20 صفة تميز القائد العظيم

يقول الكاتب الأمريكي جون ماكسويل (John Maxwell): "القيادة تأثير وليس إلا". تتعلق القيادة بجميع صورها بالقدرة على قيادة نفسك بنجاح أولاً، سواء أكانت قيادة مؤسَّسة أم فريق أم عائلة؛ فعندما نتمكن من قيادة أنفسنا بنجاح، سنحظى بالتأثير الذي يتيح لنا قيادة الآخرين. سنستعرض لكم في مقالنا هذا قائمة بالصفات القيادية الجوهرية التي تضعك على طريق النجاح الدائم.



1. معرفة سبب القيادة:

يُعرِّف الكاتب "سيمون سينك" (Simon Sinek) "سبَبَ" القيادة في كتابه "ابدأ مع لماذا: كيف يُلهِم القادة العظماء الناس للعمل" (Start with Why: How Great Leaders Inspire Everyone to Take Action) على أنَّه "الغرض أو الدافع الوحيد للعمل" ويَعرِف القادة الأقوياء "السبب" الذي يُلهِم أداءهم الشخصي وسلوكات فريقهم؛ وكلما كان "السبب" أقوى، كان الدافع والأداء أفضل.

2. جعلُ الوقت حليفك:

يرى القادة المؤثرون الوقت حليفاً لهم؛ بدلاً من عَدِّه عدواً يحاربونه باستمرار. يَعرض الكوتش "ستيفن غريفيث" (Steven Griffith) في كتابه "استثمار الوقت" (The Time Cleanse) مفهوم "الوعي بالوقت"؛ أي الانغماس الكلي بكل جوارحك في اللحظة الراهنة لتحسين جودة عملك وتجاربك وأدائك في وقتك.

يستفيد القادة مِن استخدام تقنيات اليقظة الذهنية مثل: الوعي بالوقت في اكتشاف المزيد من السبل للولوج إلى حالة التدفق الإبداعي واستثمار وقتهم بأكثر الطرائق فاعلية؛ فالوقت هو أثمن ما يملكه كلُّ قائد.

3. التحلي بالعزيمة:

عندما تواجهنا العقبات، يجب معرفة كيفية التغلب عليها، حيث يمكِن للقادة العظماء الحفاظ على التركيز والطاقة والجهد للوصول إلى أهداف صعبة في خضمِّ الإخفاقات والانتكاسات، مع الحفاظ على التفاؤل.

تكشف "أنجيلا دكوورث" (Angela Duckworth)، الباحثة المشهورة ومؤلِّفة كتاب "العزيمة: قوة الشغف والمثابرة" (Grit: The Power of Passion and Perseverance)، أنَّه في الوقت الذي تكون فيه الموهبة ومعدل الذكاء عاملَين للنجاح، يجب ألا نغفل الاستمرار في بذلِ الجهد (المثابرة والشغف) مع الوقت، وهذا يتطلب العزيمة.

4. التمتع بالرؤية:

يقول "جاك ويلش" (Jack Welch)، المدير التنفيذي السابق لشركة "جينيرال إليكترك" (General Electric) الصناعية والتكنولوجية الأمريكية الضخمة: "يبتكر قادة الأعمال الجيدون رؤية ويعبِّرون عنها، ويكونون شغوفين بها ويقودونها بلا هوادة حتى النهاية".

يجب أن يكون لدى القادة العظماء دائماً رؤية واضحة بالكامل، حيث يمكِنهم تصوُّر المستقبل بالتفصيل وكذلك إيصال تلك الرؤية لفريقهم، وعندما يتمكن الفريق من فهمِ رؤية القائد بوضوح، يمكِنه تسريع النجاح على جميع المقاييس.

إقرأ أيضاً: ما مدى أهمية "الرؤية" بالنسبة إلى قادة الأعمال؟

5. الوعي الذاتي:

يتميز القادة الأقوياء بالتفكير الذاتي، فيسمح لهم تفكيرهم الشخصي بأن يكونوا على دراية بتأثيرهم في الآخرين والمؤسَّسة، وكذلك يبقيهم هذا التفكير المستمر في مجال القيادة ويمنعهم من تكرار الأخطاء.

يقول "ستيفن غريفيث" (Steven Griffith): "القيادة فنٌّ وعِلمُ توجيه وتحفيز وإلهام الأفراد أو الجماعات لتحقيق هدف مشترَك".

6. عدم أخذ الأمور على محمل شخصي:

مع سير العمل المستمر وفي خضم التنافس، لا يأخذ القادة العظماء الأمور على محمل شخصي، ولديهم القدرة على وضعِ الأمور في نصابها ومراقبة ما هو أكثر أهمية في قراراتهم وأفعالهم؛ فبدلاً من التشتت أو الانفعال، يمسون أكثر تركيزاً على المهمة التي بين أيديهم.

7. الخضوع للمساءلة:

القادة الفاعلون مسؤولون تماماً عن أفعالهم، ويجعلون أعضاء فريقهم مسؤولين عن أفعالهم أيضاً، ويترجمون أقوالهم إلى أفعال والعكس بالعكس، وإن طلبتَ الاحترام، فكن مسؤولاً تماماً عن كلِّ شيء يقع تحت إمرتك.

8. التواصل الفاعل:

التواصل الجيد هو أساس القيادة العظيمة، وهو بكل أشكاله تبادلٌ للطاقة والمعلومات، وتتجلى دقة القادة الفاعلين وتواؤمهم مع الهدف في عباراتهم وصوتهم ونبرتهم ولغة جسدهم، فيعرفون ماذا يقولون وكيف يقولون ذلك بغضِّ النظر عن الموقف.

شاهد بالفديو: 12 طريقة مُجرَّبة لتحسين مهارات التواصل

9. التحلي بالقوة الذهنية والذكاء العاطفي:

يتحلى القادة المؤثرون بالقدرة على تنظيم الأفكار والعواطف باستمرار لتصبَّ بمصلحتهم وليس ضدهم، فالاستقرار العاطفي والعقلي عنصران أساسيان في القيادة، لذا لا تُؤثِّر فيهم الأخبار السيئة كثيراً، ولا تُشتِّت الأخبار السارة انتباههم أيضاً.

10. التحلي بعقلية قابلة للنمو:

يتطلع القادة الحقيقيون باستمرار إلى تنمية مَواطن القوة والخبرة لهم ولفريقهم، ويتمتعون بعقول منفتحة وفضول طبيعي للتحسين، ويريدون معرفة أحدث الابتكارات والأفكار التي ستساعدهم على التحسين.

إقرأ أيضاً: 5 طرق لتنمية عقلية النمو لتطوير الذات

11. الاعتراف بالأخطاء:

يَعلم أعظم القادة أنَّه كلما أردتَ رفعَ مستوى عملك، سترتكب الأخطاء حتماً؛ والتي تُعدُّ في الواقع جزءاً من العملية، وعندما يعلَم الأشخاص في مؤسسة ما أنَّهم سيتلقون الدعم إن أخطؤوا؛ فسيحرصون على المشاركة مِن الصميم ليقدِّموا أفضل ما لديهم، حيث يُظهِر استعداد القائد على الاعتراف بالأخطاء مساءلته الشخصية وإنسانيته.

12. التحلي بالتعاطف:

يتمتع القادة العظماء بالقدرة والمرونة ليضعوا أنفسهم في مكان الآخرين والشعور بما يشعرون، فإنَّ فِهم فريقهم والمشكلات التي يواجهونها هو المفتاح لقيادتهم الفاعلة، كما يُظهِر التعاطف إدراك شعور الآخر والإحساس به.

تقول مقدِّمة البرامج الشهيرة والمؤثِّرة أوبرا وينفري (Oprah Winfrey): "تتمحور القيادة حول التعاطف؛ حيث يتعلق الأمر بالقدرة على فهمِ الأشخاص والتواصل معهم بغرض إلهام حياتهم وتمكينها".

13. الرأفة بالآخرين:

قد يكون التعاطف ركناً هاماً مِن أركان القيادة العظيمة؛ ولكنَّها لا تؤدي غرضها دون الرأفة، حيث تعينك الرأفة على الإحساس بمعاناة الآخرين كي تتخذ الإجراءات اللازمة لمساعدتهم، والقادة الذين يعرضون خدماتهم باستمرار هم مَن يَصِلون مصافي العظمة، كما تمنح الرأفة الولاء الحقيقي؛ لذا تُعدُّ قوة لا يُستهان بها ويجب على قادة الأعمال التحلي بها في عصرنا هذا.

14. التمتع بالثقة في القيادة:

يُعدُّ التحلي بالثقة أحد أهم مفاتيح النجاح في جميع مجالات الحياة والإيمان بقدرتك على القيام بذلك؛ فالثقة ضرورية لتجاوز كلِّ تقلبات الأعمال والحياة، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالقيادة الفذة.

لا تقوم الثقة في القيادة على الشجاعة؛ بل التوجه مباشرَة نحو ما تريده مواجِهاً الخوف وعدم اليقين، وتدور القيادة العظيمة حول الإيقان بأنَّه يمكِنك السيطرة على نفسك تحت أيِّ ظرف كان حتى لو لم تعلَم كلَّ شيء عنه.

