15 نصيحة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة كوالد ورائد أعمال

لا يوجد حل سحري لتحقيق توازُن مثالي بين العمل والحياة، ولكن يوجد العديد من الأساليب التي يمكِن استخدامها لتخفيف التوتر وتحقيق أقصى قدر من السعادة.



لا يُعَدُّ تحقيق التوازن بين العمل والحياة أمراً سهلاً، حيث لا يمكِنك قضاء وقت ممتع مع أطفالك إذا كنتَ تعود في وقت متأخر من العمل؛ لهذا السبب، لا شك أنَّ معظم الناس يطالبون بمزيد من المرونة في جداول أعمالهم ليتمكنوا من تحقيق هذا الهدف.

للأسف، تُعَدُّ إدارة عملك الخاص قصةً مختلفةً؛ حيث لا يمكِنك دائماً التوقُّف عن العمل في وقت مبكر عند إطلاق عمل أو مشروع جديد، ونظراً لأنَّ المسؤولية تقع على عاتقك، فأنت المسؤول عن التعامل مع هذا الأمر في أسرع وقت ممكن.

إذاً، كيف يمكِنك العمل على مشروعك الناشئ الخاص دون تعريض الوقت المُخصَّص لعائلتك للخطر؟ جرِّب النصائح الخمس عشرة المذكورة أدناه لجعل ذلك الأمر أكثر سهولةً:

1. جدوِل مهامك:

كتبَت الكاتبة المستقلة "شونسيه مادوكس" (Choncé Maddox) في مقال: "يُعَدُّ وضع جدول زمني أمراً أساسياً إذا كنتَ ستُدير نشاطاً تجارياً، وتسعى إلى تحقيق التوازن بينه وبين حياتك العائلية والشخصية؛ فمن الهام أن تُحدِّد ما الذي ستفعله كل يوم عندما تستيقظ، حتى لا تُضيِّع وقتك وطاقتك".

كما تضيف: "خطِّط للأمور في تقويمك، بحيث تضع توقُّعات واقعية لهذا اليوم"، واعتد على وضع روتين يومي وجدول زمني بحيث يمكِن التنبؤ بالأمور التي ستقوم بها خلال يومك، ويضمن لك القيام بهذا الأمر عدم الشعور بالارتباك، والأهم من ذلك تتيح الجدولة لك وللآخرين معرفة متى ستعمل، أو تقضي وقتك مع أطفالك، أو تمارس الرياضة، أو تتوقف عن العمل.

كما توصي "مادوكس" بوضع جدول زمني لأطفالك، فذلك لا يجعلهم مُنظَّمين ومنتِجين فحسب؛ وإنَّما يساعدهم على الالتزام بالقيام بالأمور المجدوَلة، ومن الأمثلة على ذلك، تحديد أوقات النوم والأنشطة التي يمكِنهم القيام بها بمفردهم في أثناء انشغالك بالعمل.

من الهام ملاحظة أنَّه يجب عليك وضع جدول يناسبك جيداً، فغالباً يرتبط ذلك بعوامل عدَّة؛ كأن تعرف متى تكون أكثر إنتاجيةً، أو متى يكون الأطفال في المدرسة، ولا تَخَف من تجربة جدولين مختلفين حتى تعرف ما يناسبك، بمجرد تحديد جدولك الزمني وتحديد مواعيدك، احرص على مشاركته مع كلٍّ من فريقك وعائلتك.

إقرأ أيضاً: جدولة الأعمال بفاعلية: خطّط لأفضل استثمار لوقتك

2. حدِّد الأمور التي يمكِن التضحية بها والأمور غير القابلة للتفاوض:

إذا كنتَ ترغب في تحقيق توازن بين عملك وعائلتك، ينبغي عليك تقديم تضحيات، فهي الطريقة الوحيدة التي يمكِنك من خلالها إدارة وقتك.

ومع ذلك، تحتاج إلى تحديد الأمور التي يجب التضحية بها، والأمور غير القابلة للتفاوض، على سبيل المثال: يمكِنك الاستمرار في السفر بداعي العمل إذا كان أمراً تستمتع بالقيام به لتوسيع شبكة علاقاتك ونطاق شركتك، ولكن في الوقت نفسه، عليك التخلي أو التخفيف من القيام بنشاطات أخرى؛ كإقامة الحفلات أو حضور المناسبات؛ وذلك لتخصيص هذا الوقت لقضائه مع عائلتك.

