11 دليلاً على أنك أسير لعملك دون أن تعلم

غالباً ما يُقيد العمل حياتك في الوظائف الروتينية؛ إذ تحرص على الوصول باكراً وتتوجَّه مباشرة إلى مكتبك وتلقي نظرة إلى بريدك الإلكتروني ومهامك اليومية وتستعد لتبدأ يومك، وتحاول إدارة يومك وتنظيمه بطريقة تمكِّنك من إنجاز واجباتك كلها باكراً لتتمكَّن من مقابلة أصدقائك، ولكن بعد الانتهاء من أول مهمتين تشعر بأنَّ الأمور خرجت عن السيطرة، وربما تظن أنَّه أمر طبيعي في بعض الأحيان؛ لكنَّه ليس طبيعياً إلا في الوظائف التي تقيد حريتك.



يستمدُّ الإنسان في الواقع الحالي قيمته ومكانته من عمله، وهذا ليس جديداً؛ فعند التعارف أول ما يُسأل عنه هو الاسم والمهنة، ومن المؤسف أن يركز الناس فقط على هذا الجانب بين عدد من الأشياء التي تحدِّد قيمة الإنسان، وهي جوهره الحقيقي وذكاؤه وإمكاناته ونجاحاته السابقة؛ لكنَّ ما يعطي العمل أثره القوي هو قدرته على التغلغل في حياة الإنسان واستهلاك وقته وتفكيره لدرجة أن ينسى نفسه دون أن يدري بذلك، وما يزيد الأمر سوءاً أنَّ هذه الحالة تنطبق على معظم الناس لدرجة أصبحت أمراً طبيعياً ومألوفاً؛ والخطوة الأولى لحل المشكلة هي الانتباه لها والاعتراف بوجودها.

11 دليلاً على أنَّك أسير لعملك:

إليك فيما يأتي 11 دليلاً على أنَّك أسير لعملك:

1. قضاء معظم ساعات اليوم في العمل:

يقضي الشخص نصف حياته تقريباً في العمل؛ إذ يستيقظ نحو 112 ساعة أسبوعياً، ويقضي 40 – 60 ساعة منها في العمل، أو 50 – 70 إذا كان الوصول لمكان العمل يستغرق نحو ساعتين.

2. عملك هو مصدر دخلك الوحيد:

تُعَدُّ الوظيفة مصدر الدخل الوحيد بالنسبة إلى معظم الناس؛ لهذا هم مُجبَرون أن ينفذوا أي مهمة توكَل إليهم، ولا شك في أنَّ اختياراتك في الحياة محدودة ضمن إمكاناتك المادية؛ لذلك عندما تمتلك مصادر متعددة للدخل فإنَّ اعتمادك عملك سيقل إلى حدٍّ كبير.

3. عملك يحدد قيمتك السوقية:

تمتلئ السير الذاتية للباحثين عن عمل بالخبرات الوظيفية والأعمال السابقة كأنَّها الرصيد الوحيد لضمان أمن وظيفي وقيمة سوقية جيدة، وينبغي ألا تكون هذه هي القاعدة؛ فعندما تكون سيرتك الذاتية قوية وغنية بالخبرات التعليمية والمهارات يُفترض أن تحصل على وظيفة جيدة حتى لو لم تكن لديك خبرات عملية سابقة.

4. عملك هو أكبر مصدر للطاقة السلبية في حياتك:

يمكن أن يكون للعمل تأثير مباشر في حالتك المادية، أما حالتك النفسية فيجب أن تبقى محمية وألا تتأثر سلباً، وإذا كنت تشعر بالقلق في كل مرة تستيقظ صباحاً للذهاب إلى العمل أو قبل النوم لأنَّك قلق من عملك في اليوم التالي، فاعلم أنَّك فقدت السيطرة على مشاعرك، ولا ينبغي أن تصل الأمور إلى هذا الحد؛ فهو في النهاية مجرد عمل يأخذ من وقتك وتحصل مقابله على المال، ولكن ليس على حساب صحتك النفسية.

