10 طرق لتعليم الأطفال مهارات إدارة الوقت

يريد معظم الآباء أن يتعلم أطفالهم العادات الأساسية مثل: إدارة الأموال، وعادات العمل، وكيفية التعلم والدراسة، ومهارات الاتصال، وأساليب النظافة الصحيحة، لكن هل فكرتَ في مساعدتهم على إدارة وقتهم بصورة أفضل؟



لكي نكون منصفين، ربما لم يفكر معظمنا في هذا الأمر، وعلى أي حال، وجدَت دراسة أجرَتها جامعة "بنسلفانيا" (University of Pennsylvania) أنَّ الانضباط الذاتي -الذي يُعَدُّ حجر الزاوية في إدارة الوقت- هو مؤشر أفضل للأداء الأكاديمي للمراهقين مقارنة مع معدل الذكاء.

إليك 10 طرائق لتعليم أطفالك المهارات الأساسية لإدارة الوقت من خلال بعض الأفكار التي ستلازمهم طوال الحياة:

1. التعليم في مرحلة مبكرة:

هناك دائماً متسع من الوقت لتحسين مهارات إدارة الوقت، ولكن لماذا تنتظر حتى يكبر أطفالك؟

قد يبدو الأمر وكأنَّه تصرُّفٌ مبالغٌ فيه من قِبَل الأبوين، ولكن يمكِنك البدء في تعليم المهارات الأساسية لإدارة الوقت للأطفال الصغار، فحتى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة قادرون على إكمال المهام البسيطة في فترات زمنية قصيرة، مثل: تنظيف أسنانهم بالفرشاة، أو إعادة ألعابهم إلى مكانها المُخصَّص.

2. وضع برنامج والالتزام به:

يقول الدكتور "روبرت مايرز" (Robert Myers): "تمنح برامج العمل المنتظمة اليوم إطاراً يُنظم عالم الطفل الصغير، فعلى الرغم من أنَّ إمكانية التنبؤ قد تكون مملةً للبالغين، إلا أنَّ التكرار والروتين يمهد طريق النجاح للأطفال. وفي الواقع، منذ الأيام الأولى من الحياة، وُجِدَت برامج العمل، حيث يحتاج الأطفال تحديداً إلى برامج نوم ووجبات منتظمة وحتى إجراءات روتينية تؤدي إلى تلك الأنشطة".

مع تقدُّم أطفالك في السن، يتعين عليك مساعدتهم في إنشاء روتين يومي، والسبب حسب الدكتور "مايرز": "إنَّه يتيح لهم معرفة ما الذي سيحدث وماذا ينتظرهم، ويسمح لهم بالتفكير والشعور بمزيد من الاستقلالية، والأمن والأمان، حيث يؤدي تغيُّر الروتين إلى إزعاج الطفل، وشعوره بعدم الأمان، وسرعة الانفعال".

بالإضافة إلى تنظيم حياتهم، قد يساعدهم هذا على تحمُّل المسؤولية، ويمنحك الفرصة لقضاء وقت ممتع معهم.

هناك بعض الأوقات الواضحة للبدء في تحديد أهداف زمنية بسيطة، وهي:

  • روتين الصباح، مثل تناول الإفطار والاستعداد للمدرسة.
  • روتين ما بعد المدرسة، مثل الأعمال المنزلية والواجبات المدرسية.
  • روتين مسائي يشمل تناول العشاء وتنظيف الأسنان والقراءة قبل النوم.

بالنسبة إلى الأطفال الصغار، قد تحتاج إلى منحهم المزيد من المساعدة عن طريق إنشاء برامج معهم أو استخدام ساعات المؤقت وتقديم المكافآت، أما بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سناً، ستصبح معظم هذه الأهداف عادةً، وإذا كان لدى طفلك هاتف، فيمكِنه استخدام تطبيقات التقويم مثل: "فيرست ذين فيجول شيدل" (First-Then Visual Schedule)، أو تطبيق "ماي هوم ورك" (myHomework)، أو "ريميمبر ذا ميلك" (Remember the Milk).

3. إنشاء تقاويم:

سواء كان ذلك تقويماً ورقياً أم إلكترونياً، اطلب منهم المشاركة في عملية إنشاء التقويم، وضع قائمةً بالتزامات الأسرة وأدرِجها في التقويم، ولتجنُّب الأخطاء، استخدِم الترميز اللوني بحيث يكون لكل شخص لونه الخاص بجدول أعماله، واحتفِظ بالتقويم في مكان يسهل الوصول إليه ومراجعته.

بالإضافة إلى تقويم العائلة، اطلب من أطفالك إنشاء تقاويم فردية خاصة بهم، وبِعَدِّه التقويم الشخصي الخاص بهم، فقد يكون أكثر تعمقاً من تقويم العائلة، وستندهش من مدى رغبة الأطفال الصغار في التحكم في تقاويمهم، حيث يمكِن للطفل أن يساعد في تحديد الأنشطة التي يجب إضافتها وتلك التي يمكِن تجاهلها.

شاهد بالفيديو: 18 طريقة تجعل تربية الأطفال سهلة

4. تحديد الأولويات:

تقول المُدرِّسة المُساعِدة في المرحلة الابتدائية العُليا "مارسيا جروسوالد" (Marcia Grosswald): "من الضروري أن يتعلم الأطفال التفريق بين ما يجب أن يفعلوه وما يرغبون بفعله، وأن يتعلموا تحديد الأولويات والمراقبة الذاتية"، حيث تستخدم "جروسوالد" التشبيه الشائع لواجبات الطلاب بالصخور والحصى والمياه، كما تشير الصخور إلى أهم مهامهم، مثل: المدرسة والنوم، وتُمثِّل الحصى النشاطات اللاصفية، ويُمثِّل الماء الأشياء التي يرغبون في القيام بها، مثل قضاء الوقت برفقة الأصدقاء.

تقول "جروسوالد": "أستخدم جرةً لتمثيل اليوم، وأضع فيها الصخور أولاً لأنَّها أشياء عليك القيام بها سواء كنتَ ترغب بذلك أم لا، ثمَّ أضع الحصى، ولكن ما يزال هناك بعض المساحة في الجرة، لذلك أسكب الماء حتى تمتلئ الجرة، وهكذا يمتلئ يومنا".

 قد يكون هذا نشاطاً يستخدمه الآباء لمساعدتهم في تحديد أولوياتهم.

5. قياس الوقت:

تقول "جروسوالد": "من أجل وضع جدول زمني واقعي، تحتاج إلى إحساس جيد بالزمن، فأنا أُقدِّم لهم جدولاً يُقسِّم ساعات الظهيرة وساعات المساء إلى فترات زمينة مدتها 15 دقيقة بحيث يكون لكل فترة زمنية ثلاثة أعمدة: ما يُخطِّط الأطفال للقيام به، وما الذي فعلوه، والتأمل، حيث يمنحهم هذا الأخير الفرصة للتفكير في الوقت الذي قضوه وتعديل جدولهم وفقاً لذلك".

إقرأ أيضاً: 6 طرق لتعليم الطفل فن إدارة الوقت

6. التعلم مع المرح:

كشخص بالغ، من الصعب أن تتخيل كيف يمكِن لإدارة الوقت أن تكون ممتعةً، ولكن هذا ممكن إن استخدمتَها بعَدِّها لعبة، وحتى يمكِنك زيادة إنتاجيتك من خلالها.

بالنسبة إلى الأطفال، يوصى باستخدام تطبيق "تايمكس تايم ماشين" (Timex Time Machines)، كما يتوفر على الإنترنت ألعاب تفاعلية، وخطط دروس، وأنشطة لتعليم الأطفال في الصفوف من 1 إلى 3 مفاهيم أساسية لقراءة الوقت.

هناك أيضاً أنشطة يمكِنك القيام بها مع العائلة، على سبيل المثال: يمكِنك أن تطلب منهم تصميم ساعة رملية ثمَّ استخدامها كساعة توقيت، وغيرها الكثير من الألعاب الماتعة.

7. الاستقلالية:

بالطبع أنت تريد حماية أطفالك ومساعدتهم قدر الإمكان، ولكن في الوقت نفسه، يجب أيضاً منحهم فرصة لاتخاذ القرارات بأنفسهم.

لنفترض أنَّهم بدؤوا للتو عاماً دراسياً جديداً، وبالتالي أصبح لديهم روتيناً ومعلماً جديداً، وتوقعات وقواعد جديدة، مما يجعلهم يشعرون بالقلق، وهنا بدلاً من إخبارهم بكيفية التعامل مع هذا الموقف، دعهم يُعبِّرون عن مخاوفهم، ويضعون حلولاً لهذه المشكلة، أما عندما يصبحون أكبر سناً، دعهم يُنشئون روتينهم الخاص، واسمح لهم بالتعامل بمرونة مع برامجهم حتى يكون لديهم وقت فراغ، فيكون دورك حينئذٍ تقديم الكوتشينغ لهم ومكافأتهم بدلاً من تلقينهم ما عليهم فعله طوال الوقت.

8. عدم المبالغة في الالتزام:

ماذا يَحدث عندما تُفرط في الالتزام وتضع برنامجاً زمنياً محكَماً؟ ربما تشعر بأنَّك مشغول ومرهق طوال الوقت، وقد تشعر أنَّك مُقصِّر دائماً، وليس لديك مجال لمعالجة ما هو غير متوقع. يحدث الشيء نفسه مع الأطفال، حيث يحتاجون إلى فترات استراحة للعب واللهو بمفردهم، والاسترخاء في نهاية اليوم.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح تساعد الطفل على تنظيم وقته بين الدراسة واللعب

9. تحديد مكان للدراسة:

إذا سبق لك العمل من المنزل، فأنت تعلم مدى أهمية وجود مساحة عمل مخصصة، بل يجب أن يكون هذا الأمر أولويةً قصوى عندما يتعلق الأمر بإدارة الوقت لما له من أثر بالغ في الحد من عوامل التشتيت مثل: التلفزيون أو أفراد الأسرة المزعجين، كما يساعدك على الفصل بين عملك وحياتك الشخصية.

ينطبق هذا الأمر على الأطفال أيضاً؛ إذ يجب أن يكون لديهم مكان مُحدَّد وهادئ وخالٍ من المشتتات حتى يتمكنوا من التركيز على واجباتهم المدرسية، كما يمكِنك أيضاً حثهم على الحفاظ على نظافة المكان وترتيبه.

10. ممارسة دور القدوة:

أخيراً، أفضل طريقة لمساعدة أطفالك على فهم إدارة الوقت فهماً أفضل هي أن تكون قدوةً حسنة لهم، حيث تقول اختصاصية علم النفس "إيلين كينيدي مور" (Eileen Kennedy-Moore): "لا تضمن القدوة الجيدة أنَّ الأطفال سيفعلون ما نريدهم أن يفعلوه، لكنَّ الطلب منهم تنفيذ ما نقوله وليس ما نفعله، لن ينجح بالتأكيد".

يجب أن تظلَّ أهدافك تحت السيطرة، مما يعني أنَّك إذا كنتَ تؤكد على أهمية الجدول الزمني، وفشلتَ في إدارة الوقت، فسوف يلاحظون عدم مصداقيتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة