10 نصائح لامتلاك مهارة حل المشكلات (الجزء الأول)

كيف تتصرف عندما تواجهك مشكلة ما؟ هل تدع المشكلة تصيبك بالإرباك، أم تستخدم مهاراتك في حلِّ المشكلات لتتوصَّل إلى أفضل الحلول؟

غالباً ما ينتهي الأمر بالأشخاص الذين يسمحون للمشكلات بأن تصيبهم بالإرباك أو الذين يتجاهلون المشكلات بأن يصبحوا مذعورين وقلقين، وعادةً ما ينتهي الأمر بهم إلى اتِّباع نهج عشوائي في التفكير، ومن ثمَّ يشعرون بالقلق الشديد عندما يجدون أنَّهم يفشلون ولا يحرزون أي تقدُّم، ولكن توجد طريقة أفضل من ذلك بكثير.



سنقدِّم في هذا المقال 10 نصائح تشكِّل خطوات عملية لحل المشكلات، يمكن أن تساعدك على مواجهة أي نوع من الصعوبات والتغلُّب عليها؛ إذ ستعزِّز هذه النصائح العشر من قدرتك على إيجاد الحلول دائماً، بنفس الوقت الذي تجد نفسك فيه تُحرز تقدُّماً في حل المشكلة، فستشعر بمزيد من الثقة لمواجهة أي مشكلة فوراً بمجرد أن تبدأ بتطبيق هذه النصائح، لكن لنبدأ أولاً ببعض المفاهيم.

ما هي مهارة حل المشكلات؟

تتضمَّن مهارة حل المشكلات تحديد المشكلة، والخروج بحلول ممكنة، ومن ثمَّ اختيار حل مناسب، وأخيراً، تطبيقه، وغالباً ما يكون ثمَّة أكثر من حل واحد صحيح للمشكلة، لكن غالباً ما ستسعى إلى إيجاد أفضل الحلول التي تناسب ظروفك الخاصة.

على سبيل المثال، من بين الحلول الممكنة من أجل خسارة الوزن، هي تناول كمية أقل من الطعام، وإضافة أطعمة صحية إلى نظامك الغذائي، والمشي لمدة 30 دقيقة يومياً، والسباحة 3 مرات في الأسبوع، والتدرُّب على سباق الجري لمسافة كيلومتر، وشرب مزيد من الماء، وغير ذلك الكثير من الحلول الفعَّالة.

مهمتك هي العثور على أفضل حل مناسب لك ويحقِّق لك أفضل النتائج، فمهارات حل المشكلات أساسية في جميع مجالات الحياة؛ لأنَّنا نواجه مختلف المشكلات التي تتطلَّب الحل في كل يوم تقريباً، بدءاً من مشكلة زحمة المرور، وانتهاءً بمشكلات أكبر، مثل تشخيص إصابتك بمرض مزمن.

يمكن تحديد المشكلة بواحدة من الطريقتين، مثلما توضِّح ذلك "موسوعة علوم التعلُّم" (The Encyclopedia of the Sciences of Learning) كما يأتي: "المشكلة هي مهمة أو موقف أو شخص يصعُب التعامل معه بسبب التعقيد والمسؤولية، والمشكلة في حياتنا اليومية هي عبارة عن سؤال يحتاج إلى إجابة، أو مسألة تحتاج إلى تدقيق وتمحيص أو دليلٍ للتعامل معها".

المشكلة هي شيء يصعُب التعامل معه، ويجب أن يُعثَر لها على حل، أمثلة على مشكلات شائعة في مكان العمل:

  1. الافتقار إلى الحافز والملل.
  2. التمييز في المعاملة.
  3. الخلافات مع المدير أو زملاء العمل.
  4. مشكلات في الأداء.
  5. الاحتراق الوظيفي أو الإرهاق.
  6. ظروف العمل السيئة.

ربما تواجه مشكلات على صعيد حياتك الشخصية، مثل:

  1. توتر العلاقة الزوجية أو الطلاق.
  2. مخاوف مالية.
  3. مشكلات صحية.
  4. الحزن بسبب موت شخص عزيز.
  5. مشكلات يواجهها أطفالك.
  6. قرار تغيير مكان الإقامة، أو تغيير الوظيفة، أو التعلُّم.

بصرف النظر عمَّا تواجهه، يجب أن تُحسِّن قدرتك على التفكير الإبداعي، وتتعلَّم مهارات حل المشكلات؛ إذ ستشعر بدرجة أعلى من الرضى عندما تكون قادراً على حل المشكلات بطريقة فعَّالة، كما ستتحسَّن مهارات التفكير المنطقي لديك، وستجعلك مهارات حل المشكلات شخصاً ذا قيمة كبيرة في مكان العمل.

أهمية حل المشكلات:

نحن نحل المشكلات يومياً في جميع مجالات الحياة، وغالباً ما يكون الأشخاص الماهرون في حل المشكلات أكثر قدرة في التغلُّب على الصعوبات وتحقيق النتائج المرجوة.

إضافةً إلى ذلك، لا يساعد حل المشكلات المعقدة على تحسين ظروفك الخارجية فحسب؛ بل ستشعر بمزيد من السعادة والثقة بالنفس، لمعرفتك بأنَّك قادر على حل المشكلات المستقبلية، وبالمجمل يسمح لك حل المشكلات بـ:

  1. تحسين الأوضاع المتدهورة في حياتك.
  2. تحديد المخاطر ومعالجتها.
  3. تطوير أدائك.
  4. اغتنام الفرص.
  5. تقليل الشعور بالتوتر والقلق.
  6. تجنُّب مزيد من العواقب الخطيرة.

سيساعدك امتلاك استراتيجية لحل المشكلات على جذب اهتمام مديري التوظيف؛ إذ غالباً ما ستُسأل في مقابلة التوظيف عن مهارات حل المشكلات لديك، ومن الذكاء أن تفكِّر في مثال قبل أن تذهب لمقابلة التوظيف، مثال عن مشكلة حصلت معك في وظيفتك السابقة وكيف حللتها؛ وبذلك تكون مستعداً لهذا السؤال، كما يمكنك ذكر مجموعة المهارات الناعمة المذكورة أدناه:

"تساعدني مهارات التواصل، والمرونة، وقدرتي على التفكير خارج الصندوق على التعامل مع المشكلات في الوقت المناسب".

كلما تدرَّبت على التقنيات الفعَّالة لحل المشكلات، أصبحت أفضل في حلها، وأصبحت محطَّ ثقة، وشخصاً يُعتمد عليه في مجال عملك وحياتك الشخصية على حدٍّ سواء.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح لاكتساب مهارة حل المشكلات

فهم عملية حل المشكلات:

عندما تجهِّز نفسك لحل مشكلة، ما هو أول شيء يجب أن تفعله؟ لا توجد طريقة تناسب الجميع لحل المشكلات، لكن يوجد إطار عمل عام يمكن أن تستخدمه ليساعدك على حل المشكلات.

تُحلَّل عملية حل المشكلات غالباً إلى 7 خطوات:

  1. تحديد المشكلة وأسبابها الجذرية.
  2. فهم كل جوانب المشكلة.
  3. وضع لائحة بالحلول الممكنة.
  4. تقييم الخيارات.
  5. انتقاء خيار.
  6. وضع الخيار موضع التنفيذ.
  7. تقييم النتائج.

سنشرح هذه العملية وكل خطوة من خطواتها، إضافة إلى بعض الخطوات الإضافية، وسنقدِّم أيضاً بعض استراتيجيات حل المشكلات؛ وبذلك تصبح متمكِّناً جداً من تقنيات إيجاد الحلول التي تستطيع تطبيقها على أوضاع مختلفة، ولكنَّ الشيء الأكثر أهمية والذي يجب أن تفهمه الآن، هو مع أنَّك تستطيع أن تستخدم عملية لحل المشكلات من تصميمك الذاتي لتحسِّن مهارات حل المشكلات لديك، ولكنَّك لست مضطراً لأن تجرِّب شيئاً غير مضمون النتائج؛ لذا اتبِّع بدلاً من ذلك النصائح المذكورة في هذا المقال.

مهارات حل المشكلات:

ما هي أنواع المهارات التي يجب أن تصقلها كي تصبح شخصاً أفضل في حل المشكلات؟ يمكنك أن تعمل على تحسين مهارات أخرى أيضاً، مثل مهارات التواصل والتحليل، وغير ذلك من المهارات الأساسية في الحياة التي تساعدك على أن تصبح شخصاً أفضل في حل المشكلات؛ إذ تعزِّز هذه المهارات بعضها بعضاً كي تزيد من قدرتك على إيجاد الحلول بسرعة، ركِّز على هذه الخطوات:

1. العصف الذهني:

هذه إحدى وسائل التفكير الحر والتي تُستخدم للحصول على أفكار، وينطوي ذلك على التفكير بكل الحلول الممكنة، دون إطلاق حكم مبدئي عن مدى فاعلية هذه الحلول، ويمكنك أن تقوم بالعصف الذهني وحدك أو مع مجموعة من الأشخاص.

2. جمع البيانات:

يعني ذلك جمع المعلومات المتعلِّقة بالمشكلة، وهي وسيلة بالغة الأهمية في حل المشكلات؛ إذ إنَّك كلَّما حصلت على مزيد من المعلومات عن السبب الجذري والعوامل المساهمة في ظهور المشكلة، يصبح من الأسهل إيجاد الحلول الناجحة، ويمكنك تَقَصِّي الحقائق بعقد لقاءات مع الأشخاص المعنيين، والبحث عن مشكلات مشابهة لمشكلتك، وقراءة الوثائق، وتحليل البيانات، وغير ذلك.

3. التفكير الإبداعي:

عندما تكون مفكِّراً مبدعاً، فستكون قادراً على التعامل مع مشكلة معقدة أو مشكلة اعتيادية والتفكير بحلول فريدة ومبتكرة؛ إذ ستزيد قدرتك على التوصُّل إلى حلول إبداعية من الطلب عليك، ومن فرص نجاحك في مواجهة المشكلات المعقدة بصورة مباشرة.

4. التواصل:

يُعدُّ امتلاك مهارات التواصل أمراً ضرورياً للعمل مع الآخرين على حلِّ المشكلات، لا تحتاج فقط إلى أن تكون قادراً على التعبير عن أفكارك بوضوح ودقة دون التسبُّب في إهانة الآخرين أو افتعال خلاف معهم، لكن عليك أيضاً أن تكون قادراً على الإنصات إلى الآخرين وهم يعبِّرون عن آرائهم حتى ينتهي الأمر بتوافق الجميع.

5. العمل الجماعي:

مثل مهارات التواصل؛ إذ يتطلَّب العمل الجماعي القدرة على التعاون مع الآخرين لتطبيق استراتيجيات حل المشكلات، فغالباً ما يكون رأيان أفضل من رأي واحد، وستجعل الحكمة التي تكتسبها بفضل تحليلات وآراء الآخرين عملية تحديد الأسباب الكامنة وإيجاد الحلول أسهل بكثير.

6. التحليلات:

يعني التحليل القدرة على تجزئة المشكلة المعقَّدة إلى أجزاء أصغر حتى تتمكَّن من فحصها وتقييمها من أجل فهمها بطريقة أفضل، فقد تجد السبب الجذري للمشكلة إضافة إلى العوامل المساهمة؛ إذ يصعب حل المشكلات غير المحددة بدقة؛ لذلك يجب أن تكون قادراً على تطبيق مهارة تحليل المشكلات عند مواجهة أي صعوبة.

7. إدارة الوقت:

تساعدك مهارات إدارة الوقت على تجنُّب التسويف وتضييع الوقت في مهام غير ضرورية، فيمكنك تطوير مهارات إدارة الوقت لديك من خلال تحديد الأهداف، وإعداد قوائم بالمهام اليومية، وترتيب المهام حسب الأهمية، وتقليل عوامل التشتيت أو التخلص منها نهائياً.

8. استكشاف الأخطاء وإصلاحها:

هي عملية ذات مراحل تهدف إلى العثور على سبب المشكلة، والبحث بالتوازي عن حلول لها، فقد تحتوي المشكلات الشائعة والمحددة تحديداً دقيقاً، مثل التي تحدث في مجال علوم الحاسوب، أو مجال الأتمتة، على قائمة مُعدَّة مسبقاً تتضمَّن خطوات قابلة للتطبيق، تهدف إلى استكشاف الأخطاء وإصلاحها، وقد تتطلَّب بعض أنواع المشكلات الأخرى تطوير عملية استكشاف الأخطاء وإصلاحها، في حين تتقدَّم بعد كل مرحلة؛ إذ تجعلك مهارات استكشاف الأخطاء وإصلاحها شخصاً لا يُستغنى عنه في أي فريق عمل.

9. المبادرة:

عندما تأخذ زمام المبادرة، فأنت لا تنتظر من الآخرين أن يخبروك ما الذي يجب أن تفعله؛ إذ تجد أنَّ ثمَّة حاجة، وتسعى إلى إشباع هذه الحاجة، وستتمكَّن على الغالب في حال كان لديك روح المبادرة من رؤية الخطأ قبل أن تحدث المشكلة.

أحد الأمثلة عن ذلك في مكان العمل، هو الالتحاق بدورات التدريب، وهذا ما يجعلك على اطِّلاع دائم على التطورات المستجدة في مجال عملك.

10. المرونة:

تعدُّ المرونة أداة هامَّة تحتاج إليها لحل المشكلات؛ بل هي مهارة أساسية في جميع جوانب الحياة، فلن تكون غالباً قادراً على التوصُّل إلى حلول إبداعية واستراتيجيات تساعدك على جعل حياتك أسهل إذا كنت صارماً جداً، فغالباً ما تكون المشكلة الواحدة قابلة للحل بأكثر من طريقة، وسيساعدك تقبُّل آراء الآخرين على الخروج من قناعاتك الحالية ورؤية طرائق أخرى فعَّالة لحل المشكلات.

لا شكَّ أنَّ هذه القائمة من المهارات طويلة، لكن ليس من الضروري أن تطبِّق كل هذه المهارات دفعةً واحدة؛ بل قد تكون تطبِّق بعض من هذه المهارات في حياتك اليومية دون أن تُدرك ذلك أصلاً.

سيساعدك تذكُّر هذه المهارات في حين تتدرَّب على حل المشكلات على أن تصبح أفضل، ليس فقط في إيجاد الحلول؛ بل في كل شيء تفعله في حياتك.

10 نصائح لحل المشكلات:

سوف تتعلَّم من خلال هذه النصائح طريقة تحديد وتطبيق الحل المناسب للمشكلة التي تواجهها، وسوف تطوِّر تفكيرك النقدي، وتُحسِّن مهارات حل المشكلات لديك؛ وذلك من خلال تطبيق هذه النصائح، لنبدأ:

1. تعامَل مع المشكلة بطريقة إيجابية:

من السهل جداً أن تُصاب بالذعر عندما تظهر المشكلة، أو قد تتخيَّل أسوأ الاحتمالات، فقبل أن تستسلم لهذا النمط من التفكير، تريَّث قليلاً، واجعل المشكلة بمنزلة وضع مختلف؛ بمعنى أن تعدَّها صعبة، لكن يمكنك التعامل معها من خلال الإجراء المناسب، وجزء من هذا الإجراء هو التفكير الإيجابي والإبداعي في الوضع، فما يفعله العباقرة بوصفه جزءاً من التفكير الإبداعي في المشكلة هو التفكير خارج الصندوق، والاحتفاظ بعقلية منفتحة، واتخاذ إجراءات منهجية، ويبدأ كل ذلك بالتفكير الإيجابي في المشكلة، وإحدى التقنيات الفعَّالة في حل المشكلات هي جعل المشكلة وضعاً مختلفاً بدلاً من النظر إليها بصفتها مشكلة.

المشكلات جزء من الحياة، ولا يمكنك التحكُّم بتوقيت حدوثها وكيفيتها، لكن يمكنك التحكُّم بموقفك الذهني، فكلما تحدَّثت مع نفسك بإيجابية، وكلما كان موقفك الذهني إيجابياً، شعرت بمزيد من الثقة والتفاؤل عند التعامل مع أي وضع معقد.

من الجيد أن تسأل نفسك: كيف يمكنك تطوير منظور إيجابي للحياة؟ قد يستغرق هذا التحول في الموقف الذهني بعض الوقت، لكن ابدأ بالتركيز على الأشياء الإيجابية في حياتك، ففي حين أنَّ لديك مشكلات بلا شك، لكن لا بدَّ أنَّ لديك أشياء إيجابية في حياتك، إذا كنت تشعر بصعوبة في التفكير بشيء يجعلك سعيداً، فاحرص على الاحتفاظ بدفتر يوميات الامتنان؛ إذ تُدوِّن أشياء تشعر تجاهها بالامتنان يومياً.

يُنصح أيضاً بعبارات التحفيز الإيجابية، والحديث الإيجابي مع الذات، قل لنفسك عبارات من قبيل: "توجد أشياء إيجابية في حياتي"، "أستطيع التوصُّل إلى حلول إبداعية"، "لديَّ مهارة جيدة في حلِّ المشكلات".

يجب أن تُحيط نفسك بأشخاص إيجابيين ومتفائلين مثلما تطمح أن تكون، وينطبق نفس الأمر على جميع جوانب حياتك؛ اقرأ كتباً ومقالات ومنشورات إيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي، استمع إلى موسيقى تحفيزية، وشاهد أفلاماً وفيديوهات تجعلك تشعر بالإيجابية والتفاؤل، وتذكَّر أنَّ لكل مشكلة حل، ومهمتك هي إيجاد هذا الحل فقط، وستتمكَّن من ذلك إذا حافظت على موقف ذهني هادئ وإيجابي، وتابعت التقدُّم بثبات خلال المراحل المختلفة لعملية إيجاد الحلول.

شاهد بالفيديو: 7 أساليب فعالة يستخدمها الأشخاص الأذكياء لحل المشكلات

2. حدِّد المشكلة:

تحديد المشكلة خطوة أساسية في عملية حل المشكلات؛ لأنَّها تسمح لك بالتعرُّف بدقة إلى الوضع الذي تتعامل معه، وقد يكون ما يبدو للوهلة الأولى أنَّه الجذر الأساسي للمشكلة شيئاً مختلفاً كلياً، كما سيساعدك تحديد المشكلة على جمع البيانات، وتحليل المشكلات الفرعية المرتبطة بالمشكلة الأساسية، وإيجاد حل ممكن.

إذ تحاول في هذه المرحلة التعرف بدقة إلى الصعوبة التي تواجهها، وما الذي يسبِّب لك القلق والتوتر فيما يتعلَّق بهذه المشكلة، ويجب عليك باختصار أن تحدِّد المشكلة بوضوح حتى تتمكَّن من حلها.

لا يكفي فقط أن تحدِّد المشكلة بدقة؛ بل يجب أيضاً أن تحدِّد مسبِّباتها، فإذا لم تتمكَّن من استنتاج سبب المشكلة، فقد تحتاج إلى الاجتماع بالأطراف الأخرى المعنية لتحديد سبب المشكلة الجذري قبل المضي قُدماً.

قد يتعذَّر أحياناً تحديد السبب الأساسي للمشكلة بدقة، أو قد يكون ثمَّة عديد من العوامل التي ساهمت في إيجاد المشكلة، فتستطيع في هذه الحالة متابعة التقدُّم في مسعاك لإيجاد الحلول؛ وذلك من خلال تحديد الصعوبات التي تواجهها حالياً وما الذي يحتاج إلى تغيير أو حل.

إذا كنت تعمل مع مجموعة، فيجب أن يتم توصيف المشكلة وإجراء مراجعة للتوصيف إلى أن يتفق الجميع على أنَّ المشكلة حُدِّدت بدقة ووضوح؛ فبذلك سيقدِّم كل شخص في المجموعة منظوراً فريداً يساعد على توضيح ماهية الموقف.

حدِّد التفاصيل الهامَّة التي توصِّف المشكلة، واستبعد المعلومات التي لا ترتبط بالمشكلة أو التي لا تفيد في حلها؛ وبذلك تتجنَّب أن يتشتَّت تركيزك أو تضيِّع وقتك، ويمكن أن تساعدك الأسئلة الآتية:

  1. من هم الأشخاص أصحاب العلاقة بهذه المشكلة؟
  2. ما الذي يمنعنا بالضبط من إحراز تقدُّم نحو الأمام؟
  3. متى حدثت المشكلة، وكم مرة تكرَّرت؟
  4. لماذا تحدث الآن؟
  5. كيف تؤثِّر هذه المشكلة في مسار العمل أو الأشخاص؟

دوِّن إجاباتك عن هذه الأسئلة بحيث يسهل عليك أو على أي شخص الاطلاع عليها، وقد يكون من المفيد أن ترسم صورة، أو مخططاً، أو رسماً بيانياً لتوصيف المشكلة بطريقة بصرية تماماً، وبعد أن تُحدَّد المشكلة بوضوح، قد يصبح الحل واضحاً، لكن قد لا تتمكَّن من إيجاد الحل أبداً في حال لم تحدد المشكلة.

3. استخدم التفكير الإبداعي:

كما ذكرنا في النصيحة الأولى، يقوم العباقرة بحل المشكلات من خلال التفكير خارج الصندوق؛ لذلك عليك أن ترى المشكلة من جميع جوانبها، قبل أن تبدأ بالبحث عن الحلول، يجب أن تضع في الحسبان وجود مشكلات أخرى تزيد من تعقيد الوضع؛ إذ يجب أن تعالج هذه المشكلات أولاً في حال كانت موجودة، ومن المُحتمل جداً أن تنظر إلى جانب واحد فقط من القضية عندما تحاول حل المشكلة، لكن عادةً ما تكون ثمَّة جوانب متعددة تؤدي دوراً في حل أي معضلة، انظر نظرة شاملة للمشكلة التي تواجهها، وانظر إلى كل العوامل المساهمة في حدوث المشكلة، واستمع لوجهات نظر مختلف الأشخاص عن الموضوع.

