12 أكذوبة تصدقها دون وعي وتبقى عالقة في ذهنك

أستيقظ في معظم صباحاتي مفعمةً بالامتنان والبهجة لهذه الحياة المضطربة والجميلة التي أحظى بها، فكم أنا محظوظة بالتواصل مع النساء من جميع أنحاء العالم، وأنَّ لدي مساحة للقراءة، وأسرة أحبها، وفرصة لاستخدام مواهبي لتشجيع الناس وتعليمهم كلَّ يوم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة أنجل كرنوف (ANGEL CHERNOFF)، وتخبرنا فيه عن تجربتها في تحدي بعض الأكاذيب التي نصدقها دون وعي لكي تحيا حياة هادفة.

لكن منذ وقت ليس ببعيد كانت ثمَّة أفكار تقيدني؛ فكنت أخاف من الكتابة، ومن تجربة أشياء جديدة، ومن المغامرة بأيِّ شيء، كنت منتجةً ومشغولة، ومع ذلك لم أكن حاضرةً تماماً، ولم أركز تركيزاً كاملاً على ما أقوم به من عمل؛ والسبب الأكبر في ذلك هو أنَّني لم أتعلم بعد التحقق من أفكاري وتحديها.

الشجاعة لا تعني غياب الخوف، بل اختيار المواجهة حتى عندما نكون خائفين، كذلك لا يعني عيش حياةٍ هادفة اكتشاف حلول لكلِّ مشكلات الحياة أو الشعور دائماً بالثقة؛ بل يعني أن تبقى يقظاً في كلِّ خطوة تخطوها.

لذا فقد اخترت أن أفعل ما يهمني حقاً وما يتماشى مع قيمي ومعتقداتي، وعندما نقرر الانطلاق وإنشاء حياة خارج مسارنا المألوف، أو حياة تتماشى تماماً مع قيمنا الأساسية وأولوياتنا القصوى، تظهر أمامنا العوائق؛ إذ نصر على مقارنة أنفسنا بغيرنا والسعي نحو الكمال، بينما يولِّد الخوف من هذه العوائق أكاذيب خفية، أو أنصاف حقائق لإبقائنا مشتتين وغارقين بالكسل.

إذاً نحن بحاجة لأن نبقى يقظين للأفكار التي نؤمن بها عن قيمتنا وقدرتنا على القيام بأشياء صعبة، حتى نتمكن من فصل الحقيقة عن الخيال، وتحدي الأكاذيب، والاستمرار في المضي قدماً بفرحٍ وعزم.

لذا حاول أن تتحدى هذه الأكاذيب من أجل حياةٍ هادفة:

1. حلمي مستحيل، فهو كبير جداً وسيستغرق وقتاً طويلاً:

عندما تكون لدينا فجوة كبيرة بين ما نحن عليه وما نريد أن نكون، يمكن أن نشعر بإحباط كبير، ونتساءل كيف سنصل إلى هدفنا المنشود؛ لذا تقبل دائماً أن تكون مبتدئاً، وحاول تقسيم هدفك الكبير إلى خطواتٍ صغيرة واتخذ رؤيةً أبعد وأشمل، فإذا كان هدفك ذا قيمة فعلاً، فهو يستحق العمل المتقن والجهد الذي تبذله؛ إذ إنَّنا نمتلك إحساساً بالكفاءة من خلال تحقيق مكاسب صغيرة والتركيز على خطوات صغيرة ومتسقة وهادفة، وكونك أسرع أو تتخذ خطوات أكبر ليست دائماً صفاتٍ جيدة.

2. لن أكون قادراً دائماً على تحقيق الكفاءة والمثابرة:

قد يكون هذا صحيحاً إذا كانت مهمتك هي أن تتساوى بالكفاءة والمثابرة مع أيِّ شخص آخر، لكن مهمتك هي التمسك برؤيتك الفريدة، واتباع نظامك الخاص وبناء حياة تناسبك أنت؛ ففكرة السعي إلى الكمال يمكن أن تمنعنا حتى من البدء، لكن بإمكاننا أن نخفف الحاجة لتسير حياتنا وأحلامنا وفق طريقة معينة بالضبط واختيار البقاء منفتحين على الاحتمالات السعيدة.

ربما لن تصل أبداً إلى مستوى توقعات الآخرين، لكن بإمكانك بناء حياة بهيجة وهادفة تتجاوز بكثير ما كان يمكن أن تتمناه أو تتخيله، لمجرد أنَّك انطلقت وسعيت.