3. أشرِك الأطفال في عملك:

هذا لا يعني أن يعملوا معك طوال الوقت، ولكن يوجد طرائق إبداعية لقضاء بعض الوقت مع أطفالك وإنجاز عملك في الوقت نفسه، على سبيل المثال: يمكِن إشراك الطفل في التسويق أو اختبار المنتَج أو مجموعات المناقشة، واعتماداً على عملك وعمرهم، يمكِن لطفلك (أو ابنك المراهق) أن يتدرب أكثر؛ حيث توجد قصص عن رواد أعمال بدؤوا أعمالاً مثل صناعة المجوهرات بحيث تمكَّن أطفالهم من صنع المنتج أيضاً.

كما يمكِنك مشاركتهم في مجالات أخرى، مثل وضع روتين يومي، تقول الكوتش "آن ديويت" (Ann DeWitt): "التقِط أو ارسم صوراً لكل خطوة كتذكير مرئي بالخطوة التالية في العملية، حيث ينبغي مشاركة الأطفال في وضع روتين عمل والتكيف معه، حتى يكون لديهم القدرة على تقبُّله، وإنَّ المشاركة في أمر ما ليست شيئاً نحتاج إلى فرضه على أطفالنا، لكنَّك ستجد أنَّهم سيُحبون القيام بذلك، وستساعدهم على تعلُّم عادة عظيمة تفيدهم مدى الحياة".

شاهد بالفيديو: 10 نصائح للموازنة بين الحياة والعمل

4. اتَّبِع قاعدة "أنجِز أمورك دفعةً واحدة":

تقول "نيكول بانديس" (Nicole Bandes)، خبيرة الإنتاجية لشبكة "سي إن بي سي" (CNBC): "إنَّنا نستغرق الكثير من الوقت في إنجاز أمر ما، ثمَّ إعادة القيام به مرةً أخرى، وذلك لأنَّنا لم ننجزه كاملاً في المرة الأولى"، وفي هذه الحالة الحل هو إنجاز الأمور دفعةً واحدة.

المغزى من هذا الأمر واضح ومباشر، حيث توجد قاعدة لـ "ديفيد ألين" (David Allen) تسمى قاعدة "الدقيقتين" والتي تنص على: عندما تريد القيام بأمر ما، مثل إرسال بريد أو مجلد تريد حفظه، أنجِزه على الفور، فإذا قمتَ بهذه المهمة الصغيرة بسرعة، فلن يكون لديك قائمة ضخمة بالأمور التي يجب عليك القيام بها لاحقاً، فأنجِز أمورك وأنهِها دفعةً واحدة حتى لا يتشوش ذهنك أو تنشغل بها في وقت آخر.

5. استفِد من الوقت الذي تقضيه دون أطفالك:

تعني هذه النصيحة أنَّه يجب عليك إنجاز أكبر قدر ممكن من العمل عندما لا يكون الأطفال بجوارك؛ حيث يحتاج الأطفال الصغار إلى الاهتمام، وعندما تتجاهلهم باستمرار لأنَّك مشغول بعملك، سيشعرون بذلك، ممَّا يعني أنَّه ينبغي أن تُحدِّد ساعات عملك في أثناء وجودهم في المدرسة، كما يمكِنك قراءة بريدك الإلكتروني في أثناء تنقلاتك الصباحية، أو يمكِنك الاستيقاظ قبل أي شخص آخر في منزلك حتى لا يتشتت انتباهك.

لا يعني ذلك إهمال عائلتك عندما يكونون بجوارك؛ وإنَّما يتعلق الأمر بإنجاز الأمور عندما لا تكون معهم.

إقرأ أيضاً: تخلص من التوازن بين العمل والحياة وتبن فكرة الانسجام بينهما

6. أعطِ الأولوية لصحتك:

غالباً ما نفكر في السؤال التالي: "متى سنمتلك الوقت للاعتناء بأنفسنا؟" الحقيقة هي أنَّه يمكِننا جميعاً تخصيص عشر دقائق يومياً للتركيز على أنشطة مثل ممارسة التمرينات الرياضية أو التأمل، كما يمكِنك القيام بهذه الأنشطة في مكتبك عند أخذ استراحة في فترة ما بعد الظهر.

بالإضافة إلى ذلك، احرص على حصولك على قسطٍ كافٍ من النوم وتناوُل طعام صحي؛ حيث يجب أن تحصل على ستٍّ إلى ثماني ساعات من النوم كل ليلة، ويجب أن تُحضِرَ طعام الغداء معك إلى العمل، فعندما تعتني بنفسك، ستكون أقل قلقاً وتوتراً وستكون لديك الطاقة اللازمة لتُحقِّق التوازن بين عائلتك وعملك.

7. استخدِم طريقة "إيفي لي" (Ivy Lee):

تُعَدُّ هذه الطريقة تقنيةَ إنتاجيةٍ شائعةً وفعَّالةً، وإليك طريقة عملها: عندما يذهب الأطفال إلى النوم، خصِّص 15 دقيقةً واكتب أهم ستة أمور تحتاج إلى إنجازها في اليوم التالي؛ بعد ذلك، حدِّد أولوياتهم حسب الأهمية، وعندما تصل إلى العمل في الصباح، ابدأ العمل على المهمة الأولى، وبعد إنجازها انتقِل إلى المهمة الثانية وهكذا، ثمَّ انقل المهام غير المكتملة إلى اليوم التالي.

ستنجح معك هذه الطريقة لأنَّها ستساعدك على التخطيط والاستعداد لليوم التالي. ونتيجةً لذلك، فإنَّك ستُقلِّل من الجهد المرتبط باتخاذ القرار، وستكون لديك دائماً طاقة كافية لإنهاء أهم مهامك.

8. فوِّض المهام أو استعِن بمصادر خارجية أو اعتمِد الأتمتة:

يعاني معظمنا من فكرة تحقيق التوازن بين العمل والحياة، لأنَّنا لا نستطيع التخلي عن السيطرة على كافة الأمور في حياتنا، وإذا كان هذا الأمر ينطبق عليك، فقد حان الوقت لمعرفة الأنشطة التي يمكِن أو ينبغي تفويضها أو الاستعانة بمصادر خارجية للقيام بها أو أتمتتها.

وعندما يتعلق الأمر بتفويض المهام، إذا كنتَ قد درَّبتَ فريقك بصورة صحيحة، ومنحتَهم الأدوات والموارد اللازمة لتحقيق النجاح، فينبغي أن يكونوا قادرين جيداً على التعامل مع أي عمل تعطيه لهم، فكل ما تحتاج إليه هو تحديد توقعاتك والثقة بهم تماماً.

أما بالنسبة إلى الاستعانة بمصادر خارجية فهي تشبه التفويض، والفرق هو أنَّك تدفع لخبراء خارج مؤسستك لإنجاز بعض المهام، على سبيل المثال: يمكِنك الاستعانة بمُطوِّر مواقع إلكترونية مستقل لإنشاء موقع لشركتك إذا لم يكن لديك مُطوِّر داخل الشركة.

أما بالنسبة إلى الأتمتة (التشغيل الآلي)، فهي عبارة عن أدوات تقوم بمهام عادية ومتكرِّرة بدلاً عنك، ويمكِن أن تكون روبوتات محادثة أو روبوتات مسؤولة عن الرد على رسائل البريد الإلكتروني بحيث تتعامل مع استفسارات العملاء عندما تكون غير متوفر على الإنترنت، كما توجد أمثلة أخرى، مثل برامج المحاسبة التي تصدر الفواتير تلقائياً، أو التقويمات الذكية التي تُقدِّم اقتراحات ذكية حول طريقة التخطيط لاجتماعك القادم.

إقرأ أيضاً: كيف تدير أعباء العمل بفاعلية؟

9. أنجِز الأمور المتشابهة معاً:

تُعَدُّ هذه الطريقة إحدى أفضل طرائق إدارة الوقت في المنزل والعمل، وفكرتها بسيطة، فكلُّ ما عليك هو جمع المهام المتشابهة معاً وإنجازها دفعةً واحدة، وبهذه الطريقة أنت لا تُنجز مهام مُتعدِّدة، ولا تؤجل القيام بالأمور اللازمة.

على سبيل المثال: بدلاً من التحقق من بريدك الإلكتروني في كل مرة تتلقى فيها بريداً إلكترونياً، خصِّص وقتاً مُحدَّداً خلال اليوم لتصفُّح بريدك الوارد، وبدلاً من عقد اجتماعات يومية، خصِّص يوماً واحداً في الأسبوع للقيام بذلك، وحضِّر طعامك عن الأسبوع كله في يوم العطلة، حتى لا تضطر إلى تحضيره كل ليلة.

10. التزِم بما تقوم به وتخلَّص من المشتتات:

يقول المؤلف وخبير المبيعات "جرانت كاردون" (Grant Cardone): "لا يرغب الأشخاص الذين يمتلكون عقلية نجاح الفوز فقط في مجال واحد، فمن منَّا يريد تحقيق النجاح في العمل والفشل في المنزل؟ سواءً تعلَّق الأمر بالصحة أم الثروة أم الأبوة والأمومة، فبمجرد أن تكون معتدلاً في أحد المجالات، سيمتد ذلك إلى جوانب أخرى من حياتك".

