22 نصيحة لمن يريدون تعلم لغة جديدة

حينما وصلْتُ إلى بوينس آيرس أوَّل مرة في بداية عام 2010 كنت أجد صعوبةً في طلب الطعام عند الدخول إلى أحد المطاعم من أجل تناول الطعام، لكنَّني بعد عامين كنت أشرح بكل ثقة قواعد اللغة الروسية لصديقي من جواتيمالا باستخدام الإسبانية (لغته الأم)، واليوم أنا أتحدث بطلاقةٍ اللغتين الإسبانية والبرتغالية البرازيلية، وأيضاً الروسية بقدرٍ أقل. لن أتباهى وأقول أنَّني فعلْتُ ذلك، أو أنَّني اتبعْتُ بعض الطرق والحيل السحرية السريعة، لأنَّني بذلك جهداً كبيراً حتى وصلْتُ إلى ما وصلْتُ إليه. لقد سمعت حقيقةً عن حِيَلٍ يُدَّعى أنَّها تساعد الشخص في تعلم اللغات لكنَّني لم أستفد من أيٍّ منها، وقد قضيْتُ من أجل تعلم هذه اللغات ساعاتٍ في الدراسة وارتكبْتُ العديد جدَّاً من الأخطاء. فيما يلي بعض النصائح التي تُعَدُّ خلاصة السنوات التي قضيْتُها في تعلم اللغات أُقدِّمها لأولئك الذين يريدون تعلم لغاتٍ جديدة:



ملاحظة: هذه المقالة مترجمة للمدوّن مارك مانسن صاحب موقع MarkManson.com.

1- المحادثة أوَّلاً:

إن كان ثمَّة "سر" يكمن خلف تمكِّن البعض من تعلم لغةٍ جديدة أو إن كان ثمَّة "حيلة" اتبعها هؤلاء لتحقيق هدفهم هذا فإنَّ ذاك السر وتلك الحيلة هما الساعات المحرجة والعصيبة التي قضوها وهم يمارسون المحادثة مع أشخاصٍ يتقنون هذه اللغة أكثر منهم، إذ إنَّ قيمة ساعة محادثة واحدة (مع وجود قاموس تعود إليه للبحث عن الكلمات التي لا تعرفها وشخص يصحح لك الأخطاء التي ترتكبها) تُعادِل قيمة خمس ساعات يقضيها المُتعلِّمون في الصف و10 ساعات يقضونها في تعلم اللغة وحدهم.

ثمَّة بضعة أسباب تفسر أهمية المحادثة أوَّلها الحافز الذي تثيره في نفس المتعلم، إذ ليس مهمَّاً أن يكون الكتاب الذي تتعلم اللغة منه رائعاً فالتواصل وجهاً إلى وجه يستثمر قدراتك ويثر حماستك أكثر من أي كتابٍ أو برنامجٍ صوتي على الكمبيوتر. وثانيها أنَّ تعلُّم اللغة يحتاج إلى الممارسة لا إلى الحفظ، وعلى الرغم من أنَّني لست خبيراً في تعليم اللغات إلَّا أنَّني وجدت من خلال التجربة أنَّ التحديق 100 مرة في كلمةٍ مكتوبةٍ في كتاب أو على بطاقة لا يجعلها ترسخ في الذهن مثلما يفعل ذلك الاضطرار إلى استخدامها في المحادثة مرتين أو ثلاث.

أعتقد أنَّ سبب ذلك هو أنَّ عقولنا تعطي أولويةً أكبر للذكريات التي تتضمن تجارب إنسانيةٍ واجتماعية مليئة بالعواطف. فإذا بحثْتُ عن معنى الفعل "تذمَّر" على سبيل المثال واستخدمته في جملةٍ مفيدة في أثناء الحديث مع صديقٍ ما، من المحتمل جدَّاً أن يرتبط لدي معنى هذا الفعل مع الحديث الذي أجريته مع هذا الصديق. في المقابل قد أردد الكلمة نفسها 20 مرة، وعلى الرغم من أنَّني قد أفهمها، إلَّا أنَّني فعليَّاً لم أستخدمها في سياقٍ عملي وهذا يعني أنَّ معناها ظل مُبهماً بالنسبة إلي وبالتالي من غير المحتمل أن تبقى عالقةً في ذهني.

2- تكثيف الجهود:

هذا يعني أنَّ قضاء أربع ساعات يومياً في دراسة اللغة مدة أسبوعين أفضل من قضاء ساعة واحدة في التعلم يومياً على مدار شهرين وهذا أحد الأسباب التي تفسر عدم قدرة العديد من الناس على تذكر المعلومات التي تلقوها حينما كانوا يحضرون دروس تعلم اللغة، إذ إنَّ مدة تلك الدروس لم تكن تتجاوز 3-4 ساعات في الأسبوع وكان يفصل بينها أيام عديدة في أغلب الأحيان.

يحتاج تعلم اللغة إلى الكثير من التكرار، وخوض التجارب، والالتزام، وبذل الجهد والوقت إذ إنَّ تخصيص فترة محددة من حياتك، حتى لو كانت أسبوعاً أو أسبوعين، وبذل كل جهودك خلالها يُعَدُّ أفضل من قضاء شهور أو حتى سنوات في تعلم اللغة دون بذل جهد حقيقي.

3- تعلُّم اللغة ضمن مجموعات لا جدوى منه وهو مَضيعة للوقت والمال:

إنَّ الوقت والجهد المبذولين في حضور دروس تعلُّم اللغات التي تُعقَد داخل صفوف دراسية ويحضرها مجموعة كبيرة من الطلاب لا يعودان على المتعلمين بكثيرٍ من الفائدة بشكلٍ عام إذ ثمَّة مشكلتان في هذا النوع من التعلم:

  • أولاهما أنَّ عملية التعليم داخل الصف تسير بسرعةٍ تتناسب مع قدرة أبطأ الطلاب على الاستيعاب.
  • وثانيهما أنَّ تعلُّم اللغة يُعَدُّ عملية تتأثر بالصفات الشخصية للمتعلمين الذين يتعلم كل واحدٍ منهم كلماتٍ أو مواضيع بسهولةٍ أكبر من كلماتٍ ومواضيع أخرى، لذلك لن يستطيع الأستاذ الذي يعلم الطلاب اللغة في الصف التعامل مع الاحتياجات الشخصية لكل طالب بشكلٍ جيد أو في الوقت المناسب.

حينما كنت أحضر دروساً لتعليم اللغة الروسية مثلاً تعلمْتُ بسهولةٍ تصريف الأفعال لأنَّني كنت أتحدث الإسبانية حينها، بينما واجه زميلي الإنكليزي قليلاً من الصعوبة حتى تعلم تصريف الأفعال ونتيجةً لذلك قضيْتُ جزءاً كبيراً من الوقت المخصص للدروس في انتظار الزميل الإنكليزي حتى يستوعب المعلومات. وكان يوجد في الصف زميلٌ ألمانيٌّ أيضاً يعرف ما معنى "الحال" في حين لم يكن لدي أنا أيَّة فكرة عن هذه القاعدة، وأنا متأكِّدٌ من أنَّه انتظر بعض الوقت حتى أتمكن من فهم هذه القاعدة أيضاً. كلما كان عدد طلاب الصف أكبر قلَّتْ كفاءة عملية التعليم، وفي إمكان أي شخص حضر دروساً لتعلُّم اللغة في المدرسة ولا يتذكَّر الآن أي شيءٍ منها أن يخبرك هذه الحقيقة.

