16 عادة مؤذية للدماغ عليك التوقف عن ممارستها في الحال

هل تشعر أحياناً أنَّ صحتك النفسية تسوء يوماً بعد يوم؟ وكأنَّها تتراجع عوضاً عن أن تتحسن؟ ربما السبب هو عاداتك الخاطئة؛ إذ إنَّ بعض العادات قد تكون مناسبةً لنمط حياتنا ونستمتع بها، ولكنَّها تؤثر سلباً في مختلف جوانب صحَّتنا النفسية دون أن ندرك؛ فربما أنت معتاد على تناول كمية كبيرة من القهوة كلَّ يوم في أثناء العمل على مشاريع مستعجلة كي تتمكن من إنجازها في الوقت المُحدَّد، وصحيح أنَّها تُنشِّطك وتُبقيك متيقِّظاً لكنَّها تتلف دماغك ببطء أيضاً، ولتتعرف كيف يضرك الكافيين الزائد عن حده وكيف تؤذي عادات أخرى تمارسها دماغك دون أن تفكر، تابِع القراءة.



نستعرض فيما يلي كيف بإمكانك تحسين والحفاظ على صحتك النفسية بأفضل حال على مر السنوات، من خلال التطرق إلى 16 عادةً مؤذية للدماغ يجب عليك أن تتخلص منها على الفور:

1. السماح لمشاعر القلق والتوتر أن تتملَّكك:

إذا كانت الأحداث التي تبعث على القلق جزءاً لا يتجزأ من حياتك، فهذا يؤثر في صحتك النفسية على الأمد البعيد، ويؤذي دماغك؛ حيث أظهرَت الأبحاث أنَّ القلق يُسبِّب تغيُّرات طويلة الأمد على الدماغ تجعلك أكثر عُرضةً للأمراض النفسية عبر التأثير في عملية "تكوُّن الميالين" (Oligodendrogenesis) وهي العملية التي تنشأ خلالها خلايا الجهاز العصبي النخاعي: "الخلايا الدبقية قليلة التغصن" (Oligodendrocytes)؛ حيث يتشكل غمد الميالين من خلايا الجهاز العصبي المركزي عند ازدياد سماكة الطبقة الدهنية المحيطة بالألياف العصبية، مما يُحسِّن سير السيالة العصبية من وإلى الدماغ؛ لكنَّ تراكُم الضغوط والقلق في حياتك يؤثر في كمية وسرعة تشكُّل الميالين، الأمر الذي يزيد احتمال الإصابة باضطرابات الصحة النفسية.

يحب عليك أن تُقلِّل العوامل التي تُسبِّب التوتر أو تزيد احتماله في حياتك كي تتجنب الشعور بالقلق طوال الوقت، كما يمكِنك وضع خطة أو استراتيجية تساعدك على حل المشكلات المتكررة والتي تواجهها دوماً، إضافة إلى ذلك، يساعدك توظيف تقنيات مثل التأمل على خفض مستويات هرمون التوتر "الكورتيزول" (cortisol).

2. عدم خوض تحديات جديدة:

إذا كنتَ معتاداً على القيام بالأشياء نفسها كلَّ يوم، فأنت على الأغلب تضر دماغك؛ إذ لا يعني ذلك أنَّ المحامي أو الطبيب يؤذي دماغه لأنَّه يمارس العمل نفسه كلَّ يوم؛ بل على العكس من ذلك، فالحياة المهنية والخبرة التي تكتسبها جراء الممارسة المنتظمة لهما آثار إيجابية، ولكن إذا لم تُحاوِل أن تُجرِّب أنشطةً جديدة بين الحين والآخر، ولم تُمرِّن دماغك فقد تتسبب بالمشكلات لنفسك.

تُظهِر الأبحاث أنَّ ممارسة أمور جديدة تُشكِّل أنماطاً جديدةً من النشاط العصبي في الدماغ، مما يجعل ذهنك يقظاً، ويحافظ على صحتك النفسية بأفضل حال؛ حيث تتشكل هذه الأنماط الجديدة عند تعلُّم الفنون أو ركوب الدراجة أو قيادة السيارة، أو تعلُّم لغة جديدة أو غيرها من المهارات والحِرف والأنشطة التي لم تمارسها من قبل، فجميعها تعود عليك بالمنفعة المالية والذهنية، حتى في مكان عملك يمكِنك توسيع معرفتك ومهاراتك في مختلف نواحي مهنتك عبر التقدم في دراساتك؛ أي إنَّك لستَ مضطراً إلى اختيار هواية أو مهارة جديدة تماماً لا صلة لها باهتمامك أو مجال عملك.