5. الحديث عن العمل طوال اليوم:

إذا كنت تعاني صعوبات مهنية أو بصدد افتتاح مشروع جديد يجب ألَّا يتجاوز هذا الجانب نسبة محددة من حديثك خارج أوقات العمل مع العائلة أو الأصدقاء، وإلا فقدت السيطرة على وقتك والقدرة على تنظيم بقية شؤون حياتك.

شاهد بالفديو: مهارات التواصل في العمل أهميتها وطرق تحسينها

6. عملك يمنعك من فعل الأشياء التي تريدها:

قد يكون العمل من أولويات الحياة لكن ليس أهمها؛ لذا احرص ألا يتحول إلى عائق يمنعك من القيام بالأشياء التي تحبها أو يجعلك الشخص المعروف بين الناس بانشغاله الدائم.

إقرأ أيضاً: الطاقة السلبية: مصادرها وكيفية التغلب عليها

7. عملك يجعلك بحالة توتر وترقُّب دائم للحصول على ترقية:

لا شك أنَّ الحصول على ترقية هو السبب الرئيس الذي يدفع الناس ليقدموا أفضل ما عندهم للعمل، لا سيَّما تلك الترقيات التي ترتقي بوضعهم المهني لأفضل حال، وحتى يتحقق ذلك لا بدَّ من مواجهة كثير من التحديات والصعوبات، ولكن عندما يتحول الأمر إلى هاجس يعوق حريتك وسعادتك فتلك إشارة إلى أنَّ عملك هو المتحكم بطموحك وأهدافك.

8. انتظار التقاعد لتستمتع بالحياة:

من المؤسف والغريب أنَّ الإنسان بعد أن يسعى جاهداً إلى الحصول على وظيفة يصبح هدفه فيما بعد أن ينتهي من الخدمة ويصل إلى سن التقاعد حتى يتمكَّن من فعل كل الأشياء المُؤجَّلة التي يحبها، وهذا اعتراف ضمنيٌّ بأنَّ حياته بأكملها رهن للعمل حتى بلوغ الستين من العمر، وهذا خطأ؛ لأنَّ العمل يجب ألا يشكِّل عائقاً؛ فهو جزء من الحياة وليس كلها.

9. مدة الدوام طويلة وإلزامية دون إنتاجية فعلية:

في الوظائف الروتينية عادة ما يُفرَض نظام الحضور في المكتب حتى لو لم يكن هناك عمل حقيقي، فتجد نفسك جالساً تنتظر مرور الوقت وتتصفح الإنترنت إلى أن يحين موعد المغادرة، في حين أنَّ الغاية الأساسية من الحضور في مكان العمل هي تطوير مشروع جديد أو العمل على رفع كفاءة الشركة، وعندما تكون مجبراً على قضاء ساعات طويلة في العمل دون فائدة فهذا سيئ جداً ودليل أنَّك أسير عملك.

10. متابعة العمل في المنزل:

يجب أن تضع حدوداً واضحة للفصل بين الحياة المهنية والشخصية، فليس من المقبول أن تعود إلى المنزل وتكمل تَصفُّح البريد الإلكتروني الخاص بالعمل.

إقرأ أيضاً: العمل من المنزل: إيجابياته، وسلبياته، وأهم النصائح لزيادة فاعليته

11. عملك لا يتيح لك مجالاً لتتعلَّم شيئاً جديداً:

العمل المناسب هو الذي تشعر فيه بأنَّك في تطور مستمر من خلال تعلُّم مهارات جديدة واكتساب معارف قيِّمة، ويجب أن تكون حريصاً على ألا تسمح للعمل أن يحد من تطورك على الصعيد المهني والشخصي، وإن لم تكن بيئة العمل تساعدك على ذلك بإمكانك البحث عن وظيفة جديدة أو أن تبحث وتتعلَّم أشياء جديدة بنفسك.

في الختام:

حياتك ملكك وليست مُلك رب العمل، وفي الوقت الذي يعيش معظم الناس أسرى لعملهم دون أن يدركوا ذلك، وجب التنبيه إلى أهمية تحديد نسبة تحكم عملك بحياتك وضرورة تغيير الشيء الزائد عن حده.




مقالات مرتبطة