17 خطوة للتحدث بثقة وتحسين نبرة صوتك (الجزء الأول)

إنَّ تعلُّم كيفية التحدث بثقة يُحدث فرقاً كبيراً بحياتك الشخصية والمهنية؛ لذا يُخطط معظم الناس بدقة لما سيقولونه أو يرتدونه في المناسبات الهامة؛ لكنَّهم ينسون الاهتمام بالشيء الأكثر أهمية؛ وهو كيف يبدون في نظر الناس؛ فالأسلوب ونبرة الصوت هامان للغاية لترك انطباع أولي جيد.



ما أهمية صوتك؟

في الواقع يمكن لصوتك أن يغير حياتك، والعلم يثبت ذلك؛ فقد أكدت دراسة هذه الحقيقة عندما وجدت أنَّ ما يجعلك تُصدِّق شخصاً، أو تحبه، أو تثق به، هو صوته.

لذا نستعرض في هذا المقال كل ما تحتاج إلى معرفته عن كيفية التحدث بثقة وتحسين نبرة صوتك.

إليك 17 خطوة تساعدك على ذلك:

1. ترك انطباع صوتي أولي جيد:

الانطباع الأول هو كل شيء، والطريقة التي تبدو بها هي الأكثر أهمية، فعندما يفكر معظمنا في تقديم عرض تقديمي هام أو مكالمة فيديو، فإنَّنا عادة ما نقضي وقتاً طويلاً في تحضير الكلمات الأولى التي سنقولها.

إليك هذه الحقيقة المذهلة: يحكم الناس على مدى جدارتك بالثقة في نصف ثانية؛ إذ وجدت الأبحاث أنَّ طريقة قول "مرحباً" أكثر أهمية من قصصك الذكية أو إجاباتك الرائعة، فأنت تترك انطباعاً صوتياً أولياً في اللحظة التي ترد فيها على الهاتف وتقول: "مرحباً"، أو "هذا فلان"، أو "من المتكلم".

المشكلة هي أنَّنا عادة ما نكون أكثر توتراً في الثواني القليلة الأولى؛ لذا قد تقول كلمة "مرحباً" بنبرة عالية أو قد تبدو متوتراً أو كأنَّك تتنهد حينما تقولها.

إذاً، ما هي أفضل طريقة لترك انطباع رائع يُظهر ثقتك؟ طلبت إحدى الدراسات من المشاركين تسجيل نطق كلمة "مرحباً" باستخدام 6 نبرات مختلفة:

  1. مرحباً بنبرة صوت عادية (هذا هو عنصر التحكم).
  2. مرحباً بنبرة صوت سعيدة (التفكير في شيء جعلهم سعداء مع إظهار تعابير السعادة).
  3. مرحباً بنبرة صوت حزينة (التفكير في شيء جعلهم حزينين مع إظهار تعابير الحزن).
  4. مرحباً بنبرة صوت غاضبة (التفكير في شيء جعلهم غاضبين مع إظهار تعابير الغضب).
  5. مرحباً في وضعية القوة (في أثناء اتخاذ وضعية القوة).
  6. مرحباً بنبرة صوت عادية (التحكم مرة أخرى بعد الإحماء).

كانت النتائج واضحة. بدا الشخص نفسه مختلفاً جداً.

خلاصة القول: يستطيع الناس تحديد حالتك المزاجية من صوتك.

  • هل تمر بيوم سيئ؟ سيظهر ذلك في صوتك ونبرة صوتك، حتى عبر الهاتف.
  • هل تشعر بالسعادة؟ سوف يكتشف الناس ذلك أيضاً من خلال صوتك.

يمكن للناس الشعور بالعاطفة في صوتك، وتجعلك العواطف السلبية تبدو شخصاً غير مرغوب فيه للغاية.

2. إطلاق العنان لأسرار الكاريزما:

تحكَّم بالكاريزما واستفد من الإشارات الصغيرة التي ترسلها بدءاً من وضعية وقوفك، وتعبيرات وجهك، إلى اختيارك للكلمات ونبرة صوتك لتحسين علاقاتك الشخصية والمهنية.

3. نطق كلمة "مرحباً" بطريقة سعيدة:

في الجزء الثاني من الدراسة المذكورة أعلاه طُلب من مجموعة من الناس تقييم الأصوات حسب إعجابهم بها، وطُلب من كل مشارك تشغيل مقطع والاختيار من بين ثلاث إجابات:

هل يمكنك تخمين أي نطق لكلمة "مرحباً" نال الإعجاب؟

  • مرحباً بنبرة صوت سعيدة.
  • مرحباً بنبرة صوت حزينة.
  • مرحباً بنبرة صوت غاضبة.
  • مرحباً في وضعية القوة.
  • مرحباً بنبرة صوت عادية.

نالت نبرة الصوت السعيدة الإعجاب، وهذا ما فاجأ القائمين على الدراسة الذين توقعوا أن يكون نطق كلمة مرحباً في وضعية القوة هو الأفضل، وحتى نطق الكلمة بنبرة صوت عادية تفوَّق على نطقها في وضعية القوة، أما أسوأ تصنيف فكان من نصيب نطق كلمة مرحباً بنبرة صوت غاضبة، لم يكن هذا مفاجئاً؛ لكنَّه يؤكد أهمية التحكم بغضبك.

شاهد بالفيديو: مهارات فن الإلقاء أمام الجمهور

4. العثور على أقصى نقطة رنين لديك:

ما هي أقصى نقطة رنين؟ هي نطاقك الصوتي الشخصي الذي يجعل صوتك يبدو مرتفعاً بأكبر قدر ممكن، وأكثر استرخاءً وثقةً، أو بعبارة أخرى الحد الأقصى لنقطة الرنين هو ما يجعلك تبدو قائداً.

لا يتحدث معظم الناس بأقصى نقطة رنين لديهم؛ لأنَّهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك، أو لا يدركون ماهيتها؛ لذا إذا وجدت نطاقك الصوتي المثالي فأنت على بعد خطوة واحدة من الظهور بمظهر الواثق من نفسه.

5. معرفة كيف يبدو صوتك:

هل تعلم أنَّنا نبدو مختلفين حسب الموقف الذي نحن فيه؟ على سبيل المثال تخيل كيف يبدو صوتك في هذه السيناريوهات الثلاثة المختلفة:

  • تجلس وحدك على الأريكة وتقرأ كتاباً.
  • تجلس مع صديق عزيز أو اثنين، وتستمتعان بمحادثة لطيفة.
  • تقف على المنصة وتقدِّم عرضاً لجمهور من 1000 شخص.

ستجد أنَّ صوتك منخفض وبطيء عندما تتحدث إلى نفسك، ولكن عندما تكون مع أصدقائك يصبح أعلى وأسرع؛ لأنَّهم يزيدون من مستويات الطاقة لديك، وعندما تقدِّم عرضاً يزداد فجأةً معدل صوتك البطيء والثابت عادة.

بمجرد أن تدرك كيف تؤثر عواطفك في صوتك يمكنك تحسين الجوانب المحددة التي تحتاج إلى تحسين.

إليك هذا السؤال: ما الذي يحد من قدرة صوتك؟

هل يجعلك رئيسك متوتراً؟ هل تتحدث بصوت عال مع أطفالك؟ ثمة سبب يؤثر في طبيعة صوتك.

يوصي المتحدث العام والكاتب عن التطوير الذاتي براين تريسي (Brian Tracy) بتسجيل صوتك في بعض السياقات المختلفة وتتبع كيفية تغير صوتك؛ لذا سجِّل جزءاً من محادثاتك في الأيام القليلة المقبلة عندما:

  • تتحدث إلى عميل.
  • تتحدث إلى والديك أو طفلك.
  • تكون في اجتماع.
  • تتحدث إلى نفسك في السيارة.
  • تدردش مع الأصدقاء.

بعد أن أدركت رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر (Margaret Thatcher) أنَّ صوتها الناعم يجعل الناس يستخفون بها بصفتها قائدة استمعت إلى صوتها، وأجرت تحسينات حتى تحول صوتها في الخطابات العامة من صوت لطيف وناعم إلى صوت قوي.

إقرأ أيضاً: كيف يجب أن يكون صوتك في أثناء تقديم العروض؟

6. تحسين معدل التحدث:

هل تعلم أنَّ متوسط ​​خطاب المحادثة لدى الأمريكيين يبلغ 120-150 كلمة في الدقيقة؟ ولكن حسب دراسة في سبعينيات القرن الماضي نُشرت في مجلة "ذا جورنال أوف بيرسونالتي آند سوشيال سايكولوجي" (The Journal of Personality and Social Psychology) قد يكون ذلك بطيئاً بعض الشيء؛ إذ وجدت الدراسة:

  • عندما تحدَّث الناس بوتيرة سريعة نسبياً (195 كلمة في الدقيقة) تبين أنَّهم أكثر ذكاءً وإقناعاً ومصداقية وجاذبية اجتماعية.

ماذا عن المتحدثين البطيئين (100 كلمة في الدقيقة أو أقل)؟ كان من تحدَّث بهذه الوتيرة أقل ذكاءً ومصداقية.

فهل التحدث بوتيرة أسرع هو مفتاح الثقة بالنفس؟ أجرت جامعة ميشيغان (The University of Michigan) دراسة أخرى في عام 2011:

  • شرع الباحثون في اكتشاف معدل الكلام الأمثل الذي أقنع الناس بالمشاركة في استطلاعات الرأي عبر الهاتف.
  • وجدوا أنَّ أفضل مستوى للنجاح هو الحديث بسرعة معتدلة تبلغ 210 كلمة في الدقيقة، وأنَّ الحديث بسرعة أعلى أو أقل من هذا المستوى لم يكن فعالاً.

الآن، ما هي الفئة التي تندرج ضمنها؟

  • إذا كنت تتحدث ببطء شديد فقد يعدك الناس بطيئاً ومملاً.
  • إذا كنت تتحدث بسرعة كبيرة فقد تزعج الناس أو لا يُسمع صوتك تماماً.

لكن إذا كنت تتحدث بسرعة معتدلة فأنت متحدث واثق من نفسك بطبيعتك.

إذاً كيف تتحدث بمعدل الكلام الأمثل؟ يمكنك ببساطة التحدث بوتيرة أسرع؛ لكنَّ الأمر ليس بهذه البساطة؛ فإن كنت شخصاً يتحدث بسرعة فائقة ستجد صعوبة في خفض معدل التحدث إلى المستوى الأمثل، خصوصاً عندما تشعر بالقلق أو الإثارة على المنصة.

إليك نصيحتان لتحسين معدل الكلام:

1. اقضِ وقتاً في القراءة بصوت عالٍ وركز على كل كلمة:

لا فائدة من التحدث بسرعة إذا كنت تتعثر في كل كلماتك، تجبرك هذه التقنية على التحدث بوضوح والتوقف لفترات طبيعية، وكلاهما رائع ليبدو حديثك طبيعياً، فعندما تصبح وتيرة كلامك جيدة زد معدل كلامك تدريجياً حتى تصل إلى المستوى الأمثل.

2. استعن بالأشخاص من حولك لتصحيح كلامك:

إنَّ مقاطعتك وإجبارك على تكرار كلامك في كل مرة تتحدث فيها ببطء شديد أو بسرعة كبيرة هو أمر مزعج جداً؛ لذلك فإنَّ طلب الإشارة من الناس إلى نقاط ضعفك في التحدث يعزز إدراكك لعاداتك في التحدث، ويجبرك على التحدث بطريقة أفضل.

7. ارتداء ملابس تبعث على الثقة:

يُقال يجب ألا تحكم على كتاب بناءً على غلافه، لكن اتضح أنَّنا نحكم على أنفسنا بناءً على ما نرتديه، فقد حللت إحدى الدراسات فكرة الإدراك المتعلق بالملابس (enclothed cognition)؛ أي ما إذا كانت ملابسنا تؤثر في أفكارنا، في إحدى التجارب ارتدى المشاركون إمَّا معطف الطبيب، أو معطف الرسام، هل يمكنك تخمين أي مجموعة كان أداؤها أفضل في إنجاز المهام؟ إذا كنت تظنُّ أنَّها المجموعة التي ترتدي معطف الطبيب، فقد أصبت، لكن ما هو السبب؟

يشير البحث عن الإدراك المتعلق بالملابس إلى أنَّ الأمر لا يتعلق كثيراً بما نرتدي؛ وإنَّما برأينا بما نرتديه، فقد شعر المشاركون الذين ارتدوا معاطف الطبيب أنَّهم أكثر كفاءة؛ ما جعل أداءهم أفضل في إنجاز المهام، وبالمثل إذا كنت ترتدي زياً يُشعرك بالثقة فستبدو أكثر ثقة أيضاً.

ما هي الملابس التي تجعلك تشعر بالثقة؟

  • هل تحب بعض العلامات التجارية؟
  • هل تبدو أنيقاً في البدلات المفصلة حسب طلبك؟
  • هل لديك قميص مفضل؟
  • هل تحب لوناً معيناً؟
  • هل لديك نمط شخصي خاص بك؟

إذا كنت تريد التحدث بثقة فإنَّ المظاهر هامة، عليك أن تكتشف ملابسك التي تُشعرك بالثقة، وترتديها لتقدم أفضل أداء ممكن.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات تساعدك في تقبّل شكلك الخارجي وتزيد من ثقتك بنفسك

8. الحفاظ على رطوبة الجسم:

للتأكد من أنَّ صوتك جاهز للتحدث أمام الجمهور عليك شرب الكمية المناسبة من الماء حتى لا تجف حبالك الصوتية أبداً، تشير الدراسات إلى أنَّ مستويات الترطيب لديك تؤثر تأثيراً مباشراً في صوتك؛ فكلما حافظت على رطوبة جسمك كان صوتك أفضل.

الحل هو عدم الانتظار لتشرب الماء قبل حديثك مباشرة؛ فالحفاظ على رطوبة الجسم يستغرق وقتاً، حافظ على رطوبة جسمك جيداً على الأقل قبل ساعتين من خطابك، ويضمن ذلك تليين فمك وحلقك وترطيبهما جيداً، ويسهل عليك نطق الكلمات.

إذا كنت من محبي القهوة أو الشاي فهذا جيد؛ لأنَّ الكافيين لا يؤثر سلباً في صوتك.

نصيحة: إن كنت تريد طريقة سهلة للتأكد من أنَّك تشرب كمية كافية من الماء طوال اليوم فافحص لون البول، فاللون الأمثل هو أصفر فاتح شاحب، إذا كان داكناً جداً فاشرب مزيداً من الماء.

شاهد بالفيديو: 10 أسباب تجعلُنا نشرب الماء بكثرة

9. التحكُّم بعملية التنفس:

كيف تغير صوتك بالفعل؟ الخطوة الأولى لاكتساب صوت قوي للخطابة هي التحكم بتنفسك.

كيف؟ تخلص من تنفس الصدر، فالتنفس الصدري الضحل سيئ لأنَّه:

  • لا يزود أجسامنا بالأوكسجين الكافي.
  • قد يسبب ضيقاً في التنفس ما يجعلك تبدو عصبياً أو متوتراً.
  • قد يكون التشنج والضيق في الصدر نتيجة سلبية من نتائجه.

نحن بحاجة إلى مواجهة التنفس الصدري بالتنفس العميق، فقد ترتكب الإناث على وجه الخصوص خطأ عدم التنفس بعمق كافٍ؛ ممَّا يتسبب في رفع أصواتهن وضعفها؛ لذا تنفس بعمق وبوتيرة مضبوطة.

عليك تحسين عادة التنفس بعمق طوال اليوم بحيث يكون هذا هو نمط تنفسك الطبيعي عندما يحين وقت التحدث، ويمكنك أيضاً ممارسة تمرينات التنفس قبل إلقاء خطابك.

ستواجه أيضاً صعوبة أقل في التنفس عندما تنفعل، والأهم من ذلك عليك الزفير قبل أن تبدأ في التحدث؛ إذ يبدأ كثير من الناس بالشهيق في حين أنَّه من الأفضل البدء بالزفير.

10. التخلص من بحة الصوت:

قد لا تعجبك طبيعة صوتك بسبب البحة، ما هي البحة؟ وكيف تتخلص منها؟ تحدُث البحة عندما يصبح صوتك أجشاً أو يصدر صريراً بسبب عدم مرور كمية كافية من الهواء عبر الحبال الصوتية.

إليك سبب حدوثها:

  • عندما نتنفس تنفصل حبالنا الصوتية.
  • ثمَّ عندما نتحدث تحتك هذه الحبال بعضها مع بعض، ويُصدر الاهتزاز صوتاً.
  • إذا كنت تتحدث دون أنفاس كافية فلن تتمكن الحبال الصوتية من الاحتكاك بعضها مع بعض؛ فينشأ صوت صرير أجوف يُعرف باسم البحة.

في البحة يبدو الأمر كما لو كنت تسمع الحبال الصوتية لشخص ما تصدر صوت قعقعة بجانب بعضها بعضاً؛ باختصار إنَّ هذا بغيض، وإذا كنت تريد أن يبدو صوتك أفضل فعليك التخلص منها.

إقرأ أيضاً: تعرّف على أسباب بحة الصوت وأهم الطرق الطبيعية لعلاجها

في الختام:

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء عن أهمية الصوت على الصعيدين العملي والشخصي، واستعرضنا 10 خطوات عليك تطبيقها لتحسين نبرة صوتك وتعزيز ثقتك بنفسك، وسنتابع باقي الخطوات في الجزء الثاني والأخير؛ لذا تابعوا معنا.




مقالات مرتبطة