تُحرز تقدماً؛ فالأشخاص الوحيدون الذين ليس لديهم مشكلات هم الذين لا يفعلون شيئاً.

25. ابدأ بقياسٍ يوميٍّ لتقدمك مهما كان صغيراً:

ستصل إلى وجهتك خطوة بخطوة، وليس دفعة واحدة؛ فلربما لست في المكان الذي تريد أن تكون فيه بعد، لكن انظر إلى المرحلة التي وصلت إليها، وكن ممتناً لأنَّك لست عالقاً في المكان الذي كنت فيه سابقاً.

26. تقبَّل عدم اليقين الذي ستواجهه لاحقاً:

لا تدع عدم معرفتك للطريقة التي سينتهي إليها الأمر تمنعك من البدء.

في الختام:

أتمنى لك اليوم يوماً ممتعاً تحلم فيه بجرأة وبمخاطرة، وأن تصنع شيئاً لم يكن موجوداً وتُحِبَّ وتُحَبَّ في المقابل، وستجد القوة التي تجعلك تتقبل، ومن ثَمَّ تنمو عند مواجهة مشكلات لا يمكنك تغييرها، والأهم من ذلك - ولأنَّني أعتقد أنَّه يجب أن يكون لدينا مزيد من اللطف والحكمة في هذا العالم المجنون - أتمنى لك أن تكون حكيماً في قراراتك، وأن تكون دائماً أكثر لطفاً مع نفسك والآخرين.

المصدر




مقالات مرتبطة