10 مهارات للذكاء الاجتماعي عليك إتقانها

يتمحور الذكاء الاجتماعي أو ذكاء التعامل مع الآخرين (PQ) حول قدرة المرء على التعامل مع المواقف الاجتماعية، وفهم التواصل اللفظي منه وغير اللفظي؛ فأولئك الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الذكاء الاجتماعي ماهرون في مجالَي التدريس وقيادة الآخرين.



توجد فكرة خاطئة مفادها أنَّ الأشخاص الذين يتقنون التعامل مع الآخرين، اكتسبوا هذه المهارة بالفطرة؛ لكنَّ الحقيقة هي: يمكن تطوير الذكاء الاجتماعي، مثله مثل أيِّ نوع آخر من الذكاء؛ لذا نستعرض فيما يأتي 10 مهارات للذكاء الاجتماعي يمكنك إتقانها.

ما هو الذكاء الاجتماعي؟

يجيد الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الذكاء الاجتماعي التعامل مع التفاعلات الاجتماعية، كما أنَّهم قادة بالفطرة، ويمكنهم فهم مشاعر الآخرين وتفسير كل من الإشارات اللفظية وغير اللفظية، كما يكوِّنون صداقات بسرعة، ويتعلمون من خلال المشاركة في المناقشات والحوارات.

معظم الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء اجتماعي عالٍ ودودون للغاية، وقلبهم يتسع للجميع، كما أنَّ الذكاء الاجتماعي يُعدُّ نظير الذكاء العقلي (IQ) أو ما يُعرَف بالذكاء الأكاديمي.

ما هو الفرق بين الذكاء الاجتماعي (PQ) والذكاء العاطفي (EQ)؟

يعني الذكاء العاطفي قدرة المرء على تحديد عواطفه وإدارتها، وفهم عواطف الآخرين من حوله، بينما يشير الذكاء الاجتماعي إلى القدرة على فهم مختلف وجهات النظر، والتواصل اللفظي وغير اللفظي الفعال، وحُسنِ قيادة الفِرق، ويندرج الذكاء العاطفي تحت الذكاء الاجتماعي، كما ويعززه.

يتمتع معظم ذوي الذكاء العاطفي العالي أيضاً بمزيج مما يأتي:

  • الذكاء الاجتماعي.
  • الذكاء الذاتي (أو الوعي الذاتي).
  • القدرة على التكيف.
  • إدارة التوتر.
  • نظرة إيجابية للحياة.

فَطَر الله عز وجل بعض الناس بالخصائص المرتبطة بالذكاء الاجتماعي كالقيادة والقدرة على التحدث والتفاوض والتعاطف أكثر من غيرهم؛ ومع ذلك، ثمة خطوات يمكن للمرء اتخاذها لتطوير ذكائه الاجتماعي.

من هو هوارد جاردنر (Howard Gardner)؟

نشر عالم النفس والأستاذ هاورد جاردنر في عام 1983 بجامعة هارفارد (Harvard)، كتاب: "إطارات العقل: نظرية الذكاءات المتعددة" (Frames of Mind: The Theory of Multiple Intelligences)، والذي كان له تأثير كبير في نظرتنا إلى الذكاء؛ ففي الوقت الذي كان فيه الذكاء سابقاً مقتصراً على ما نسميه بالذكاء العقلي؛ أي القدرة على التفكير المنطقي وحل المشكلات، قدَّمت نظرية جاردنر تسعة أنواع إضافية من الذكاء.

أنواع الذكاء التسعة التي قدَّمها جاردنر:

  1. الذكاء الموسيقي (Musical intelligence): تحديد الأصوات والإيقاعات.
  2. الذكاء المكاني (Spatial Intelligence): تصور المحيط الذي يوجد المرء فيه وإدراكه.
  3. الذكاء اللغوي (Linguistic Intelligence): استخدام الكلمات بفاعلية.
  4. الذكاء الرياضي المنطقي (Logical-Mathematical Intelligence): التفكير المفاهيمي والتجريدي.
  5. الذكاء الاجتماعي أو ذكاء التعامل مع الآخرين (Interpersonal Intelligence): فهم الآخرين والتفاعل معهم بفاعلية.
  6. ذكاء معرفة الذات (Intrapersonal Intelligence): فهم المرء لمشاعره العميقة.
  7. الذكاء الحسي (Kinesthetic Intelligence): استخدام الجسد بفاعلية.
  8. الذكاء الوجودي (Existential Intelligence): التفكير ملياً في معنى الحياة وتطور الإنسان.
  9. ذكاء علم الطبيعة (Naturalistic Intelligence): امتلاك معرفة فريدة بالنباتات والطبيعة.

