ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "ديرويس فوروكس" (Daruis Foroux)، يقدِّم فيه 20 نصيحة استخدمها كي يعزز إنتاجيته.
تحدِّد معظم المتغيرات إنتاجيتك الإجمالية؛ لذلك لن تفيدك تطبيقات أو أدوات أو حيل إذا لم تمتلك عقليَّةً مناسبة؛ ذلك لأنَّ الإنتاجية أسلوب حياة؛ إذ تتعلق الإنتاجية بتحقيق نتائج كبيرة، وإنجاز أشياء كثيرة، وعدم إضاعة الوقت، وأعتقد شخصياً أنَّه لا يمكن الوصول إلى السعادة دون تحقيق نتائج مرضية، وفي المقابل يؤدي عدم القيام بشيء إلى التعاسة.
في هذا المقال سأقدِّم 20 نصيحة ساعدتني لأكون أكثر إنتاجية من أيِّ وقت مضى:
1. ابدأ بالعمل فوراً:
يوجد دائماً أشياء نافعة في الحياة وأشياء لا تستحق تركيزنا، مثل الثرثرة، أو تأجيل القيام بشيء ما، أو الانتظار دون فعل شيء ما أو عدم التعبير عن رأيك بخصوص شيء ما، فكلُّ هذه أشياء معدومة الجدوى؛ لذلك إذا أردت إنجاز العمل فيجب عليك البدء فوراً.
2. دوِّن كلَّ أفكارك وخواطرك:
توجد لدينا ذاكرة وصول عشوائية مثل أجهزة الحاسوب، وتخزِّن ذاكرتك العشوائية المعلومات على الأمد القصير، لكن قدرة هذه الذاكرة محدودة، وعندما تمتلئ تحذف المعلومات السابقة لإفساح المجال من أجل تخزين معلومات جديدة؛ لذلك يجب أن تكتب أفكارك كي تخفف بعض العبء عن ذاكرتك وستشعر بمزيد من الطاقة الذهنية، وإن لم تراجع ما كتبته أبداً، إلا أنَّها تبقى ممارسة مفيدة.
3. ارفض القيام بأيِّ شيء لا يساعد على تحقيق أهدافك:
عندما يتعلق الأمر بالعمل، فإنَّني أمتنع عن القيام بأيِّ شيء لا يصب في مصلحة أهدافي ويتناسب مع قيمي؛ إذ نعيش في عالم فيه من الوفرة ما يكفي، ويوجد دائماً كثيراً من الفرص؛ لذلك في حياتي الشخصية أرفض أيَّ شيء لا يضيف إلى حياتي القيمة.
شاهد بالفيديو: المبادئ 12 لتحقيق أهداف النجاح
4. خذ استراحة لمدة 5 دقائق بعد العمل لمدة 30 دقيقة:
يمكنك ممارسة تمرينات التمدد، أو المشي قليلاً في الجوار، ربما تشرب بعض الماء، أو تمارس أيَّ شيء يجعلك تنسى العمل قليلاً، وعندما تعود إلى العمل، قد يخطر ببالك أفكار جديدة، أو قد تجد أنَّك كنت تقوم بشيء ما بطريقة خاطئة، فتتوقف قبل إضاعة مزيد من الوقت.
5. تخلَّص من كلِّ شيء يشتت تركيزك:
غالباً ما يُبالغ بقوة الإرادة لدينا بوصفنا بشراً، بمعنى أنَّنا نعتقد أنَّ بمقدورنا السيطرة على أنفسنا وتجنُّب مصادر التشتيت، لكن في الواقع هذا صعب والحل الأفضل أنَّه إذا لاحظت وجود شيء يشتت تركيزك فتخلص منه.
أحد أصدقائي مدمن على الأخبار؛ لذلك اقترحت عليه أن يتخلص من التلفاز، ويحذف تطبيقات الأخبار على هاتفه، ويحجب المواقع الإخبارية على حاسوبه المحمول، بعد أسبوعين فقط أخبرني أنَّه أخيراً بدأ بتأسيس شركة، المغزى أنَّك مهما بلغت من قوة الإرادة فمن السهل جداً أن تتشتت؛ لذلك تخلص من مصادر التشتيت.
6. كن مُنظماً:
الحياة الفوضوية تؤدي إلى عدم القدرة على تنظيم الأفكار، ودون القدرة على تنظيم الأفكار لن تكون قادراً على إنجاز المهام؛ لذلك أفضِّل بيئة معيشة وعمل بسيطتين، مثلاً يكفي أن يكون لديك مكتب وحاسوب محمول، ودفتر ملاحظات؛ أي أن تبقي فقط على الأشياء التي تحتاج إليها ولا داعي لأشياء غير ضرورية.
