12 قراراً مؤثِّراً يجب اتخاذه يومياً

تغمرنا فرحةٌ عارمةٌ بقدوم العام الجديد والذي يُعدُّ فرصةً جديدة لتصحيح مسار حياتنا وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح؛ وإن كنتَ ما زلت تختار القرارات التي ستتخذها والأهداف التي ستضعها لنفسك في السنة المقبلة وتحتاج إلى القليل من الحكمة لأجل ذلك، إليك فيما يأتي 12 قراراً قوياً ومؤثِّراً لاتباعها هذه السنة وكلَّ سنة في المستقبل؛ لذا ابدأ فصلاً جديداً في حياتك والذي يُعدُّ فرصةً أمامك تبدأ منذ اليوم وقدِّرْ الحرية والمساحة الجديدة التي يمنحك إياها:



1. البدء واتخاذ الخطوة الأولى:

تذكَّرْ أنَّ الإحساس الذي تشعر به عند البدء بأمرٍ ما واتخاذ الخطوة الأولى في سبيله أفضل بكثير ممَّا ينتابك من أحاسيس بمُجرَّد الجلوس والتفكير في الأمر والتكاسل عن تنفيذه؛ لذا عليك أن تنهضَ وتباشر بالعمل على مشاريعك وأهدافك، وتتخذ الخطوة الأولى هذه السنة، وإن كانت خطوةً واحدةً صغيرةً للأمام؛ فلن تكون المعجزة الأعظم في نجاحك هي تحقيق الهدف، بل امتلاكك الشجاعة لاتخاذ القرار والبدء بخطوتك الأولى.

2. العمل بجدٍّ واجتهاد على الأشياء الأساسية والضرورية:

لا تنشغلْ بتوافه الأمور التي لا داعي لها، بل كُنْ شخصاً منتجاً بدلاً من ذلك؛ ولا تتَّبعْ وقتَك بل تتبَّعْ النتائج التي تنجم عن استثمار ذلك الوقت بالشكل الأمثل، وأعطِ الأولوية للأمور الأكثر أهميةً، ومن ثمَّ أنجزْها على أكمل وجه.

لا تتوقعْ أن تكون أهدافك سهلة المنال، بل يُفترض بها أن تكون صعبةً؛ فلو لم تكُن الأهداف صعبةً وتتطلب الكثير من المجهود، لكنتَ قد أنجزتَها من قبل، وكذلك الجميعُ من حولك، ومن ثم فإنَّ الجانب الصعب والشاقَّ من الأهداف هو ما يجعلها مستحقةً لكل ذلك التعب والمجهود، فلا توجد طرائق مُختصَرة وسهلة لأي هدفٍ هامٍ وثمينٍ في هذه الحياة.

إقرأ أيضاً: 9 قرارات جيدة انتظرت طويلاً لاتخاذها

3. الإخلاص لمسارك في هذه الحياة والالتزام به:

تُعَدُّ حياة الإنسان ناجحةً عندما يعيشُها من خلال فهم واتِّباع مساره الخاص، وليس من خلال مطاردة أحلام الآخرين، ومن ثم عليك أن تفعل ما هو صحيحٌ وملائم بالنسبة إليك لأنَّه ما من أحدٍ سيضع نفسَه مكانك أو يحس بمشاعرك؛ لذا استمرَّ في التقدم في حياتك للأمام رغم كل الانتقادات والكلام السلبي، وافعلْ ما يجب عليك فعلُه لأجل نفسك، وعشْ حياةً تفتخر بها؛ وفي اللحظة التي تدرك فيها أنَّك لا تمتلك ما يبعث على الفخر والاعتزاز في حياتك، عليك إيجاد القوة لتغيير مسارك والبدء بمسارٍ جديد في حياتك مرة أخرى.

4. تعزيز ثقتك بنفسك وتقويتها:

لديك كلُّ ما تحتاج إليه في داخلك لتصبح أفضل إنسانٍ على وجه الأرض، وما عليك إلَّا أن تؤمن بقدرتك على تحقيقِ ذلك والمحاولةِ بجهدٍ أكبر مما كنتَ تبذله سابقاً وصولاً لأقصى استطاعتك، وآمِنْ كذلك أنَّك ذكيٌّ وقوي بما يكفي وفي العمر المناسب تماماً لتحقيق أهدافك التي ترغب فيها، ولا تسمحْ للمُعتقدَات الخاطئة بمنعك من تجاوز ذاتك وقدراتك الحالية والذهاب إلى أبعد من ذلك، وبالتأكيد، لا تنحرف عن مسارك الصحيح بسبب الأشخاص المحيطين بك والذين يسلكون مساراً مختلفاً.

شاهد بالفيديو: 9 نصائح مؤثرة لتعزيز الثقة بالنفس

5. التركيز على الحلول:

تصبح الحياة أفضل وأكثر سعادة حين تقرر جعلَها كذلك، إذ يتذمر الأشخاص السلبيون ويشتكون كثيراً من سوء أحوال حياتهم، بينما يعمل الأشخاص الإيجابيون لتحسين أحوالهم وتطويرها بهدوء وثبات وانتظام، فثمة دوماً العديد من المشكلات والتحديات الصعبة، كما يوجد دوماً أشخاصٌ مستعدون باستمرار لتغيير تلك المشكلات والتحديات وتحويلها إلى فرصٍ عظيمة في حياتهم؛ وفي الواقع، فإنَّ الذين يتحلَّون بالشجاعة والجرأة ويتمتعون بالالتزام والانضباط اللازم لفعل ذلك يحسِّنون من حياة الجميع؛ لذا كُنْ واحداً من هؤلاء الأشخاص وركِّزْ على الحلول واعملْ بلهفةٍ وحماسةٍ لشقِّ طريقك نحوَ مستقبل أكثر إشراقاً.

6. تقبُّل الأشياء التي لا يمكنك تغييرها:

يستمرُّ في الواقع أيُّ أمرٍ تقاومه دوماً، فمقاومتك أو منع نفسك من شيءٍ ما هي بمنزلة تعزيزٍ وتقويةٍ له، إذ نعزِّز ونغذِّي في الحقيقة أيَّ طاقةٍ نعمدُ بفاعلية ونشاط لمحاربتها؛ فإن كنتَ تستخدم طاقةً سلبية لإبعاد أمرٍ ما من حياتك، فإنَّك تجذبه وتُغريه للبقاء والاستمرار فيها.

لذا قرِّرْ تقبُّل كل ما يحدث في حياتك، وكُنْ شخصاً نشيطاً وإيجابياً، وتخلَّصْ من حاجتك إلى التحكم بجميع التفاصيل الدقيقة والصغيرة، واحرصْ على سلامك وسكينتك خلال ذلك.

7. تركُ الأحداث الماضية في الماضي:

لا تدعْ شيئاً حدث في الماضي يعوقك عن التقدم في الحياة، ولا تستخدمْ الماضي عُذراً لتفويت فرصة اليوم الذي تعيشه وحرمان نفسك منها، واعلمْ أنَّك لا تستطيع أن تشفي جروح الماضي وآلامه من خلال نبشها والبحث والتدقيق فيها، فالتقبُّل واقعٌ مُرٌّ بالفعل يجب أن تتجرَّعَه بجرأة وشجاعة كي تتجاوز حزن الأمس وكآبته، وهو قرارٌ ينبغي أن تتخذه في حياتك لأنَّ ماضيك يُحدِّد مُجرَيات مستقبلك فقط عندما تسمح له بذلك؛ وبعبارة أخرى، ليس عليك أن تعيشَ الماضي من جديد أو تتذكره إلَّا عندما تختار ذلك بملْء إرادتك.

8. إيجاد التوازن بين العمل وساعات الراحة الضرورية:

من الأفضل أحياناً أخذ قسطٍ من الراحة لشحن طاقتك واكتساب منظور جديد فيما يخصُّ أعمالك؛ فحين تستنزف كلَّ طاقتك في العمل على مشروعٍ ما لدرجة الإرهاق والاحتراق الوظيفي، تصبح شخصاً فاشلاً وتفقد براعتك وإتقانك للعمل مما يزيد من فُرص واحتمالات إنتاجك لعملٍ لا يرقى للمستوى الأمثل.