3. لقد حاولت من قبل وفشلت، فلماذا عليَّ أن أكترث الآن؟

عندما نزيل الأحكام والخجل من حياتنا، نرى كلَّ تجارب حياتنا على أنَّها معلومات مفيدة، ويمكن تسخيرها لمصلحتنا، فلا يعيش أحدٌ حياته دون صدمات، ولا عيب في الفشل؛ لذا استيقظ؛ فكلُّ يوم هو بداية جديدة لاختيار مَن سنكون في العالم وكيف، وبإمكاننا إظهار الشجاعة والفضول، فأن تتعلم كيف تتكيف وتستفيد من تجارب الحياة هي علامة على الحكمة؛ لذا حرر نفسك، وابتهج بنفسك، وضع خطة عمل جديدة.

شاهد بالفديو: 9 دروس عظيمة تعلمها الأشخاص الناجحون من الفشل

4. أنا محتال، ومخادع، وأفعل الأشياء دون تخطيط:

إذا كنت كذلك، فهذا جيد؛ لأنَّ هذا يعني أنَّك منفتح وشجاع؛ فجميعنا نرتجل أفعالنا ونقوم بها دون تخطيط، وبدلاً من أن يكون ذلك مخزياً، إنَّه مذهل؛ فالحياة هي مغامرة مجنونة وجميلة وفوضوية لأولئك الذين يخوضونها يوماً بيوم، لا يوجد يقين، ولا ضمانات، فرص مؤقتة فقط؛ ويجب ارتكاب الأخطاء والتعلم منها كلَّ يوم، أو كما يقول الكاتبان مارك وآنجل كرنوف (Marc and Angel Chernoff) في كتابهما: "استعادة السعادة" (Getting back to happy): "اسمح لنفسك بأن تكون مبتدئاً، فلا أحد يبدأ رائعاً، وابذل قصارى جهدك حتى تعرف أكثر، وبمجرد أن تعرف أكثر، افعل ما هو أفضل قليلاً".

5. في كلِّ مرة أجرب فيها شيئاً جديداً، أشعر بالنشاط لفترة قصيرة ثم أعود للانتكاس من جديد:

هذه مشكلة شائعة حقاً، ويمكن أن تزيد غالباً إذا اعتمدنا "عقلية الكل أو لا شيء"؛ إذ يمكن أن يساعدنا اعتماد نهج أكثر استدامة في الحياة والأهداف على متابعة مسار حياتنا، ويمكنك بناء عادات يومية وأسبوعية وسنوية تستمتع بها وتحافظ عليها، ويمكننا أن نتذكر أنَّ فترات الراحة ضرورية للإنتاجية والإبداع، وأنَّ نتعلم مواجهة الانزعاج عندما تكون الأمور صعبة، والتدرب على تخفيف الرغبة في السعي إلى الكمال الذي يخبرنا بأنَّ النجاح امتلاك كلِّ شيء أو لا شيء أبداً.

6. لقد اكتشف الجميع كيف يصبح ناضجاً فلا بدَّ أنَّ لدي مشكلة خاصة بي:

الحياة فوضوية بالنسبة إلينا جميعاً، فكلٌّ منا له موهبته المميزة، وسنواجه تحدياتٍ وفرصاً للتوسع والنمو؛ وعلى الرَّغم من أنَّ المقارنة تسمح لنا بالاعتقاد أنَّ أيَّ شخص آخر يمضي بسلاسة في الحياة، إلا أنَّه نادراً ما يكون هذا صحيحاً؛ فالأمر الأكثر احتمالاً هو أنَّك لا ترى سوى جزء صغير من حياة الآخرين الكاملة والمعقدة، وعلى أيِّ حال، فإنَّ مهمتك هي التركيز على مسارك الخاص وبناء الحياة التي تريدها بعناد.

إقرأ أيضاً: أهمية مهارات الحياة وكيفية اكتسابها وأمثلة عنها

7. ربما سأتعرض للرفض أو السخرية:

لن يحبك أو يصفق لك الجميع، فقد تُرفض في بعض الأحيان، وقد لا يعجب عملك الجميع، وقد يكون بعض الناس لئيمين صراحة، لكن إليك حقيقة يجب وضعها في الحسبان من أجل عيش حياة هادفة:

ليس من وظيفة الجميع أن يحبوك؛ إنَّما هي مهمتك أنت، أن تحب نفسك، وتعامل نفسك كما يحلو لك، وتتصرف بوصفك أكبر مشجع لذاتك؛ فعندما نقرر أن نحب أنفسنا، نجد أنَّنا لا نتوق إلى كسب رضى الآخرين بالطريقة نفسها التي فعلناها من قبل لأنَّنا واضحين بشأن هويتنا، بما في ذلك نقاط قوتنا وضعفنا، وإلى أين نحن نتجه.

