11 عادة سلبية عليك الإقلاع عنها

سبب دراستي للإنتاجية هو أنَّني شخصٌ غير منتج أبداً، فأنا أنام ​​كثيراً، وأتحدث كثيراً، وأقرأ كثيراً، وأستمع إلى الموسيقى طوال اليوم، وأشاهد الأفلام، فلولا نظام الإنتاجية الخاص بي، لن أنجز أي شيء، ولن أكتب هذا المقال حتى، وإذا كنت تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، فكل ما ستراه هو الأشخاص الأكثر إنتاجية وصحة وثراءً، لكن هل هذا هو الحال فعلاً؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في الإقلاع عن بعض العادات ليصبح شخصاً أكثر إنتاجاً في الحياة.

لا أعلم، فأنا أعرف هذا فقط: لا يمكنك أن تكون منتجاً على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، ويعتمد جزء كبير من تحقيق الإنتاجية على التخلص من العادات السلبية.

فيما يأتي قائمة من 11 عادة سلبية تعلَّمتُ أن أقلِّل من ممارستها أو أن ألغيها، وإذا كان لديك القليل من هذه العادات فلا تقلق؛ إذ إننا جميعاً نكون غير منتجين في بعض الأحيان، لكن إذا كان لديك خمسة أو أكثر، فقد حان الوقت للتغيير:

1. الإفراط في العمل:

يمكنني العمل في بعض الأيام لمدة 12 أو 13 ساعة متواصلة، وآخذ استراحة لممارسة الرياضة وتناول الطعام، ويمكنني الاستمرار في ذلك لبضعة أيام، لكن بعد أيام قليلة، أصل إلى حافة الانهيار، وأفقد قدرتي على إنجاز المهام، أو حتى الرغبة في إنجازها، لكن هذا ليس أمراً جيداً؛ لذا تعلَّمتُ تحديد مدة العمل المناسبة لي، وكما قال الروائي الأمريكي "إرنست همنغواي" (Ernest Hemingway): "توقف عن العمل في ذروة يومك".

2. القلق:

ماذا لو أفلست؟ ماذا لو فقدت وظيفتي؟ ماذا لو كانت لا تحبني؟ ماذا لو أصبت بالسرطان؟ ماذا لو تحطمت هذه الطائرة؟ ماذا لو فقدت بصري؟ وغيرها الكثير من الأسئلة؛ كلها أفكارٌ تشغل تفكيرك دائماً، وتدفن رأسك عميقاً في الرمال مثل نعامةٍ منتظراً أن تنتهي مشكلاتك، لدرجة أنَّك لا تستطيع أن تُدرك كيف لهذه الطريقة في التفكير أن تمتصَّ وتستهلك طاقتك، لكنَّ الحقيقة هي أنَّك لن تموت في هذه اللحظة؛ لذا تمالك نفسك، وتوقف عن القلق، وافعل شيئاً مفيداً.

3. العناد:

نحن نتعامل مع الناس في كل وقت، لكن هل قلت يوماً: "لماذا يجب أن أستمع إلى هذا الرجل؟"، أو "ماذا لديه من معلومات؟"، لا أعلم، ربما أكثر ممَّا تعرف أنت، فنحن لن نعرف ما لدى الآخرين حتى نصغي إليهم، وعندما تكون دائماً ساخراً وعنيداً، فأنت في الواقع تؤذي نفسك.

4. إهمال صحتك:

الطريقة التي تشعر بها تحدِّد جودة عملك، فإذا كنت دائماً متعباً وتشعر بالضيق، فكيف لك أن تتوقع القيام بعمل رائع؟ لكن عندما تكون في حالة صحية جيدة وتتغذَّى جيداً، سينعكس ذلك على عملك.

شاهد بالفديو: 10 عادات يومية تستنزف طاقتنا

5. التحقُّق من بعض الأشياء:

نحن نقول غالباً - عند سؤالنا ماذا نفعل - شيئاً مثل، "كنت أتحقق فقط من "إنستغرام" (Instagram)" أو شيئاً من هذا القبيل، لكنَّ "التحقق" ليس نشاطاً مفيداً، قد يكون فعلاً، لكنَّه ليس فعلاً حقيقياً، فعندما بدأت التدوين، كنت دائماً أتحقَّق من إحصاءاتي دون سبب، ولم أجد نتيجة مفيدة من هذا التحقق؛ لذا توقف عن فعل ذلك.

