10 نصائح من الرؤساء التنفيذيين للعمل من المنزل بفاعلية وسعادة

وفقاً لـ "بول ستاثام" (Paul Statham)، الرئيس التنفيذي لشركة كونديكو (Condeco Software)، فإنَّ فيروس كورونا قد سرَّعَ وتيرةَ العمل من المنزل، وهذا ما كان يحدث بالفعل في العديدِ من الشركاتِ والمنظمات؛ فوفقاً لتقرير مؤسسة (Modern Workplace 2019)، فإنَّ 41% من أصحاب العمل يوفِّرون الآن شكلاً ما من أشكالِ العمل عن بُعد.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "سام كاري" (Sam Curry)، والذي يخبرنا فيه عن تجربته في العمل من المنزل.

لقد مكَّنت التكنولوجيا الجديدة الشركات من توفير بعض المرونة للموظفين في العمل، ويعني هذا أنَّ الشركات تستطيع -حتَّى في خضم الأزمة العالمية- أن تحقِّق إنتاجيةً ذات تأثيرٍ محدودٍ بطريقةٍ آمنةٍ وتعاونية.

تأتي التهديدات التي تواجه الأعمال من مجالاتٍ عدَّة، لكنَّ تلك الشركات التي تستخدم التكنولوجيا لزيادةِ إنتاجيتها بالفعل -بما في ذلك: القدرة على عقد اجتماعاتٍ افتراضية عبر الإنترنت، أو حجز مكاتب أو مساحة عمل أو مساحات اجتماعاتٍ من موقعٍ بعيد- ستجد أنَّه من السهل تجاوُز هذه الفوضى.

لقد عملتُ من المنزل منذ ما يقرب من 14 عاماً كمدير تسويقٍ لشركةٍ رياضيَّة، وكانت أولويتي دائماً في أثناء إطلاق وكالتي للتسويق والعلاقات العامَّة: تثقيف الناس حول كيفية عيش حياةٍ أكثر سعادةً وصحَّة، من خلال الرياضة والتغذية والسلوك والتواصل.

أعتقد أنَّ التوازن بين العمل والحياة الشخصية أمرٌ صعب؛ لذا أجد طرائقَ لتخطِّي كلِّ ذلك، مع بعض الحدود الفاصلة.

بعيداً عن تبديل ملابس النوم في الصباح، وتعلُّم كيفية استخدام زر كتم الصوت للمكالمات، فيما يأتي ثلاث نصائح تركِّز على عادات العمل الصحية بالنسبة إليّ:

1. اعمل واقفاً:

سيساعد ذلك في تخفيف آلام أسفل الظَهر وتحسين الصحَّة، إذ تتجنَّب بهذه الطريقة الضغَط على فقرات العمودِ الفقريِّ؛ لكن لا يعني هذا أنَّك يجب أن تظلَّ واقفاً طوال اليوم، بل يمكنك التحرُّك في منزلك، وأنا لا أقصد ذهابك إلى الثلاجة فحسب؛ لذا احرص على إيجاد أوقاتٍ للجلوسِ طوال اليوم، وادفع كتفيك إلى الخلف للجلوسِ في وضعيَّةٍ جيدة، وتحرَّك في أرجاءِ المنزل لاستلهامِ الإبداعِ والبقاء في أوضاع مريحة، ورؤية مناظر متعددة، وسماع أصواتٍ مختلفة.

2. اخرج للمشي في أثناء الاجتماعات:

إذا كان لديك مكالمةٌ هاتفيةٌ لا تحتاج إلى البقاءِ أمام جهاز كمبيوتر لتلقِّيها، فضَع سماعات الرأس واخرج للمشي. هذا جيدٌ لعضلاتك وقلبك وسعادتك ورفاهيتك بشكلٍ عام.

3. حضِّر الطعام والوجبات الخفيفة:

كثيراً ما كنت أتورَّط في سيناريو من قبيل "ليس عندي ما آكله"، لكنَّك في الحقيقة لا تحتاج إلى وجباتٍ مُعقدَّة؛ لذا احرص فقط على امتلاك ثلاجةٍ مليئةٍ بالفواكهِ الطازجة، أو الخضار، أو البيض المسلوق، أو البروتينات مثل: صدور الدجاج والتونة، أو أيَّ شيءٍ تحبه.

يمكنك أن تكون مبدعاً في إنشاء عاداتٍ غذائيةٍ "لتغذية الدماغ" وتعزيز الإنتاجية.

إقرأ أيضاً: 11 فطور من حمية البحر الأبيض المتوسط تبقيك صامداً حتَّى وقت الغداء

بالنسبة إلى أولئك الجدُد على العملِ من المنزل، فيما يلي سبع نصائح أخرى طبَّقها الرؤساء التنفيذيون المميَّزون -الذين تواصلت معهم عبر البريد الإلكتروني- لتعزيز إنتاجية أعمالهم وفرَقهم قدر الإمكان:

4. تطبيق عقلية بيئة العمل المبنية على النتائج (ROWE):

يطبِّق "تيم جونز" (Tim Jones)، الرئيس التنفيذي لشركة "برزيشن نيوتريشن" (Precision Nutrition) -شركةٌ متخصِّصةٌ في التدريب على أسلوب الحياة الصحي عبر الإنترنت- عقلية بيئة العمل المبنية على النتائج (ROWE).

ترمز (ROWE) إلى "بيئةِ العمل المبنية على النتائج" (Results Only Work Environment)، ويشجِّعها جونز لأنَّها تساعد في إزالةِ مخاوف المديرين حول إنتاجية الموظفين.

يقول جونز: "نحن لا نتعقَّب الساعات أو نهتمُّ بكيفية قيامك بعملك، طالما أنَّك تجني النتائج؛ حيث تتلاشى الفكرة القديمة عن أهميةِ الوقت الذي تقضيه في الجلوس على مكتبك من خلال التركيز على الأهداف وقابليتها للقياس".

5. اعلم أنَّه لا بأس في المزج بين العملِ والحياة الشخصيَّة:

يحثُّ "تيري تراوت" (Terry Traut)، الرئيس التنفيذي لشركة انتيليشي (Entelechy) -شركةٌ تعمل على تطوير برامج تدريب القيادة وتجربة العملاء للشركات- الناسَ على مسايرة التيَّار، ومحاولة الحدِّ من الصرامة في الفصل بين الحياة العملية والحياة الشخصية.

يُفسِّر (تراوت) ذلك قائلاً: "بدلاً من محاولة إرغام نفسك على أن تكون منتجاً عندما لا تكون كذلك، أو الاسترخاء عندما تدور الأفكار في عقلك؛ ما عليكَ إلَّا أن تسير مع هذا التيَّار. لذا لا تشعر بالذنب إذا استيقظت في الثالثة صباحاً لتوثيق فكرةٍ رائعة؛ ولا بسبب السير في الحديقةِ صباحاً؛ لأنَّك ستجد نفسك أكثر إنتاجيةً وسعادة".

6. حدِّد تقنيَّتك وأعِدَّها بشكلٍ استراتيجي:

قد يعني العمل من المنزل التداخل مع الأنشطة والجداول الزمنية لأفراد الأسرة الآخرين؛ لهذا يشجِّع "أندري خوسيد" (Andrey Khusid) -الرئيس التنفيذي لمنصة ميرو (Miro)- على امتلاك أجهزةٍ متعددةٍ مُفعَّلة مع جميع تطبيقات العمل، إذ يساعدك ذلك على التحلِّي بالمرونةِ قدر الإمكان.

يقول (خوسيد): "بالنسبة إلى الأعمال المعقَّدة والتعاونية، يمكنك توصيل الكمبيوتر المحمول الخاصِّ بك بشاشةٍ كبيرة، حتَّى تتمكَّن من التنقُّل بسهولةٍ بين أدوات التداول بالفيديو، والدردشة، وإدارة المشاريع، ولوحة المعلومات. يمكنك أيضاً الاعتماد على جهازك اللوحي أو هاتفك الذكي -مع وجود بطاريةٍ ذات سعةٍ كبيرةٍ وكاميرة ويب- للحصول على استجاباتٍ سريعةٍ من تطبيقي سلاك (Slack) أو زوم (Zoom) في أثناء التنقل".

تتضمَّن مجموعة خوسيد (Khusid) التكنولوجيا الآتية:

  • تطبيق زوم (Zoom) لعقد مؤتمرات الفيديو.
  • تطبيق سلاك (Slack) للدردشة.
  • تطبيق كونفلوينس (Confluence) للاستخدام الداخلي.
  • تطبيق ميرو (Miro) لصياغة الأفكار، وتخطيط الاستراتيجيات والمشاريع والعروض التقديمية.
  • حزمة برامج جوجل (Google Suite) لجداول البيانات والمستندات البسيطة.
إقرأ أيضاً: 7 تطبيقات لعقد مؤتمرات الفيديو والاجتماعات عبر الإنترنت عن بعد

7. استمتع مع زملائك:

"دي جي حداد" (DJ Haddad) أبٌ لأربعةِ أطفال، والرئيس التنفيذي لشركةِ "حدَّاد وشركاه"، وهي وكالةٌ إبداعيةٌ متكاملةُ الخدمات، توظِّف أكثر من 65 ألف شخص، وعملت مع العلامات التجارية العالمية مثل: مايكروسوفت (Microsoft)، و"كابيتال وان" (Capital One)، و"سيتي بانك" (Citibank)، وباركليز (Barclays)، و"جي بي مورجان تشايز" (JPMorgan Chase)، و"سالي ماي" (Sallie Mae)، و"إتش بي أو" (HBO).

لدى "دي جي حداد" شعاراً ينصُّ على عدمِ التعامُل بجديَّةٍ مع نفسه، ويقول: "أنا محظوظٌ للعملِ مع أعظم فريقٍ على هذا الكوكب، فقد أصبحنا جميعاً أصدقاء على نحوٍ ما، وأنشأنا هذه الروابط الرائعة عن بُعدٍ عبر تطبيق "مايكروسوفت تيمز" (Microsoft Teams). إنَّنا نمزح، ويسخر بعضنا من بعض، ونشارك صور حفلةٍ موسيقيةٍ في المدرسة الثانوية أو صور عطلة، ونتحدَّث مباشرةً في أثناء مشاهدة جوائز الأوسكار؛ تماماً كما هو الحال في بيئة العمل الحقيقية، حيث نجري محادثاتٍ جماعيةً لكلِّ شيء، مثل: نادي الكتاب، والموظفين مع أطفالهم، ودون أطفالهم، والمسابقات، وما إلى ذلك. يُسهِّل ذلك علينا قضاء وقتٍ ممتعٍ والتحدُّث بودٍّ وإلفةٍ طيلة اليوم".

8. حوِّل وقت تنقلُّك إلى وقتِ راحة:

يقترح جون فيتش (John Fitch) وماكس فرينزل (Max Frenzel)، المؤلِّفان المشاركان في كتاب "تايم أوف بوك" (Time Off Book)، أن نحسب مقدار الوقت الذي يتعيَّن علينا عادةً التنقُّل فيه، وتحويله إلى وقتٍ مُخصَّص للراحة.

لقد حان الوقت لكي تنفصل عن عملك، فبدلاً من بدءِ يومك بتوتُّرٍ بشأنِ الوصول إلى مكانٍ ما في الوقت المُحدَّد، استغلَّ ذلك الوقت في طقوسٍ مريحةٍ تجعلك في حالةٍ ذهنيةٍ هادئةٍ وصافية، أو استثمرها في إنهاءِ يومك؛ كيلا تكوِّن عادة العمل ليلاً.

يشرح المؤلِّفان كيف يمكن أن يكون وقت التنقل هذا وقتاً للفصلِ بين العمل وأوقات الفراغ في المنزل.

إقرأ أيضاً: ما هي طقوس الانتهاء من العمل؟ وكيف يستفيد العاملون عن بُعد منها؟

9. التخلُّص من مصادر الإلهاء، وتحديد جدولٍ زمنيٍّ لها:

ما هي المُشتِّتات المُحيطة بك؟

تخبرنا "نيتي أوينز" (Nettie Owens)، المنظِّمة المُحترفة في تنظيم حالات الفوضى المُزمنة، ومؤسِّسة "شبكة مومنتيوم ميليونير" (Momentum Millionaire Network)؛ أن نأخذ المُشتِّتات في عينِ الاعتبار، ونخطِّط للعملِ في وجودها. على سبيل المثال: هل تُمثِّل الضوضاء مشكلةً في المنزل؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن الضروري استخدام سماعات الرأس التي تحجِب الضوضاء.

ضع جدولاً زمنياً لإعلامِ عائلتك بمواعيد عملك، مثلاً: العمل من الساعة الثامنة صباحاً حتَّى الظُهر، ثمَّ أخذ استراحةٍ لتناول الغداء"؛ حيث سيساعد هذا على ضمانِ التركيز والتخلُّص من المُلهيات. بالإضافة إلى ذلك، قد تحتاج إلى إعداد بعض التنظيم للعائلة للقيامِ بأنشطةٍ مُعيَّنة.

هل تتسبَّب وسائل التواصل الاجتماعي في إلهائك عن العمل؟ إذا كان الأمر كذلك، حمِّل تطبيقاً لحجبِ وسائل التواصل الاجتماعي في أثناء ساعات العمل.

حدِّد أيضاً أوقاتاً لتناوُل الوجبات الخفيفة لتفادي الشعورِ بالجوع، وخطِّط للقيامِ بالأعمال المنزلية بعد انتهاء العمل، وحدِّد مقدار الوقت الذي ستخصِّصه لهذه المهام.

إقرأ أيضاً: هل تُلحِق مصادر الإلهاء الرقمية الضرر بالإنتاجية في العمل؟

10. جرِّب التقويم الصفري (الوقت غير المُجدول في التقويم):

تعتقد "كاثرين لافري" (Cathryn Lavery)، المؤسِّس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "بيست سيلف كو" (BestSelf Co) أنَّه في أثناء العمل عن بُعدٍ بالتحديد، فإنَّ التقويم الصفري هو المسار المناسب، ويعني هذا حساب كلِّ دقيقةٍ من يومك لمساعدتك في البقاءِ على المسار الصحيح ومراقبة تقدُّمك.

أوضحت لافري (Lavery) أنَّك لست بحاجةٍ إلى تخطِّي أنشطتك المُفضَّلة باستخدامِ التقويم الصفري، بل إنَّك تحتاج فقط إلى الحرصِ على جدولتها لفترةٍ زمنيةٍ مُحدَّدة، ولن تضطر بهذه الطريقة إلى إلغاء الأنشطة التي تستمتع بالقيامِ بها بسببِ ضيقِ الوقت.

تقول لافري: "بإضافةِ جميع المهام إلى تقويمك، مع تحديد أوقاتٍ لها، تكون أكثر إدراكاً للمُدَّةِ التي تستغرقها المهام المختلفة حقيقةً؛ كما يمكن أن يساعد وجود "مساحةٍ مفتوحة" أقلَّ في تقويمك على مُراعاةِ وقت فراغك وزيادة إنتاجيتك".

يوفِّر لك العمل من المنزل المرونة والانطلاق، ويمنحك فُرصاً لخلقِ عاداتٍ صحيَّةٍ في أثناء العمل بإنتاجية.

ستستمرُّ خدماتٌ مثل: "سلاك" (Slack)، و"زوم" (Zoom)، و"تريلو" (Trello)، و"بيزكامب" (Basecamp) في مساعدتنا على العملِ بشكلٍ أكثر فعاليَّةً كفِرَق عمل؛ لذا احرص على أن تخرج وتقابِل الأشخاص وجهاً لوجهٍ عندما يتسنَّى لك القيام بذلك، واتَّبع نمط حياةٍ يمكنك فيه الحفاظ على وقتك الشخصي؛ خاصةً الوقت الخاصَّ بالعائلة، مثل: تجمُّعات العشاء والروتين المسائي.

 

المصدر




مقالات مرتبطة