يمكن أن يمنحك الاجتماع بالأشخاص ذوي العلاقة مزيداً من القوة الذهنية لتسليط الضوء على المشكلة، وهنا تكمن أهمية العمل الجماعي؛ إذ يمكنك العمل مع الآخرين لتحديد الجوانب التي تؤثِّر المشكلة فيها، والجوانب التي تؤثِّر في المشكلة، وطريقة الحل.

قد تعتقد أنَّه من الأسرع أن تعمل وحدك على حل المشكلة، لكنَّك ستكون قادراً على التوصُّل إلى حلول عالية الجودة عندما تتعاون مع الآخرين؛ إذ تشير الإحصاءات في الواقع إلى أنَّ 86% من الموظفين والمديرين التنفيذيين يقولون إنَّ الافتقار إلى التعاون أو التواصل الفعَّال يؤدي إلى الإخفاقات في بيئة العمل.

لا تتردد في إجراء حوار مع الأشخاص ذوي العلاقة بالمشكلة من أجل إيجاد الحلول؛ إذ يمكن للأشخاص الذين لا علاقة لهم بالمشكلة تقديم رأي قيِّم أيضاً؛ بل قد تكون أفكارهم ونصائحهم أكثر فائدة؛ لأنَّ لا مصلحة شخصية لهم بالموضوع.

استبدل أسلوب الرفض والاستثناء المعبِّر عنه عادةً بـ "لا، ولكن"، بأسلوب التأكيد والإضافة المعبَّر عنه عادةً بـ "نعم، وأيضاً"، إذا قال شخص على سبيل المثال: "أعتقد أنَّ أحد أسباب المشكلة هو قلة التواصل بين أعضاء الفريق"، فأجبه: "نعم، ومن الممكن أن يكون أيضاً بسبب الأشخاص الذين يصلون متأخرين إلى الاجتماعات".

أنت تؤيِّد بهذه الطريقة ما يقوله الشخص الآخر، وتُقبَل جميع الآراء بوصفها ذات قيمة، ولا تُرفض أيَّة أفكار، كما أنَّه يمنحك القدرة على إضافة أفكارك وآرائك.

إقرأ أيضاً: النجاح في حل المشكلات: أهم 8 نصائح للتخلص من المشاكل

فكِّر بطريقة إبداعية من خلال البحث عن حلول خارج مجال عملك أو الوضع الذي تواجهه، ففي حين أنَّه من المفيد جداً أن تحلِّل الطريقة التي حل من خلالها أشخاص آخرون يعملون في نفس مجالك أو يواجهون نفس ظروفك مشكلات مشابهة، لكنَّك قد تجد أيضاً أفكاراً مفيدة من خلال البحث في كيفية تعامل الشركات أو الأفراد في جوانب الحياة الأخرى مع مشكلات شبيهة بمشكلتك دون أن تتطابق العوامل الخاصة بهم مع عواملك.

استخدم الأسئلة الافتراضية؛ إذ تساعدك هذه الأسئلة غالباً على التفكير خارج الصندوق عندما تحاول حل المشكلات بطريقة إبداعية، اسأل "لمَ لا؟" في حين تبحث عن حلول ممكنة، اسأل نفسك أيضاً: "ما هي الافتراضات التي يمكننا التخلص منها؟"، "ما الذي يمكننا إضافته بخلاف الحلول المتوقعة؟" وغير ذلك من الأسئلة التي تمنحك نظرة أوسع للمشكلة والحلول الممكنة.

إقرأ أيضاً: كيف تستخدم استراتيجيات التفكير المرنة لحل المشكلات؟

تخيَّل الوضع المعاكس للوضع المتضمِّن للمشكلة كي تحصل على منظور جديد، على سبيل المثال بدلاً من طرح السؤال: "كيف يمكننا تحفيز عملائنا الحاليين على شراء مزيد من المنتجات؟" اسأل: "ما الذي يقلِّل من حماسة العملاء الحاليين لشراء منتجاتنا؟"، فيمكن أن تؤدي هذه الطريقة إلى حلول فعَّالة بصورة غير متوقعة.

في الختام:

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء عن أهمية امتلاك مهارة حل المشكلات، وقدَّمنا 3 نصائح تساعد على تنمية هذه المهارة، سنتابع الحديث في الجزء الثاني والأخير عن مزيد من النصائح؛ لذا تابعوا معنا.




مقالات مرتبطة