10 طرق لمواجهة صعوبات الحياة والاستفادة منها

الحياةُ بطبيعتها خليطٌ من النقائض؛ إذ يمرُّ الإنسانُ بتقلباتٍ بين الأوقات الجيدة حين تسير الأمور كما خُطِّطَ لها وأوقات سيئة لا يحصل فيها على ما يريد، وحينها يتطلب الأمر التعامل بطريقة حكيمة لتكون التجربة ذات معنى وتعمل لصالحنا؛ فالجميع سيمرون بهذه الظروف عاجلاً أم آجلاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "إرين فالكونر"، "Erin Falconer"، وتروي لنا فيه تجربتها مع صعوبات الحياة.

فيما يأتي عدة طرائق مفيدة لمعاملة الأوقات العصيبة:

1. مواجهة الموقف:

في أوقات الشدائد قد يواجه بعض الناس مخاوفَ كبيرةً ويحاولون الهرب أو تجنب الموقف أو اللجوء إلى المُتع الآنية للهروب من التفكير بالأمر غير المرغوب به؛ كمشاهدة التلفاز أو التسوق أو الإفراط في الطعام والشراب؛ لكنَّ الطريقة الصحيحة للتصرف في مثل هذه المواقف هي المواجهة والتعرف إلى مكامن القوة لديك التي تساعدك على تخطِّي الأمر واستيعابه واستخراج الحكمة الكامنة وراء الأزمة التي تمر بها من خلال معاملتها بوضوح ورجاحة عقل.

2. الحفاظ على الاعتدال والتوازن:

من المؤكَّد أنَّ الحياة ليست ورديَّةً دائماً؛ بل تحمل كثيراً من العقبات والمصاعب التي يصعب مواجهتها، ويُعَدُّ الاتزان من أفضل الأساليب لمعاملة هذه المواقف، ويتطلب بالدرجة الأولى تقبُّلَ الحياة بحلوها ومرها من دون تعلق أو كراهية؛ لأنَّ التعلق بالأشياء يُسبِّبُ ألماً كبيراً عند خسارتها، والكراهية أيضاً تسبب معاناة كبيرة بسبب عدم القدرة على إحداث التغيير الذي تتمناه، أمَّا التوازن، فيسمح لك بالعيش بسلام بعيداً عن الانجرار وراء الأوهام الخادعة أو المعاناة العاطفية.

إقرأ أيضاً: 7 مبادئ لاستعادة التوازن في الحياة

3. تقييم الأمور بموضوعية:

غالباً ما ينظر الناس إلى الحياة من وجهة نظرهم الخاصة ويميلون إلى أخذ الأحداث على محملٍ شخصيٍّ بسبب العادة أو بسبب نقصٍ في الوعي الذاتي؛ مثل النظرات الباردة التي تظنُّ أنَّها علامة لانتهاء الحب قد تكون بسبب قلة النوم، أو نبرة الصوت المُستهجنة من شخص ما قد تكون بسبب مشكلاته العائلية، أو شخص يتجاوز قوانين السير بسبب حالة إسعافية.

من الأفضل النظر إلى حقيقة الأشياء والمعنى الكامن وراء الأحداث الظاهرة، وليس تأويلها أو أخذها على محمل شخصي أو الحكم عليها حكماً سطحياً.

4. التصالح مع المشاعر:

يمتلك الإنسان القدرة على اختبار كمٍّ كبيرٍ من المشاعر السلبية والإيجابية؛ لذا لا تتهرب من مشاعرك مهما كانت قاسية؛ إذ يمكنك تحويلها إلى نوع من التأمل الممتع من خلال السماح لنفسك بالشعور بها ومراقبتها، وهذه هي أفضل طريقة للشفاء منها واستبدالها بمشاعر صحية وأكثر سعادة بدلاً من الحكم عليها أو مقاومتها، وبهذه الحالة يتحسن مزاجك وتقوى عزيمتك.

5. الإيمان المطلق بأنَّ كل ما يحدث هو خيرٌ لك:

خلال حياتي مررتُ بتجاربَ كثيرةٍ بدت لي كارثية، ولكن مع الصبر ومحاولة تقبُّلها بأفضل طريقة ممكنة اكتشفت أنَّها كانت ضرورية ومهَّدتِ الطريقَ لحدوثِ أشياءَ عظيمة.