7. خصص يوماً في الأسبوع لتركيز الاهتمام على مهمَّةٍ محددة:
إذا كان لديك مهام متكررة حاول القيام بأكبر قدر ممكن منها في يوم واحد، مثلاً أقوم بكتابة مقالين أو ثلاثة مقالات في يوم واحد، وفي الأيام الأخرى من الأسبوع أعمل على مشاريع أخرى، وفي الأيام التي أخصصها للكتابة أقوم بإيقاف تشغيل هاتفي وأتفرغ تماماً للكتابة، ولا أسمح لأيِّ شيء بأن يشتتني.
8. لا تفرط في البحث عن المعلومات:
لا تحتاج إلى قراءة مئات المقالات عن زيادة الإنتاجية، بمجرد أن تجد نصائح مفيدة جرِّبها، لا تفرط في البحث عن معلومات إضافية؛ فالإكثار من المعلومات ليس مفيداً دائماً، في نهاية المطاف ستطبق بعض هذه النصائح؛ ومن ثمَّ ستجد أنَّك تبتكر طرائق جديدة.
9. أسِّس مجموعة من العادات الصحية:
ترهق القرارات أعصابك، وهنا يأتي دور العادات التي تغنيك عن اتخاذ القرارات، ما يعني أنَّك ستحافظ على قوتك الذهنية، ولا تخلط بين العادات واضطراب الوسواس القهري (اضطراب ذهني يؤدي إلى مجموعة من الأفكار المتطفلة التي بدورها تؤدي إلى سلوك قهري)، فأنت تنشئ العادات بمحض إرادتك؛ لذلك هي فعالة.
10. لا تقم بمهام عديدة في الوقت نفسه:
عندما تحاول القيام بأشياء عديدة في الوقت نفسه، مثلاً في أثناء وجودك في اجتماع تقوم بمراسلة أحدهم عبر البريد الإلكتروني، أو إرسال رسالة نصية إلى صديق، أو تصفح تطبيق "فيسبوك" (Facebook)؛ وبذلك تتشتت بين مهام عديدة، ما يؤدي إلى انقطاع حالة التدفق (الحالة الذهنية التي يندمج فيها الشخص تماماً في المهمة التي يقوم بها).
أجرت "غلوريا مارك" (Gloria Mark) من جامعة كاليفورنيا (University of California) دراسة وجدت فيها أنَّه في حال حدث انقطاع عن المهمة التي يقوم بها الشخص؛ فإنَّه يستغرق بالمتوسط 25 دقيقة ليستعيد كامل تركيزه على المهمة من جديد، وهذه مضيعة لوقتك الثمين.
11. تفقَّد بريدك الإلكتروني مرتين في اليوم فقط:
في كلِّ مرة تتفقد فيها بريدك الإلكتروني يتدفق هرمون الدوبامين؛ وذلك هو السبب في أنَّ تفقُّد البريد الإلكتروني يبعث الشعور بالسعادة؛ ولذلك معظم الناس مدمنون على هذه العادة.
في حين أنَّ الدوبامين يجعلك تشعر بالطاقة، إلا أنَّه قد يؤدي إلى الإرهاق؛ وذلك السبب في أنَّك تشعر بالإرهاق في نهاية اليوم على الرَّغم من أنَّك لم تقم بالكثير من العمل، ولتتجنب ذلك أوقف جميع الإشعارات على هاتفك وتفقَّد بريدك الإلكتروني مرتين فقط خلال اليوم وفي أوقات محددة.
12. تجنَّب استخدام هاتفك الذكي فور استيقاظك:
أحد أسوأ تأثيرات الهواتف الذكية هي أنَّها تشتتك، لكن على الأقل لا تسمح بحدوث ذلك خلال الساعة الأولى من استيقاظك، وخصِّص الساعة الأولى من يومك للتفكير فيما ستفعله خلال اليوم، اقرأ كتاباً، أو تناول فطورك بهدوء أو استمتع بكوب من القهوة أو الشاي.
13. خطَِّط لليوم التالي:
في كلِّ مساء وقبل أن أخلد إلى النوم أخصص 5 دقائق لأحدد أولوياتي في اليوم التالي غالباً ما أحدِّد 3 أو 4 أولويات؛ إذ تساعدك هذه الطريقة على التركيز أكثر خلال اليوم التالي.
