10 عادات صغيرة تعود علينا بمكاسب كبيرة

لا تقلَق بشأن الطريقة التي ستتغير من خلالها؛ بل ركِّز على العادات التي تريد تشكيلَها واتباعها في حياتك والسبب الذي دفعك لذلك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أهم العادات التي تعود بالمنافع العظيمة على حياتنا وإنتاجيتنا.

لقد اعتدتُ على تبنِّي العديد من العادات الإيجابية المختلفة في حياتي على مر السنوات، وتُعدُّ العادة إيجابيةً بالنسبة إلي حين تحسِّن من نوعية الحياة التي أعيشُها، وقد كُتِبَت العديد من المقالات عن تشكيل العادات الجديدة ومدى صعوبة ذلك والمدة التي يستغرقها، وكذلك أفضل الطرائق للإقلاع عن العادات السيئة وكيفية اكتساب عادات جديدة.

أنا أرى حسب خبرتي أنَّ أيَّ شخصٍ يمكنه اتِّباع أي عادة يرغب فيها وتبنيها، لكن يوجد شرطٌ واحدٌ فقط على الرَّغم من ذلك؛ وهو أنَّك بحاجة إلى سببٍ جيد وقوي لإحداث التغيير في حياتك؛ وفي 99% من الحالات يكون السببُ الذي يدفع الإنسان للتغيير هو معاناته الشخصية أو الحزن والأذى الذي تعرض له، فيشعرُ في مرحلةٍ ما أنَّه لا يستطيع تحمُّل تصرفاته الحالية أكثر من ذلك؛ لذا أنصحُك بألَّا تقلق بشأن كيفية التغيير؛ بل ركِّز على العادات التي ترغبُ في اكتسابها والسبب الذي يدفعك لذلك.

بعد أن سألني أحد أصدقائي عن عاداتي الحالية قررتُ مشاركتها هنا مع إضافة شرحٍ مُوجَز لِما تصلُح له هذه العادات:

1. ممارسة تمرينات رياضية لكامل الجسم مع رفع الأثقال ثلاثَ مراتٍ أسبوعياً:

تملك تدريبات القوَّة فوائد متعددة؛ فهي تحمي صحة العظام والكتلة العضلية، وتحافظ على جسمِك نحيلاً ورشيقاً، وترفع من مستوى طاقتك، وتحميك من الأذيات.

فأنا أمارس رياضة رفع الأثقال منذُ كنتُ في السادسة عشر من عمري، وهي العادة الوحيدة في هذه القائمة التي ما زلتُ أتَّبعُها طوالَ تلك المُدَّة، ومثل معظم مَن يمارسون رفع الأثقال بدأتُ بتمرين عضلات مُختلِفة في كل جلسة تدريبية؛ إذ ندرِّب عضلةً مُعيَّنة مرةً واحدةً فقط في الأسبوع بناءً على أغلب الروتينات المُتَّبَعة فقد تبيَّن أنَّ العضلات تحتاج إلى المزيد من الضغط لتصبحَ أقوى.

فعلى نحوٍ مثالي ينبغي عليك أن تمرِّنَ جميع عضلاتك ثلاث مراتٍ أسبوعياً؛ ولهذا السبب كنت أمارس تمريناتٍ جسدية كاملة فهي طريقةٌ بسيطة وعملية وناجحة.

2. تحديد 3-4 أولويات يومية:

هي واحدة من أفضل استراتيجيات الإنتاجية الموجودة؛ فنعلم جميعاً أنَّ التركيز هو ما يحقِّق لنا النتائج المَرجُوَّة ومن دونه لن نحصلَ على أي نتائج؛ لذا كي تتمكن من التركيز، عليكَ أن تحدَّ من خياراتك ومهامك، فالإقصاء هو المفتاح لذلك.

أيضاً كُن واضحاً جداً فيما تريد إنجازَه كلَّ يومٍ وأسبوعٍ وسنةٍ، واعمَل يومياً على 3-4 مهام صغيرة وأساسية، والتي من شأنها أن تقرِّبَك من بلوغ أهدافك الأسبوعية والسنوية.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتصبح محترفاً في تحديد أولويات المهام

3. القراءة لمدَّة 60 دقيقة يومياً:

أنا أفهمُ أنَّ مشاغلك أكثر من أن تجد في وقتك مُتَّسَعاً للقراءة، أو ربَّما لا تحبُّ القراءة أساساً، لكنَّ هذا العذر واهٍ؛ فالقراءةُ ضرورية للغاية؛ لتنمية الإدراك وتطويره، وربَّما تعلم ذلك من قبل، لكن ما لا تعلمُه هو أنَّها ستحوِّلك أيضاً إلى كاتبٍ ومفكِّرٍ أفضل.

إن كنتَ ما تزال لا تحبُّ القراءة بعد كلِّ ما أخبرتكَ به، فأودُّ أن أقول لك إنَّ هناك الكثير من الأشياء التي لا نحبُّها في الحياة ولكنَّنا نمارسُها رغم ذلك؛ لذا بدلاً من القول لنفسك إنَّك لا تحبُّ القراءة تعلَّم أن تستمتعَ بها من خلال ممارستها يومياً، وستجدُ نفسَك يوماً ما عاشقاً للقراءة.

4. النوم لمدة 7-8 ساعات في الليلة:

بالنسبة إلي لا أضحي بنومي أبداً لأجل أي شيءٍ، فقد ألغيتُ منذ فترة أحد اجتماعاتي الصباحية؛ لأنَّني نمتُ متأخراً في الليلة السابقة؛ إذ كنتُ أقرأ كتاباً جيداً استنفد طاقتي تماماً، لأبدأ بتدوين المُلاحَظات بعد القراءة، وقبل أن أُدرك الأمر وجدتُ أنَّ الساعة أصبحَت 2 صباحاً، وكان عليَّ أن أستيقظَ في الساعة 7 صباحاً لإجراء الاجتماع؛ لذا ألغيتُه لأنَّني لن أنامَ لمدة 6 ساعات حتَّى أتمكن من عقد اجتماعٍ، وأنا أعلمُ أنَّني سأكون مُتعَباً طوال اليوم.

يمكن لبعض الأشخاص تقديمُ أداءٍ جيد خلال يومهم بعد النوم لمدة 5 ساعات فقط؛ لكنَّ مُعظمَنا يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير فعليكَ أن تتأكد من حصولك على قسطٍ كافٍ من النوم إن كنتَ ممَّن يحتاجون إلى ساعات نومٍ طويلة لأداء مهامهم اليومية، وكُن جاداً للغاية حيال ذلك، أمَّا إن لم تكُن في وضعٍ يسمح لك بإلغاء الاجتماعات وما إلى ذلك فَنَم مبكِّراً.

5. المشي لمدَّة 30 دقيقة يومياً:

إن لم تكُن تستطيع تخصيص الوقت للمشي يومياً، فإنَّك لستَ مُسيطراً على حياتك؛ فأنا لا أمشي للحصول على الفوائد الصحية للمشي التي تتمثَّل بالمحافظة على النشاط البدني وتنشيط الجسم والعديد من الفوائد الأخرى؛ وإنَّما أتمشَّى يومياً لأنَّ المشي يكسر نمطَ الحياة الرتيبة والمُضجِرة التي نعيشُها.

لا يمكننا إنكارُ أنَّ الحياة روتينيةٌ ومُمِلَّة وليس هناك عيبٌ أو خطأ بذلك؛ لكنَّك حين تتمشَّى في الخارج فأنتَ مُجبَرٌ على أن تكون مع العالَم المُحيط بك وتندمجَ به؛ إذ يرفع المشي من حواسك ومشاعرك، ويمكنك أن تتمشَّى وحدك أو بصُحبة شخصٍ آخر لتحظى معه بمحادثةٍ جيدة، أو يمكنك ببساطة أن تستمتع بالمناظر المُحيطة في أثناء المشي.

6. اتباع الصيام المتقطِّع كنمط لتناول الطعام:

بالنسبة إلي فأنا لا أتناول أيَّ شيءٍ بعد العشاء، كما أنَّني أفوِّت وجبة الإفطار ممَّا يعني أنَّني أصوم أو أنقطع عن الطعام لمدَّة 15-16 ساعة يومياً، وثمة بعضُ الفوائد الصحية المرتبطة بالصيام المتقطِّع، لكن ينبغي علينا الحذر فيما يخصُّ تعويض العناصر الغذائية لأجسامنا بعد فترات الصيام الطويلة هذه.

السببُ في حبِّي للصيام المتقطع أنَّه يجعلني أبدو وأشعر بحالٍ أفضل، بالإضافة إلى أنَّه يمكنني آكلُ أي شيءٍ أريده خلال النهار دون أن يزيد وزني إطلاقاً؛ لكنَّني لا آكل الطعام غير الصحي أو غير المفيد، وألتزمُ بتناول الأطعمة الكاملة ذات القيمة الغذائية العالية، كما أنَّني أحرصُ على احتواء الوجبة الأولى التي أتناولُها خلال اليوم على الكثير من البروتين والدهون غير المُشبَعة.

أنصحك بالتأكُّد من استهلاكك لِما يكفي من السعرات الحرارية التي يحتاجُها جسمُك للعمل بنشاط، والتي تُقدَّر بحوالي 2000 سعرة حرارية للنساء وَ2500 سعرة حرارية للرجال وسطياً.

إقرأ أيضاً: لماذا يمكن للصيام المتقطع أن يعزِّز صحة الدماغ؟

7. عيشُ اللحظة الراهنة:

عادةً ما نركِّز على أهدافنا تركيزاً كبيراً لدرجة أنَّنا نغفلُ عن الاستمتاع باللحظة الحالية التي نعيشُها، وهذه واحدةٌ من أكبر العثرات والمآزق التي أقع فيها؛ لذا أحتاج حقاً إلى تذكير نفسي كلَّ يوم بأنَّني يجب أن أستمتع بالوقت الحالي الذي أعيشُه الآن.

فنحنُ دوماً بانتظار تحقيق إنجازٍ ما لنصبحَ سُعَداء حينَها؛ لكنَّنا لن نسعدَ أبداً إن كُنَّا عالقين دوماً في المُستقبَل وربطنا سعادتنا بالإنجازات المستقبلية فقط؛ لذا عليك إيجادُ محفِّزٍ يحثُّك على العودة إلى اللحظة الراهنة.

على سبيل المثال، اشتريتُ حديثاً ساعةً جديدة، وقد كنتُ أقرأ في الوقت نفسِه الكثيرَ عن الأمور الروحانية المتعلِّقة بعيش الوقت الحاضر وقوَّته، فأصبحتُ أنظرُ إلى ساعتي التي تمثِّل محفِّزاً لي يُذكرني بالوقت الحالي.

8. التعامل مع الآخرين بلُطفٍ وحُب:

نتعامل جميعُنا مع الحب الذي نملكُه داخلَنا على أنَّه موردٌ غير مُتجدِّد وقابلٌ للنضوب، إلَّا أنَّ هذا تفكيرٌ خاطئ؛ فالحبُّ الإنسانيُّ غير محدود ولا ينفدُ أبداً، ومن ثمَّ يمكنك أن تهَبَه للآخرين بقدر ما تريد؛ ولكنَّ غرورَك يمنعك من ذلك، كما أنَّك تريدُ دوماً شيئاً ما مقابلَ الحب الذي تقدِّمه لغيرك.

لذا جرِّب أن تقدِّم الحبَّ لمَن حولك، واعلَم أنَّك تملك منبعاً لا محدوداً منه، وهَب للأشخاص من حولك بعضاً من حبك ولُطفك وطيبتك كلَّ يوم، ولا تقلَق بشأن النتائج التي ستُحرزُها بالمقابل، فأنتَ تملك ما يكفي من الحب على كل حال.

شاهد بالفديو: 10 طرق بسيطة لنشر السعادة واللطف من حولك

9. تسجيل اليوميَّات أو الكتابة لمدَّة 30 دقيقة يومياً:

أنا أحتاجُ إلى ترتيب أفكاري يومياً من خلال الكتابة، ممَّا يساعدني على التركيز على الأمور الأكثر أهمية بالنسبة إلي؛ ولهذا السبب أدوِّن ملاحظاتي دوماً في دفتر يومياتي الخاص.

كما أنَّني أهمُّ بالجلوس وتسجيل مُذكَّراتي وأفكاري من أجل نفسي فقط حتَّى إن كنتُ لا أكتب المقالات؛ فأنا لا أكتبُ في دفتر يومياتي من أجل الآخرين؛ إذ تُعَدُّ كتابة اليوميات طريقةً ممتازة كي تصبحَ شخصاً أفضل وتحسِّن من طريقة تفكيرك.

10. توفير أو ادِّخار 30% من الدخل:

إن لم يكُن بمقدورك توفير 30% من دخلك، وفِّر 10% منه فقط؛ فالتوفير لا يتعلق بكمية المال التي ندَّخرُها وإنَّما بعدد المرات التي نوفِّره فيها، فيمكنك أن توفر المال من خلال التوقف عن إنفاقه على الأشياء معدومة الجدوى التي تشتريها يومياً أو أسبوعياً.

على سبيل المثال، لستَ بحاجة إلى شراء اللاتيه - وهو مشروب مُكوَّن من الإسبريسو والحليب مع الرغوة الكثيفة) - لنفسك يومياً مثلاً، كما أنَّك لستَ مُضطرَّاً إلى شراء مُكسَّرات الكاجو العضوية باهظة الثمن؛ لذا ادَّخِر الأموال التي تنفقُها على صغائر الأمور؛ لأنَّها ستتحول إلى كميات كبيرة من النقود مع مرور الوقت، لا سيَّما إن استثمرتَ تلك الأموال الإضافية.

في الختام:

إذاً هذا هو السرُّ لتلك العادات العشر؛ فجميعُها صغيرةٌ وبسيطة، ويبدو التقدُّم اليومي الذي تحرزه من خلالها ضئيلاً أو تافهاً، ولن تتمكن من رؤية المكسب الذي تعود به على حياتك إلَّا مع مرور الوقت؛ لذا عليك الالتزام بممارسة هذه العادات إلى أن تصبح حياتك أفضل، وعندما يحدث ذلك فعلاً ستجد نفسَك مُواظِباً على تلك العادات بسبب رغبتك الحقيقية في فعل ذلك وليس فقط لأنَّك مُضطَرٌّ إليه.

المصدر




مقالات مرتبطة