6. عدم وجود أهداف:

حين يقول الأشخاص الناجحون: "ليس لدي أهداف" أعلم أنَّهم يكذبون، فمن يستطيع أن ينجح في أي شيء دون أن يسعى إليه؟ فلا تُصدِّق القصص، فالناس يريدون فقط أن يجعلوك تظنُّ أنَّهم نجحوا دون جهد؛ لذا حدِّد هدفاً، ثمَّ اعمل على تحقيقه.

إقرأ أيضاً: أهمية وضوح الهدف وطرق الوصول إليه

7. القبول دائماً:

يخشى معظم الناس من رفض طلبات الآخرين، فربما لا يرغبون في خذلانهم، وربما لا تريحهم كلمة لا، لكن إذا واصلت قبول أي شيء يُطلب منك، سيبدو الأمر وكأنَّك تعيش حياة شخص آخر، فكِّر في الأمر جيداً؛ إذ نعلم جميعاً في داخلنا أنَّ هذا صحيح، فنحن لا نستطيع السيطرة على وقتنا الخاص؛ لذا إذا كنت ترغب في أن تكون في حالة سيطرة تامة على حياتك، عليك أن تقول لا لملايين الأشياء والطلبات، وأن تقول نعم فقط لبعض الأشياء الهامَّة.

8. الاعتماد على ذاكرتك:

إنَّ عدم كتابة أفكارك، ومهامك، وما إلى ذلك، هو جنون بحدِّ ذاته؛ لأنَّك تهدر كثيراً من قدراتك العقلية عندما تعتمد فقط على ذاكرتك، فعندما تكتب كل ما تعرفه وكل ما تفكِّر فيه، يمكنك استخدام قوتك العقلية لأشياء أخرى، مثل حل المشكلات، فهذا مفيد ويعزِّز حياتك المهنية.

9. إهمال تعليمك الشخصي:

نحن نظنُّ عند إنهاء المرحلة الجامعية أنَّنا انتهينا من الكتب والدراسة، لكن من يتعلَّم شيئاً واحداً هل يتوقف عن التعلم؟ لا أعرف لماذا غُرست هذه الفكرة في عقولنا، لطالما ظننتُ أنَّ التعلُّم يتوقف عندما نتخرج في الجامعة، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ حياتك تتوقف عندما يتوقف التعلم.

لذا استثمر في ذاتك، تعلَّم شيئاً جديداً، اقرأ الكتب، اتبع الدورات، شاهد فيديوهات، افعل ذلك من المنزل أو في أي مكان آخر، فقط تعلَّم أشياء جديدة، وستصبح أكثر إنتاجية وأكثر حماسةً للحياة.

إقرأ أيضاً: 15 نصيحة عن التعلم الذاتي

10. الشكوى:

نعلم جميعاً أنَّنا نشتكي، ومع ذلك، نستمر في الشكوى، فهي من تلك العادات التي نحاول دائماً الإقلاع عنها، لكنَّنا نعود إلى ممارستها، وأنا لست مختلفاً؛ لذا أذكِّر نفسي دائماً أنَّ الشكوى مضيعة للجهد، ومجرد إدراك ذلك سيساعدك على الإقلاع عنها.

11. فقدان التركيز:

يقول معظم الأشخاص الناجحين إنَّ القدرة على التركيز هي السبب الأول وراء هذا النجاح الكبير، وهذا ليس أمراً مفاجئاً، فالأشخاص الذين لا يعرفون هدفهم أو ماذا يريدون، لن يحققوا أي نجاح.

في كثير من الأحيان، لا يفهم الناس سبب تركيزي على ما لا أريد فعله، والسبب هو أنَّني أحب التعلم بطريقة عكسية؛ إذ إنَّها نفس الاستراتيجية التي استخدمها المستثمران الأمريكيان "وارن بافت" (Warren Buffett)، و"تشارلي مانجر" (Charlie Munger) ليصبحا أكثر المستثمرين شهرة في العالم.

عندما تريد أن تصبح ناجحاً أو منتجاً، انظر كيف تصبح في حال كنت خلاف ذلك - فاشلاً وغير منتج - واقلب الأشياء رأساً على عقب، فهذا ما فعلناه في هذا المقال أيضاً، وبعد تجنب هذه العادات السلبية، ستصبح تلقائياً أكثر إنتاجية، وعندما تقوم بدمج هذا مع عدد قليل من النصائح عن الإنتاجية، سيكون لديك نظام موثوق.

في الختام:

أنا دائماً أعتمد على نظامي للعمل بطريقة أفضل وأكثر ذكاءً وسعادة وفاعلية، فقد استغرق الأمر منِّي سنوات لأكتشف أنَّ امتلاك نظام هو أمرٌ جيد، وبضع سنوات أخرى لإنشاء هذا النظام، لكنَّ الأمر كان يستحق العناء.




مقالات مرتبطة