16 شيئاً يتجنَّبه الأشخاص المستقرُّون عاطفياً

بعد ما يقرب من عقد من الزمان من محادثاتنا عبر الإنترنت مع قرَّائنا واستضافتنا منتديات عدة لدعم كتابنا وآلاف جلسات الكوتشينغ الفردية مع عملائنا؛ أصبح لدينا أنا وزوجي مارك خبرة كبيرة في مساعدة الناس على إدراك أسباب المعاناة التي تعوقهم في الحياة وحلِّها، إلا أنَّني ما زلت أندهش بأساليب الناس المثيرة للاهتمام في طرح الأسئلة المتعلقة بما يواجهون من تحديات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة آنجل كرنوف (Angel Chernoff)، والتي تشاركنا فيه 16 شيئاً يتجنَّبها الأشخاص المستقرُّون عاطفياً.

أرسلت إليَّ البارحة إحدى القرَّاء واسمها كارلا بريداً إلكترونياً لفت انتباهي إذ عنونت بريدها: "أشياء يتجنَّبها الأشخاص المستقرُّون عاطفياً"، وفكرت في نفسي أنَّه عنوان لافت لمقال.

فيما يأتي جزءٌ من الرسالة التي أرسلتها كارلا: "أحب كتابكما لقد ساعدني على تخطي صعاباً كثيرة، لكن على الرَّغم ممَّا أحرزته من تقدُّم، ما زلت أعاني أحياناً عدم الاستقرار العاطفي، ما زلت أجد صعوبةً في القيام بما أعي أنَّني بحاجة إلى فعله؛ لذا كنت أتساءل عن الأشياء التي يتجنَّبها الأناس المستقرون عاطفياً، وما يدفعني إلى السؤال هو أنَّني استثمرت كثيراً من وقتي في اكتساب عاداتٍ مفيدة في حياتي إلا أنَّني في المقابل لم أستطع الإقلاع عن العادات المؤذية".

توجد ملايين الطرائق للإجابة عن سؤال كارلا خاصة عند ارتباط السؤال بظروف كارلا الشخصية، إلا أنَّني ارتأيت أن أوجِّه إجابتي للجميع؛ وذلك لأنَّ عدم الاستقرار العاطفي مشكلةٌ نعانيها جميعاً من حين إلى آخر.

إليكم بعض الأشياء التي يتجنَّبها الأشخاص المستقرون عاطفياً:

1. السماح للتفكير السلبي بالسيطرة عليهم:

تنشأ الأفكار السلبية والإيجابية في دماغك، وأنت وحدك المسؤول عن اختيار الأفكار التي تريدها؛ فالأشخاص المستقرون عاطفياً يعلمون ذلك، ويختارون الأفكار الإيجابية، فاقتدِ بهم، وابتعد عن الهراء حولك، وركِّز على الإيجابيات، ولاحقاً ستتوقف عن ملاحظة السلبيات.

2. إضاعة الوقت في الأسى على حالهم:

لا يجلس الأشخاص المستقرون عاطفياً مكتوفي الأيدي آسفين لحالهم، ولما فعله الآخرون بهم؛ إنما يمسكون زمام الأمور في حياتهم ويصوِّبون ما يستطيعون تصويبه مع الوضع في الحسبان أنَّ الحياة ليست عادلة وبسيطة على الدوام.

في النهاية السعادة لا تعني حياة خاليةً من المشكلات؛ وإنَّما معرفة كيفية التعامل معها؛ لذا ركز على ما تتمتع به الآن لا ما خسرته سابقاً؛ فما تسلبه الحياة منك ليس هاماً؛ بل أن تعرف كيف تستفيد مما تبقى لديك.

3. الحاجة الدائمة إلى مزيدٍ من كل شيء لتحقيق السعادة:

الأشخاص المستقرون عاطفياً يعلمون أنَّ السعادة شعور نابع من الامتنان والرضى؛ بمعنىً آخر لن تنال السعادة فقط عند حدوث الأمر هذا أو ذاك، ستنعم بالسعادة حالما تقدِّر ما تمتلك الآن.

شاهد بالفيديو: 6 عادات اكتسبها لتشعر بالأمان العاطفي

4. مقارنة حياتهم بحياة الآخرين:

تسلبك المقارنات الاجتماعية سعادتك؛ لذا قدِّم دوماً أفضل ما لديك دون مقارنة نتاج مجهودك بنتاج الآخرين، فهُم ليسوا أنت، يحتاج كلٌّ منا مدة مختلفة إلى تحقيق النجاح، ويعي الأشخاص المستقرون عاطفياً هذه الحقيقة ويعملون بها.

5. الحسد والاستياء من نجاحات الآخرين:

يستطيع الأشخاص المستقرون عاطفياً تقدير نجاح الآخرين والاحتفاء به، فلا يضمرون الحسد والغيرة تجاه نجاح من يتشاركون معهم المجال نفسه؛ بل يقدِّرون أنَّ النجاح ثمرة عمل مضن، وتجدهم على استعداد لبذل أفضل ما بوسعهم لأجل نجاحاتهم، فلا يجتمع الغيظ والحسد مع الثقة بالنفس؛ لذا قدِّر نفسك ولن تجد بعدها سبباً للكراهية.

إقرأ أيضاً: كيف تتوقف عن الشعور بالتعاسة تجاه نجاح الآخرين؟

6. توقُّع سهولة كل الأمور:

لا يرى الأشخاص المستقرون عاطفياً في الفشل والمعوِّقات أسباباً للاستسلام؛ وإنَّما فرصةٌ للتعلم والنمو وتراهم على استعداد دائم للمحاولة حتى بلوغ منالهم، سواء أكان أمراً يتعلق بالاعتناء بصحتهم أم بإطلاق مشروع جديد، لا يتوقع هؤلاء نتائج فورية؛ بل يوظفون أفضل مهاراتهم وجهودهم مع الوضع في الحسبان أنَّ التغيير الحقيقي يتطلب وقتاً.

7. قول "لا أستطيع":

يقول رجل الأعمال الأمريكي هنري فورد (Henry Ford): "سواء آمنت بقدرتك على تحقيق مبتغاك أم بعدم قدرتك، في الحالتين كلتيهما أنت على صواب"، ويؤمن الأشخاص المستقرون عاطفياً بذلك، فإن أردت شيئاً بحق فسوف تحاول وستجد طريقك للوصول إليه، وإن لم ترغب في بذل المجهود فستجد وابلاً من الأعذار؛ لذا توقف عن الأماني وباشر بالأفعال، وآمن بقدرتك وستتحول أحلامك إلى واقع.

8. الالتهاء عن أحلامهم بالمغريات العابرة:

لا تتخلَ عن المستقبل الذي تستحقه لأجل مغريات الحاضر، وحافظ على استقرارك العاطفي، وقم بواجباتك الآن كي تستطيع تحقيق رغباتك لاحقاً.

9. الاستسلام والرضى بالقليل:

الأشياء الجيدة لا تحدث بالجلوس والانتظار؛ بل بالصبر والمثابرة على تحقيق ما تتمناه، إن كنت تعلم أين تريد أن تكون وتستطيع أن تشعر وترى نفسك هناك، فعليك المضي قدماً بخطوات صغيرة يومية وحتماً ستصل، حافظ على صبرك وسعيك فهذا ما يفعله الأشخاص المستقرون عاطفياً.

10. الوقوع في الخطأ نفسه مراراً:

لا يمكنك الوقوع في الخطأ نفسه مرتين؛ ففي المرة الثانية سيكون ذلك خياراً وليس خطأً، فيتحمل الأشخاص المستقرون عاطفياً مسؤولية أفعالهم ويتعلمون من أخطائهم، وبذلك عوضاً عن ارتكاب الخطأ نفسه مراراً، يستمرون بالنمو ويتخذون قرارات أفضل، ويستعدون لتعلُّم دروس جديدة.

11. ممانعة التغيُّر:

لا يحاول الأشخاص المستقرون عاطفياً تفادي التغيُّر؛ بل يرحِّبون بالتغيُّر الإيجابيِّ في حياتهم بمرونة، يعلمون أنَّه أمر محتوم، ويؤمنون بقدرتهم على التأقلم، ويحدث التغيُّر لسبب دوماً، دعه يحدث، لن يكون بالأمر السهل إلا أنَّه يستحق العناء.

إقرأ أيضاً: كيف تحفز نفسك على التغيير؟

12. إضاعة الوقت والمجهود على ما يحدث خارج إرادتهم:

لن تجدهم يشتكون ازدحام سير أو يوماً ماطراً؛ بل تجدهم منشغلين بما هو رهن قدرتهم، والأهم من ذلك وعيهم بوجود أوقات لا يستطيعون فيها التحكم بشيء سوى تصرفاتهم.

في النهاية يبدأ السلام الداخلي باختيارك ألا تسمح للأشخاص والأحداث التي تقع خارج إرادتك التحكم بعواطفك.

13. التأثر في كل ما يُقال عنهم:

ينصت الأشخاص المستقرون عاطفياً لصوت قلبهم وحدسهم فقط لا للمتهكِّمين؛ لذا حاول ألا تأخذ كل ما يقال عنك على محمل شخصيٍّ، وآرائهم وأقوالهم تعكس هويَّتهم، وليس هويَّتك؛ ففي النهاية تغيير معاملتهم وآرائهم بك أمر محال، تستطيع فقط أن تختار ردود أفعالك والأشخاص الموجودين في محيطك.

شاهد بالفيديو: كيف تتحلَّى بالاتزان العاطفي وتطبقه في الحياة اليومية؟

14. الظن بأنَّ الجميع يحاول التسبب بفشلهم:

يُحسن الأشخاص المستقرون عاطفياً الظن بالآخرين؛ فالكون مليء بالناس الطيبين، ومن يرى عكس ذلك لم يبحث عنهم، ابحث عنهم، وقدِّرهم، وتواصل واضحك معهم، فباختيارك أن ترى الخير في الناس، ستجد الخير في نفسك.

15. السعي إلى إرضاء الجميع:

يعي الأشخاص المستقرون عاطفياً عدم الحاجة إلى إرضاء الجميع طوال الوقت، ولا يخشون الرفض واتخاذ المواقف عند الحاجة، وعلى الرَّغم من توقهم ليكونوا أناساً متعاطفين ونزيهين إلا أنَّهم قادرون على تجاهل خيبة الآخرين بهم إن لم يرقوا إلى مستوى توقعاتهم، وخلاصة الحديث، إرضاء الجميع غاية لا تُدرَك، فاعتزل ما يؤذيك.

16. فات أوان البداية من جديد:

تخلَّص من الاعتقاد بأنَّ أوان البداية من جديد قد فات، وتذكَّر، من الأفضل أن تكون في بداية درب تريد المُضي بها على أن تبلغ نهاية درب لم ترغب فيها يوماً حتى، وإن عنى ذلك أن تسلك درباً غير مألوف، فأن تأخذ الأمور منعطفاً لم تتوقعه أو ألا تتحقق بالسرعة التي ظننتها ليس سبباً بأن تيأس من نفسك.

في الختام:

سيمضي الوقت بطريقة أو بأخرى فافعل ما يجعلك تنظر يوماً إلى الماضي، وتقول: لقد بذلت ما في وسعي، وتذكَّر لا يقتضي الأمر سوى فكرة واحدة أو لحظة واحدة أو علاقة واحدة أو حلماً واحداً أو ثقة عمياء بقدراتك لتغيُّر كلَّ شيء؛ لذا حافظ على رباطة جأشك واستمر في التدرب على تحقيق استقرارك العاطفي.




مقالات مرتبطة