8. أنا لست جاهزاً بعد:

نكتشف طريقنا بالانطلاق والتجربة والمشاركة في الحياة، فهل تسمح للخوف بإعاقة تقدمك؟ إذ إنَّنا عندما نشجع أنفسنا قليلاً ونخطو خطوة إلى الأمام، نتعلم ما لا يمكننا تعلمه أبداً من خلال الاكتفاء بالقراءة أو مراقبة ما ينوي الآخرون فعله؛ إذ نواجه تحدياتٍ ونعيش سعادةً لم نكن نحلم بها لأنفسنا؛ فالحقيقة هي أنَّنا لن نكون أبداً "جاهزين تماماً" وسنغير مسارنا بلا شك مع كلِّ تقدم نحرزه، وهذا جزء مقبولٌ وجميل من رحلة الحياة؛ فالعمل وإن لم يكن مثاليَّاً يمهد الطريق نحو النجاح.

9. لا يحقق الجميع النجاح، فلماذا أكون من القلة الذين يحققونه؟

يتطلب إنشاء حياة هادفة تحديد (وإعادة تعريف) النجاح لأنفسنا باستمرار، فكيف ستقيسه، وكيف سيكون شكله وشعورك تجاهه؟ وهل هو عبارة عن رقم يمكنك قياسه بدقة، أو أنَّه إحساس شامل بكيفية قضاء أيامك؟

عندما ندرك حقيقتنا وماذا نريد بدلاً من السعي إلى تحقيق "أفكار النجاح" التي يمتلكها الآخرون، فمن الأرجح أن نجد طريقنا، وبفرض أنَّ رؤيتك للنجاح لم تتحقق؛ قد يكون هذا صعباً، ولكن أحبَّ نفسك، وعدِّل أهدافك، واستمر في العمل عليها إلى أن تتحقق.

10. ستظن عائلتي، أو أصدقائي أنَّني مجنون:

دع الآخرين يكونون مسؤولين عن أفكارهم وعواطفهم، وتحمَّل أنت المسؤولية عن نفسك فقط، وبينما أعتقد أنَّه من الهام النظر في من سمحنا له بالدخول إلى عالمنا الخاص، وإذا كانوا يستحقون ذلك، فحتى الأشخاص الذين يحبوننا، قد يثيرون خوفنا من التغيير أو ينظرون إليه نظرة محدودة، ونحتاج في بعض الأحيان إلى طلب الدعم خارج دائرة عائلتنا وأصدقائنا؛ لذا كن حكيماً بشأن من تسمح له بالتدخل في حياتك وتذكر أن تدافع بإصرار عمَّا تريده وتحتاج إليه.

إقرأ أيضاً: لا تكن ضحيةً: بل تحمَّل المسؤولية

11. لدي قيود حقيقية في حياتي، وليس من المنطقي زيادة أعباء على نفسي:

يعيش معظمنا في ظل قيود حقيقية في حياتنا، مثل القلق والألم المزمن والحالة الصحية والوقت المحدود أو قلة الدعم، ومن الجيد أن نكون صريحين بشأن ظروفنا ونتحلى بالقدرة على اختيار ردود أفعالنا، ومن الممكن بناء حياة تراعي نظامنا الخاص واحتياجاتنا الصحية المحددة مع الاستمرار في التقدم وإنجاز أشياء صعبة؛ إذ يمتلك كلُّ شخص نقاط قوة مميزة ويواجه تحديات خاصة، ويجب ألا تكون حياتي نسخة طبق الأصل من حياتك، بالنسبة إلي لم أشعر بخيبة أمل أبداً عندما وثقت في حدسي باتباع نظام الخطوات الصغيرة، بدلاً من ترك المنطق أو العقل وحده يتحكم بكلِّ شيء.

شاهد بالفديو: 7 استراتيجيات لتطوير عقلية النمو إذا كنت تمتلك عقلية ثابتة

12. يجب أن أعيش على مستوى إمكاناتي:

حاول أن تتحرر من ضغط أو توقع أن تصل إلى أقصى إمكاناتك، وركِّز على العيش الهادف، والقدرة على فعل شيء ما، لا يعني أنَّه يجب علينا ذلك، قم بما يلزم من العمل لتحديد قيمك الأساسية، وكيف تريد أن تشعر وأنت تمضي خلال أيامك، وأصغِ إلى ما تريده حقاً وامنحه القيمة والاهتمام بدلاً من الاهتمام بالثرثرة التي تدور حولك، وعلينا أن نقرر كيف سنسير خلال هذه الحياة القصيرة، وأن نختار بحكمة.

في الختام:

يمكن أن تتسلل المقارنة والكمال والخوف خفية إلى حياتنا، لكن يجب ألا نسمح لهذه الأمور بمنعنا من القيام بالعمل الذي نشعر بأنَّنا خُلِقنا لأجله أو من حب أنفسنا.

يتطلب الأمر في عالم صاخب مليء بالإمكانات عملاً للبحث وكشف أكثر ما نريده ونحتاج إليه، لنبني بعدها ببطء - لكن بثبات - حياة سعيدة وهادفة من صنع أيدينا.




مقالات مرتبطة