أجد شخصياً أنَّني سأضيع وقتي إذا لم أخطط لليوم التالي، ربما يجد بعضنا أنَّه من الرائع ترك الأمور تسير بطريقة تلقائية؛ لكنَّني أفضِّل أن أخطط ليومي قبل أن يبدأ.
14. لا تفرط في التفكير:
عندما يتحدَّث الناس عن التفكير فغالباً ما يقصدون به القلق حيال شيء ما؛ لذلك لا تفرط في التفكير، وقم بما تفكر به وراقب النتائج، إذا أعجبتك النتائج فاستمر بما تفعله، وإذا لم تعجبك فتوقف، وقم بشيء آخر.
15. مارس التمرينات الرياضية بانتظام:
توجد بعض الأشياء الأساسية في الحياة، مثل الطعام والماء والمسكن والعلاقات الاجتماعية والتمرينات الرياضية، ودون هذه الأساسيات لا يمكنك أن تنجز مهامك إنجازاً صحيحاً؛ إذ تُظهر الأبحاث أنَّ ممارسة التمرينات الرياضية على نحوٍ منتظم تجعلك أكثر سعادةً وذكاءً وحيوية.
شاهد بالفيديو: 8 نصائح يجب معرفتها من أجل ممارسة التمرينات الرياضية بشكل أفضل
16. اضحك قليلاً:
يقلل الضحك من الإجهاد، وإذا أردت أن تحافظ على مستوىً عالٍ من الإنتاجية فيجب أن تتجنب الإجهاد؛ لذلك ينصح العلماء كثيراً بالضحك؛ لأنَّه يخفف التوتر ويرفع مستوى الطاقة.
17. لا تذهب للاجتماعات فقط من أجل الشعور بالأهمية:
قد تكون هذه النصيحة ثقيلةً على الأشخاص الذين يعملون في الشركات، فثقافة بعض الشركات قائمة على الاجتماعات؛ بمعنى أنَّ بعض مديري أو أصحاب الشركات ينظمون الاجتماعات فقط ليظهروا بوصفهم أشخاصاً هامين ويأجلوا العمل الحقيقي؛ لذلك إذا كنت أحد هؤلاء فيجب أن تتوقف عن ذلك.
18. قم بما هو ضروري فقط:
في كلِّ مرة تكون على وشك القيام بشيء ما اسأل نفسك إذا ما كان هذا الشيء ضرورياً أو لا؟ في الواقع معظم الأشياء التي يقوم بها الناس ليست ضرورية؛ لذا تحقق من أهمية ما تقوم به لتصبح أكثر إنتاجية.
19. تجاهل الحوادث والمواقف السلبية:
إذا كنت تواجه أحد تلك الأيام السيئة، مثل اليوم الذي تصادف فيه أحداً ما ويصب كلَّ غضبه عليك، وغير ذلك من الأحداث المزعجة، استرخ ولا تسمح لهذا الموقف أن يصيبك بالإحباط.
اقضِ بعض الوقت وحدك، تأمَّل قليلاً واستمع إلى بعض الموسيقى أو امشِ قليلاً؛ فالأمر الهام هو أن تستعيد مزاجك الجيد، وبذلك تضمن أنَّك لن تضيع وقتك في المشاعر السلبية.
20. اعمل بجد:
الحديث عن العمل أسهل بكثير من ممارسته؛ فأيُّ شخص يستطيع التحدُّث عن خططه؛ لذلك لا تكن مجرد شخص يثرثر باستمرار عمَّا يريد أن يفعله، ابدأ فقط وضع خطتك موضع التنفيذ.
في الختام:
هذه 20 نصيحة ساعدتني لأعزز إنتاجيتي خلال السنة الفائتة، لاحظ أنَّ هذه النصائح عبارة عن نصائح عامة لم أذكر فيها التفاصيل؛ أي بإمكانك تطبيقها باستخدام الوسائل التي تناسبك.
لا أعتقد أنَّ الأدوات أو التطبيقات هامة بقدر أهمية الموقف الذهني، يجب أن تمتلك موقفاً ذهنياً يعزز إنتاجيتك، إضافة إلى البيئة المناسبة طبعاً، اهتم بإنجاز مهامك بطريقة ممتعة فقط، ودون أن تصاب بالتوتر، وهذا يجعل العمل أمراً ممتعاً ويعود عليك بفوائد كثيرة.
أضف تعليقاً