إقرأ أيضاً: تحدّي 30 يوم لتكون شخصاً أفضل وتطور ذاتك بنجاح

3. عدم ممارسة الرياضة:

يمكِننا الاعتراف أنَّنا لا نكون دائماً في المزاج المناسب للذهاب إلى النادي الرياضي أو اتباع البرنامج الرياضي الذي حددناه لأنفسنا؛ فقد يمر يوم لا نرغب فيه بممارسة الرياضة، ثمَّ يتحول هذا اليوم إلى اثنين وثلاثة، ودون أن تلاحظ تنقضي أشهر أو سنوات منذ آخر مرة تمرَّنتَ.

يؤدِّي عدم الحركة لوقت طويل إلى تغيُّرات وظيفية وبنيوية في الدماغ، مما يزيد احتمال إصابتك بأمراض القلب؛ حيث يمكِن أن يؤثر الجلوس لساعات طويلة دون تمرين جسدك بشكل منتظم في صحتك، وقد يضر الدماغ إلى درجة كبيرة، ولهذا يُنصَح دائماً بتخصيص بعض الوقت من نهارك لممارسة تمرينات جسدية تُحرِّك الدورة الدموية، حيث يعني الاعتناء بلياقتك البدنية ممارسة الرياضة بين الحين والآخر وليس بالضرورة كلَّ يوم؛ فإذا لم يكن لديك متسع في جدولك للتمرن يومياً، فاختر الأيام التي لديك فيها عمل قليل أو أيام العطلة، وتمرَّن ثلاث أو أربع مرات على الأقل في اليوم.

تذكَّر أنَّ جسدك سيرافقك طوال حياتك على الأرض (وربما على المريخ أيضاً إذا نجح مؤسِّس شركة تيسلا "إيلون ماسك" (Elon Musk) بجعله صالحاً للعيش خلال حياتنا)، ولن تحصل على بديل له في المستقبل؛ لذا يجب أن تعتني به عبر ممارسة الرياضة بانتظام، سواء كانت تمرينات هوائية، أم تمرينات قوة، أم تمرينات توازن، أم نوعاً آخر تجده مناسباً لك.

4. الإفراط في تناول الطعام:

الإفراط في تناول الطعام

يُعَدُّ الإفراط في تناول الطعام نمط أكل سيء يؤذي الدماغ على الأمد البعيد؛ فهو يؤثر فيك جسدياً ويُعرِّضك لخطر الإصابة بمشكلات صحية مثل: البدانة، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وهذه الحالات كلها مرتبطة بأمراض الدماغ مثل "الزهايمر" (Alzheimer’s) وغيره.

أظهرَت دراسةٌ طُرِحَت في الاجتماع السنوي الذي تعقده "الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب" (American Academy of Neurology) أنَّ الإفراط في تناول الطعام يزيد احتمال الإصابة بـ "ضعف إدراكي بسيط" (mild cognitive impairment) أو فقدان الذاكرة بعد بضع سنوات، وينطبق هذا على الإفراط في تناول كِلا الأطعمة الصحية وغير الصحية على امتداد فترة مُطوَّلة؛ ولحل هذه المشكلة يجب أن تعي أولاً المخاطر التي تُعرِّض نفسك لها عند الإفراط في الأكل، فلا يستحق تناوُل قطعة البيتزا الإضافية تلك أن تعاني لبقية حياتك بسببها، وسيُغيِّر هذا الإدراك حين تشتهي الطعام - مدعوماً بعزيمة قوية - حياتك إلى الأفضل من حيث راحتك النفسية وصحتك.

5. استهلاك الأطعمة الغنية بالسكر:

استهلاك الأطعمة الغنية بالسكر

يؤذي تناوُل الأطعمة التي لا تملك قيمةً غذائيةً جسدك ودماغك؛ إذ يحتاج دماغك إلى المواد المُغذِّية كي يؤدي وظيفته بشكل جيد، وإذا اعتدتَ تناوُل الأطعمة الغنية بالسكر فأنت تحرم دماغك من فرصة تأدية وظيفته والتطور، وبهذا تُعرِّضُ نفسك للإصابة باضطراب يُدعى "سوء التغذية" (malnutrition)، علاوة على ذلك، وُجِد أنَّ المناطق المسؤولة عن التعلم والذاكرة في أدمغة الأشخاص المعتادين على تناول الأطعمة غير الصحية أصغر منها لدى الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة الصحية؛ لهذه الأسباب يجب أن تبذل جهدك كي تتناول الأطعمة الصحية بشكل منتظم وبكميات مناسبة لتضمن أنَّك تُقدِّم لجسدك حاجته من المواد الغذائية، وتُحسِّن صحتك.

