15 شيئاً يجب أن تتخلى عنه لكي تشعر بالسعادة مرة أخرى

لقد تلقَّيتُ أنا وزوجتي في الأسبوع الماضي رسالة شكر جديدة عبر البريد الإلكتروني من قارئ يُدعى كيفن (Kevin)، وقال إنَّ كتابنا ومدونتنا، ساعداه وزوجته على الحفاظ على عقلية إيجابية عندما كانا يواجهان صعوبات في حياتهما، وقد ساعداهما على تخطي واحدة من أصعب فترات حياتهما، لقد أذهلتني أجزاء معينة في رسالته، فقد قال:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون مارك كرنوف (Marc Chernoff)، ويُقدِّم لنا فيه 15 شيئاً يجب أن نتخلى عنه لكي نشعر بالسعادة مرة أخرى.

"بعد إصابتي في ظهري، وفقدان وظيفتي بسبب ذلك، وبعد أن طُردنا من شقتنا أنا وزوجتي، انتقلت للعيش مع والدَي زوجتي، وكنت أعتني حينها بطفلتي البالغة من العمر خمس سنوات بعد أن تعرضت لنوبة قاتلة من التهاب الحلق، وفي يومٍ من الأيام كنت جالساً أشعر بالأسف الشديد على نفسي، عندما اتصل بي صديقي القديم وهو يبكي قائلاً: "إنَّ طفلتي ميليسا (Melissa)، توفيت للتو في حادث سيارة"، وبعد أن سمعت هذا الكلام، فجأةً شعرت بأنَّني محظوظ".

ثم تابع كيفن قائلاً: "لقد كانت صدمة خسارة صديقي المأساوية إضافة إلى اكتشاف مدونتكما وكتابكما في الوقت ذاته تقريباً هو ما غيَّر نظرتي بالكامل من السلبية إلى الإيجابية، وأدركت أنَّ بعض الأشخاص يحتاجون إلي، وأسباب كثيرة لأبذل قصارى جهدي بكل ما أملك لكي أبدأ من جديد؛ لذلك بدأت في التخلي عن كل الأشياء السلبية التي كنت أفكر فيها، والتي كانت تعوقني في التقدم؛ ثم اتخذت خطوة جريئة إلى الأمام، ويسعدني أن أقول أنَّكما كنتما على حق".

إذا كان بإمكانك أن تربط موقف كيفن بموقفٍ قد مررت به مشابهاً له، وكنت على استعداد للمضي قدماً، اليوم هو اليوم الذي يمكن أن تبدأ فيه بالتخلي عن الأشياء التي كانت تعوقك وتستنزف سعادتك.

الحق يقال، هذا الأمر يحدث لنا جميعاً في أثناء نمونا؛ إذ نكتشف المزيد عن أنفسنا وطبيعة الحياة، ثم ندرك أنَّ ثمة تغييرات نحتاج إلى إجرائها، سنرى أنَّ نمط الحياة الذي كنا نعيشه لم يَعُد مناسباً لنا، والبيئات والعلاقات التي عرفناها منذ زمن طويل لم تعد موجودة، أو لم تعد تخدم مصالحنا؛ لذلك إنَّنا نعتز بكل الذكريات الرائعة؛ لكنَّنا نجد أنفسنا عند مفترق طرق، نتخلى فيه عن كل ما هو قديم لإفساح المجال لبداية جديدة.

هذا ليس بالأمر السهل، فمن المؤلم التخلي عما هو مألوف، لقد واجهت أنا وزوجتي صعوبات خلال هذه العملية مرات عدة؛ ففي العقد الماضي، كان علينا التعامل مع تغييرات عديدة وتحديات كبيرة غير متوقعة في الحياة، ومن ذلك:

  1. فقدان منزلنا بعد فقدان وظيفة تُعيلنا بسبب تسريح العمال.
  2. قطع علاقتنا مع صديق مقرب خاننا مراراً وتكراراً.
  3. إغلاق أول شركة عائلية لنا لم تتناسب فيها الأرباح مع العمل.
  4. إعادة تكوين حياتنا بعد وفاة اثنين من أحبائنا.

لقد كانت هذه التجارب قاسية، فكل واحدة منها، أخرجتنا عن المسار الصحيح لفترة من الزمن، لكن بمجرد تقبلنا لهذه الحقائق القاسية، من خلال التخلي عن مُثُلنا البالية والطريقة التي اعتادت أن تكون عليها الأمور، مضينا إلى الأمام أقوى، وبتفهُّم أكبر للحياة واحترام أكثر.

لهذا السبب أودُّ تذكيرك بأنَّ اليوم هو اليوم الأول من بقية حياتك، والطريق أمامك مفتوح، ويمكنك أن تكون سعيداً مرة أخرى.

لكن أولاً، عليك أن تتخلى عما يأتي:

1. الاستسلام:

لا يمكنك أن تختار الطريقة التي ستموت بها، أو متى؛ بل يمكنك أن تقرر كيف ستعيش الآن فقط، وكل يوم هو فرصة جديدة للاختيار؛ لذا اختر تغيير وجهة نظرك، واختر تغيير عقليتك من السلبية إلى الإيجابية، واختر التوقف عن القلق بشأن انعدام الأمان والشك، واختر القيام بعمل تفتخر به، وأن ترى الأفضل في الآخرين، وأن تُظهر أفضل ما لديك للآخرين، فاختر أن تعيش حياتك بحق، الآن.

شاهد بالفيديو: السعادة الغاية التي ينشدها الجميع كيف نصل إليها

2. الأعذار التي تستمر في ترديدها لنفسك:

عاجلاً أو آجلاً، ستدرك أنَّ ما تخسره لا يهم؛ بل ما تفعله بما تملكه الآن هو الهام؛ فعندما تنسى وتسامح وتمضي قدماً، فإنَّك لا تغير الماضي بأيِّ شكل من الأشكال؛ بل تغير المستقبل.

3. تجنُّب مواجهة الحاضر:

لا يمكنك تغيير ما ترفض مواجهته، ولا يمكنك أن تجد السلام بتجنبه؛ لذا تعامل مع المشكلات قبل أن تؤثِّر في سعادتك، ولا تسمح للدروس الصعبة بأن تقسِّي قلبك، وتذكر أنَّ أفضل دروس الحياة عادةً ما تتعلمها في أسوأ الأوقات ومن أسوأ الأخطاء، وعندما تخسر شيئاً ما، لا تفكر فيه بوصفه خسارة؛ بل تقبله على أنَّه هدية ستوصلك إلى الطريق الذي كان من المفترض أن تمشي فيه طوال الوقت، واشكر ماضيك على جميع الدروس، وامضِ قدماً، وكن جاهزاً للمستقبل.

4. الإفراط في التفكير والقلق بشأن كل شيء:

عندما تدفعك مخاوفك إلى النظر بعمق في الأشياء، فإنَّها تختلق لك المشكلات، ولا تصلحها، وإذا أفرطت في التفكير، فلن تبلغ السعادة أبداً؛ فالقلق لا يزيل مشكلات الغد؛ بل يسلب سلام اليوم وإمكاناته؛ لذا توقف عن الإفراط في التفكير في كل شيء؛ فالحياة أقصر من أن تفعل ذلك.

5. الشخص الذي كنت عليه في الماضي:

ابحث عن التوازن الذي يتيح لك أن تكون على طبيعتك؛ إذ غالباً ما تعايش أسوأ التناقضات بين ما تعرفه وما تشعر به، وأحد أصعب القرارات التي سيتعين عليك اتخاذها على الإطلاق هو متى يجب أن تصمد وتكافح بقوة أكبر أو متى يجب أن تأخذ ذكرياتك معك وتتقدم إلى الأمام؛ ففي بعض الأحيان، يتعين عليك نسيان الشخص الذي كنت عليه سابقاً وتذكُّر الشخص الذي من المفترض والذي تستطيع أن تكونه، والشخص الذي أنت عليه اليوم.

6. مقاومة الآلام الضرورية للنمو:

تذكَّر لا يمكننا أن نصبح من يجب أن نصبح عليه بالبقاء على ما نحن عليه بالضبط؛ فالحياة تتغير باستمرار؛ لكنَّ النمو اختياري؛ لذا اختر بحكمة، إذا كنت شغوفاً بشأن شيء ما، فاسع وراءه، وستعرف أنَّك على المسار الصحيح في الحياة عندما تصبح غير مهتم بالنظر إلى الوراء، وحريصاً على اتخاذ الخطوة التالية.

7. الشك في إيمانك وشجاعتك:

يمكنك أن تكون مرتاحاً أو شجاعاً، وليس كلاهما، فمن خلال القيام بشيء بدافع الإيمان به، ستكتشف ما الذي أنت قادر على تحقيقه؛ فبالإيمان ترى كل ما هو غير مرئي وتشعر بما هو غير ملموس وتحقق المستحيل؛ إذ يتعلق الأمر بالإيمان عندما يكون كل شيء خارج حدود المعقول، والشجاعة هي الخوف الشديد، ثم اتخاذ الخطوة التالية على أية حال.

8. التفكير في أنَّك لا تملك ما يتطلبه الأمر:

لن يصدمك أحد بقدر ما تفعل الحياة، فأحياناً ستطرحك الحياة أرضاً، وتبقيك عالقاً في مكانك إذا سمحت لها بذلك، لكن لا يتعلق الأمر بمدى قسوة الحياة عليك؛ بل بمدى تحملك لقسوتها مع الاستمرار في المضي قدماً، فهذه هي القوة الحقيقية، وهذا ما يعنيه الفوز في لعبة الحياة.

9. تجاهُل ما هو رائع:

ابذل قصارى جهدك وتخلَّ عن الباقي؛ فعندما تبقى عالقاً في حالة ندم على الحياة التي تعتقد أنَّك كنت يجب أن تعيشها، ينتهي بك الأمر بفقدان الأمور الجيدة التي تملكها، وستواجه صعوبة في أن تكون سعيداً إذا لم تكن ممتناً للأشياء الجيدة في حياتك.

