ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب ديريوس فورو (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية قضاء وقته خلال فترة الحجر الصحي في أثناء جائحة فيروس كورونا.
إنَّنا مجبرون على عيش الأيام واحداً تلو الآخر، وفي الواقع يعيش معظمنا ساعاته واحدةً تلو الأخرى، لكن ها نحن ملتصقون بهواتفنا وأجهزة التلفاز وبحاجةٍ دائمةٍ إلى مواكبة الأخبار، فهل هذا ضروري حقاً؟ لديك الآن وقتٌ وفير، فهل هذا أفضل استثمار لذلك الوقت الثمين؟
في النهاية ستعود الحياة إلى طبيعتها، وسنذهب جميعاً إلى النوادي الرياضية والمطاعم والمكاتب وما إلى ذلك، كما سنزور عائلتنا وأصدقائنا في منازلهم وسوف نتصافح مرةً أخرى، لكن عندما ينتهي كل هذا، هل ستكون راضياً عمَّا تقضي به أيامك حالياً؟ كن صريحاً جداً مع نفسك.
حتى الأسبوع الماضي كانت إجابتي هي: "كلا"، فمثل الملايين من الناس الآخرين كنت أقرأ الأخبار طوال اليوم، وفي مرحلة ما أصبحت المشكلة واضحة؛ لكنَّني بقيت أشاهد الأخبار فاستهلاكها بهذا الكم الهائل أربكنا جميعاً؛ فلم نعد نعرف كيف نستفيد من وقتنا بعد الآن.
بصراحة ليس ذلك شيئاً جديداً، فكما قال الفيلسوف الرواقي "سينيكا" (Seneca) في كتابه "عن قصر الحياة" (On The Shortness Of Life): "ليست المشكلة في أنَّ حياتنا قصيرة؛ بل في أنَّنا نضيع كثيراً منها".
إنَّنا نهدر وقتنا أكثر من المعتاد الآن، اسأل نفسك: هل الأشياء التي قمت بها في أثناء الحجر الصحي تستحق وقتك؟ لقد سألت نفسي ذلك، ومعظم الأشياء التي فعلتها لم تستحق وقتي، لكن من الصعب التمييز بين النشاطات المُضيِّعة للوقت والنشاطات المُجدية؛ لذا أوصي الجميع بالجلوس والتفكير في النشاطات التي تستحق الوقت، إنَّها مسألةٌ شخصية؛ فكل شخص يقدِّر أشياء مختلفة.
شاهد: 20 نشاط يمكنك ممارسته أثناء الحجر الصحي المنزلي
لإعطائك فكرة عن كيفية قضائي لوقتي أعددت قائمةً تضم 18 نشاطاً أعده مفيداً في الوقت الحالي:
1. النوم لوقتٍ طويل:
ليس عليك الذهاب إلى أي مكان على أي حال، إذا لم تتمكن من النوم 8 إلى 9 ساعات ليلاً فخذ قيلولة في أثناء النهار؛ فهي تفيد جهازك المناعي وستشعر بالتحسن، لكن يجب عليك تعديل طريقة تفكيرك وتجنب استخدام الهاتف لوقتٍ طويل قبل النوم.
2. التمرينات الرياضية:
حتى لو لم تمتلك أجهزةً رياضية يمكنك بسهولةٍ تحويل غرفة نومك إلى نادٍ رياضي؛ اشترِ أدوات تمرين وبعضاً من أحزمة المقاومة، كما توجد الملايين من مقاطع الفيديو على موقع "يوتيوب" (YouTube) لتعليم ممارسة الرياضة في المنزل.
3. قضاء الوقت مع الأحبة:
أقضي هذا الوقت مع عائلتي المقربة، ويتعلق الأمر أكثر بالوجود مع الأشخاص الذين تهتم بهم بصدق؛ فسوف يرفع ذلك معنوياتك ويمنحك الطاقة.
4. قراءة المعلومات الطبية:
يجب أن يعرف الجميع كيف يعمل الجسم البشري، أستمتعُ أيضاً بقراءة أحدث الأبحاث العلمية المتعلقة بالصحة واللياقة البدنية.
5. كتابة المذكرات اليومية:
من الجيد دائماً الجلوس في نهاية اليوم والتفكير، أسأل نفسي: "ماذا فعلت اليوم؟ وماذا تعلمت؟ وماذا سأفعل غداً؟"، إنَّ الوقت الذي أقضيه في الإجابة عن هذه الأسئلة هو أفضل وقت أقضيه كل يوم.
6. تعلم المهارات:
بدأت ممارسة الجوجوتسو البرازيلية منذ عام ونصف، لكن لا يمكنني حضور الدورات حالياً، كما أنَّني بدأت تعلُّم الرماية منذ فترة، لحسن الحظ لدي مساحة كافية في مكتبي؛ لذلك خصصت مكاناً صغيراً للرماية، وأرغب دائماً في تعلم مهارة جديدة؛ لأنَّها تذكرني بأنَّني ما زلت طالباً يتعلم.