شاهد بالفديو: 25 نصيحة فعالة لتعزيز الثقة بالنفس

15. إظهار الامتنان والتقدير:

يكون القادة، الذين يمكِنهم إدراك الأمور التي تقوم بها فرَقهم بكبيرها وصغيرها، الأكثرَ نجاحاً غالباً، وتُظهر الأبحاث أنَّ إظهار الامتنان لزملاء العمل يزيد مِن مشاركتهم ويعزِّز تكامل الفريق في العمل ويُتوِّج أداءهم.

16. تفويض المهام:

التفويض أمر بالغ الأهمية لزيادة الإنتاجية وأداء الفريق عموماً، حيث يَعرِف القادة الفاعلون ما هي الأنشطة التي تُوفِّر أعلى عائد لهم (عند استثمار الوقت في إنجازها)، ويمكِنهم تفويض الآخرين بالمهام التي تلائمهم أكثر، ويعرفون مَن الأفضل لإنجاز أمور محدَّدة، ولديهم الدافع لتفويض المهام إليهم بسرعة وبصورة حاسمة.

17. التمتع باليقظة الذهنية في القيادة:

كلما كنتَ حاضراً كان أداؤك أفضل، حيث يتيح الحضور الدائم للقادة بإيقاظ مواهبهم ومهاراتهم والانغماس في العمل المثمر، كما يتيح لهم اتخاذ قرارات واعية بأفكارهم وأفعالهم، مما يمنح مؤسستهم الثقة في قيادتهم، وعندما تكون حاضراً تماماً، يمكِنك أن تثق تماماً فيما تفعله.

إقرأ أيضاً: 7 طرق مثبتة علمياً لزيادة اليقظة والانتباه والتركيز

18. التمتع بالتحفيز الذاتي:

يقول نابليون هيل (Napoleon Hill)، الكاتب المختص بالتطوير الذاتي: "تنبع عظمة قادة الأعمال، والصناعة، والتمويل، والفنانين، والشعراء، والموسيقيين، والكتَّاب العظماء من قدرتهم على تطوير قوة التحفيز الذاتي".

يَعرِف القادة الأقوياء كيفية تحفيز أنفسهم منذ بداية قيادتهم، وينبع حافزهم مِن الداخل، ويعرفون ما يلزَم لإرساء القوة الدافعة في أنفسهم وفرَقهم، فلا شيء يمكِن له أن يوقفهم لأنَّ لا شيء يسلبهم جذوتهم لتحقيق النجاح.

19. التحلي بالنزاهة:

يعي القادة العظماء بحق قيَمهم الشخصية، ويلتزمون بها في المواقف عظيمة  كانت أم بسيطة، ولا يسمحون للعواطف أو ضغوط العمل بأن تُؤثِّر فيهم، ويُبنى مسار المؤسَّسة بمجملها على سلوكهم، ويَعرف زملاؤهم أنَّهم يوفون بعهودهم ويتصرفون بنزاهة تامة.

يُعرِّف لاعب كرة السلة الأمريكي الراحل جون وودن (John Wooden) النزاهة قائلاً: "النزاهة في أبسط صورِها هي صفاء النية، وهي ما يحافظ على ضمير صاحٍ".

20. مساعدة الآخرين ودعمُهم:

تُعدُّ هذه الصفة واحدة من أعظم صفات كبار القادة وأبسطها؛ فالقادة العظماء بحق هم مَن يساندونك مهما حصل، ويقدِّمون لك الدعم في حال كُتِب لك النجاح أو الفشل، وتمنحك معرفة أنَّ قائدك يقف في صفك الثقة الكبيرة لتقديم كلِّ ما تستطيع لخدمة فريقك أو مؤسَّستك.

يجعل أعظم القادة جميع مرؤوسيهم واثقين مِن مساندتهم لهم، فعندما يساندك قائدك، تكون مستعداً للقيام بأشياء لم تَخطر ببالك مِن قبل والأداء بمستوىً لم تكن تعلم أنَّك قادر عليه.

الخلاصة:

قدَّمنا إليكم في مقالنا هذا قائمة بالصفات القيادية الأساسية لتحاول تطبيقها، فلا تقلق إن لم تؤدِّ عملك على أتم وجه في كلِّ مرة، وكن مدرِكاً لذاتك وقُد نفسك لتبلغ أقصى إمكاناتك، وعندما تتمكن مِن قيادة نفسك، ستستطيع قيادة الأفراد والفرَق والمؤسَّسات الأخرى بوعي لتحقيق أفضل أداء ونتائج؛ وتذكَّر دوماً أنَّ القيادة تبدأ بك!

المصدر




مقالات مرتبطة