12 كذبة شائعة لا يصدِّقها الأشخاص الأقوياء ذهنياً

نحن نعيش في أوقات مضطربة؛ إذ توجد ضمانات كثيرة وشكوك كثيرة هذه الأيام، ولحسن الحظ، توجد فرص كثيرة يجب اغتنامها، وإذا أردنا جميعاً التغلب على العقبات في طريقنا واغتنام الفرص، فسنحتاج إلى أذهان قوية.



تعني القوة الذهنية أنَّك تفهم طريقة إدارة عواطفك، وضبط تفكيرك، واختيار اتخاذ الإجراءات الإيجابية على الرَّغم من ظروفك، فنحن نعرف في أعماقنا أنَّ كل صراع صغير هو عبارة عن تقدم، وإذا كنت تريد تحقيق التقدم، فيجب أن تفعل ما عليك على الرَّغم من الفشل والرفض والصعوبات التي ستواجهها.

ستكون كل خطوة تتخذها نحو الأمام صعبةً؛ لكنَّها ستشعرك بأنَّك أفضل من أيِّ شيء آخر يمكنك تخيله، وستدرك في النهاية أنَّ المعاناة ليست في الطريق؛ بل هي الطريق ذاته، وهي تستحق وقتك.

إنَّ الاستعداد للسير في الطريق الوعر هذا، هو ما تدور حوله فكرة القوة الذهنية، إذ إنَّ 90% من مشكلاتنا بوصفنا بشراً عقلانيين هي نتيجة ثانوية للضعف الذهني المكتسب، وبعبارة أخرى، مع مرور الوقت نسمع سلسلة من الأكاذيب من أشخاص آخرين عما نحتاج إليه وما لا نحتاج إليه، وعما يمكننا فعله وما لا يمكننا فعله، وعما هو ممكن وما هو غير ممكن بالنسبة إلينا، ونصدق كل كلمة نسمعها دون وعي.

الأسوأ ممَّا سبق أنَّنا نقول بعض هذه الأكاذيب لأنفسنا ونعيشها كل يوم، وقد حان الوقت بالنسبة إلينا للتخلص من هذه الأكاذيب من أجل قوتنا الذهنية.

نقدم لك فيما يأتي 12 كذبةً شائعةً يجب ألا يصدقها الأشخاص الأقوياء ذهنياً:

1. لم يكن من المفترض أن يسير الأمر على هذا النحو:

لدينا جميعاً فكرة في رؤوسنا عن الطريقة التي يُفترَض أن تكون عليها الأمور، وللأسف هذا الأمر يدفعنا إلى الخطأ كثيراً، فيجب أن تدرك أنَّه يجب عليك أن تتوقع أقل وتتعلم أكثر، ودع الحياة تنمو وتختبرك، لن تفهمها دائماً ولا مشكلة في ذلك.

عندما تعتقد فقط أنَّ الأمور لا يمكن أن تزداد سوءاً فإنَّها تزداد، وعندما تعتقد أنَّه لا يمكن أن يتحسن الوضع، يكون الأمر كذلك؛ إذ يُقدِّر الأشخاص الأقوياء ذهنياً العقبات التي تعترض طريقهم لأنَّهم يعرفون أنَّ العقبات هي نقاط انطلاق ضرورية، لهذا السبب، استمر في المضي قدماً وفي النمو، وفي يوم من الأيام ستتمكن من وصف حياتك بأكملها في جملة واحدة فقط: "لم تسر الأمور كما هو مخطط لها، ولا بأس في ذلك".

2. خيبة الأمل والحزن أمران غير ضروريين:

في الواقع، يمكن أن يؤدي الانشغال المفرط بالسعادة إلى موقف غير صحي تجاه المشاعر والتجارب السلبية؛ لذا لا يحاول الأشخاص الأقوياء ذهنياً تجنب المشاعر السلبية؛ بل يتقبَّلون المشاعر الإيجابية والسلبية على حدٍّ سواء ويتركون هذه المشاعر تظهر، إنَّ محاولة أن تكون سعيداً طوال الوقت أمر غير مجدٍ، فنحن نحتاج إلى التركيز على أن نكون متماسكين، بدلاً من ذلك، فخيبة الأمل والإحباط والحزن والفشل جزء من كيانك، فكل هذه الأمور تساعد على جعلك على ما أنت عليه، كما أنَّ السعادة والنجاح والرضى هي أمور لطيفة تحدث لك أيضاً؛ لكنَّها لا تعلمك وتساعدك على النمو بالقدر نفسه.

