20 حقيقة حياتية يصعب الاعتراف بها

نواجه جميعاً صعوباتٍ في حياتنا، ونعيش معاناة داخلية، فنشعر كل يوم بالقلق والارتباك والغضب والوحدة وعدم الراحة الكافية، وترانا نُسوِّف، ونتمنَّى لو كنَّا أكثر رشاقة، ولو كان لدينا مزيد من المال، ولو تغيَّرت وظائفنا، ولو تحسَّنت علاقاتنا بمَن حولنا، ونظنُّ أنَّ حياتنا يجب أن تعود لوضعها الطبيعي مرة أخرى بعد انتهاء جائحة "كوفيد-19" (COVID-19).

مصدر جميع هذه الصراعات داخلي، لكنَّها تبدو حقيقية؛ وذلك لأنَّنا رسمناها بدقة في أذهاننا، فقد ارتبطنا ببعض المُسلَّمات والأوهام المسبقة التي يجب أن تنطبق على حياتنا الحالية لنشعر بالرضى عنها، فقد نقلق لعدم سير الأمور حسب المتوقَّع، كما نُسوِّف في إنجاز المهام لأنَّنا نخشى عدم الراحة والفشل، ونشعر بالارتباك لاعتقادنا بأنَّ مكاننا في العالم ليس هنا، وهكذا تجري الأمور، لكن نعيد ونكرِّر أنَّها محض أوهام في رؤوسنا فقط.

لا يجب أن تسير الأمور معنا بهذا الشكل؛ إذ نملك زمام التغيير بأيدينا، فالتفكير الجيد سيؤدي لنتائج جيدة، وهذا خيارك أنت؛ لذا خذ نفساً عميقاً الآن، ودع عنك كل هذه الأفكار والوساوس، وركِّز انتباهك على اللحظة الراهنة تحديداً، وركِّز على الحاضر، وانتبه للإضاءة، وللأصوات، وللأرض تحت قدميك، وللأشياء أو الأشخاص الذين يتحرَّكون من حولك، وتقبَّل الأشياء كما هي لا كما يجب أن تكون، ولا تُصدِر أحكاماً عليها بطريقة مثالية؛ لأنَّ قبول الواقع هو خطوة نحو تحسينه.

واجه الحياة كما هي، دون المُثل والأوهام التي تشغل رأسك، وتخلَّ عن كل تلك المشتتات، وركِّز على عيش اللحظة، فأنت تملك الخيار؛ إمَّا أن تتذمَّر ممَّا حولك وتنتقد كل شيء في لحظة، أو أن تتقبَّل الواقع بإيجابياته وسلبياته.

وفي الحالتين، إليك بعض الحقائق الرئيسة التي نميل لإنكارها عندما يسيطر وهم المثالية علينا:

1. يوجد كثير من الأمور التي لا يمكننا السيطرة عليها:

لا يمكنك التحكُّم بكل ما يحدث، لكن يمكنك التحكُّم باستجابتك؛ فاستجابتك لمجريات الحياة هي قوَّتك العظيمة الخاصة.

2. قد تدفعنا توقعاتنا المثالية إلى الحزن:

للشعور بالسعادة عليك التخلِّي عن افتراضاتك المسبقة لمجريات الحياة وتقدير ما تمتلك بصدق.

3. لن نصل إلى الكمال بجميع الأحوال:

إذا انتظرت أن تكون "مثالياً" قبل أن تروي قصصك للعالم، وتُقدِّم له أفكارك، وتقاسمه مواهبك، فلن يعرف أحد عنها أبداً.

4. لا يجب أن نضيع دقيقة من عمرنا في القلق:

ذلك لأنَّ القلق لن يغيِّر النتيجة أبداً، فدع أفعالك تتحدث عنك لا كلماتك، وتدرَّب على اكتساب الدروس والعِبر في كل حالٍ تمر عليك.

5. غالباً ما تأتي أفضل الدروس إثر المرور بأصعب الأيام:

حافظ على قوَّتك؛ وذلك لأنَّك ستضطر في بعض الأحيان لمواجهة عواقب صعبة في الحياة لتتعلَّم درساً جيداً لن تتعلَّمه بطريقة أخرى.

6. يتوغَّل النجاح بسهولة في رؤوسنا، بينما يتسلَّل الفشل بسهولة إلى قلوبنا:

غالباً ما تكشف الأحداث الإيجابية والسلبية التي تواجهنا عن شخصيتنا، فكن متواضعاً عند تحقيق النجاحات، وكن ثابتاً عند التعرُّض للإخفاقات، وكن مخلصاً وصادقاً دوماً بين الحالتين.

7. قد نخلط بين الانشغال والإنتاجية:

لهذا كن يقظاً لعملية نموِّك، وركِّز على الهام، ودَع التافه.

شاهد بالفديو: 6 أنشطة غير مرتبطة بالعمل تعزز الإنتاجية

8. سيزيد سوء إدارة المال من المشكلات:

نحن نحتاج إلى المال للعيش؛ فاكسبه، ووفِّره، واستثمره، لكن تجنَّب إنفاق المال الذي لم تكسبه لشراء أشياء لا تحتاج إليها، لإثارة إعجاب أناس لا تعرفهم؛ لهذا، عليك إدارة أموالك حتى لا ينتهي بك الأمر في الوقوع تحت رحمتها.