لقد قالت الروائيَّة "زادي سميث" (Zadie Smith) مرةً: "حين تنتهي من تأليف روايتك، ضعْها في درجٍ ما لأطول فترة ممكنة وابتعدْ عنها ابتعاداً كاملاً، وذلك إن لم يكُن المال أولوية فائقة في حياتك ولم تكُن بحاجةٍ إلى بيعها أو نشرها على الفور؛ فالسرُّ لتحرير وتصحيح مُؤلَّفاتك بسيطٌ للغاية، ويتمثَّل بأن تأخذ دور القارئ لتلك الرواية بدلاً من كاتبها"، وعلى الرغم من أنَّ "سميث" تتحدَّث عن فعل ذلك فيما يتعلق بالروايات والمُؤلَّفات، إلَّا أنَّها نصيحةٌ يمكننا جميعاً استثمارُها والاستفادة منها فيما يخصُّ أي أمرٍ نعمل عليه.

شاهد بالفيديو: 8 خطوات عملية لاتخاذ القرارات الصعبة في الحياة

9. الحرصُ على أن تكون قدوةً حسنة:

لا يتعلق حرصُك على أن تكون قدوةً حسَنة بأقوالك، بل بطريقة عيشك لحياتك كلَّ يوم، فالأشخاص الذين يحترمونك ويتَّخذون منك مثالاً يُراقبونك طوال الوقت، ويقلِّدون كلَّ أفعالك التي يرَونها أو يشعرون بها؛ لذا تذكَّرْ أنَّ كلماتك تحمل معنىً أقلَّ بكثير من أفعالك؛ ولذا قرِّرْ أن تؤمن بقدرتك على تغيير حياة الآخرين من خلال أفعالك اليومية وبحتمية حصول ذلك في المستقبل، وستجد أنَّه سيتحقق فعلاً؛ ودعْ أفعالك تتحدَّث عن نفسها.

10. الحرصُ على أن تكون لطيفاً وطيباً فعلاً مع الجميع من حولك:

يؤدي الحرصُ على اللُّطف والطيبة في الكلمات إلى تعزيز الثقةَ بين الناس، وتؤدي الأفكار الطيبة إلى التفاؤل، ويولِّد اللطف والإحسان في العطاء الحبَّ والتقدير.

إذ تتمتع من خلال اللطف والطيبة بالقدرة على ترك أثرٍ عظيم وإحداث فرقٍ كبير في حياة كلِّ إنسان تتعامل معه، وفي حياتك كذلك؛ فحين تُرشد شخصاً تائهاً وحائراً أو تعانق إنساناً حزيناً ومفجوعاً أو تحضنُ شخصاً فقدَ كلَّ أملٍ لديه في هذه الدنيا، ستشعرُ أيضاً بأنَّك تُشفَى في داخلك وتصبح أكثر قوةً.

إقرأ أيضاً: أهمية ممارسة اللطف لتقليل التوتر

11. إظهار حبِّك للآخرين:

ليس عليك أن تكون شخصاً كاملاً كي تصبح عاشقاً مثالياً أو صديقاً رائعاً للآخرين، ولكنَّ الالتزام بعلاقاتك مع الآخرين والإخلاص لهم مسؤولية ثمينة، وتدوم العلاقات طوال الحياة فقط عندما يختار أو يقرر شخصان معاً الحفاظ عليها والعمل من أجلها والمحاربة في سبيلها، ولا ينبغي كذلك أن تكون هذه التصرفات النابعة من الحب مفرطةً ومبالغاً فيها، بل يجب أن تكون حقيقيةً وصادقة فحسب، ودوماً ما يتمُّ إظهار الحب الحقيقي الصادق والتعبير عنه من خلال الأفعال لا الكلمات.

12. المساعدة على تغيير حياة أحدهم:

يمكنك بالفعل ترك أثرٍ هام وإحداث فرقٍ كبير في هذا العالم مهما بدَت مشكلات الحياة وتحدياتها صعبة ومرهقة ومهما شعرتَ بالضعف أحياناً، فأعمالك هامةٌ حقاً؛ وفي الواقع، تحدث معظم التغييرات الإيجابية في حياة الإنسان عندما يتلقَّى الحب والاهتمام بكل بساطة من شخصٍ آخر يؤمن به ويحفِّزه؛ لذا حاولْ أن تكون شخصاً يهتم بالآخرين ويدعمهم، حتَّى إن قدَّمتَ ذلك لإنسان واحد فقط في حياتك.




مقالات مرتبطة