3. هذا الوضع سيئ بالتأكيد:

يوجد قول مأثور في الفلسفة مفاده: "لا يوجد أمر جيد أو سيئ؛ وإنَّما تصور فقط"، وكما قال الكاتب المسرحي الإنجليزي الشهير شكسبير (Shakespeare): "لا يوجد شيء جيد أو سيئ؛ لكنَّ التفكير يجعله كذلك"، فالحقيقة تُقال، والطريقة التي ندرك بها الموقف لها قوة هائلة لمساعدتنا أو لإلحاق الأذى بنا، وفي معظم الأحيان، نحن نتفاعل عاطفياً ونصدر أحكاماً سلبيةً على الموقف، عندما يكون الحل الأول للتغلب على التحدي هو النظر إلى الأمور بموضوعية، وعلى الأمد الطويل ليس ما تملكه أو مكانك أو ما مررت به هو ما يقرر مصيرك؛ إنَّما طريقة تفكيرك في كل شيء وماذا ستفعل بعد ذلك.

شاهد بالفيديو: 12 طريقة للعودة إلى المسار الصحيح عندما تسوء الأمور

4. لا يوجد أمل:

الأشخاص الأقوياء ذهنياً يعرفون أنَّ عكس الهزيمة ليس الشجاعة؛ وإنَّما الأمل هو عكس الهزيمة، ويوجد دائماً أمل، وعندما تفقد شيئاً جيداً، لا تفكر فيه بوصفه خسارة، لكن فكِّر فيه بوصفه تجربة تعيدك إلى المسار الذي كان من المفترض أن تسير عليه، وفي النهاية من الهام أن تتذكر أنَّ لديك ما يكفي، وأنَّك كافٍ دائماً؛ لذا ابقَ قوياً وفكِّر بوضوح، حتى عندما تشعر بأنَّ الأمور تنهار، فهي ليست كذلك.

5. ليس لديك خيار آخر:

هل سبق لك أن قابلت شخصاً سعيداً وناجحاً يتجنب بانتظام تحمل المسؤولية، ويلقي باللوم ويوجه أصابع الاتهام نحو الآخرين، ويختلق الأعذار لحياته غير المُرضية؟ بالتأكيد لم تصادف مثل هذا الشخص؛ لأنَّ الأشخاص الناجحين السعداء هم أقوياء ذهنياً، ويقبلون تحمل المسؤولية عن طريقة تطوير حياتهم، فهم يعتقدون أنَّ سعادتهم ونجاحهم نتيجة ثانوية لتفكيرهم ومعتقداتهم ومواقفهم وشخصياتهم وسلوكهم.

إقرأ أيضاً: فكرتان تساعدانك على تحمل المسؤولية وإحراز النجاح

6. يلتزم الأشخاص الناجحون بالقواعد:

لا تنتهك القانون؛ وإنَّما خالف القواعد، فأنت لا تحتاج إلى أن ترقى إلى معايير الآخرين؛ إذ يكمن السبب النفسي لشعور التعاسة في طلب استحسان الآخرين، والذي يحدث عندما تحاول قياس قيمتك الذاتية بناءً على آراء الآخرين، لكن لا يهم ما يعتقده الآخرون، ما يهمك هو ما تعتقده في حياتك، فأنت فقط من يقرر نوع الحياة التي تريد أن تعيشها، ولا تهمك أهداف الآخرين وتوقعاتهم كثيراً على الأمد الطويل.

7. توجد دائماً طريقة أسهل:

غالباً ما يكون المسار الأقل مقاومة هو أقل مسارٍ مجزٍ، فأنت بحاجة إلى القيام بأمور صعبة، ولا توجد طرائق مختصرة لأيِّ مكان يستحق أن تذهب إليه، كما قال أينشتاين ذات مرة: "العبقرية هي عبارة عن 1% موهبة و99% عمل جاد"، يجب أن تجري لتكون عدَّاءً، ويجب أن تكتب لتكون كاتباً، ويجب أن تعمل بنشاط في مشروع تجاري لتتعلم طريقة إدارة مشروع تجاري ناجح، فلا يوجد بديل للقيام بالعمل؛ لذلك تأمل في هذا كل يوم: "سأنجز عملي، لن يكون الأمر سهلاً؛ لكنَّه يستحق ذلك".