9. لا نحتاج إلى مزيدٍ من الأشياء لنكون سعيدين؛ إنَّما نحتاج إلى التقليل منها:

ابدأ بالتخلُّص من الأشياء عندما لا تضيف شيئاً لحياتك؛ إذ ستسهل الحياة عندما نرتب الفوضى الذهنية والمادية التي تعرقل حياتنا.

10. قد تعرقل ممتلكاتنا طريقنا وتجرِّدنا من إنسانيتنا:

لذا علينا جميعاً أن نمارس إنسانيتنا؛ فلا تتجنَّب التواصل البصري مع الآخرين، ولا تُخفِ شخصيتك الحقيقية خلف الممتلكات، وارسم ابتسامة جميلة على وجهك في كل آنٍ وكل حين، واسأل عن أحوال وقصص الناس، وأنصت لهم جيداً.

11. يُفتَن المجتمع بالجمال الخارجي فلا تكن جزءاً منه:

لنفترض تفشَّى العمى في المجتمع؛ فهل سيلحظ أحدٌ جمالك الخارجي حينها؟ لذا كن جميلاً قلباً وقالباً، وابذل جهدك باستمرار لرؤية جمال الآخرين.

12. معظم نقاشاتنا معدومة الفائدة:

انتقِ نقاشاتك بعناية، فقد يكون السلام في كثير من الأحيان أفضل من الفوز؛ فلا تحتاج إلى إثبات نفسك في كل جدالٍ تخوضه.

13. نحن مجبولون على الحكم على الآخرين من خلال أفعالهم، وعلى أنفسنا عبر مُثلنا العليا:

كن الشخص الذي تودُّ رؤيته والتعامل معه بكل صفاته الإيجابية، الذي تتَّفق أفعاله وكلماته وقيمه دائماً مع بعضها بعضاً.

14. لا نحصل على نتيجة عادلة دائماً لما نقدمه:

سينتهي بك الأمر للأسف بخيبة أملٍ كبيرة إن كنت تتوقَّع أن يبادلك الناس ما فعلته معهم بنفس الدرجة، فليس للجميع قلبٌ كقلبك.

15. لا يستحق أحدٌ اللوم باستمرار:

حرِّر نفسك من اللوم لتخطو خطواتٍ ثابتة؛ إذ يبدأ النجاح من اليوم الذي تفهم أنَّك الوحيد الذي يتحكَّم بحياتك، دون الاعتماد التام على الآخرين أو إلقاء اللوم عليهم.

16. يسهل على الناس التمسُّك بعاداتهم القديمة بدل التخلِّي عنها والنمو:

يمنحك التخلِّي عن الأشياء والمضي قدماً إدراكاً أكبر لفكرة ارتباط بعض الأشياء بماضيك، لكن ليس بمصيرك.

17. إن أردت الحصول على شيء ما فعليك دفع ثمن الحصول عليه:

يحلُم معظم الناس بالحصول على النجاحات دون مواجهة المخاطر؛ فإيَّاك أن تكون منهم؛ وذلك لأنَّ الأمور لا تجري هكذا؛ لذا إن وجدت ضالتك، فاسأل نفسك: ما الذي يمكنني التخلِّي عنه في سبيل الحصول عليه؟

18. حتى مع كل التقدم الحاصل في حياتنا، فما زالت توجد حاجة ماسَّة إلى استخدام أساليب قديمة:

يجب ألا ننسى جمال جَني الثمار بعد بذل الجهود والصبر والمثابرة، ضمن ثقافة تسعى إلى تحقيق نتائج سريعة وسهلة؛ لذا كن قوياً وحاضراً بأفعالك، وابنِ عاداتٍ يومية إيجابية توصلك إلى مبتغاك.

19. لن نشعر أبداً باستعدادنا للفرص الجيدة:

تدفعنا معظم الفرص الحياتية العظيمة للنمو عاطفياً وفكرياً؛ إذ تدفعنا إلى إخراج أقصى طاقاتنا الكامنة والخروج من منطقة راحتنا؛ وهذا يعني أنَّنا لن نشعر بالراحة التامة في البداية، وعندما لا نشعر بالراحة، لن نشعر بالاستعداد.

20. ستنتهي حياة كل منا بطريقة أو بأخرى:

لن نعيش إلى الأبد؛ إذ إنَّ تغيير مدة الحياة أصعب من تغيير قيمتها؛ إذاً، إلى أي مدى ستتعمَّق بحياتك؟ عليك أن تفكِّر في هذا الأمر لأنَّ طريقة قضائنا لأيامنا هي نفسها الطريقة التي نقضي بها حياتنا بأسرها.

الخلاصة:

كما ذكرنا، الحياة تكون صعبة أحياناً، ومع وجود كثير من الأحداث التي لا يمكن السيطرة عليها، عليك أن تواجه وتقاوم، فلا تدع الأمور الخارجة عن سيطرتك تتداخل مع الأمور التي يمكنك التحكُّم بها، وكن واعياً لما حولك، وأثبت وجودك بأفعالك لا بأقوالك، وركِّز على الخطوات الصغيرة التي يمكنك اتخاذها اليوم، واتخذها بلا ندمٍ، ولا تتراجع بعد اليوم، فليس لدينا أي وسيلة لمعرفة ما يخبِّئه لنا المستقبل، ويزيد هذا الغموض من متعة الأيام وإثارتها، وهذا ما يمنح اليوم قوة عظيمة، تجعل إنجاز أي شيء ممكناً.

المصدر