7. وضع استراتيجية مالية:
أحب أن أقرأ وأسمع عن استراتيجيات الاستثمار التي يتبعها الناس، وعلى الرَّغم من أنَّني أُعِدُّ نفسي مستثمراً جديراً، ما زلت أطَّلع على ما يمارسه المتداولون اليوميون، وأهتم بالأمور المالية؛ لأنَّني لا أريد أن أضيع أموالي التي كسبتها بشق الأنفس، وسيكون أمراً مفيداً عندما تنتهي أزمة فيروس كورونا.
8. مشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية الممتعة:
أسخر أحياناً من الناس الذين يشاهدون برامج تلفزيونية كاملةً دفعة واحدة، وما زلت أرى أنَّ هذا مضيعة لليوم؛ لكنَّني أحب الأفلام والعروض الجيدة، وفي نهاية اليوم أستمتع بمشاهدة فيلم أو ربما حلقتين من مسلسل على الأكثر.
9. الاستماع للموسيقى:
أستمع للموسيقى كثيراً؛ لأنَّها تمنحني الإلهام والطاقة، فأفضل شيء هو الاستماع للموسيقى التي تناسب حالتك المزاجية.
10. القراءة:
أبدأ يومي وأختمه بالقراءة، ولا أفوِّت يوماً واحداً قط.
11. الحديث عن الحياة:
من الجيد أن تُجري محادثة قيمةً مع شخص يمتلك عقليةً مشابهةً لعقليتك؛ إنَّني أكره المحادثات السطحية؛ لذلك لم أعد أضيع وقتي في نقاش الأشخاص الذين لا أستطيع الحديث معهم على نحو عميق.
12. التخفيف من تصفح الأخبار:
إنَّني لا أعزل نفسي تماماً عن الأخبار، فما زلت أريد أن أعرف ما الذي يحدث حولي؛ لكنَّني أحرص على قراءة الأخبار 3 أو 4 مرات فقط في اليوم، والأيام القليلة الماضية لم أشاهد سوى الأخبار المسائية.
13. اكتشاف كتب جديدة:
يمكنني قضاء ساعات في البحث عن الكتب التي أريد قراءتها؛ لكنَّني أحاول عدم المبالغة في ذلك؛ لأنَّني عندها سأقرأ عن الكتب أكثر من قراءتها حقاً.
شاهد أيضاً: 15 طريقة للاستفادة من وقت الفراغ
14. ممارسة الألعاب:
سواء ألعاب الطاولة أم الورق أم حتى ألعاب الفيديو، العب ألعاباً تتطلب منك التفكير والإبداع.
15. الضحك:
إنَّني أحب المزاح، فالحياة صعبة وإذا لم تُروِّح عن نفسك قليلاً بين الفينة والأخرى فأنت تزيد الوضع سوءاً؛ إنَّه لأمرٌ هام جداً في الأوقات الصعبة، فإذا لم تجد شيئاً مسلياً فاستمع للتدوينات الصوتية لبعض الممثلين الكوميديين وسوف تعرف ما أعنيه.
16. التأمل:
من خلال مراقبة عقلك يمكنك ببساطة معرفة كثيرٍ عن كيفية تصرفك في أثناء الأزمات، فكيف تستجيب للخوف؟ وما الذي تفكر فيه خلال اليوم؟ ببساطة لاحظ وتعلم؛ فقد يجلب لك ذلك المزيد من الهدوء الداخلي.
17. السعي نحو الأهداف:
كل دقيقة تقضيها في النهوض بحياتك هي وقت لن تندم على قضائه.
18. تأسيس شيء ما:
يجب على الجميع تأسيس شيء ما عندما نقضي وقتنا في المنزل؛ لذا فكر فيما يمكنك فعله بما تمتلكه بالفعل؛ فأنا أعمل حالياً على تأليف كتابين جديدين وإعداد دورة تدريبية عبر الإنترنت، يمكنك إنشاء منتجات أو خدمات رقمية، لكن يمكنك أيضاً صنع شيء مادي إذا كان لديك الموارد، كن مبدعاً فحسب.
في الختام:
خلال إنشائي لهذه القائمة لاحظت أنَّه يمكنني القيام بكل هذه النشاطات سواء كانت هناك جائحة أم لا، في الواقع إنَّني بحاجة إلى القيام بهذه النشاطات، وفي نهاية اليوم يجب أن تنظر إلى الوراء وتقول بينك وبين نفسك: "إذا كان هذا اليوم هو آخر يوم لي، فلا بأس في ذلك".
هل يمكنك قول ذلك بصدق؟ لا يتعلق الأمر بعيش كل يوم كما لو كان آخر يوم لك؛ فإذا فعل الجميع ذلك فسوف نشهد فوضى عارمة، بدلاً من ذلك تأكد من قضاء وقتك بعناية، فهل أنت فخور بما تقضي أيامك به؟ إذا أجبت بـ: "أجل" لن تعيش حياتك نادماً أبداً.
أضف تعليقاً