12 درساً عن الحياة تعلَّمته خلال 12 سنة من الترحال

مذ بدأت دراستي الجامعية منذ قُرابة 12 سنة، بدأتُ ترحالي (للعمل والمتعة)، وعشت في مدن مختلفة، وعملت في شركات عديدة، وقابلت أُناساً لامعين واستثنائيين في كلِّ مكان حللتُ فيه، وأودُّ أن أشارك في هذا المقال 12 درساً تعلَّمته خلال تجربتي الحياتية:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويشاركنا فيه 12 درساً تعلَّمه خلال تجربته الحياتية.

1. يمتلك جميع الأفراد نفس الرغبات والحاجات الأساسية:

تشير الملاحظات أنَّ الأفراد من مختلف المدن والبلدان، والخلفيات العرقية، والمستويات الاجتماعية والاقتصادية، يشتركون في جميع الرغبات الأساسية، ألا وهي القبول والحب والسعادة والرضى والأمل بمستقبل واعد، وتبرز الاختلافات بينهم في الأساليب المُتَّبعة في تلبية هذه الرغبات؛ أي عند تجاوز السِمات الظاهرية السطحية يبدو أنَّ جميع الأفراد في شتَّى أنحاء العالم لديهم قواسم مشتركة.

2. أعمالك اليومية هامة جداً:

تتحقَّق غايات المرء بالعمل والسعي، ولا يُشتَرط أن تكون محترفاً في مجالك حتى تباشر سعيك؛ وإنَّما عليك أن تباشره حتى تبلغ الاحتراف؛ إذ تبدأ الإنجازات باتخاذ قرار المحاولة، وكثيراً ما تكون أفعال المرء مبنيَّة على رغبته وليس مقدرته؛ لذا عليك أن تتَّبع شغفك في الحياة، وتقوم يومياً بالأفعال اللازمة التي تؤسِّس لمستقبل واعد يحقِّق لك الرضى الذاتي.

3. ليس من الضروري أن تكون لطيفاً في جميع المواقف:

لا بدَّ أن تتعرَّض للاستغلال جرَّاء سلوك الطيبة واللطف في بعض المواقف؛ لذا عليك أن تضع حدودك الخاصة، ولا تقبل بإجراء تغييرات في شخصيتك لتثير إعجاب أحدهم؛ إذ يجب أن يكون التغيير نابعاً من رغبتك في صقل شخصيتك وتأسيس مستقبل ناجح؛ وذلك لأنَّ تصرُّفك وفق طبيعتك الحقيقية يضمن لك تحقيق النجاح والسعادة، فقد تحتاج في بعض الأحيان إلى التفكُّر ودراسة الأمور من منظور مختلف، وتذكُّر ذاتك الأصيلة وغاياتك في الحياة، والقيام بالأعمال وفق أسلوبك الخاص بصرف النظر عن آراء الآخرين.

إقرأ أيضاً: 12 قصة عن اللطف والكرم ستغير طريقة حياتك

4. لا يوجد إنسان مثالي، لكنَّك رائع كما أنت:

لا بأس بألَّا تكون الأجمل، أو الأقوى، أو الأكثر موهبة في العالم، ولكن إيَّاك أن تزيِّف شخصيتك، فأنت رائع عندما تتمسَّك بشخصيتك الحقيقية، فقد لا تكون فخوراً بجميع الأمور التي أنجزتها في الماضي، وهذا أمر طبيعي جداً، فالماضي انقضى، وبناءً عليه يجب أن تكون فخوراً بتقدُّمك الشخصي، والنضج الذي أحرزته، والخبرات التي اكتسبتها في أثناء ذلك.

5. أنت لا تحتاج إلى أشخاص مثاليين في حياتك:

أنت لا تحتاج إلى أصدقاء وأحبَّة مثاليين في حياتك؛ بل تحتاج إلى من يكون أهلاً للثقة والمعاملة الحسنة، بحيث يمكنك أن تتصرَّف وفق طبيعتك في حضوره، ويستمتع كل منكما بصحبة الآخر؛ لذا يجب أن تبحث عمَّن يعرف أخطاءك ونقاط ضعفك، ويساندك في الوقت الذي يتخلَّى عنك الجميع.

6. عليك أن تتقبَّل حقيقة أنَّ الحياة قائمة على التغيُّر:

كلُّ ما في الحياة مؤقَّت؛ لذلك عليك أن تستمتع في أوقات اليسر، وتصبر في أوقات العسر؛ لأنَّ جميعها إلى زوال، وعليك أن تتخذ موقفاً إيجابياً عندما تسوء الأحوال في حياتك، وتركِّز على الجوانب الطيبة في شتَّى الظروف؛ وذلك لأنَّ الحياة تستمر ويستمر معها الأمل بالمستقبل.

تقدِّم لك الحياة في كل لحظة فرصة جديدة لتبدأ تجربة أو تنهي أخرى، فعليك أن تضع في حُسبانك أنَّ حتميَّة الزوال لا تعني أنَّ اجتهادك سيضيع سدىً؛ بل عليك أن تستمرَّ في سعيك، وتبذل ما بوسعك في خوض التجارب.

شاهد بالفيديو: 10 حقائق جوهرية ستغير حياتك

7. تدلُّ ندوبك النفسية على تحقيقك للتنمية الشخصية:

إيَّاك أن تشعر بالخزي من الندوب النفسية التي ألحقتها بك تجارب الحياة؛ لأنَّ هذه الندبة تدلُّ على أنَّك تجاوزت الأزمة، وتغلَّبت على الألم، واكتسبت مزيداً من الخبرة الحياتية، وازددتَ قوةً، ومضيت في حياتك؛ أي إنَّ الندبة النفسية تمثِّل وسام نصرك على مصاعب الحياة.

8. دائماً ما تكون الحقيقة الخيار الأمثل:

لا يوجد أسهل من خسارة الاحترام والثقة، ولا أصعب من استعادتهما؛ لذلك إيَّاك أن تتخذ قراراً مصيرياً عند الغضب، أو تقطع وعداً في أوقات السعادة الغامرة، أو تتلاعب بمشاعر أحدهم؛ لأنَّك لست متأكِّداً من مشاعرك، فعليك أن تلزم الصدق والصراحة في شتَّى المواقف.

9. تبرز أهمية الحياة في التفاصيل الصغيرة التي لا يمكن شراؤها بالمال:

ثمَّة بهجة في امتلاك المال وما تشتريه بالمال، بشرط ألَّا نتجاهل الجوانب المعنوية التي يتعذَّر شراؤها بالمال، فلا يتحقَّق النضج عندما تبدأ بالتفكير والحديث عن الأشياء الكبيرة؛ بل عندما تبدأ بفهم وتقدير التفاصيل الصغيرة.

10. حياة الأفراد أكثر تعقيداً ممَّا تبدو عليه في الظاهر:

لكلِّ فرد منَّا تجربته الحياتية الشائكة، فلا يُقاس ألم الإنسان بالدموع التي يذرفها في بعض الأحيان؛ بل بالابتسامة الزائفة التي يظهرها، قد لا تظهر بقايا الخبرات النفسية الأليمة للآخرين، ولا تشفى الصدمات من تلقاء نفسها، ولا يبرز الألم إلى العلن، فإيَّاك أن تطلق أحكامك على أحدهم بسبب ماضيه أو مشاعره دون أن تفهم وضعه بالكامل؛ إذ ليس بالضرورة أن يكون حكمك المبني على ظاهر الأمور صائباً، وإيَّاك أن تسارع في الإشارة إلى أوجه القصور في حيوات الآخرين عندما لا تكون مستعداً للنظر في عيوب حياتك الخاصة.

11. ثمَّة اختلاف بين مفهومي الاستسلام والمضي إلى الأمام في الحياة:

ثمَّة اختلاف بين الاستسلام وبين عدم رغبتك في تحمُّل المزيد في وضع معيَّن؛ إذ لا يُعقل أن تتمسَّك بما طواه الزمان ولم يعد موجوداً في حياتك الحالية؛ بل يجب أن تواجه الظروف الواقعية عبر اكتساب مهارات قبول الظروف والتخلِّي عن بعض الأشياء والعلاقات، ومواصلة الحياة من جديد، فقد يتعذَّر إصلاح بعض العلاقات والأوضاع، ويمكن أن تتفاقم عند محاولة استرجاعها كما كانت في الماضي، فمن الشجاعة أن تتمسَّك بعلاقاتك، لكنَّ التخلِّي عن العلاقات المؤذية ومواصلة الحياة من جديد يزيد من بأسنا في الحياة.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات مهمة تساعدك على المُضي قُدماً في الحياة

12. لست وحدك من يعاني الوحدة:

عندما تعجز عن النوم جرَّاء قلقك على أحد أصدقائك، وتواجه صعوبة في استعادة عافيتك بعد تعرُّضك للخذلان، ويتزعزع شعورك بالقيمة الذاتية إثر تخلِّي أحدهم عنك، وتتهيَّب خوض تجربة جديدة خشية الفشل، فهذا لا يعني أنَّك مختلٌّ أو مضطربٌ نفسيَّاً؛ بل إنَّ هذه طبيعة البشر، وجلُّ ما تحتاج إليه في هذه المرحلة بعض الوقت لتتعافى من التجربة، فأنت لست الفرد الوحيد الذي يواجه هذه الظروف، وبصرف النظر عن شعورك بالحرج أو الشفقة حيال وضعك، فثمَّة آخرون يختبرون نفس العواطف، فإيَّاك أن تفكِّر أنَّك وحيد في صراعك، فثمَّة دائماً أشخاص يواجهون نفس الظروف.

في الختام:

أحياناً يحتاج الفرد منَّا إلى الخروج عن نمط حياته المعتاد، وإيقاف نشاطاته مؤقتاً؛ ليتفكَّر ويدرس أحوال حياته بتمعُّن؛ ويُعدُّ السفر من أفضل الطرائق المستخدَمة في الحفاظ على الثبات النفسي، فعند معاناتك من نمط سلوكات عاطفية هدَّامة لفترة مطوَّلة دون استشعار أي تغيير إيجابي، عندئذٍ يمكنك أخذ استراحة قصيرة، والقيام برحلة لبضعة أيام لخوض تجربة جديدة وتنشيط ملكاتك العقلية.




مقالات مرتبطة