يتمتع كل فرد بنسب متفاوتة من كل من هذه الذكاءات، ويتفوق كل شخص على غيره في نوع معين منها، لكن يمكن للمرء أن يطور جميع أنواع الذكاء تلك ويعزِّزها.

شاهد بالفيديو: 7 مهارات للذكاء الاجتماعي

10 مهارات للذكاء الاجتماعي عليك إتقانها:

الذكاء الاجتماعي هو مهارة ذات قيمة كبيرة يجب أن تمتلكها؛ فكثيراً ما يتعين علينا العمل مع الآخرين لتحقيق أهدافنا؛ لذا انظر إلى هذه المهارات العشرة للذكاء الاجتماعي:

1. تشجيع الآخرين تشجيعاً نابعاً من القلب:

شجِّع موظفيك تشجيعاً صادقاً، وذلك من خلال التعرف إليهم ومنح الثناء المناسب لكل منهم؛ فعندما يشعر الناس بأنَّك تلاحظهم وتقدِّر جهودهم، سيكونون عموماً أكثر سعادة في العمل، وينتجون عملاً أفضل؛ إذ تُظهر الأبحاث أنَّ تلقي المديح ينشط الجزء ذاته من الدماغ الذي يجعلنا نبتهج عند تلقي المكافآت.

عندما تريد تقديم إطراء صادق لأحدهم، انظر إلى عَينَيه وتحدَّث معه بنبرة صادقة، تُظهر له البهجة والدفء، وحاول ألا تفرط في التفكير في الأمر؛ فعندما تقول شيئاً تعنيه بصدق، ستتكلم بنبرة صادقة بصورة طبيعية، وستتقن الأمر من خلال التدريب؛ لذا قدِّم المديح لصديق أو زميل في العمل في المرة القادمة التي تلاحظ فيها أمراً تقدِّره فيه.

حاول أن تحدد الإطراءات التي تقدمها؛ فمثلاً، بدلاً من إخبار زميلك في العمل بأنَّه قدَّم عرضاً تقديمياً جيداً، فكِّر في جانب فريد من العرض استمتعت به، كأن تقول له: "لقد أبليت بلاء حسناً في عرضك التقديمي اليوم؛ فقد أعجبني حضورك وحُسن حديثك"، أو "لقد كنتَ مميزاً في الاجتماع؛ فقد أحببت الطريقة التي ذكرت بها البحث عن الموضوع بسلاسة، وأعتقد أنَّك أضفت من خلال الشرائح عنصراً مرئياً رائعاً لعرضك التقديمي".

2. إنشاء علاقات هادفة:

تُعدُّ آن سوليفان (Anne Sullivan)، المعلمة الأمريكية التي رافقت المؤلفة والناشطة هيلين كيلر (Helen Keller)، مثالاً رائعاً لشخص استخدم قدرته على إنشاء علاقات هادفة لإحداث تأثير في العالم؛ إذ أصبحت هيلين كفيفة وصماء عندما كانت تبلغ من العمر 19 شهراً بسبب مرض أصابها، لتصبح بعدها ناشطة في مجال حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ومؤلفة ومحاضرة؛ لكنَّ شيئاً مما أنجزته هيلين لم يكن ليكون ممكناً دون مساعدة معلمتها آن سوليفان؛ فعندما بدأت في تعليمها، كانت هيلين تبلغ من العمر سبع سنوات، فقد كانت كفيفة وصماء وسلوكها متهور وغير لائق؛ ذلك لأنَّ العالم كان غريباً ومخيفاً بالنسبة إليها، ولم تفهمه.

لم تتلق آن، التي كانت شبه كفيفة أيَّ تدريب رسمي في التعليم؛ لكنَّها أخذت على عاتقها مهمة مساعدة هيلين المستحيلة؛ فقد بدأت بإنشاء علاقة وثيقة معها واكتساب ثقتها، فعلَّمتها لغة الإشارة بصبر شديد؛ وذلك عبر وضع يدها فوق يد هيلين في أثناء استخدام لغة الإشارة، كي تتمكن من الشعور بحركة يديها وفهم ما كانت تقوله.

استغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أدركت هيلين أنَّ للحركات هذه معنى؛ لكنَّ آن استمرت في العمل معها حتى جاء اليوم الذي نجحت فيه هيلين باستيعاب ما كانت تتعلمه، ومنذ ذلك الوقت، تعلمت هيلين بسرعة واستطاعت التواصل مع العالم حولها ومع الآخرين بطريقة لم تكن قادرة على فعلها من قبل.

قد يكون من السهل التقصير في العلاقات التي تعني لنا كثيراً؛ لكن علينا التوقف عن ذلك؛ لذا فكر في أهم ثلاثة أشخاص في حياتك، وما إذا كنت تقلِّل من تقديرهم، أو ما إذا كان بإمكانك أن تكون أكثر لطفاً معهم، أو ما إذا كان يمكنك تحسين علاقتك معهم، وبعدها خصص بعض الوقت لتعزيز تلك العلاقات.

إليك بعض الأفكار عن كيفية القيام بذلك:

  • طرح أسئلة هادفة تساعدك على التعرف إليهم بصورة أفضل، فقد تفاجئك قصصهم التي حدثت في الماضي أو أحلامهم، التي لم تكن تعرفها من قبل.
  • التسجيل في دورة مدتها أسبوع مع صديق؛ سواء أكانت مرتبطة بصنع الفخار أم الرقص أم الطبخ، مما سيضمن أن تراه مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.
  • الذهاب في رحلة في عطلة نهاية الأسبوع مع شريك حياتك.
  • الاتصال بوالديك في أثناء القيادة إلى العمل في الصباح لتطمئنَّ على أحوالهما.

3. تعزيز السلام:

أولئك الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الذكاء الاجتماعي هم عادةً ماهرون في حل الخلافات؛ إذ يمكنهم فهم وجهات النظر المختلفة وإلهام الناس للعمل معاً لتحقيق هدف مشترك، ولقد كان المهاتما غاندي (Mahatma Gandhi) محامياً وناشطاً قاد المقاومة اللاعنفية ضد الحكم الاستعماري البريطاني في الهند، وطوال فترة قيادته للعصيان المدني اللاعنفي، سُجن مرات عدة؛ لكنَّه استمر في إلهام أبناء بلده خلال عملهم للخروج من تحت الحكم البريطاني.

كان الاحتجاج السلمي الذي قاده، والذي أصبح مثالاً يُحتذى به، مصدر إلهام لحركات الحقوق المدنية في جميع أنحاء العالم؛ إذ يوضح لنا غاندي أنَّ المسار الذي تسلكه نحو تحقيق الهدف هام بقدر الهدف نفسه؛ فمن خلال المقاومة السلمية التي قادها غاندي، استطاع التأثير في الأجيال القادمة في جميع أنحاء العالم، إلى جانب إمكانية تحرير بلده من الحكم الاستعماري البريطاني.

يقول غاندي: "لدي أمور كثيرة عليَّ إنجازها اليوم، لدرجة أنَّني يجب أن أتأمل لمدة ساعتين بدلاً من ساعة واحدة".

أظهر بحث أنَّ ممارسة اليقظة الذهنية يمكن أن تساعد على تقليل التوتر وزيادة السلامة؛ إذ يجب أن تعايش شعور السلام بنفسك، كي تتمكن من مساعدة الآخرين لتحقيق السلام.

إليك بعض الطرائق التي يمكنك من خلالها إحاطة من حولك بالسلام:

  • تقديم المساعدة لصديقك للتخلص من الفوضى من حوله؛ فقد وجد الباحثون أنَّ الأشخاص الذين يعيشون في مكان يصفونه بأنَّه "فوضوي"، تزداد لديهم مستويات هرمون التوتر: الكورتيزول (Cortisol)؛ فمن خلال مساعدة شخص ما على التخلص من الفوضى وتنظيم أغراضه، يمكنك منحه فرصة لمعايشة المزيد من السلام.
  • عرض المساعدة لحل خلاف بين اثنين من أحبائك، إذا لاحظت أنَّ الجدال احتدَّ بينهما؛ فبعض العبارات المفيدة عند التعامل مع الخلافات هي: "أخبرني بالمزيد، فأنا أريد أن أفهم سبب الخلاف"، أو "أخبرني إذا أسأتُ فهمك، لكن هل أنت مُحبَط بسبب كذا وكذا؟"، أو "لا أعتقد أنَّ الطرف الثاني انتهى من الحديث، فهل يمكنك طرح الفكرة هذه بعد أن ينتهي من فضلك؟".
  • محاولة أن تكون ملاذاً آمناً لأحبائك كي يتمكنوا من التعبير عما يحبطهم؛ فعندما ينتهون من التنفيس عن غضبهم، اسألهم كيف يرغبون في تغيير الموقف ليتحسن، وشجعهم على العمل لإحداث التغيير.

4. إلهام التغيير من خلال كلماتك:

عندما تشاهد فيديوهات للزعيم الأمريكي من أصل إفريقي، مارتن لوثر كينج الابن (Martin Luther King, Jr)، وهو يتحدث إلى حشد من الناس، يمكنك أن تشعر بالطاقة والحماسة تسري في جسدك؛ إذ يفهم الناس حلمه في القضاء على العنصرية، ويثقون به ويصبح مصدر إلهام لهم، الأمر الذي يُعدُّ أحد مكونات الذكاء الاجتماعي.

لكل امرئ مجال تأثير؛ لذا دع كلماتك عن التغيير تُلهم الآخرين من خلال مجال تأثيرك؛ إذ يمكنك القيام بذلك من خلال حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي أو التحدث شخصياً مع الأصدقاء وزملاء العمل والعائلة.

يقول مارتن لوثر كينغ الابن: "لقد تراءت لي أرض الميعاد؛ فلربما لن أبلغها معكم؛ لكنَّني أريدكم أن تعرفوا الليلة أنَّنا سنبلغ أرض الميعاد شعباً واحداً".

اجمع بعض الأصدقاء معاً، وأنشِئ مجموعة معهم لمناقشة بعض الأمور، وقبل الاجتماع، حدِّد معهم الموضوع الذي ستناقشونه، وابحث في هذا الموضوع واكتب الأفكار التي تتبادر إلى ذهنك، ثم فكِّر في مختلف وجهات النظر المرتبطة بهذا الموضوع، وابحث عن أبحاث وأدلة مقنعة لدعم وجهة نظرك.

عندما يحين موعد لقائكم، تدرب على الإصغاء إلى الآخرين، واستخدم أفكاراً منطقية، وتحدَّث بطريقة واضحة تشير من خلالها إلى الأبحاث التي عثرت عليها.

5. ملاحظة الدلائل والإشارات:

عندما نتعرف إلى شخصية المحقق شيرلوك هولمز (Sherlock Holmes) لأول مرة، نراه من وجهة نظر صديقه المقرب ومساعده جون واطسون (John Watson)، والذي يصفه بأنَّه شخص عبقري وغريب الأطوار؛ إذ يندهش جون من قدرة شيرلوك على معرفة الكثير عنه في غضون لحظات فقط من لقاء بعضهم بعضاً؛ فلم يكن يعرف شيرلوك أي شيء عن جون في اجتماعهم الأول ذاك سوى ما استنتجه من الإشارات والتفاصيل.

لذا، أعِر انتباهك للتفاصيل؛ إذ يمكن أن تعرف كثيراً عن الناس من خلالها، تعلَّم بعض الإشارات، ثم حاول أن تتعرف إلى الإشارات غير اللفظية التي يستخدمها الأشخاص حولك، الأمر الذي سيساعدك على تعلُّم الانتباه لجميع التفاصيل، من تعابير الوجه إلى لغة الجسد إلى نبرة الصوت، لتعزز بذلك التواصل مع الآخرين.

6. إتقان التفاوض:

اشترى رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي مارك كوبان (Mark Cuban) حق امتياز فريق دالاس مافيريكس لكرة السلة في الرابطة الوطنية لكرة السلة (NBA) في شهر كانون الثاني/ يناير من عام 2000، فقد بدت عملية شراء سيئة للغاية، ولو لم يكن مارك بارعاً في التفاوض، فربما كان الأمر كارثياً.

نرى في عرض بيعه، وعند تحليل سبب نجاحه، أنَّ أحد أفضل الأمور التي قام بها عند إجراء مكالمة مع الطرف الآخر، هو إظهار أنَّه يفهم مَن هو، وأنَّه قادر على توقع مخاوفه، فبدلاً من تقديم وعد فارغ، كأن يقول: "إذا أتيت إلى المباراة، فسيفوز فريق مافيريكس بالتأكيد"، قرر استمالة رغبتهم في إنشاء ذكريات هادفة مع أطفالهم، وقدَّم تذاكر مباراة كرة السلة السنوية كطريقة غير مكلفة لتحقيق ذلك.

يقول مارك كوبان: "إنَّنا ننشئ تجارب مميزة للغاية؛ فلا أضمن أنَّ فريقنا سيفوز أو يخسر، لكن يمكنني أن أضمن أنَّك عندما ستنظر إلى وجه ابنك أو ابنتك، فستشعر بسعادة غامرة، وتعلم أنَّه لا يمكنك الحصول على هذه التجربة في أي مكان آخر، وكل ذلك عبر شراء تذكرة ثمنها 8 دولارات فقط".

قد يكون للتفاوض سمعة سيئة أحياناً؛ لأنَّنا نربطها بالتلاعب، لكنَّ التفاوض المُتقَن ليس كذلك؛ بل يتوقع المفاوض الفذُّ مشكلات الناس ويحلها، مما يجعلها سمة من سمات التمتع بمستوى عال من الذكاء الاجتماعي؛ فهؤلاء الأشخاص بارعون في فهم ما يُقنع الآخرين، ومساعدتهم في تلبية احتياجاتهم.

درِّب نفسك على اكتشاف سبب رغبة الناس فيما يريدون؛ وذلك من خلال البدء بنفسك؛ ففي المرة القادمة التي ترغب فيها بطلب العشاء من الخارج، اسأل نفسك عن السبب؛ فهل ذلك بسبب عدم رغبتك في تحضير العشاء بنفسك؟ أو لأنَّك تحب طبقاً معيناً يحضِّرونه فقط في المطعم الذي طلبت منه الطعام؟ أو ربما ترغب في دعم عامل التوصيل من خلال تقديم إكرامية كبيرة له؟

جميع الأسباب هذه مُقنعة لتستمتع بعشائك؛ فلا يتعلق الأمر بالحكم على دوافع الناس، لكن بفهمهم؛ لذا ارتقِ بمستوى مهاراتك في التفاوض من خلال فهم الدوافع وراء القرارات.

إقرأ أيضاً: المبادئ الأولية للتفاوض

7. إنشاء علاقات قائمة على التعاطف:

يساعدنا تجنب الحكم على الآخرين من خلال وضع أنفسنا مكانهم على فهم أنَّه عندما نأخذ وقتاً لتخيل ما يواجهه الآخر، فإنَّنا نمارس بذلك التعاطف؛ فالتواصل القائم على التعاطف، هو القدرة على فهم عواطف الشخص الذي تتحدث معه، مما يساعدك على إدراك دوافعه وفهم شخصيته بصورة أفضل.

تستخدم مصممة المنتجات الأمريكية باتريشيا مور (Patricia Moore) التعاطف لردم الهوة بين الأجيال في مجال تصميم المنتجات، والدفاع عن حقوق كبار السن؛ ففي أواخر السبعينيات، أجرت باتريشيا تجربة، وضعت من خلالها نفسها حرفياً في مكان فئة من الناس.

على الرَّغم من أنَّها كانت تبلغ من العمر 26 عاماً فقط في ذلك الوقت، إلا أنَّها تنكرت في زي امرأة مسنة تبلغ من العمر 85 عاماً طيلة ثلاث سنوات، وزارت معظم المدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة مرتدية نظارات ضبابية لإضعاف بصرها، وأحذية غير مستوية لتوهِم الآخرين بأنَّها مُصابة بالعرج، ووضعت ضمادات وجبائر على يديها لمحاكاة إصابتها بالتهاب المفاصل، مما ساعدها على فهم كبار السن وتصميم المنتجات لتسهيل حياتهم.

حاول أن تتخيل ما قد يواجهه شخص آخر؛ فمثلاً، إذا شعر أحد الأصدقاء بخيبة أمل أو حزن، ففكر في سبب معايشته لتلك المشاعر؛ فربما يمر بوقت عصيب في العمل، أو ينتابه الارتباك والإرهاق بسبب تغيير يجريه في حياته؛ لذا إن كنت تواجه صعوبة في فهم سبب شعوره بالحزن أو خيبة الأمل، فحاول أن تسأله: "يؤسفني أنَّك تواجه يوماً صعباً؛ فهل يمكنك مساعدتي على فهم ما يجري حتى أشاركك حزنك؟".

شاهد بالفيديو: 8 نصائح لإظهار التعاطف ومراعاة الآخرين

8. تنظيم المجموعات:

يتمتع الأشخاص الذين يجيدون تنظيم المجموعات ودفعهم إلى العمل معاً لتحقيق هدف مشترك بمهارات اجتماعية قوية، فمثلاً، اعرض على صديقك تنظيم حفل تخرجه أو حفلة عيد ميلاده، أو ادعُ بعض الأصدقاء لمشاهدة فيلم معاً، ثم اطلب من الجميع مساعدتك على تنظيم الحدث، مما سيعطيك فرصة للتدرب على تفويض المهام وتوجيهها، اسأل مساعديك عما يرغبون في العمل عليه؛ ذلك لأنَّ الناس يحققون عملاً رائعاً في شيء يستمتعون به، ونظراً لأنَّ الحدث الذي تنظمه ممتع، فسيكون من الأسهل إشراك الناس فيه وإثارة حماستهم.

9. الاهتمام بالآخرين:

استخدمت مقدمة البرامج الحوارية الأمريكية أوبرا وينفري (Oprah Winfrey)، نجاحها لمساعدة الآخرين؛ فقد استمر عرض "برنامج أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey Show) لمدة 25 عاماً؛ إذ كانت تُجري مقابلات مع الناس بطريقة تشعرهم بالاهتمام والصدق، فقد كانت إحدى الطرائق التي استخدمتها لتحقيق ذلك هي طرح أسئلة متابعة - أي الأسئلة التي تُبقي الحديث مستمراً - تسمح من خلالها للضيوف بالرد بعمق أكبر.

على سبيل المثال: في مقابلتها مع المغنية الأمريكية ماريا كاري (Mariah Carey) حول تجربة ترعرعها في عائلة مختلطة الأعراق، تشعر بأنَّ أوبرا تهتم للغاية بماريا وتُصغي إليها إصغاءً تاماً؛ ذلك لأنَّها تشير إلى معلومات شاركتها ماريا معها بالفعل عبر أسئلة المتابعة التي تطرحها عليها.

كما أظهرت أوبرا اهتمامها بالناس من خلال أعمالها الخيرية؛ إذ أنشأت "مؤسسة أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey Foundation)، التي تتمثل رسالتها في "قيادة النساء والأطفال في جميع أنحاء العالم وتثقيفهم والارتقاء بهم وإلهامهم وتمكينهم.

اعمل عملاً لطيفاً لشخص تعرفه وتحبه، وإليك بعض الأفكار لذلك:

  • سؤال صديقك ما إذا كان بإمكانك إحضار قهوته المفضلة له في الصباح.
  • التخطيط لموعد ممتع مع شريك حياتك.
  • جز العشب في حديقة جارك.
إقرأ أيضاً: الآخرون هم VIP

10. تشجيع الناس على معاملة أنفسهم معاملة حسنة:

لا يجيد كل الناس الاعتناء بأنفسهم؛ لذا عليك تذكيرهم بذلك اعتماداً على شخصيات الناس وخلفياتهم، فقد يكون التعرف إلى احتياجاتهم الخاصة أمراً صعباً.

ذكِّر أحباءك أنَّهم يستحقون أن يكونوا سليمين جسدياً ونفسياً وعاطفياً، وبأنَّهم عندما يلبُّون احتياجاتهم، سيكونون قادرين على دعم الآخرين وحبهم بصورة أفضل.

فيما يأتي بعض الطرائق التي يمكنك من خلالها القيام بذلك:

  • تشجيع أحبائك على قضاء إجازة.
  • طمأنتهم بأنَّك لا تغضب عندما لا يجيبون على رسائلك على الفور؛ فوضع حدود فيما يتعلق بالتكنولوجيا أمر صحي وسليم، ويمكن أن يكون قضاء بعض الوقت دون استخدام التكنولوجيا أمراً يعزز نشاطك.
  • سؤال أحبائك باستمرار عما إذا كانوا بخير، ليتأكدوا من أنَّك تهتم بهم حقاً، وأنَّ عواطفهم ليست عبئاً عليك.



مقالات مرتبطة