10 نصائح لاكتساب المرونة

"لا تقل لي إنَّ السماء هي الحد الأقصى لطموحاتك عندما يكون هناك آثار أقدام على سطح القمر". - بول براندت (Paul Brandt). ليس من قبيل الصدفة أنَّ بعض الناس أسعد وأنجح من غيرهم، فما الذي يفعلونه ويجعلهم متميزين عن الآخرين؟ إنَّهم يمنحون الأولوية للمرونة والعافية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب بريان إي روبنسون (Bryan E. Robinson) والذي يُحدِّثنا فيه عن عادات الأشخاص المرنين.

العقلية الناجحة:

ولِدت ميشيل سوليفان (Michele Sullivan)، الرئيسة السابقة لمؤسسة كاتربيلر (Caterpillar)، بنوع نادر من التقزم الذي خلق العديد من التحديات في حياتها اليومية؛ إنَّها مثال قائد الشركة المرن، بعد أن قالت لي ذات مرة: "بالنسبة إليك، عندما يفتح لك الباب شخص غريب، فهذه لفتة طيبة منه؛ أما بالنسبة إلي، فهو أمر ضروري حتى أتمكن من دخول المباني التي لا تحتوي على أبواب أوتوماتيكية، فأنا أحتاج دائماً إلى طلب المساعدة من الآخرين، وبمجرد أن تعلمت أخيراً تقبُّل هذا الواقع، استجابت لي الدنيا وقدَّمت لي عوناً لا مثيل له، فما كنت أعدُّه عقبات ذات مرة، أصبحت أراه مزايا بعد أن غيرت وجهة نظري، وأُسمِّي هذا الآن فلسفة التحسن، وهي الطريقة التي أعيش فيها حياتي يومياً".

كانت "ميشيل" منشغلة للغاية في المزايا بحيث لم تعد ترى خسائرها؛ حيث إنَّها امرأة تواجه التحديات ولكنَّها تعيش حياة رغيدة بسبب موقفها من الحياة، وقليلون هم من يواجهون التحدي الذي تواجهه "ميشيل" ويتأقلمون معه؛ لذا قارن وجهة نظر "ميشيل" مع وجهة نظر رالف (Ralph) الذي دخل إلى مكتبي مسرعاً في موسم تحصيل الضرائب، رمى حقيبته على الأريكة وتفوه بكلمات بذيئة، وعندما سألته ما الأمر، اشتكى بأنَّه يجب عليه دفع ضرائب بقيمة نصف مليون دولار، فسألته عن أرباحه لهذا العام، فتمتم بفظاظة: "5 أو 6 ملايين"، كان رالف منشغلاً في خسائره بحيث لم يعد يرى مكاسبه، فهو الآن رجل ثري يعيش حياة فقيرة.

يولد بعض الناس بعزيمة قوية، ويكونون أقل تأثراً بالأوضاع المجهدة، وأكثر مرونة تجاه التغيير، بينما يشعر آخرون بالضعف ويعانون من ضغوطات الحياة اليومية، ولكن بغض النظر عن الفئة التي تنتمي إليها، يمكنك تنمية عقلية ناجحة والتي تُعرف أيضاً باسم عقلية النمو؛ وهو مصطلحٌ صاغه كارول دويك (Carol Dweck)، وهي الاعتقاد أنَّ الهزيمة في مصلحتك، وليست ضدك.

إذا كنت تتمتع بعقلية النمو، فأنت تعدُّ النجاح والفشل أمرين متلازمين، مثل: اليد والقفاز، والحليب والبسكويت، ووجهَي العملة الواحدة؛ تواءم، وليسا أعداء؛ حيث إنَّها تعني إدراك أنَّ تجنُّب الفشل يؤدي إلى تجنب النجاح، ولتحقيق ما تريده، عليك الاستعداد لقبول ما لا تريده، وبدلاً من الاستسلام، عليك عد العقبات والنكسات وخيبات الأمل - مهما كانت مؤلمة ومحبطة، كبيرة أم صغيرة - فرصاً للنمو والتعلم، بدلاً من عدِّها هزيمة.

إقرأ أيضاً: 10 قواعد للعقلية الناجحة!

فكر في الهزيمة على أنَّها مدرباً شخصياً عندما تشعر باليأس بعد نكسة ما، مثل: موعد نهائي مستحيل، أو مراجعة رديئة من رئيسك، أو ترقية لم تنلها، أو شَكِّك في نفسك، أنت تُخبر نفسك أنَّك تريد الاستسلام، لكنَّك لا تريد الانسحاب، فكل ما تريده هو أن يتوقف الألم وخيبة الأمل، وهذا أمر مفهوم، وفي ذلك الوقت، قد يبدو هذا الخيار الوحيد، لكنَّه ليس كذلك، ربما لم تفشل بالفعل، فقد تظن أنَّك فاشل عندما لا تستطيع تحقيق آمالك، أو عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي خططت لها، أو عندما تقع في مطبٍّ يقع فيه الجميع قبل الوصول إلى قمة النجاح، ويُعدُّ الفشل أمراً مفجعاً، ولكنَّه قد يكون أيضاً دافعاً للاستمرار عندما تمتلك السمات التالية:

10 نصائح لاكتساب المرونة:

  1. تقبَّل النقد وتوقَّع الرفض والنكسات، وتعهَّد بمواجهة النقد اللاذع الذي ستواجهه مثل كل الأشخاص السعيدين قبلك.
  2. تخلص من الرغبة في الراحة وتقدَّم نحو آلام النمو، وكن مستعداً للذهاب إلى حافة ألمك العاطفي حتى تكون حاضر الذهن لمواجهة المفاجئات.
  3. كن على استعداد للتخلي عن المكاسب الفورية المؤقتة لتحقيق أهدافك على الأمد الطويل.
  4. عوِّد نفسك على التعافي، ونَمِّ مرونتك، بحيث كلَّما سقطت، نهضت مجدداً أقوى مما كنت عليه قبل السقوط.
  5. انظر إلى تجاربك السابقة، وفكر في العقبات السابقة التي تغلبت عليها، وأشر إلى الدروس المستفادة، وقدراتك الشخصية، وتذكَّر الطرائق التي جعلتك أقوى من خلال مواجهة تحديات الماضي.
  6. حدد الشكوك الذاتية التي أعاقت أسلوب عملك أو نموَّك، وسخِّرها لخدمتك بدلاً من الهروب منها، وحوِّلها إلى مهارات مفيدة حتى لا تعوقك.
  7. ابتعد عن المطبات، وتدبَّر تقلبات الحياة من خلال التعامل مع النجاحات والإخفاقات على حد سواء، واحتفل بالنجاحات ولكن دون الاهتمام بها أكثر من الإخفاقات، ولا تهتم بالنقد أكثر من التحسن.
  8. تجنب تأثير عدم الرضا، وهذا الموقف يزيد الطين بلة؛ لذا واجه خيبات الأمل، ثم اسأل عما يمكنك تعلُّمه منها وما يمكن مساعدتك على النمو.
  9. مارس الحديث الإيجابي مع الذات وتفاءل، وتجنَّب الإحباطات والانتقادات السلبية، وبدلاً من انتقاد نفسك بعد الانتكاسة، أطرِ على نفسك وشجعها لاستعادة السيطرة.
  10. انتبه عندما تسقط، فبعد التعرض لانتكاسة أو موقف محبط، تستعيد دافعك بسرعة أكبر عندما تتعاطف مع نفسك، وبدلاً من ممارسة جلد الذات عندما تكون محبطاً، قدِّم الدعم لنفسك، وتمنَّ لنفسك التوفيق، وكن المشجع الأول لها في أثناء تقدُّمك نحو أهدافك.
إقرأ أيضاً: دروسٌ من فيروس كورونا: نحن أكثر مرونةً ممَّا نشعر به

كيف تحافظ على مرونتك؟

بعد أن تتمكن من هذه العادات، فإنَّ الباقي متروك لك؛ لذا ابدأ تقبُّل الفشل على أنَّه نقطة انطلاق أساسية للنجاح، وامنح نفسك الإذن بارتكاب الأخطاء اللازمة لتحقيق أهدافك، فكلَّما تقبَّلت الفشل، زادت فرصك في النجاح والنهوض أقوى مما كنت عليه قبل السقوط، وفي كل مرة تفشل - بدلاً من الاستسلام - افعل ما فعله كل شخص مرن قبلك، واستفد من تجاربك السابقة، وخطِّط لخطوتك التالية.

المصدر




مقالات مرتبطة