4- ابدأ بالكلمات المئة الأكثر استخداماً:

ليست كل الكلمات سواسية فبعضها يُعَدُّ مفيداً أكثر من غيره. حينما كنت أعيش في بوينس آيرس مثلاً قابلْتُ شخصاً قضى شهوراً وهو يدرس اللغة من الكتب بينما استعنْتُ أنا بمدرسٍ ظل مدة أسبوعين يقدم لي دروساً في اللغة بين الحين والآخر، لكنَّني تفاجأت كيف أنَّ ذاك الشخص لم يكن يستطيع فهم الحوارات الأساسية على الرغم من الشهور التي قضاها في الدراسة والعيش هناك.

تبيَّن لي لاحقاً أنَّ الكثير من المفردات التي كان يحفظها كانت مفرداتٍ لها علاقة بالأواني المطبخية، وأفراد العائلة، وأفراد الأسرة، والثياب، وغُرف المنزل بينما لم يكن يعرف كيف يسأل شخصاً ما عن عنوان المكان الذي يقطن فيه.

إقرأ أيضاً: بالصور: 5 مواقع رائعة لتعلّم اللغات الأجنبية مجاناً

5- ضع قاموساً في جيبك:

لقد كان أثر اتباع هذه النصيحة أكبر بكثيرٍ ممَّا توقَّعْتَ فقد حمَّلْتُ تطبيق قاموس إنكليزي-إسباني على هاتفي واستعملته طوال المدة التي عشتها في بلدانٍ يتحدث سكانها اللغة الأسبانية. بيد أنَّني في أول أسبوعين قضيتهما في البرازيل تقاعسْتُ عن تحميل تطبيق قاموس إنكليزي-برتغالي على هاتفي فواجهْتُ الكثير من الصعوبة خلال الحوارات التي أجريتها خلال هذين الأسبوعين على الرغم من أنَّني كنت أعرف أساسيات اللغة البرتغالية. لكن بعد أن حمَّلْتُ التطبيق أحسسْتُ مباشرةً بالفرق فوجود مثل هذه التطبيقات على الهاتف يُعَدُّ أمراً رائعاَ لأنَّك تستطيع البحث عن معنى أي شيء في أثناء الحوار خلال ثانيتين فقط، وحينما تستعمل تلك الكلمات في المحادثة سيكون احتمال تذكُّرها لاحقاً أكبر بكثير. لقد أثَّر اتباع هذه النصيحة البسيطة بشكلٍ إيجابيٍّ جدَّاً في قدرتي على إجراء الحوارات والتواصل مع السكان المحليين.

6- لا تدع عقلك يتوقف عن التدرُّب:

من ضمن الاستخدامات الأخرى التي يمكن من خلالها الاستفادة من القاموس أنَّك تستطيع من خلاله التدرُّب في أثناء اليوم حينما لا يوجد مَن تتحدث معه. تحدَّ نفسك واستخدم اللغة الجديدة في التفكير إذ لدى الجميع أحاديث تدور داخلهم يستخدمون فيها عادةً لغتهم الأم، لكنَّك تستطيع متابعة التدرُّب وتأليف جُمل والتفكير في حوارات باستخدام اللغة الجديدة. هذا النوع من الأحاديث الخيالية يجعل إجراء الحوارات أكثر سهولةً في الواقع حينما تُضطر إلى إجرائها فعلاً، يمكنك مثلاً تخيُّل إجراء حوار حول موضوع من المحتمل أن تُضطر إلى الحديث عنه والتدرب عليه قبل ذلك، ويمكنك التفكير في كيفية الحديث عن عملك وعن سبب تواجدك في بلدٍ أجنبي باستخدام اللغة الجديدة، فلا بُدَّ من أن يُطرَح عليك هذا النوع من الأسئلة ويجب عليك أن تكون مستعدَّاً للإجابة عنها.

7- إيَّاك أن تُصاب بالإحباط إذا تفوَّهْتَ بكلماتٍ غبية:

في بداية الفترة التي كنت أتحدث فيها اللغة الإسبانية أخبرْتُ مرةً عدداً من الأشخاص أنَّ الأمريكيين يضعون الكثير من "الواقي الذكري" (خطأ في طريقة اللفظ تغير المعنى) في طعامهم ولاحقاً قلت لفتاةٍ أنَّ كرة السلة تجعلي شخصاً "مُغرياً". صدقني لا بد من أن تقع في مثل هذه المواقف فلا تشغل تفكيرك بها ولا تدعها تمنعك عن المواظبة على التعلُّم.