إذا كنتَ تريد أن تكون مثل "جرانت" وتقوم بأمرين معاً في الوقت نفسه، فأنت بحاجة إلى أن تكون منتجاً في العمل والمنزل، ويضيف قائلاً: "كي أحصل على وقت جيد، أقضي ساعةً مع أطفالي في الصباح دون أن يتشتت انتباهي عنهم قبل أن أبدأ عملي، وعندما أكون حاضراً معهم، فإنَّني أحضر معهم بصورة كاملة، وعندما أقوم بعملي، أنشغل به فحسب. مهما كان الأمر الذي تقوم به، فالتزِم القيام به بنسبة 100%".

11. استخدِم برنامج الأوامر الصوتية في هاتفك:

يتيح لك كل هاتف ذكي استخدام صوتك لإنشاء المهام، وإضافة الأحداث إلى تقويمك وتحديد التذكيرات، ومن المدهش أنَّ معظم الأشخاص لا يستخدمون هذه الميزة، فهي طريقة مريحة وأسرع بكثير من الكتابة.

12. اطلب المساعدة:

قد تحتاج أحياناً وجود عدد من الأشخاص لمساعدتك في التزاماتك الأبوية والتجارية، فلا يمكِنك أن تتصرف بطريقة سيئة مع الأصدقاء والعائلة؛ لأنَّك قد تحتاج إلى مساعدتهم بالبقاء في المنزل إذا كان طفلك مريضاً حتى تتمكن من الذهاب إلى العمل، وإذا كان عليك البقاء في المنزل مع أطفالك، فيمكِن أن تطلب من زميلك في العمل إنجاز بعض المهام بدلاً عنك.

بالإضافة إلى ذلك، يمكِن أن يكون الأشخاص الذين تطلب منهم المساعدة هم آباء أيضاً؛ بحيث يمكِنك أن تطلب منهم أو من أحد الجيران اصطحاب أطفالك إلى المدرسة حتى تتمكن من بدء عملك في الوقت المناسب، لكن يجب عليك أن ترد الجميل، فإذا كانت هناك أيام تعمل فيها من المنزل، فيمكِنك الاهتمام بأطفالهم بعد المدرسة.

13. تحلَّ بالمرونة:

من أفضل الأمور لكونك رائد أعمال هو أنَّك أنت المدير؛ لذلك، إذا كانت ساعات العمل العادية لا تتناسب مع حياتك المنزلية، فيمكِنك إنشاء جدولك الخاص بحيث يكون أكثر ملاءمةً لجعل الحياة أفضل للجميع.

يتمتع رواد الأعمال بقدر كبير من المرونة؛ لذا استخدِم هذه المرونة لصالحك بدلاً من التمسك بالوضع الراهن.

إقرأ أيضاً: كيف تمنع العمل من المنزل من أن يستحوذ على حياتك الشخصية؟

14. استخدِم التوتر والقلق لصالحك:

إنَّ الشعور بالتوتر والقلق ليس أمراً جيداً لإنتاجيتك أو صحتك أو عائلتك أو عملك؛ ومع ذلك، توجد أوقات يمكِن أن تكون فيها هذه المشاعر مفيدة.

إذا كنتَ تتحدث أمام الآخرين، فاستفِد من اندفاع الأدرينالين لزيادة طاقتك وتركيزك؛ فإذا كنتَ قلقاً بشأن عدم الالتزام بالموعد النهائي لمشروع ما، فيمكِنك استخدام ذلك للتغلب على المماطلة وتحفيزك، وكلَّما شعرتَ بالإرهاق، يمكِنك ممارسة أو إجراء تفريغ لأفكارك وذلك لتصفية ذهنك.

15. تقبَّل المواقف غير المتوقعة:

إذا كانت هناك نصيحة واحدة يجب الالتزام بها، فهي أنَّه لا يوجد شيء اسمه المثالية.

مهما حاولتَ، سترتكب بعض الأخطاء، وستكون هناك أيام تضعك فيها الحياة أمام تحديات لا تتناسب مع تقويمك الخاص وستضعك أمام مواقف غير متوقعة، وفي مثل هذه المواقف، يجب عليك أن تتقبل أنَّ الأمر سيكون خارج عن إرادتك، والأهم من ذلك، لا تستسلم، فكن على استعداد للتعلم من هذه التجارب وكن أكثر مرونةً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة