10 مبادئ قيادية في سنة 2020

بينما ندخل العقد الجديد بإنسانيّة هشّة أكثر من ذي قبل، نلاحظ تصاعد القلق والغموض فيما تُخبّئه لنا الأيام المقبلة، ومع حلول سنة 2020 وما أنذرتنا به في أيّامها الأولى فقط، فنحنُ حتماً مقبلون على أيامٍ حرجة على صعيد الاقتصاد والسياسة والطقس والتكنولوجيا، وبما أنَّنا نَلِج السنة الجديدة بعالمٍ ضعيفٍ لا يملكُ من أمره شيئاً، يتنامى الشّعور بالذّعر وتصبح الصّورة مبهمة بالنسبة إلى المستقبل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن تجربة شخصية لرائدة الأعمال والمؤلّفة "شوبيكا بيلكا" والذي تُحَدِّثُنَا فيه عن إدارة حياة عمليةٍ ناجحة في ظلّ التقلبات التي تشهدها سنة 2020.

تتسابق القيادات والمؤسسات على التحكم في زمام الأمور ويحاولون تشكيل رؤى حيال الوضع الرّاهن؛ بدءاً من صراع الأجيال والصعوبات التي تواجهها الشعوب، وصولاً إلى الحاجة الملحّة إلى تخفيف وطأة تلك المصاعب، ناهيك عن الضغوط الخارجية التي أجّجت الوضع.

يقول الفيلسوف اليوناني هيرقليطس: "الأمر الثّابت في الحياة هو التّغيير"، كما وصف "موكيش أمباني" (Mukesh Ambani) هذا العصر المتنامي كما لو أنَّنا محكومين بسلسلة أحداث غير متوقّعة وساحقة ومهلكة.

وفي ظلّ هذه التقلبات وباعتباريَ كوتشاً قيادياً، لطالما أُسألُ من قبل القادة والمنظمات عمّا يتعيّن عليهم القيام به، وعن كيفيّة التعامل مع الوضع القائم للخروج من هذه الأزمات بسلام.

منذ سنواتٍ خلت، حدّد المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) عشر كفاءات أساسية للعام 2020، تتضمّن الذّكاء العاطفي والمرونة المعرفيّة والتفكير النقدي وإدارة الموارد البشرية والإبداع وآلية صنع القرارات الحاسمة وتوجيه الخدمات والمفاوضات.

تُدلي شركة "كورن فيري" (Korn Ferry)، في بحثها بمفهوم جديد ألا وهو القائد المسيطر، وإمكانية أن تصبح على هذا الحال عبر الاهتمام بما يلي: السرعة والنباهة والقيادة ومراقبة الأوضاع وإيجاد الشّركاء المناسبين والثّقة وتبنّي تلك الأساسيات كإطار للعمل.

وانطلاقاً من مفاهيم تتعلق بالريادة والقيادة المرنة، ووصولاً إلى الذكاء العاطفي؛ فقد قضى علماء الإدارة سنين طويلة يعملون على تجهيز المهنيين بالمهارات المطلوبة للتصدي إلى مجريات هذا العالم وتقلباته.

تُعَد العديد من الموضوعات التي قمنا بطرحها أسساً راسخة للقيادة النّاجحة في عالم يكتنفه الذّعر والغموض والتّغيير. لذا نقدم إليكَ فيما يلي 10 سمات نجدها مبادئ رئيسة للقيادة في عالم التقلّب وعدم اليقين والتعقيد والغموض هذا:

1. إدارة وتوجيه ذاتك أمرٌ بالغ الأهمية:

في شتّى برامج التّطوير القيادية خاصتنا نبدأ بسبر أغوار النفس لمواجهة أيّ عقبة؛ فلكي تكون قائداً ناجحاً، تتمثلُ الخطوة الأولى لك في معرفة ما تريده حقّ المعرفة، وأن تكون متصالحاً مع ذاتك لتُقيّم وترى بوضوح كلّاً من نقاط ضعفك وقوّتك.

إنَّ وعيك لذاتك أمرٌ لا غنى عنه لضمان امتلاكك لسمات الإدارة المتينة والفكر المرن والقدرة على المواجهة والتحمّل.