10. التشاؤم والحديث السلبي مع الذات:

إنَّ الحديث عن مشكلاتنا هو أكبر إدمان لدينا؛ لذا تخلَّص من هذه العادة السلبية، وتحدَّث عن أفراحك وأحلامك وعما تحبه بدلاً من ذلك، فغالباً ما يعتمد ما تراه في الحياة كلياً على ما تبحث عنه؛ ففي النهاية، لا يتعلق الأمر بما تقوله؛ بل بالطريقة التي تقوله بها، ولا يتعلق بما تفعله؛ بل بالطريقة التي تفعله بها، وليس بما تراه؛ بل بالطريقة التي تنظر فيها إليه، وليس كيف تكون حياتك؛ بل بالطريقة التي تعيشها بها.

11. الكبرياء المفرط:

توقف عن إطلاق الأحكام على الجميع وعلى كل شيء؛ فالكبرياء هو أحد أكبر أعداء سعادتك ونموك، تفحص المواقف جيداً قبل أن تتكلم، ولا تكره ما لا تعرفه؛ فالعقل أشبه بالمظلة؛ لا يعمل عندما يكون مغلقاً، أو كما قال الكاتب البريطاني سي إس لويس (C.S. Lewis): "دائماً ما ينظر الشخص المغرور إلى الأشياء والأشخاص الآخرين بنظرة دونية؛ وبالطبع، ما دمت كذلك، فلا يمكنك رؤية الأشياء الجميلة حولك".

12. عدم إعطاء فرصة لمن حولك:

الحياة عبارة عن مجموعة من الناس الذين يدخلون ويخرجون من حياتك؛ إذ يأتي الناس إلى حياتك لسبب أو لفترة أو طوال الحياة، وكل شخص لديه شيء ليقدمه ويشاركه معك، تخيل أن تعامل كل شخص تقابله، حتى لو كان عابراً، على أنَّه قصة مثيرة للاهتمام تنتَظِر لتُروى، لكن لا يمكن رواية القصة إلا إذا طلب أحدهم سماعها، فهل ستطلب ذلك؟ فهؤلاء الأشخاص بصرف النظر عن هويتهم، صغيرين كانوا أو كبيرين، أغنياء أو فقراء، غاضبين أو لطيفين، أشبه بفيلمٍ جاهز لإثارة إعجابك، لكن عليك شراء التذكرة أولاً.

13. مقارنة نفسك بالآخرين:

في بعض الأحيان، يكون سبب معاناتنا مع مخاوفنا هو أنَّنا نقارن ظروفنا الخفية بما يدور بحياة الآخرين علناً، لا تقارن بداية حياتك بحياة شخص آخر متقدم عليك بمراحل؛ بل اتبع مسارك الخاص، واكتب قصتك الخاصة، ولا تتخلَّ عن نفسك أبداً، وتذكَّر ما يأتي: ستشعر بالسعادة عندما تفعل كل ما بوسعك وتشعر بالرضى حيال ذلك، بينما ستشعر بالتعاسة عندما تقارن نفسك بالآخرين.

إقرأ أيضاً: 10 حقائق تؤكد أضرار مقارنة نفسك مع الآخرين

14. السماح لأحكام الآخرين بالتحكُّم بحياتك:

يعرف الناس اسمك وليس قصتك، كما سمعوا عما فعلته؛ لكنَّهم لا يفهمون ما مررت به؛ لذا لا تهتم بآرائهم، وفي النهاية، لا يهم ما يعتقده الآخرون عنك؛ بل ما تعتقده أنت عن نفسك، وفي بعض الأحيان، عليك أن تفعل بالضبط ما هو مناسب لك ولحياتك، وليس ما هو الأفضل للآخرين.

إقرأ أيضاً: 10 أشياء يجب أن تتخلى عنها لتعيد نفسك إلى المسار الصحيح

15. التسويف وإضاعة الوقت بلا معنى:

تذكَّر أنَّ الوقت أشبه بالبنك، وأنت أشبه بعميل له؛ ففي كل صباح يمنحك وديعةً بقدر 86400 ثانية، وكل ليلة يشطب كل ما لم تستثمره لتحقيق هدف مفيد بوصفه خسارة، وفي كل يوم، يفتح لك حساباً جديداً بالإيداع نفسه البالغ 86400 ثانية، ويحرق ما يتبقى من اليوم كل ليلة، وإذا فشلت في استخدام ودائع اليوم، فإنَّ الخسارة هي خسارتك أنت؛ ولا عودة عن ذلك؛ لذا يجب أن تعيش في الوقت الحاضر على ودائع اليوم فقط؛ لذلك، استثمرها لتحصل منها على أقصى درجات الصحة والسعادة والنجاح، وبالمناسبة إنَّك تسحب من رصيد وقتك في هذه الثانية؛ لذا حقق أقصى استفادة منه.




مقالات مرتبطة