شاهد بالفيديو: 8 بدائل طبيعية يمكن استعمالها عوضاً عن السُكّر

6. عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم:

عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم

جميعنا بحاجة إلى نوم مريح بعد يوم طويل من العمل، لكنَّنا لا نحظى به دائماً؛ فربما لديك مهام يجب أن تنجزها أو اقتربَ الموعد النهائي لتسليم واجبك؛ لذا تقضي بعضاً من الوقت في العمل عليه عوضاً عن الخلود إلى النوم؛ فحين تجعل من هذا الأمر عادة وتحرم نفسك من النوم بشكل متكرر؛ فأنت تُصعِّب على دماغك أداء وظائفه، كما أنَّ ذلك يؤثر في جوانب أخرى من صحتك مثل: اليقظة، والذاكرة، والقدرة على التعلم شفهياً، وحالتك النفسية؛ إضافة إلى ذلك، يُخفِّض نقص النوم من إنتاجيتك وقدرتك على فهم عواطف الآخرين.

إدارة وقتك بشكل جيد خلال النهار، وتجنُّب الكافيين والكحول، والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية، وتلافي القلق هي أفضل الطرائق لضمان الحصول على قسط كافٍ من النوم الذي يحتاجه دماغك ليعمل على أفضل وجه.

7. تعدُّد المهام:

هدفنا حين نعمل على مهام عدَّة في الوقت نفسه هو إنجاز كمية أكبر خلال وقت أقل، لكنَّ هذه الطريقة لها الآثار المعاكسة لما تتمناه، في حين تشعر أنَّك تنجز كميةً أكبر خلال وقت أقصر؛ لكنَّك في الحقيقة تخلق مشكلةً لنفسك؛ حيث إنَّ أدمغتنا غير مُصمَّمة للعمل على أمور عدَّة معاً، فنحن نستطيع التعامل مع كل أمر على حدة، ولكن حين نحاول العمل على أكثر من أمر واحد نضطر إلى تقسيم انتباهنا بينهما فتنخفض نوعية عملنا؛ لأنَّ دماغنا لا يكون لديه الوقت الكافي للمعالجة وتحضير أفضل طريقة للتعامل مع المهمة وبهذا تتأثر النتيجة، كما تُظهر الأبحاث أنَّ تعدُّد المهام يزيد مستويات هرمونات التوتر التي تؤذي الدماغ أيضاً؛ لذا تذكَّر، ستؤثر أفعالك الآن في أداء دماغك على الأمد البعيد.

إقرأ أيضاً: كيف يؤثر تعدد المهام في الإنتاجية والصحة العقلية؟

8. تلقِّي فيض من المعلومات بشكل متواصل:

نحن نعيش في عالم نبحث فيه دائماً عن المعلومات أو نتلقاها بهدف تحسين مختلف نواحي حياتنا، ولكن حين نضع أنفسنا أمام فيض من المعلومات يفوق قدرتنا على استيعابها، يؤثر ذلك سلباً في أدمغتنا؛ فإذا كنتَ تتلقى في اليوم العادي كميةً كبيرة من المعلومات الجديدة، وتحاول استيعابها والعمل عليها، فأنت تُحمِّل دماغك ضغوطات تتعدى قدرته على المعالجة وتطبيق المعلومات بشكل صحيح، مما يجعل عملك غير فعَّال، كما أنَّك تؤثر في ذاكرتك وقدراتك على اتخاذ القرارات.

سواء كانت المعلومات الجديدة جزءاً من تدريب جديد في العمل أم كنتَ تحاول تعلُّم أحدث التقنيات أم كانت لأجل دراستك، عليك أن تقوم بهذه الأنشطة باعتدال كي تستفيد منها دون الإضرار بدماغك، كما أنَّ وضع خطة لتلقِّي المعلومات على دفعات صغيرة ومعالجتها ثمَّ أخذ وقت مستقطع كي يستريح دماغك قبل العودة إلى جدولك طريقةٌ فعَّالة جداً.

9. عدم تحفيز الدماغ:

الدماغ مُصمَّم بطريقة تسمح له بالتحسن والتطور حين يعمل فقط، فهو بمثابة عضلة يجب أن تُمرِّنها كي تقوى، وبالطريقة نفسها يجب أن تُمرِّن دماغك عبر ممارسة سلسلة من المهام خلال اليوم بعض منها صعب إلى حد معقول كي يضطر دماغك إلى العمل أكثر من المعتاد على إنجازها، وبهذه الطريقة يتحسن أداؤه وقدراتك الذهنية، على سبيل المثال: إذا كنتَ معتاداً على العمل لمدة 30 دقيقة أو ساعة قبل أخذ استراحة يمكِنك أن تُجرِّب العمل لمدة ساعة وربع قبل أن تستريح، وتُطبِّق هذا ثلاث مرات في الأسبوع، وحين يصبح سهلاً يمكِنك أن تُضيفه إلى روتينك اليومي.