8. الآن ليس الوقت المناسب:

الشيء الصحيح في الوقت الخطأ هو الشيء الخطأ، وعندما يتعلق الأمر بأهدافك، يكون دائماً الوقت اللاحق هو الوقت الخطأ لفعل الشيء الصحيح؛ لأنَّ الوقت يمر؛ لذا توقف عن انتظار الوقت المناسب، فهو لن يأتي أبداً واتخذ القرار واغتنم الفرصة، كل ما عليك هو أن تكون جريئاً لفعل ذلك؛ لأنَّ الحياة أقصر من أن تتساءل عمَّا كان سيحدث.

9. أنت بحاجة إلى المزيد لتكون سعيداً:

يعرف الأشخاص الأقوياء ذهنياً أنَّ الامتنان هو أفضل تعديل للموقف، وكلما رأيت المزيد من الخير زاد الخير الذي تصنعه، وزادت الأشياء الجيدة التي يجب أن تبتسم لها، السعادة لا تبدأ عندما تُحَل الأمور؛ إنَّما هي ما يحدث الآن عندما تقدِّر ما لديك.

10. يجب أن تكون مثالياً لتكون مثيراً للإعجاب:

إذا كان الوجه الذي تُظهره للعالم دائماً عبارة عن قناع، فلن يكون لديك شيء تحته في يوم من الأيام؛ لأنَّك عندما تقضي وقتاً كبيراً في التركيز على طريقة تصور الآخرين لك، أو كيف يريدك الآخرون أن تكون، فإنَّك في النهاية تنسى من أنت فعلاً، فلا تخف من أحكام الآخرين، فأنت تعرف في قلبك من أنت وما هو حقيقي بالنسبة إليك، وليس عليك أن تكون مثالياً لإبهار الناس، دعهم ينبهرون بطريقة تعاملك مع عيوبك.

إقرأ أيضاً: 7 عادات فعالة لتتوقف عن إرضاء الآخرين

11. لديك سبب وجيه لتكره الآخرين:

العلامة الحقيقية للنضج هي عندما يؤذيك شخص ما، وتحاول أن تفهم موقفه بدلاً من محاولة إيذائه مرةً أخرى، الأمر يتعلق بالمسامحة، وهذا لا يعني أنَّك تمحو الماضي أو تنسى ما حدث؛ إنَّما تتخلى عن مشاعر الاستياء والألم، وبدلاً من ذلك تختار التعلم من الموقف والمضي قدماً في حياتك؛ لذا تذكر أنَّه كلما قلَّ الوقت الذي تقضيه في كره الأشخاص الذين يؤذونك، زاد الوقت الذي ستقضيه في حب الأشخاص الذين يحبونك.

12. يجب أن يتفق معك أحباؤك دائماً:

يعرف الأشخاص الأقوياء ذهنياً أنَّ الشخص الذي يحبك لن يتفق معك دائماً فقط لإسعادك، وفي حال أيِّ خلاف، فسيقول ما يجب قوله بصدق بصرف النظر عمَّا إذا كنت تريد سماعه أو لا، وذلك لأنَّ العلاقات الوثيقة تزداد قوةً فقط عندما يتمكن شخصان من مشاركة مشاعرهما وأفكارهما العميقة عن أنفسهما وعن بعضهما بعضاً، فأن يراك شخص ما بصورة كاملة كما أنت، وأن يحترمك على أيِّ حال، هذا ما يعنيه الحب؛ إذ يتعلق الأمر بالقبول والحقيقة، بدلاً من الاتفاق والخداع، وأحياناً بالموافقة على الاختلاف والرضى بذلك.

في الختام:

واجه المخترع العظيم توماس إديسون (Thomas Edison) في عام 1914، حادثة مدمِّرة؛ إذ احترق مختبره بالكامل وضاعت سنوات من عمله، فوصفَت الصحف الموقف بأنَّه أسوأ شيء حدث لإديسون؛ لكنَّ ذلك كان كذبة؛ إذ لم ينظر إديسون إلى الأمر بهذه الطريقة على الإطلاق، وبدلاً من ذلك، اختار المخترع أن يرى ظروفه بوصفها فرصة لإعادة بناء عمله ودراسة معظم أعماله الحالية، وبحسب ما ورد قال إديسون بعد الحريق بوقت قصير: "الحمد لله احترقت كل الأخطاء، الآن يمكنني أن أبدأ من جديد".




مقالات مرتبطة