على سبيل المثال كان عليَّ أن أتوقَّف عن تناول دواء قوي التأثير؛ لذلك عانيت أعراضاً انسحابية شديدة ومزعجة لمدة سنتين، ولكن بعد شهر من معاناةِ آثارِ ترك الدواء بدأت أكتشف شغفي بالكتابة وأستخدمُه أداةً لإعادة تكوين ذاتي ولمساعدتي في مرحلة التعافي، لقد تغيَّرت حياتي حرفياً بفضل الأحداث المؤلمة التي مررتُ بها ولم أفقد إيماني بأنَّ ما يحدث كلَّه خيرٌ؛ لأنَّ الحياة أكبر من تصوراتنا وتحتاج دائماً إلى الإيمان والمثابرة.

6. النظرة الإيجابية إلى الحياة والأحداث:

بناءً على تجربتي الشخصية أرى أنَّ المشكلات تحدث عادةً بسبب عدم إدراك الأمور على النحو الصحيح، ولتفادي حصولها يجب أن تتغير الطريقة التي تنظر بها إلى الحياة، وكذلك أيضاً يمكنك أن تتدرب على التفاؤل وتقييم الأمور بطريقة إيجابية؛ فعندما تواجه موقفاً صعباً إمَّا أن تنظر إليه نظرةً سلبية وترى نفسَك ضحيَّةً للظروف، أو أن تراه بمنظورٍ إيجابيٍّ على أنَّه فرصةٌ للإبداع والتطور.

شاهد أيضاً: 9 طرق لتزيد الإيجابية في حياتك

7. استحضار النهاية:

سيساعدك هذا التمرين على التركيز على الأشياء الهامة حقاً وعلى نمط الحياة الذي يوافق قيمك الشخصية، فتخيل أنَّك في الثمانين من العمر وعلى فراش الموت وتشعر بالأسى الحقيقي على حياتك التي عشتها بطريقة ليست كما تحب لأنَّك لم تمتلك الجرأة الكافية لاغتنام كل الفرص المتاحة، أو كنت خائفاً من أن تعيش حياتك بالطريقة التي ترغب بها، في حين أنَّك الآن تدفع ثمن كل قرارٍ في حياتك.

سيساعدك هذا التخيل على أن تكون أكثر إدراكاً وتقديراً للحاضر وتستثمره بكل ما تحب لتستطيعَ تغييرَ مصيرك وتجاوز الصعوبات بسلاسةٍ وحب دون أن تقسو على نفسك.

8. استخلاص الحكمة والفائدة من كلِّ موقف:

في بعض الأحيان يمكن لأكثر التجارب قساوةً أن تكون حافزاً لإحداث التغيير الذي نحتاج إليه؛ مثلاً الانفصال العاطفي وتغيير العمل كلاهما يمكن أن يكونا فرصةً لتوجيه الحبِّ والاهتمام لذواتنا والبدء بعمل شيء مناسب لنا، وحتى المرض يمكن أن يكون فرصةً رائعةً لإعادة تقييم حياتنا، ويجب استثمار هذه الفرص بالوقت المناسب قبل فوات الأوان.

إقرأ أيضاً: المرونة الشخصية: كيف تستفيد من نقاط قوتك للتغلب على الصعوبات؟

9. الكتابة:

من خلال تجربتي بصفتي كاتبةً، وجدت أنَّ الكتابة وسيلة رائعة للتحرر من المشاعر غير المرغوب بها من خلال تفريغها على الورق، والتخلُّص من الألم الذي تسبِّبُه، وإيجاد الحلول لكثير من المشكلات، وقد استطعتُ من خلالها تغيير سلوكي بالطريقة التي تخدم ما أريد تحقيقه.

أحياناً تشعر بأنَّك بحاجة إلى تغييرٍ ما؛ لكنَّك لا تدرك ما هو لأنَّه ليس واضحاً بالنسبة إليك، وهنا تساعدك الكتابة باستمرار على التعرف إلى رغباتك الحقيقية؛ لذا واظب على كتابة مشاعرك، لا سيَّما المزعجة بالنسبة إليك؛ فبذلك تسهِّل على نفسك الشفاء والتحرر منها.

يمكنك أيضاً كتابة وصف للحياة التي تحلم بها وتفاصيل الخطوات التي ستقوم بها بصورة واضحة لتحقق أحلامك.

10. فهم دروس الحياة:

اطرح على نفسك هذا السؤال: "ما هو الدرس الذي تحاول الحياة أن تعلمني إيَّاه الآن؟"، فمن خلال هذا السؤال ستتمكن من استخلاص الدروس الأكثر أهمية والمفيدة لواقعك الحالي والانتباه لها.

الحياة مزيج من النقائض تماماً مثل الطبيعة التي تجمع بين المطر والشمس لتشكل ظاهرة قوس قزح الجميلة، وكذلك أنت بإمكانك الاستمتاع بالحياة حتى في أصعب الأوقات ومعاملة الأشياء السلبية بطريقة تجعلها تعمل لصالحك.




مقالات مرتبطة