إذا لم تعمل لفترات طويلة فأنت تتسبب في تراجع قدراتك العقلية، مما سيؤثر في حياتك لاحقاً، ويجعلك أقل كفاءةً من الآخرين، ولكن إذا عمل دماغك على مهمة أصعب من المعتاد بقليل كل فترة، فستتحسن قدراتك حتى تبلغ أقصى إمكاناتك.

10. التواصل الاجتماعي المحدود:

لن يحب الانطوائيون سماع هذا، لكنَّ ملازمة المنزل لفترات طويلة تؤثر فيك سلباً أكثر منها إيجاباً؛ فينمو الإنسان ويتحسَّن عند التفاعل مع الآخرين، لأنَّ التواصل مع شخص آخر يتطلب عمل الدماغ ويُعزِّز أداءه في الوقت نفسه؛ فحين تتحدث مع شخص ما يجب أن تُفكِّر وتستخدم المنطق وتعالج ما يقوله لك كي تفهمه وتُقدِّم جواباً مقنعاً، ويجب أن تسترجع معلومات من ذاكرتك وتستخدمها في النقاشات وتُخزِّن المعلومات الجديدة التي تتلقاها من الشخص الآخر كي تستخدمها في المستقبل.

حين لا تُقابل أشخاصاً جدد أو لا تتحدث مع المقربين منك الذين تعرفهم بالفعل فأنت الخاسر، لأنَّ ذلك يضر الدماغ؛ فأظهرَت الأبحاث أنَّ تكوين والحفاظ على شبكات العلاقات يساعدك على الحد من التراجع الذهني ويبقيك يقظ الذهن؛ لذا حتى لو كنتَ انطوائياً وتُفضِّل العزلة، جرِّب خلق توازنٍ بين الوقت الذي تقضيه لوحدك والذي تتفاعل خلاله مع الآخرين، وسيدهشك الفرق.

11. الاستماع إلى أصوات مرتفعة:

وجدَ علماء الأعصاب من "جامعة دالاس" (University of Dallas) أنَّ التعرض لأصوات مرتفعة يؤثر في قدرة الدماغ على معالجة الأصوات، وقد يصبح من الصعب عليه أن يفهم الكلام الطبيعي، كما يمكِن أن يُسبِّب ضعف الذاكرة وتغيُّرات في المزاج والسلوك، وهذا أحد أسباب مشكلات الذاكرة التي يعاني منها البالغون في حياتهم؛ باختصار، التعرض المتكرر لأصوات عالية يُتلف الدماغ، وبما أنَّك تُحمِّل الدماغ أكبر من طاقته، فأنت تُصعِّب عليه أداء وظيفته في السنوات اللاحقة.

ربما تحب الاستماع إلى الموسيقى بصوت عالٍ، لكن يجب أن تحاول تخفيض عدد المرات التي تستمع فيها إلى الموسيقى الصاخبة أو تحضر في أماكن حيث توجَد الضوضاء كي تحمي دماغك، أو يمكِنك أن تُجرِّب الاستماع إلى الموسيقى بصوت مرتفع مرة واحدة مقابل كلِّ ثلاث مرات تسمع فيها الموسيقى بصوت منخفض، أو يمكِنك التوقف عن الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة كلياً والاكتفاء بمستوى الصوت المتوسط.

12. التدخين:

تَحُول المرأة الحامل دون تطوُّر دماغ جنينها حين تُدخِّن، مما يؤثر في الرضيع لاحقاً؛ فالتدخين يسبب تقلص الدماغ وخللاً في توازن في الهرمونات التي يفرزها الدماغ ويزيد احتمال الإصابة بالخرف، كما يضر التدخين ذاكرتك؛ لذا إن كنتَ مدمِناً على التدخين ننصحك بالخضوع إلى جلسات علاج نفسي تساعدك في التغلب على هذه العادة السيئة أو استخدِم أساليب تحسين الذات مثل: "التأمل الواعي" (awareness meditation) أو الرسائل الخفية" (subliminal messages) أو غيرها من الطرائق التي تجدها مناسبةً لك.

13. الظلمة:

تبعث ملازمة المساحات المغلقة خافتة الإضاءة طوال اليوم لأسابيع على الاكتئاب، كما يزيد احتمال إصابتك بـ "القصور الإدراكي" (cognitive impairment)؛ حيث يحمل ضوء الشمس معه "فيتامين دي" (vitamin D) المسؤول عن تنظيم السوائل والأنزيمات المرتبطة بالنمو العصبي واتصال النواقل العصبية التي ترسل السيالات العصبية إلى الدماغ، كما أنَّه يحث على اتباع "نظم يوماوي" (circadian rhythm) صحي، الأمر الذي يُعزِّز يقظة الذهن، ومن هذا المنطلق، يُقدِّم تخصيص بضع دقائق للاستمتاع بنور شمس الصباح أو الغروب فوائد لصحتك الجسدية والنفسية.

14. تغطية الوجه في أثناء النوم:

تغطية الوجه في أثناء النوم

حين تُغطِّي وجهك في أثناء النوم فأنت تزيد من نسبة ثنائي أكسيد الكربون، وتخفض من نسبة الأوكسجين التي تصل إلى دماغك، وبما أنَّ الدماغ يحتاج إلى الأوكسجين كي يؤدي وظائفه فأنت تؤذي نفسك، كما أنَّ هذه الممارسة هي أحد أسباب الوفيات المفاجئة عند الأطفال الرضَّع؛ ولهذا يُنصَح دوماً أن تُبقي وجهك ووجه طفلك مكشوفاً في أثناء النوم.

15. الإدمان على الأجهزة الذكية:

استخدام الهواتف المحمولة لا بُدَّ منه في عصر التكنولوجيا الذي نعيش فيه، لكنَّ الاستخدام الزائد عن حده وخاصة خلال الليل قد يؤثر سلباً في قدرتك على الخلود إلى النوم بسهولة، وبهذا نعود إلى الأذى الذي يسببه نقص النوم للدماغ، علاوة على ذلك، فهو يحد من مستوى إبداعك، كما تصبح بحاجة إلى تفقُّد هاتفك كل بضع دقائق وهذا ليس أمراً جيداً بالنسبة إلى شخص يجب أن يكون منتجاً ونشيطاً خلال اليوم وأن يحظى بنوم هادئ خلال الليل، ويرتبط إدمان الأجهزة الذكية أيضاً بالأمراض النفسية، وانخفاض تقدير الذات، وتراجُع قدرات التعلم، وارتفاع احتمال الإصابة بالقصور الإدراكي؛ لذا بينما نحن في حاجة إلى الهواتف الذكية، لكن من المفيد أن تسيطر على كمية الوقت التي تقضيها في استخدامها بحيث تكون أقل ما يمكِن.

إقرأ أيضاً: 12 نصيحة للتخلص من إدمان الهواتف الذكية

16. الإسراف في شرب الكافيين:

الكافيين مفيد لأنَّه يبقيك متيقِّظاً في أثناء العمل، لكن حين تستهلك أكثر من 400 ميليغرام أو حوالي 4 فناجين، فأنت ستتسبب لنفسك بألم الرأس، والخمول، والصداع النصفي، وفي بعض الحالات قد يصل الأمر إلى الهلوسات والمزيد من الارتباك في حياتك؛ أي إنَّ استهلاك الكافيين مثل العادات التي ذكرناها سابقاً هو أمر بسيط وطبيعي نفعله دوماً ولا نشعر بأنَّ هناك خطب، لكن قد يكون له أثر في أدمغتنا على الأمد طويل إذا لم نسيطر عليه، والإسراف في تناول المشروبات التي تحوي الكافيين قد يتلف الدماغ، ولكن يمكِنك تجنُّب ذلك بسهولة.

في الختام:

باختصار، قد يبدو اتباع عادات مريحة وتُناسب حياتنا في حالات مختلفة تحسيناً على نمط حياتنا، لكن في الحقيقة يكون لها الأثر المعاكس؛ إذ قد تتسبب بالأذى للدماغ أو حتى الجسد؛ فعوضاً عن ذلك، يجب أن تهدف إلى ممارسة التمرينات الجسدية والذهنية مثل: التأمل، أو الرياضة، والمشاركة في تحديات ذهنية على شكل ألعاب، أو تعلُّم لغات جديدة، والانتباه إلى كمية ونوعية النوم الذي تحظى به وكيف تتعامل مع الأحداث التي تسبب التوتر في حياتك، وأن تتحرك خلال اليوم، ولا تنسَ تكوين صداقات جديدة؛ فهذه العادات ستدفعك خارج منطقة راحتك، وستضع دماغك أمام تحديات تساعده على التحسن وتُقوِّيه.

 

المصدر




مقالات مرتبطة