2. امتلاك سرعة البديهة:

خلال سنوات دراستي في كليّة كولومبيا للأعمال، كانوا يؤكّدون لي على أنَّ العقلية القيادية ينبغي أن تكون بعيدةً كلّ البعد عن التّروي والدّقة ومتّجهةً نحو الاتّقاد والحيوية.

وفي عصرٍ يعجّ بالاضطرابات والتغيّرات، فإنَّه لمن الحنكة كقيادي أن تتّخذ القرارات المباشرة (دائماً ما أُخبرُ المتدربين معي أنَّ أفضل سمة لديهم من المحتمل أن تنقلب عليهم).

شاهد بالفيديو: كيف تتّخذ قراراتك بسرعة؟

3. الاطّلاع والتواصل مع محيطك:

بما أنَّ القيادة قد أضحت نهجاً أكثرَ شموليّة، فإنَّ إشراك أصحاب المصلحة في الرؤيا يعدّ اللبنة الأساسية لإنجاحها.

لربّما يبدو ذلك أمراً ثانوياً، لكنَّ هذا التواصل والوضوح في كثيرٍ من الأحيان مُهملان. في عالمنا المتطوّر، هنالك العديد من الوسائل التي يمكن للقادة استخدامها لإيصال رسائلهم إلى الناس.

4. روح الفريق والمشاركة:

وبالنّظر إلى بحث شركة "كورن فيري" (Korn Ferry)، بدلاً من تعزيز القدرات الداخلية وحشد الموارد؛ استفد من الشّركات الأخرى وأسّس شراكاتٍ مُجدية وبيئةً مناسبة؛ فقيامك بهذا أمرٌ في غاية الأهمية وسط هذا العالم الذي يكتنفه الارتباك.

إقرأ أيضاً: المفاتيح العشرة لفريق العمل المتناغم

5. جعل الناس محور الاهتمام:

يُعَدُّ تحفيز الناس وغرس عقليّة إيجابية لديهم، وأن تكون ذو إحساسٍ عالٍ بهم ومحايداً واتباعكَ نهجاً يركّز على الإنسان من أبرز ميزات الذّكاء العاطفي؛ لذا كن واقعياً، لكن عطوفاً في الوقت نفسه.

6. التّعلم المستمر:

"أن تتعلّم كيف تتعلّم؛ هو مفتاح النّجاح كي تبقى على صلةٍ بكافة التّطورات في هذا العصر متسارع النمو"، وفقاً لما ذكرته مجلّة فوربس الأمريكية في عددها الصادر في شهر أغسطس سنة 2018. تطوير الذات واكتساب مهارات جديدة يجعلانك على اطلاعٍ ومعرفةٍ دائمينِ بكافة تغيرات هذا العالم وتطوراته.

إقرأ أيضاً: كيف تستَمّر في التَّعلّم مدى الحياة؟

7. التّأسيس لعلاقات مُجدِية:

إنَّ الثّقة والالتزام ودوام التواصل وتعزيز العلاقات بين الأفراد، وتلسيط الضوء على المحور الإنساني، تساهم جميعها يداً بِيَد في توطيد علاقاتٍ من هذا النّوع في مكان العمل.

8. حُسن تسيير المحادثات الصّعبة:

لعلّ الإقدام على هذه المناقشات والتغلب عليها بالكلام المناسب والحنكة والتعاطف دوراً هاماً يقع على كاهلِ كلاً من القائد والمدير الناجح؛ فأن تكون عطوفاً وإنسانياً يتماشيان جنباً إلى جنب مع نجاح هذه الخطوة.

9. التفكير المرن:

وكما هو الحال بالنسبة إلى الحوسبة الكمية فإنَّ التفكير ذو الأفق الواسع، والمرونة المعرفيّة في هذا العالم المتقدّم هما من أسس الإبداع للقادة، ويوازيهما أهميةً التّرحيب بمختلف وجهات النّظر.

10. عيش حياة هادفة:

عندما تضع هدفاً أو غايةً ما نصب عينيك، يغدو لحياتك وعملك ومظهرك القيادي معنى. الرضا عن النفس هو أساس ازدهار عملك لأمدٍ بعيد، وإنَّه من واجبك كقائد أن توجِدَ وتنميَّ هذه الخصلة فيك وفي الآخرين من حولك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة