10 طرق للتأكد من أنَّ الأوان لم يَفُت لتحقيق أحلامك

تقول اللاعبة الأولمبية "غيل ديفيرز" (Gail Devers): "قاتلْ لأجل أحلامك؛ إذ يتطلب استيعاب قدرتك على تحقيق أي هدفٍ الإيمان والثقةَ بنفسك وامتلاك نظرة مستقبلية والعملَ بجدٍّ وإصرار وتفانٍ لتحقيقها؛ لذا تذكَّرْ دائماً أنَّ الأشخاص الذين يؤمنون بشيءٍ سيحققونه".



ندرك جميعاً دون استثناء أنَّ حياة الإنسان محدودة وقصيرة ولا تتسع لجميع أحلامه وطموحاته؛ إذ يبدأ العد التنازلي لوقتنا على هذه الأرض منذ لحظة ولادتنا، ونُحَثُّ باستمرار على الإسراع والتعجل في أي أمر نفعله، كما قيل لنا في المدرسة بأنَّه يجب ألا نضيع وقتنا، وذُكِّرنا دوماً بمدى قصر هذه الحياة وبأنَّنا سنشعر جميعاً بالندم بسبب الوقت الذي ضاع سدىً من عمرنا حين نتقدم في العمر.

أمَّا بصفتنا بالغين، فيخبروننا باستمرار متى يحين وقت زواجنا وتأسيس عائلة لأنفسنا، أو متى يجب أن نعمل بجدٍّ في وظائفنا؛ وذلك استعداداً لمرحلة التقاعد؛ إذ يتحتم علينا التخطيط لأطفالنا وتعليمهم وكذلك فترة تقاعدنا.

يبدو أنَّ كل شيء في حياتنا مُعيَّن مُسبَقاً في وقته المُحدَّد؛ فيخبروننا مثلاً بمقدار المال الذي يجب ادخاره كي نستطيع أن نحظى بتقاعد مُريح قدرَ المستطاع، كما تُملى علينا الطريقة التي يجب أن تسير بها وظائفنا وتتقدم إلى الأمام كي نُعدَّ ناجحين عند عمرٍ مُعيَّن.

لا تسير الحياة - لسوء الحظ - كما نريدُها دائماً، ولن يحقق معظم الناس كلَّ ما يطمحون إليه من إنجازات بالطريقة التي خططوا لها للأسف، وربَّما نُضطَرُّ حتى إلى بدء كل شيءٍ من جديد في وقتٍ لاحق من حياتنا على الرَّغم من خططنا المحبوكة جيداً؛ إذ تتمتع الحياة بقدرتها على قلب أمورنا رأساً على عقب وتغييرها بالكامل في الوقت الذي لا نتوقع فيه ذلك إطلاقاً.

الخبر السارُّ هو أنَّ لدينا دائماً فرصةٌ للبدء من جديد مهما كان المكان الذي وصلنا إليه في مهنتنا أو حياتنا، فلن يفوت الأوان أبداً على تحقيق أحلامنا، ويجب ألا يكون العمرُ حجر عثرةٍ يعوقنا عن ملاحقة أهدافنا وطموحاتنا.

يجب أن تدرك أنَّه مهما كان المكان الذي وصلتَ إليه في حياتك، فقد كان مُقدَّراً لك الوصول إليه منذ البداية، وهو المكان الذي يجب أن تكون فيه في هذه الحياة مهما بلغتَ من العمر؛ سواء كنت في الثلاثين أم في الأربعين أم في الخمسين من عمرك أم أكبر سناً من ذلك، كما أنَّ أهدافك ما زالت نفسها إن أردتَ السعي إلى تحقيقها والعمل عليها وهو ما يجب ألَّا تنساه أبداً.

إن لم تحقق أحلامك، فلا يستطيع أي شخصٍ آخر أن يحققها لأجلك، وستظلُّ تلك الأحلام قابعةً في مكانها داخل مخيلتك على حالها تنتظرك للعمل عليها ومحاولة إنجازها.

قد أوصلك كلُّ ما مررتَ به في هذه الحياة من تقلبات الدهر وتجارب ومشكلات إلى اللحظة الحالية حيثُ أنتَ الآن؛ وذلك لتصلَ إلى حيث تريد أن تكون؛ لذا يجب أن تتخيل أنَّك عند مُفترَق طرقٍ في حياتك ويجب الشروع بفعل شيءٍ ما؛ فهي ليست سوى مسألة اتخاذ خطوة واحدة فقط مرةً تلو الأخرى في الاتجاه الصحيح.

اعلمْ جيداً أنَّه مهما كان عمرك حالياً، فأنتَ في العمر المناسب الذي يجب أن تكون به كي تكون قادراً على النجاح، وتذكَّرْ أنَّنا جميعاً نصل إلى مرحلة النضج والوعي في أعمار مختلفة؛ لذا فإنَّ تحقيق أهدافنا أمرٌ مماثل في حياتنا جميعاً.

ليس من الهام كم تبلغ من العمر أو مسيرتك المهنية السابقة إن أردت إحداث تغيير في حياتك نحو الأفضل، فكلُّ ما يجب فعله هو أن تبدأ حالاً بسؤال نفسك عمَّا ترغب في تحقيقه في حياتك؛ وبمُجرَّد أن تجيب عن هذا السؤال، يجب أن تكتشف طريقةً لفعل ذلك وتفعل كلَّ ما بوسعك في سبيله.

كيف تحقق أهدافك وأحلامك مهما بلغت من العمر؟

إليك فيما يأتي بضع طرائق عن كيفية تحقيق جميع أهدافك وأحلامك مهما بلغت من العمر:

1. تدوين أهدافك:

لا يهم كم تبلغ من العمر، يجب أن تحدد أهدافك أو تنفض الغبار عن أهدافك القديمة وتستعد للعمل عليها والسعي إلى تحقيقها ابتداءً من اليوم، وتأكَّدْ من أخذ الوقت الكافي لتوثيقها؛ فلا تساعدك كتابةُ أهدافك على تذكرها فحسب؛ إنَّما ستساعدك أيضاً على المحافظة على تركيزك في أثناء سعيك إلى تحقيقها، ويجب أن ترجع إلى أهدافك المكتوبة وتذكِّر نفسك بها في كل مرة تشعر بأنَّك فقدت تركيزك على الطريق الصحيح.

شاهد بالفيديو: 8 أهداف تضمن لك النمو الشخصي وبلوغ النجاح والسعادة

2. تحديد جدول زمني لتحقيقها:

لا يُعَدُّ تدوين أهدافك أمراً هاماً فقط؛ إنَّما يجب أيضاً تحديد وقتٍ لتحقيق تلك الأهداف؛ إذ ستكون أهدافك عبارةً عن أحلام فقط عندما لا تعيِّن موعداً نهائياً لتنفيذها، ولن يساعدك تحديد وقتٍ مُعيَّن لتنفيذ أهدافك على المحافظة على تركيزك فقط؛ بل سيشجعك أيضاً على أن تصبح شخصاً مخلصاً ومتفانياً يكرس كل طاقاته ويرغب في تحقيق تلك الأهداف خلال الوقت المُخصَّص لذلك.

3. إعلام شخصٍ تحترمه بتلك الأهداف:

إنَّ من الأسباب الرئيسة التي تجعل معظم الأشخاص يفشلون في تحقيق أهدافهم أنَّهم يُخفونها عن الآخرين؛ إذ سيساعدك إخبار الآخرين برغباتك وطموحاتك على أن تبقى مسؤولاً أمامهم.

سيعمل الناس الذين أخبرتهم بأهدافك على تذكيرك بها دائماً، وهذا سيُشعِرك بالحزن والإحباط في حال عدم تحقيقها، ومن شأن ذلك أن يدفعك إلى الجد والاجتهاد كي تصبح شخصاً ناجحاً، كما سيسألك أولئك الأشخاص دائماً عن التقدم الذي أحرزتَه في طريقك نحو تحقيق أحلامك، إضافة إلى أنَّ شعورك بالذنب في حال تقاعسك عنها سيساعد على تحفيزك على المثابرة والمواظبة.

إقرأ أيضاً: النجاح في تحقيق الأهداف: 8 طرق تسهّل عليك الطريق لتحقيق أهدافك

4. وضع عواقب لعدم تحقيقها:

حين تنجح بوضع أهدافٍ لنفسك وتحديد خطة وجدول زمني لتنفيذها، يجب أن تكون مستعداً أيضاً لتقبُّل العواقب المترتبة على فشلك بتحقيق تلك الأهداف، ولا يعني ذلك أنَّك يجب أن تقسو على نفسك في حال عدم تحقيقك لأهدافك جميعها في الوقت المُخصَّص لها على الرَّغم من سعيك بجد واجتهاد إلى العمل عليها.

يجب أن تكون جاهزاً لمراجعة الوقت الذي خصصتَه لكلٍّ منها وإعادة النظر فيه وتعديله بناءً على ذلك عند الحاجة، لكن يجب أيضاً أن تضع عواقب وتبِعات، وتعاقب نفسك في حال تراخيك وتقاعسك عن السعي وراء أهدافك.

تستطيع أن تعاقب نفسك مثلاً بالتوقُّف عن مشاهدة مسلسلك أو برنامجك المُفضَّل أو عدم فعل شيءٍ تحبُّه لفترة من الوقت ريثما تصلُ إلى هدفك الذي تحتاج إلى تحقيقه.

إقرأ أيضاً: 10 عادات تسبّب الفشل فابتعد عنها

5. إنشاء نظام مُساءلة لنفسك:

يجب أن تكون قادراً على محاسبة نفسك وتحميلها مسؤولية نجاحك دون أن تُرهقها بتفاصيل مُوسَّعة ومُعقَّدة لذلك؛ فتستطيع أن تنشر التقدم الذي أحرزتَه على مواقع التواصل الاجتماعي، وستجد أنَّ متابعيك حاضرون لمحاسبتك، وكذلك لتشجيعك وتحفيزك على طول الطريق.

تمكِّنك الطريقة السابقة من تتبُّع تقدُّمك الذي تحرزه يومياً وتساعدك على البقاء ملتزماً بالمسار الصحيح كما هو مُخطَّط له؛ وإن فشل أحد الأنظمة في تحميلك المسؤولية، تستطيع إيجاد نظام آخر ناجح لإبقائك على المسار الصحيح.

6. مكافأة نفسك:

يجب أن تكون مستعداً لمكافأة نفسك حين تحقق النجاحات المتتالية، وهو ما لا يقلُّ أهميةً عن استعدادك لمواجهة عواقب عدم قيامك بالأشياء التي يجب فعلُها؛ فمن شأن تلك المكافآت والجوائز التي تمنحها لنفسك عندَ تحقيق أهداف مُعيَّنة أو الوصول إليها أن تشجعك وتُلهمك وتمنحك الحافز لمواصلة العمل الجاد وبناء ثقتك بذاتك.

7. تجنُّب مقارنة نفسك بالآخرين:

قد ترغب في مقارنة نفسك بالآخرين مهما كانت المرحلة التي وصلتَ إليها في حياتك ومهما بلغ عدد نجاحاتك فيها، لكن يجب أن تقاوم تلك الرغبة والإغراءات التي تتعرض لها؛ فليس من الجيد أبداً مقارنة إنجازاتك بما وصل إليه الآخرون.

ركِّزْ على الأشياء التي يجب أن تفعلها في سبيل تحقيق الأهداف التي وضعتَها لنفسك؛ فالجميع مشغولون جداً بالعمل على تحقيق أحلامهم، وهو ما يجب أن تفعلَه كذلك.

إقرأ أيضاً: 6 أسرار تمنحك الثقة بالنفس

8. نسيان الماضي وتركه وراءك:

يجب أن تنسى الماضي كلياً وتتركه وراءك، سواء كانت أحداثه جيدة أم سيئة؛ فلن تستطيع أبداً استرداد كل ما كان لديك؛ ومن ثمَّ يجب الامتناع عن التركيز على ما سبق من أحداث.

ركِّزْ على بناء مستقبلٍ مشرق لنفسك وعلى كل ما تستطيع تحقيقه من إنجازات إن لم تستسلم، وذكِّرْ نفسك دوماً بأنَّ أحلامك ما زالت قابعةً في مكانها تنتظرك لتحقيقها، وسخِّر كل طاقاتك واستثمرها في العمل على النجاح.

9. مسامحة نفسك على الأخطاء والعثرات السابقة:

نتشبث في أحيان كثيرة بإخفاقاتنا ومحاولاتنا الفاشلة ونستخدمها في تعذيب أنفسنا ومضايقتها طوال حياتنا؛ لذا يجب أن تسامح جميع الأشخاص الذين ظلموك وجرحوا مشاعرك وسبَّبوا لك الألم.

تعود المسامحة والغفران عليك بمنافع أكبر بكثير ممَّا يكسبه الأشخاص الذين تسامحهم بسببها؛ إذ يسمح لك النسيان والمسامحة بأن تكون حراً لتكون على سجيَّتك وطبيعتك وبأن تمضي قُدماً في حياتك كي تستطيع تحقيق أهدافك.

الأهم من ذلك كلِّه هو أن تسامح نفسك لسماحك للآخرين بأذيتك وجرح مشاعرك، كما يجب أن تغفر لنفسك أخطاءك وعثراتك أيضاً، وتذكِّرَ نفسك بأنَّ الجميع يرتكبون الأخطاء، فلا بأس بأن تخطئ بين الفينة والأخرى؛ لذا تعلَّمْ من أخطائك وتجاربك الفاشلة وامضِ قدماً في حياتك.

إقرأ أيضاً: ما هو مفهوم التسامح؟ وما فوائده وأهميته؟

10. تخصيص وقت استراحةٍ للاستمتاع بالحياة:

يجب أن تبذل قُصارى جهدك للاستمتاع بحياتك حقاً مهما كان عمرك؛ لأنَّك لن تستطيع أبداً استعادة الوقت الذي أضعتَه وأنتَ تشعر بالغضب والإحباط.

إن لم تستثمرْ وقتك للاستمتاع بحياتك بشكلٍ كافٍ ريثما تعمل، وتسعى إلى تحقيق أهدافك، فإنَّك لن تستطيع عندَها الاستمتاع بها بعد أن تحقق كلَّ ما تحلم به من إنجازات وأهداف؛ وذلك بسبب عدم معرفتك لكيفية القيام بذلك؛ لذا افعل الأشياء التي تجلب لك السعادة وتذكِّرك بمقدار ما يجب أن تكون فرحاً وممتناً لأجلها.

في الختام:

مهما بلغ سنُّك في هذه الحياة، ليس العمرُ هو السبب الذي يدفعك إلى نسيان أحلامك ووضعها جانباً على الإطلاق؛ فكلَّما تقدمتَ في السن، زاد نضجُك ووعيُك وثقتُك بنفسك ويقينُك بما تريدُه في هذه الحياة، ويجب لذلك وحده أن يدفعك إلى السعي إلى تحقيق أحلامك.

كذلك، حين تتقدم في السن، ستكون قد انتهيتَ من تربية أطفالك وتعليمهم ولديكَ كلُّ الوقت للتركيز على نفسك وطموحاتك، كما ستكون في هذه المرحلة العمرية قد مررتَ ببعض الأوقات العصيبة التي سبَّبت لك المعاناة والآلام وجعلَتك شخصاً أقوى وأكثر ثقةً وإيماناً بنفسه لمعالجة أي مشكلةٍ قد تواجهك بها الحياة.




مقالات مرتبطة