8- اكتشف طريقة لفظ الكلمات:

في كل اللغات اللاتينية تُلفَظ جميع الكلمات ذات الأصل اللاتيني بالطريقة نفسها مثلاً أي كلمة تنتهي بالحروف (tion) باللغة الإنكليزية تنتهي في أغلب الأحيان بالحروف (ción) باللغة الأسبانية وبالحروف (ção) باللغة البرتغالية. ومن المعروف أنَّ الأشخاص الذين يتحدثون اللغة الإنكليزية يضيفون إمَّا حرف (o)، وإمَّا (e)، وإمَّا (a) إلى نهاية الكلمات الإنكليزية ليحاولوا التنبؤ بمعنى الكلمات الإسبانية حينما لا يعرفون معناها. لكن من المفاجئ أن هذه التقنية تنجح في كثيرٍ من الأحيان فكلمة "قَدَر" باللغة الإنكليزية (Destiny) تعني (destino) بالإسبانية، وكلمة "دافع" باللغة الإنكليزية (motive) هي (motivo) بالإسبانية، وكلمة "جزء" باللغة الإنكليزية (part) هي (parte) بالإسبانية، إلخ.

9- استخدم الدروس الصوتية والدروس التي تٌقدَّم عبر الإنترنت لتعلُّم القواعد والكلمات المئة الأكثر استخداماً:

تُعَدُّ الكثير من المراجع الدراسية كالكتب، والسيديات، والدورات الإلكترونية طريقةً رائعةً للانتقال من الجهل التام باللغة إلى القدرة على استعمال جُمَل وعبارات أساسية خلال بضعة أيام. وتُعَدُّ هذه المراجع مفيدةً أيضاً لتعلُّم أهم المفردات (كـ "ال" التعريف، و"أنا"، و"أنت"، و"أكل"، و"شرِب"، و"أراد"، و"شكراً"، إلخ).

لكن تذكَّر أنَّ أكثر طريقة مفيدة لتعلم اللغة هي أن يُرغِم الشخص نفسه على الحديث والتواصل مع الآخرين، أمَّا حينما تجلس في غرفة نومك مع كتابٍ أو برنامج كمبيوتر لن تُضطر إلى استخدام جمل مفيدة باستخدام اللغة الجديدة وستكتفي بتكرار الأفكار والعبارات التي قرأتها في المراجع التعليمية. كما قلنا سابقاً يُعَدُّ هذان نوعان مختلفين تماماً من أنواع التعليم أحدهما مفيدٌ أكثر بكثيرٍ من الآخر.

10- بعد أن تحفظ المئة كلمة الأكثر استخداماً ركز الاهتمام على المحادثة:

أظهرَتْ الدراسات أنَّ الكلمات المئة الأكثر استخداماً في أي لغة تشكل 50% من جميع عمليات التواصل المحكية، والكلمات الألف الأكثر استخداماً تشكل 80% من جميع عمليات التواصل المحكية، والثلاثة آلاف كلمة الأكثر استخداماً تشكل 99% من عمليات التواصل. بمعنى آخر يحقق تعلُّم مزيد من المفردات الجديدة مكاسب حقيقية فأنا أعرف ربما 500-1000 كلمة إسبانية وفي معظم الحوارات التي أُجريها لا أتوقف أبداً للتحقق من القاموس. تعلُّم هذه المفردات مع القواعد الأساسية يجب أن يتيح لك صياغة جمل أساسية كهذه في غضون أيام:

  • "أين المطعم؟".
  • "أريد أن أقابل صديقك".
  • "كم عمر أخيك؟".
  • "أَأحببت الفيلم؟".

إنَّ تعلم الكلمات الألف الأكثر استخداماً في لغةٍ ما يقرِّبك جدَّاً من تعلم تلك اللغة فاستخدم هذه الكلمات للتعامل بأكبر قدر ممكن من الراحة مع القواعد، والمصطلحات، والتعابير المحكية، وصياغة الأفكار والدعابات بشكلٍ عفوي. حينما تكون قادراً على إلقاء دعابة باستعمال اللغة الجديدة هذا دليلٌ جيد يشير إلى أنَّ الوقت قد حان لتدعيم ذخيرتك من المفردات.

يحاول العديد من الناس زيادة ذخيرتهم من المفردات بسرعة إلَّا أنَّ هذا يُعَدُّ تضييعاً للوقت والجهد لأنَّهم لا يكونون في تلك المرحلة مُتمكِّنين بعد من المحادثات الأساسية، كأن يقولوا من أي بلدٍ هم، وعلى الرغم من ذلك يتعلمون مفرداتٍ اقتصاديةٍ أو طبية. هذا يُعَّدُّ أمراً غير منطقيّ.

إقرأ أيضاً: هل سئمت من فيسبوك وتويتر! إليك 25 موقعاً آخر ستجعلك أذكى

11- استثمر أقصى الطاقات التي يتمتع بها عقلك:

أتَعْلَم حينما تمارس الكثير من الأعمال المرهقة ذهنياً ساعاتٍ طويلة دون توقف كيف قد تصل إلى مرحلة تشعر فيها أنَّ عقلك مشوَّش؟ حاول أن تبلغ تلك المرحلة حينما تتعلم لغةً ما لأنَّك لن تستفيد على الأرجح من الوقت والجهد اللذين تبذلهما إلَّا إذا بلغت هذه المرحلة. في البداية قد يُصاب عقلك بالإنهاك بعد ساعةٍ أو ساعتين وبعد فترة قد لا يُصاب عقلك بالإنهاك إلَّا بعد قضاء ليلة كاملة في التنزه من أشخاصٍ تُعَدُّ اللغة التي تحاول تعلُّمها هي لغتهم الأم، لكن حينما يحدث ذلك فهذا يُعَدُّ أمراً جيداً للغاية.

12- أهم جملة يمكن أن تتعلمها هي: "كيف نقول…؟"، فتعلَّم هذه الجملة في البداية واستعملها دائماً:

تُعَدُّ هذه الجملة مفتاحاً لتعلُّم الكثير من الكلمات والجُمَل الأخرى وطريقةً للمباردة إلى الحديث مع الآخرين، لذلك يجب على هذه العبارة أن تكون من أولى العبارات التي تحفظْها حينما تحاول تعلُّم لغة ما.

13- الدروس الخاصة أفضل طريقة لاستثمار الوقت وأكثرها كفاءة:

هذه الطريقة هي أكثر طرق تعلم اللغات تكلفةً في أغلب الأحيان بحسب اللغة والبلد، لكنَّني وجدْتُ أنَّ إحضار معلمٍ حقيقي والجلوس معه بضع ساعات كل يوم يُعَدُّ أسرع طريقةٍ لتعلم لغة جديدة إذا كان لديك ما يكفي من المال. لقد تمكَّنْتُ حينما كنت في البرازيل من الوصول إلى مستوى مرموق في المحادثة من خلال الجلوس مع معلمٍ خاص ساعتين كل يوم على مدار عدة أسابيع، وأصبحْتُ قادراً على مواعدة شخص لا يتحدث الإنكليزية والاستمرار في الحديث معه طوال المساء دون أن أظهر بمظهر المغفل.

14- واعِد شخصاً يتحدث اللغة التي تريد تعلمها ولا يتحدث لغتك الأم:

تحدَّثا عن استثمار الوقت وتحفيز الذات. مثل هذه اللقاءات تضمن لك إتقان اللغة بطلاقة خلال شهر، لكنَّ أفضل شيءٍ فيها هو أنَّك إذا أغضبت الآخرين أو قمت بتصرفٍ خاطئ يمكن أن تدعي أنَّهم لم يُحسِنوا ترجمة ما تقول.

15- إذا لم تتمكن من العثور على شخصٍ لطيف يخرج معك ابحث عن أحدٍ تُمارس معه المحادثة عبر الإنترنت:

ثمَّة على شبكة الإنترنت الكثير من المواقع التي يبحث مُرتادوها عن أشخاصٍ يتعلمون منهم لغاتٍ أجنبية ومُستعدون لتعليم اللغة التي يتحدثونها للآخرين.

16- استعمال فيسبوك تشات وجوجل ترانزليت:

يمكنك تطوير لغتك عبر استعمال فيسبوك تشات للدردشة مع أشخاصٍ يتحدثون اللغة التي تسعى إلى تعلُّمها والاستعانة بمترجم جوجل (جوجل ترانزليت) في حال لم تتمكن من فهم بعض ما يقولونه أو جزءٍ منه.

17- حينما تتعلم كلمةً جديدة حاول استخدامها مباشرةً عدة مرات:

حينما تتوقف في أثناء إجراء حوار مع شخص ما للتأكَّد من معنى كلمة ما، جَرّب أن تستعمل هذه الكلمة في الجملتَيْن التاليتَيْن أو الثلاث جُمَل التالية التي ستقولها، إذ تُظهِر الدراسات التي أُجريَت حول تعلُّم اللغات أنَّه يجب عليك أن تكرر الكلمة عدة مرات خلال الدقائق، والساعات، والأيام القليلة التي تلي تعلمها. حاول بعد أن تتعلم كلمةً جديدة أن تستخدمها مباشرةً عدة مرات ثم استعملها عدة مراتٍ خلال اليوم، ستتذكرها دائماً على الأرجح.

شاهد بالفيديو: 7 طرق لتعلُّم اللغات الأجنبية بدون معلم

18- البرامج التلفزيونية، والأفلام، والجرائد، والمجلات تُعَدُّ جميعاً وسائلاً مُساعِدةً مفيدة:

تُعَدُّ هذه الوسائل مفيدةً بلا شك لكن يجب عليك ألَّا تتعامل معها بوصفها وسائل لتعليم اللغات وألَّا تحل محل الوسائل الصحيحة لتعلُّم اللغات. حينما بدأْتُ أتعلم الإسبانية قررت أن أشاهد فيلمين كل أسبوع وأن أقرأ مقالةً كل يوم وقد ساعدني ذلك في استذكار اللغة دائماً لكنَّني لا أعتقد بأنَّ ذلك كان مفيداً كالوقت الذي كنت أقضيه في المحادثة.

19- معظم الناس ودودون فدَعْهُم يقدمون لك المساعدة:

إذا كنت تعيش في بلدٍ أجنبي وحاولْت البحث عن غرضٍ في متجرٍ البقالة ولم تتمكن بعد أن بذلْتَ أقصى ما في وسعك من العثور عليه، اطلب المساعدة من أي شخص واسأله كيف يمكن العثور على ذلك الغرض. معظم الناس ودودون ومستعدون لتقديم المساعدة، كُن جريئاً فالذين يخجلون من طرح الأسئلة لا يتعلمون اللغة.

20- لا تدع الأخطاء التي ترتكبها وحالات سوء الفهم التي تتعرض لها تُصِبْك بالإحباط:

العديد جدَّاً من الكلمات في الحقيقة لا تُترجَم ترجمةً حرفية فكلمة (Gustar) في الإسبانية تعني "يُحبُّ" بشكلٍ عام لكنَّها تحمل عند استعمالها معنىً أدق من "الحب" وتُستخدَم في مواقف وسياقات معينة، بينما يُستعمَل الفعل "يُحب" (like) في اللغة الإنكليزية بشكلٍ واسع للإشارة إلى أي شيء نستمتع به أو نحرص عليه. مثل هذه الاختلافات البسيطة يمكن أن تؤثر في فهمك للغة التي تسعى إلى تعلُّمها أو في فهم مَن يتحدثون هذه اللغة لك لا سيما في أثناء الحوارات الجدية أو العاطفية، وقد يُساء تأويل النوايا بسهولة حينئذٍ. تحتاج الحوارات الحساسة التي تتناول قضايا مهمة إلى بذل جهد مضاعف غالباً إذا كانت اللغة المُستخدَمة في الحوار ليست اللغة الأم لأحد المتحاورَيْن للتأكُّد بدقة من المعنى الذي يقصده كل شخص، إذ مهما كنت بارعاً في اللغة الجديدة لن تتمكن من الإلمام إلماماً كاملاً على الأرجح بالاختلافات الدقيقة الموجودة بين معاني الكلمات، والجُمَل، والمصطلحات التي يعرفها مَن تُعَدُّ هذه اللغة لغتهم الأم، إلَّا إذا عشْتَ سنواتٍ في البلد الذي يتحدث سكانه هذه اللغة.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتعلُّم اللغات الأجنبية بدون معلم

21- فَهْم المراحل التي يمر بها مَن يتعلمون لغةً جديدة:

مع بداية رحلة تعلم اللغة ستكون قادراً على الحديث قليلاً لكن إذا خاطبك أحد لن تكون قادراً على فهم أي شيء يقوله، بعد ذلك ستصبح قدرتك على فهم ما يُقال لك أكبر من قدرتك على الحديث، ثمَّ ستتمكن من محاورة الآخرين لكنَّ ذلك سيحتاج إلى بذل قليل من الجهود الذهنية. بعد ذلك ستتمكن من الحديث وفهم ما يُقال لك دون أن تُحِسَّ بأنَّك تبذل أي جهدٍ ذهني (لن تُضطر إلى ترجمة الكلمات في عقلك إلى لغتك الأم)، وحينما تصبح قادراً على التحدُّث والإنصات دون أن تَكَلُّف ستبدأ استعمال اللغة الجديدة للحديث مع نفسك والتفكير دون بذل أي جهد، حينئذٍ تكون قد بلغْتَ مستوىً متقدماً بالفعل.

وما هي المرحلة النهائية؟ المرحلة الأخيرة هي القدرة على فهم الحوار الذي يدور بين مجموعةٍ كبيرةٍ من أشخاص يتحدثون لغتهم الأم، حينئذٍ ستكون قادراً على الدخول في الحوار والخروج منه حينما تشاء وستشعر أنَّك متماسكٌ تماماً. المرحلة الوحيدة التالية التي تستطيع الانتقال إليها بعد ذلك هي الذهاب للعيش في البلد الذي يتحدث سكانها اللغة التي تتعلمها مدة عامٍ أو عامين وتعلُّم استعمال اللغة بطلاقةٍ كاملة.

22- البحث عن طريقة لجعل تعلم اللغة عمليةً مُسلِّية:

إذا أردت الاستمرار في تعلم اللغة، أو الاستمار في أي عمل آخر، يجب عليك أن تبحث عن طريقةٍ لجعل الأمر مسلِّياً. ابحث عن أشخاصٍ تستمتع بالحديث معهم واذهب إلى مناسبات تستطيع خلالها ممارسة اللغة وممارسة أنشطة مسلية معها، أمَّا إذا اكتفيت بالجلوس خلف الكتب سرعان ما ستُصاب بالملل على الأرجح. ابحث عمَّن تتحدث معه عن مواضيع شخصية مهمة بالنسبة إليك ودع تجربة تعلم اللغة تكون تجربة شخصية مرتبطة بحياتك اليومية، وإلَّا ستجد أنَّك تخوض تجربة مُمِلَّة تفتقر إلى المتعة وهذا سيجعلك على الأرجح تنسى كل ما تعلمته في النهاية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة